تحليل نص مقومات الحداثة جذع مشترك تلخيص مقومات الحداثة محمد سبيلا باك
تحليل نص"مقومات الحداثة" لمحمد سبيلا، الكتاب المدرسي، الرائد في اللغة العربية،ص:86 ـ 90
تلخيص نص مقومات الحداثة
ما هي مقومات الحداثة
مقومات الحداثة محمد سبيلا
أسس الحداثة ثانية باك تقويم تشخيصي
باكالوريا
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تحليل نص مقومات الحداثة جذع مشترك تلخيص مقومات الحداثة محمد سبيلا باك
الإجابة هي
تحليل نص مقومات الحداثة محمد سبيلا
أولا- تمهيد:
- اِستهلال للمجزوءة:
تتجاذب التواصل المعرفي مفاهيم مختلفة وبالغة التنوع والثراء، فلا يمكن لأيّ خطاب معاصر أن يخلو منها، سواء أكان يشتغل في إطار نسق معرفي أو بدونه، ولعل من هاته المفاهيم: الحداثة والتواصل والإبداع والعولمة والديمقراطية...مما أدى إلى نمو علم المصطلح نمواً كبيراً استجابة للانتشار المعرفي الحديث الذي نتج منه تدشين مئات المصطلحات سنوياً للتعبير عن المستجدات الحديثة في شتى المعارف الإنسانية، وهو علم حاول أن يخضع المصطلحات لضوابط لغوية ومعرفية.
وحتى نكون على بينة من بعض هاته المصطلحات، وحمولاتها المعاصرة سنشتغل من خلال هاته المجزوءة على مفاهيم الحداثة والتواصل والإبداع.
* التقديم: ماذا يراد بالحداثة؟
مفهوم الحداثة يتفرع إلى ما هو مادي يشبع الحاجيات المادية، وإلى ما هو فكري وعقلي يشبع الحاجيات الروحية. وهي تعني القطيعة مع الممارسات التي تتعارض مع طبيعة العصر والميل إلى الحرية لإرساء مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وانبثاق وضع جديد يعني الابتكار والاجتهاد والاختراع، كما تعني مظهرا من مظاهر رقي المجتمعات وانخراطها في زمن العولمة، وسلوك الفرد مسلك المواطنة، الذي يمنحه حقوقاً أساسية ويشعره بواجباته نحو وطنه وبيئته ومجتمعه، ويحق له تدبير شؤون بلاده العام. كما أنها فكر بنّاء، وممارسة قائمة على قدرة الفرد على التعايش مع الآخر والاختلاف معه، دون مصادمات.
* صاحب النص:مقومات الحداثة محمد سبيلا
كاتب مغربي ( 1942- 2021)، اشتغل في ميدات التدريس، له إصدارات عديدة في الحقل الفلسفي، منها: مخاضات الحداثة، الحداثة وما بعد الحداثة، الأصولية والحداثة، المغرب في مواجهة الحداثة، مدارات الحداثة، دفاعا عن العقل والحداثة (الذي اقتطف منه النص الذي بين أيدينا)
تحليل نص"مقومات الحداثةثانياـ ملاحظة النص:
1ـ قراءة في العنوان:
* تركيبيا: يتكون العنوان من كلمتين اثنتين: "مقومات" و"الحداثة"، وهو مركب اسمي. تعرب "مقومات" خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: "هذه"، وهي مضاف، و"الحداثة" مضاف إليه.
* دلاليا: يحيل العنوان إلى المقومات والأسس التي تقوم عليها الحداثة.
2 ـ علاقة العنوان بالفقرة الأولى.
تتحدث الفقرة الأولى على أن مفهوم الحداثة أصبح غامضا عند العديد من القوى السياسية غير الواعية بأسسه الفكرية، فيحاول الكاتب شرحه. إذن فعلاقة الفقرة الأولى بالعنوان تتجلى في توضيح "أسس الحداثة" ومفهومها الصحيح.
3 ـ علاقة العنوان بمصدر النص:
النص مأخوذ من كتاب: "دفاعا عن العقل والحداثة"؛ حيث نجد الحداثة معطوفة على العقل، تتصدرهما كلمة "دفاعا"، مما يدل على أن الكاتب يحاول الدفاع عن الحداثة بتصوراتها العقلية والفكرية لا بالطريقة التي تفهمها القوى السياسية.
3 ـ فرضية القراءة:
انطلاقا من عنوان النص وبدايته ونهايته، نفترض أن الكاتب سيحاول تحديد المفهوم الصحيح للحداثة، وبيان أسسها ومقوماتها الحقيقية.
تحليل نص مقومات الحداثة ثالثا ـ فهم النص:
1 ـ القضية الأساس في النص:
توضيح الكاتب المفهوم الصحيح للحداثة، وأسسها الفكرية التي تقوم عليها.
2- الأفكار الأساسية:
- التباس مفهوم الحداثة عند الدولة، والكثير من المنظمات والقوى العصرية حيث أضحت ترفعه كشعار دون إدراك معناه أو مقوماته.
- الحداثة كتصور مجتمعي سائد هي تحديث البنيات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والتكنولوجية.
ـ من مقومات الحداثة حرية الأفراد ومسؤوليتهم، وفاعليتهم، وتحررهم من ضغوط التقاليد، مع منح أهمية للعقل، والتاريخ.
- الحداثة تنبع من داخل ثقافة المجتمع، وتقاليده ولغته.
- من معيقات الحداثة الارتباط بالماضي والتقوقع فيه.
رابعا ـ تحليل النص:مقومات الحداثة محمد سبيلا
1 ـ معجم النص:
يتوزع معجمَ النص حقلان دلاليان مختلفان، هما: حقل الحداثة، وحقل التقليد:
حقل الحداثة: الحداثة، شعار سياسي، المجتمع الحاثي، المشروع الحداثي، الحداثة والتحديث، التحديث السياسي، التحديث الاقتصادي، التحديث التكنولوجي، الحداثة مرتبطة بالحرية، تتعلق الحداثة بمسؤولية الفرد وبفاعليته، الحداثة المرجعية، العقل، ليست الحداثة تقنيات
حقل التقليد: لم يعد الفرد خاضعا للتقليد، تحرير الفرد من ضغوط التقاليد، ثقل التقليد، التمسك بالماضي وثقله والتماهي معه معناه أن المجتمع غير قادر على التحديث.
نستنتج أن حقل الحداثة هو المهيمن في النص. كما نلاحظ أن الألفاظ المكونة للتقليد حضرت شارحة للحداثة: " لم يعد الفرد خاضعا للتقليد، تحرير الفرد من ضغوط التقاليد، التمسك بالماضي وثقله والتماهي معه معناه أن المجتمع غير قادر على التحديث". فالكاتب ينتقد التقاليد المانعة من تحقق الحداثة ويهمه الطريقة الصحيحة التي تتحقق بها الحداثة في المجتمع المغربي.
2 ـ سيرورة الحجاج في النص:
الأطروحة: تحديد المفهوم الصحيح للحداثة، ومقوماتها الأساسية.
الأطروحة: التباس مفهوم الحداثة عند الدولة، والكثير من المنظمات والقوى العصرية حيث أضحت ترفعه كشعار دون إدراك معناه أو مقوماته.
- الحداثة كتصور مجتمعي سائد هي تحديث البنيات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والتكنولوجية.
التركيب: الحداثة تنبع من داخل ثقافة المجتمع، وتقاليده ولغته.
3- الوضعية التلفظية في النص:
نوع الكاتب في الضمائر المعتمدة في نصه، بين:
* ضمير الغائب: وأنه/ سياقه/ بأسسه/ يعرفه/ أصحابه/ مسؤوليته/ التمسك بالماضي وثقله/ والتماهي معه/مسبباتها/ بخصوصياتها/ وبميراثها/ نفسها/ وغيرها/تطورها الداخلي/ هو مجتمع الحرية/ فالعقل الذي هو العنصر الثالث/ هذا هو الأمر الذي/ مسؤولية الأفراد وفاعليتهم/ التي هي بمثابة/ هي اليوم مطالبة.
* ضمير المتكلم: نذكر/ مجتمعنا/ ثقافتنا...
----- نلاحظ هيمنة ضمير الغائب بأنواعه المتصل والمنفصل المذكر والمؤنث، المفرد والجمع، وهذا دليل على أن الكاتب محمد سبيلا تعامل مع موضوعه بطريقة موضوعية دون أن يدخل ذاته في تحديد موقفه من الحداثة وتطبيقاتها في المجتمع المغربي. وأورد المجتمع المغربي بضمير "نا": الدال على الجمع التي تفيد أنه أدخل ذاته في الجماعة.
3 ـ الروابط اللغوية في النص:
نميز في الروابط بين:
أ ـ الربط الداخلي: وهو الربط بين الجمل. ومن الروابط اللغوية التي اعتمدها الكاتب:
ـ روابط تفيد الإضافة: هنالك التباس يطال مفهوم الحداثة، خاصة وأنه خرج من سياقه الأكاديمي- وأصبح شعارا للعديد من المنظمات...
ـ رابط يفيد الاستنتاج: أصبح شعارا للعديد من المنظمات والقوى العصرية والدولة نفسها؛ إذ يلاحظ…
ـ رابط يفيد التعارض: ولكن إذا كان مفهوم الحداثة…
ب ـ الربط الخارجي: وهو الربط بين الفقرات.
يتكون النص من أربع فقرات مترابطة فيما بينها بواسطة روابط لغوية منطقية هي: "وبجانب" وهو رابط يفيد الإضافة، وهو يربط الفقرة الثانية بالأولى، والسؤال "هل" الذي يربط الفقرة الثالثة بالفقرة الثانية، والتأكيد "يجب" الذي يربط الفقرة الرابعة بالثالثة.
4 ـ الأساليب الحجاجية:
* أسلوب التعريف: المقصود به التحديد، ويتجلى في قول الكاتب: "إذن فالمعنى المقصود أو المعنى الكامن في هذا الشعار كما يعرفه أصحابه هو التحديث السياسي …". وقوله: "بل الحداثة قبل ذلك، فكر ورؤية جديدة للعالم …"، وكذلك في قوله: " فالحداثة إلى حد ما هي قدر هذا العصر"، "ما يفهم من الشعار في الثقافة المغربية؛"
* أسلوب السرد (توظيف الأحداث والوقائع للتفسير): الالتباس الذي يطال المفهوم؛
* أسلوب الوصف (إبراز مكونات المفهوم وعناصره): وصف أساس الحرية؛
* أسلوب التشابه (تفسير المفهوم بمقارنته بمفاهيم شبيهة): الحداثة والتحديث.
* أسلوب التأكيد: وظفه الكاتب دفاعا عن أطروحته (إن، أن، يجب)
* أسلوب التفسير: تفسير الكاتب موقفه، ومواقف المخالفين " أصبح شعارا للعديد من المنظمات والقوى العصرية والدولة نفسها؛ إذ يلاحظ اليوم أنه ليس هناك خطاب أو موقف …" فقد فسر الكاتب من خلال هذا النص كيف أصبح مفهوم الحداثة شعارا.
وكذلك في قوله: "وقبل أن نذكر هذه الأسس أقول: إن ما يفهم من الشعار المطروح…".
وقوله: "فالحداثة المرجعية تقوم على أساس مسؤولية الأفراد وفاعليتهم؛ إذ أن الفرد لم يعد خاضعا للتقليد…"
وقوله: " ومن السمات الفكرية للحداثة الرؤية التاريخية، أي إرجاع الأحداث إلى مسبباتها …"
5-الخطوات المنهجية التي اتبعها الكاتب لعرض مضمون النص:
اتبع الكاتب مناهج متعددة لإيصال فكرته إلى القارئ، منها:
أ ـ المنهج الاستنباطي:
حيث انطلق من العام (الحديث عن الحداثة بصفة عامة) إلى الخاص (تحديد مقوماتها الأربعة).
ب- بناء النص:
أقام الكاتب نصه على تدرج فكري التزم بنظام الفقرات، الذي يجعل الفقرة السابقة ترتبط باللاحقة وتتكامل معها من حيث المعنى.
كما أقام نصه على نظام العلاقات إذ لا يمكن للحداثة أن تقوم لها قائمة، إلا إذا ما أخذنا بالحسبان الالتباس الذي يلاحقها، ونظرنا إليها في علاقاتها بمقوماتها، هاته المقومات التي لا معنى لها هي الأخرى إلا في علاقتها بالحداثة، التي تعتبر قدر عصرنا.
6ـ الأسلوب التقريري:
استعمل الكاتب محمد سبيلا أسلوبا تقريريا خاليا من الاستعارات والمجازات والتشبيهات، لأنه في سياق تصحيح مفهوم الحداثة للمتلقي، مما فرض عليه أن يلجأ إلى لغة سهلة تمكنه من التواصل معه تواصلا فعالا.
7- التناسق الأسلوبي:
يتميز نص محمد سبيلا، بأسلوبه، وتناسق جمله وفقراته، فالكاتب يولي اهتماما كبيرا للغته. ومن علامات ذلك:
- استفتاح نصه باسم إشارة مقترن بهاء التنبيه، وهو اسم يتضمن فضلا عن هاته الهاء مقطعا طويلا يجعل الصوت يمتد ليعبر عن مقوله بعد؛
- إدراج المقاطع الطويلة بكثرة، مما يجعل اللغة تنساب مسترسلة متأرجحة بين إيقاع يرتفع تارة وينخفض أخرى؛
- تكرار الكلمات خاصة الكلمة المفتاح الحداثة، التي تكررت بمشتقاتها قرابة ثلاثين مرة؛
- استخدام الكلمات المتجانسة التي قد تأتي متقاربة مثل: (الحداثة والتحديث).
تحليل نص مقومات الحداثة خامسا: تركيـب وتقويـــم
نصل أخيرا إلى أن الكاتب محمد سبيلا عالج من خلال نصه مفهوم الحداثة، محاولا تصحيح مفهومها الخاطئ والسائد في المجتمع ولدى القوى السياسية المعاصرة، مبينا أسسها الصحيحة التي تقوم عليها. وقد اعتمد الكاتب في تقديم تصوراته تصميما منهجيا محكما، تجسّد في تناسق وحدات موضوعه وتسلسل أفكاره، متبعا منهجا استنباطيا من خلال الانطلاق من العام وصولا إلى الخاص، ووظف معجما نقديا يتوزع بين حقلين، الأفراد والدول، كما توسل بمجموعة من الأساليب الحجاجية كالتعريف والمقارنة والتوكيد والاستنتاج من أجل البرهنة والاستدلال على صحة موقفه، كما اعتمد لغة تقريرية تنحو نحو الإخبار، والسهولة في تناول الفكرة، والسلاسة والدقة في الألفاظ، وربط بين الجمل والفقرات ربطا متينا متسقا.
وأرى أن الكاتب محق في طرحه؛ لأن الحداثة من المفاهيم التي فرضت نفسها في هذا العصر على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهي رؤية تتغيا تطوير فكر الإنسان وجعله مرتبطا بعصره شريطة أن لا يتخلى عن أصوله وتراثه.