ملخص مجزوؤة الفلسفة محور محطات أساسية من تاريخ تطور الفلسفة جذع مشترك الفلسفة اليونانية ما قبل سقراط
خاص ب: تلاميذة أقسام الجذع المشترك
مجزوؤة: الفلسفة
محور. : محطات أساسية من تاريخ تطور الفلسفة
1-الفلسفة اليونانية
أ- فلسفة ما قبل سقراط .
تقديم: أشرنا في المحور السابق (نشأة الفلسفة ) إلى صعوبة تحديد تعريف عام للفلسفة، وذلك لأنه لا وجود لفلسفة واحدة، بل هناك عدة فلسفات متعددة بتعدد فلاسفتها، وهذا يعني أننا لا ندرس الفلسفة كما ندرس أي علم من العلوم، بل إنما ندرس فلسفات الفلاسفة، أي أفكار ونظريات رجال عاشوا عبر التاريخ، بمعنى أننا لا ندرس الفلسفة بل تاريخها، والواقع أن الفلسفة وتاريخ الفلسفة جانبان مرتبطان من الصعب الفصل بينهما، إن دراسة أفكار أي فيلسوف ما، كثيرا ما تضطرنا إلى الرجوع إلى أفكار فلاسفة آخرين سبقوه أو عاصروه، بمعنى أن دراسة الفلسفة لا تعني في الحقيقة أكثر من دراسة تاريخها.
فما هي المحطات الأساسية في تاريخ تطور الفلسفة؟
إن تاريخ الفكر الإنساني هو تاريخ تطور هذا الفكر، والفلسفة باعتبارها شكلا من أشكال الفكر الإنساني عرفت هي الأخرى تطورا، بل تطورات خلال تاريخها، وخلال هذه التطورات كانت الفلسفة تعكس اهتمامات وانشغالات البيئات التي ظهرت داخلها، لذلك جاءت أفكار وتصورات ومفاهيم الفلاسفة متمايزة ومختلفة، وذلك لأن كل فلسفة هي إجابة على أسئلة عصرها، فالفلسفة اليونانية في بدايتها كانت في مواجهة التساؤل الأنطولوجي (المتعلق بالبحث في الوجود)، وهذا راجع لكون اليونانيين كانوا منشغلين بالبحث في الطبيعة وإيجاد أسبابها وعللها.
إن الفلسفة لم تعرف مسارا أو اتجاها واحدا، ولكنها عرفت مسارات واتجاهات متباينة، فكان تاريخها هو تاريخ التعدد والتنوع والاختلاف، وهذا المظهر لا يظهر بين فلسفة وأخرى، بل يظهر داخل الفلسفة الواحدة، وإذا كنا قد أبرزنا أن الفلسفة تاريخا، فما هي المحطات أو اللحظات الكبرى لهذا التاريخ؟
1.فلسفة ما قبل سقراط ( امتدت من بداية القرن السادس قبل الميلاد إلى نهاية القرن الخامس وبداية القرن الرابع قبل الميلاد)
فلسفة ما قبل سقراط Pre-Socratic philosophy أو قبل السقراطية مصطلح يشير إلى النظريات التى اتبعها الفلاسفة اليونانيون في الفترة مابين عامي 600 و400 ق.م. ويُسمى هؤلاء بفلاسفة عصر ما قبل سقراط، لأن ظهور معظمهم قد سبق مجيء سقراط فيلسوف دولة أثينا الذائع الصيت. وقد كان الهم الأساسي لهؤلاء الفلاسفة فهم وتفسير تركيب العالم-الكون-الطبيعة و معرفة مبدأه وأصله، على أسس ومبادئ عقلية_طبيعية. و قد برز أيضاً في فكرهم حجج أساسية حول التمييز بين الوحدة والكثرة إضافة إلى إمكانيةِ التغييرِ رفض الفلاسفة قبل سقراط التفسيرات التقليدية الأسطورية لظواهر الطبيعة لصالح تفسيرات أكثر عقلانية: وكثير منهم يسأل:
-من أين يأتي كل شيء؟ -ما هو من خلق كل شيء؟-كيف نفسر تعدد الأشياء الموجودة في الطبيعة؟-كيف يمكن أن نقدم وصفاً للطبيعة رياضياً؟
وهم يتدرجون من طاليس، أوائل القرن السادس قبل الميلاد إلى ديمقريطس وأمبادوقليس في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد..وعلى الرغم من أنهم قد ابتدعوا نظريات متناقضة، إلا أنهم يشتركون في الاهتمام الأساسي بأصل الكون، وتسلسلاته الطبيعية المتعاقبة. وقد كان لهؤلاء الفلاسفة فضل وضع الأسس لعمل الفلاسفة والعلماء الذين جاءوا بعدهم..ومازال الدارسون يجهلون الكثير عن فلاسفة ماقبل سقراط؛ لأن معرفتهم كانت تُستمد أساسًا من مقتطفات من كتابات ماقبل سقراط، وأعمال كتاب ومؤلفين من العصر التالي لهم (أي عصر سقراط).
المدارس الفلسفية اليونانية لما قبل سقراط
- المدرسة الأيونية : طاليس - انكسمندرس – أنكسمنس
- المدرسة الفيتاغورية : فيتاغوراس
- مدرسة إيفيسوس : هيراقليطس
- المدرسة الإيلية : بارمندس - زينون
- المدرسة الذرية : ديمقريطس - أنكساغوراس
- المدرسة التركيبية : امبادوقليس
……………………………………………………….
1.المدرسة الأيونية لقد ظهرت لأول مرة في أيونيا حركة فكرية علمية الطابع هدفها تفسير الظواهر الطبيعية لأول مرة بشكل علمي نظري في منأى من الأساطير والخرافات..فحاول الأيونيون الوصول إلى مبدأ واحد يكون أساسا لهذا الكون، وسبب أول وراء جميع مظاهره..ولقد مثل الفلسفة الأيونية الفلاسفة . طاليس وأنكسمندرس وأنكسيمنس..وكان موضوع بحثهم هو الوقوف على مبدأ واحد يكون وراء الفوضى والعماء ويكون ثابت وراء التغير.
طاليس : - أحد الحكماء السبعة، ولد على وجه التقريب في 630 ق م . ويعتبر مؤسس الفلسفة اليونانية القديمة بنمطه الفكري الخاص،بوصفه أول من تحدث عن عنصر طبيعي أول كأصل لكل شيء. من خلال ملاحظته لأهمية الماء في حياة كل الموجودات. وأول من أسس أول مدرسة فلسفية في التاريخ( المدرسة الأيونية). ومتبث تاريخيا أنه كان متعدد الأسفار خاصة إلى مصر..حيث درس العلوم الرياضية-الهندسية والفلكية.. على يد الكهنة المصريين توفي في سن متقدمة وعلى قبره نقشت العبارة التالية في هذا القبر الصغير يرقد طاليس العظيم.
-تكمن أهمية طاليس في تاريخ الفلسفة في محاولته حل أقدم مسألة على الإطلاق، شكلت صراعا لدى المفكرين. وهي مسألة الواحد والكثير. التي تهتم بتحديد طبيعة العلاقة بين الوحدة والتنوع..منطلقا من التساؤول التالي : هل يمكن أن يوجد وراء هذا التنوع والإختلاف والفوضى الذي نشاهده بحواسنا قانون أو مبدأ موحد و منظم له، بحيث يجعله متلاحم ومتناسق ومنسجم؟ بمعنى هل الكون عبارة عن نظام متناغم أم فوضى وعماء؟
-كانت غاية طاليس في بحثه الفلسفي هذا إيجاد ما يسمى ب ''الحقيقة الأساسية-الجوهرية'' أي المبدأ الذي تنبثق منه كل الأشياء، وبه تكتسب وحدتها وتناغمها.
-قال طاليس إن الجوهر الأساسي/المادة الأساسية/العنصر الأول الذي جاءت منه كل الأشياء في الكون-الطبيعة هو الماء.
-توصل طاليس إلى مبدأ الماء كجوهر للأشياء جميعا ناتج عن ملاحظته أن كل شيء ضمن اختباره سواء من حيوانات او نباتات أو جمادات..يظهر أمام الملاحظة الحسية( العين) في حالة من تلاث حالات. إما صلبة أو سائلة أو غازية..فمهما كان تنوع واختلاف الموجود متعددا يمكننا إحالة كل ما نراه إلى إحدى هذه الحالات الثلاث.
-تساءل طاليس حول إمكانية وجود مادة ضمنية خارقة للطبيعة تفسر هذه الحالات الثلاث المختلفة للأشياء، فبحث عن مادة تتمتع بالقوة أو القدرة على التواجد بأي من هذه الحالات الثلاث وكان اختياره على الماء لما فيه من خصائص..فالماء حسب طاليس في حالته الطبيعية هو سائل، وعندما يتجمد يصبح صلبا، وعندما يتبخر يصبح بخارا أو غازا وهواء. إذن فلابد أن يكون كل شيء مكون من الماء،..كما لاحظ طاليس أن كل أشكال الحياة في الوجود تتطلب الماء.
-إلى جانب كون طاليس فيلسوفا يشهد له أنه كان عالم.. وعلى وجه التخصيص قد بحث في علوم الفلك والرياضيات..وكان أول من تحدث عن المجموعة الشمسية، وحاول ان يقدر حجم الشمس وكل ما يتعلق بالطبيعة..وقد تنبأ بكشوف الشمس يوم 20 ماي عام 585 ق بشكل دقيق، وهذا ما حدث بالفعل..وينسب إليه أنه أول من قسم السنة إلى أربعة فصول،شتاء-ربيع-صيف-خريف..وأول من قال بأن عدد أيام العام 365 يوما..ويبقى أهم ما ينسب إليه كونه أول من قام بحساب قياس طول الأهرامات وأول من اكتشف النظرية الهندسية القائلة بأن زوايا المثلت المتساوي الأضلاع متساوية.
أنكسمندرس : -تلميذ طاليس و أحد عظماء الفلسفة الطبيعية للقرن 6 ق م. انطلق بدوره من نفس التساؤل حول أصل العالم-الكون، وعن المبدأ الأول الذي يمكن أن نفسر به كل ظواهر الطبيعة.
-اختلف مع أستاذه طاليس حيث لم يقول بالماء كأصل للعالم، وإنما رجح مبدأ أخر. إذ اعتقد في وجود عدد لا نهائي من العوالم، وأنها جميعا جاءت من شيء ما وتعود وتفنى في نفس الشيء وقد سمى هذا المبدأ ب (الأبيرون) أي اللامتعين/ واللامحدود لا من ناحية الكم ولا من ناحية الكيف ولا من ناحية الزمن، سرمدي قديم أزلي.
-مبدأ 'الأبيرون' ليس عنصرا واحدا ولا محددا ، ولكنه الجوهر الكامن بين مزيج من العناصر الطبيعية المختلطة اللامتناهية..وهذا ما يجعل منه مبدأ متافيزيقيا .
-مثله مثل طاليس كان عالما في الرياضيات والفلك..لكن اهتماماته تجاوزت دائرة اهتمام طاليس، إذ إلى جانب كونه فيلسوف فهو عالم موسوعي..فإلى جانب أبحاثه الرياضية والفلكية اهتم بالجغرافيا إذ ينسب إليه أنه اول من وضع أول خريطة للأرض المعروفة وقت ذاك..كما اهتم بعلوم الأحياء وتاريخ الحضارات والأنتروبولوجية أي علم ثقافة المجتمعات البشرية، والأرصاد الجوية.
-وأخيرا يمكن تلخيص أهم ما جاءت به أفكاره للخروج من التفكير الأسطوري والخرافي في النقاط التالية :
•اعتبر الكون كخلية مستقلة ومنظمة ذاتيا.
•الكون أصبح محكوما ذاتيا بقانون عام، وليس بواسطة إله أو أية قوة أسطورية.
•العدالة معه لم تعد تتوقف على أهواء طاغية كما كان معهود، ولكن لها قوانين كونية تضبطها وتنظمها.
•تنبأ بوجود عوالم متعددة.قال بأن هذا العالم الذي نسكنه ليس هو الوحيد، ولكن هناك عوالم أخرى لا متناهية.
-أنكسيمنس : هو تلميذ أنكسيمندرس، وقد كان أقل منه توفيقا في العلوم وأضيق خيالا..لم يتفق مع طاليس في وضع عنصر الماء كمبدأ أول للطبيعة..إذ ذهب إلى أن الماء ليس إلا صورة من صور الهواء المضغوط عند التكثف..فقال بأن الهواء هو المبدأ الأول للوجود-العالم..وقد جاء ترجيحه للهواء كمبدأ أول للوجود من ملاحظته لكل الموضوعات الحية من حيوان وإنسان ونبات التي لا تقوم لها حياة دون الهواء ودون عميلة التنفس..شهيق الأوكسيجين وزفير ثاني أوكسيد الكاربون.
-فالهواء أسرع حركة وأوسع انتشارا ومن تمة أكتر تحقيقا للامتناهي..فالهواء نفس العالم وعلة وحدته..والموجودات تحدث من تكاثف وتخلخل الهواء..فعندما يتخلخل الهواء ينتج النار وما يتصل به من الظواهر الجوية النارية والكواكب، وعند تكاثفه ينتج الرياح فالسحاب فالمطر..وتكاثف الماء ينتج التراب فالصخر.
تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي