مقالة فلسفية هل الفرضية خطوة مهمة في بناء الحقيقة العلمية باك علوم تجريبية
مقال هل الفرضية خطوة مهمة في بناء الحقيقة العلمية
المستوى نهائي علوم تجريبية
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك bac 2023 الجزائر يسرنا بزيارتكم في موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net أن نقدم لكم افضل وأروع المقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك 2023 لجميع الشعب على صفحة موقعنا النورس العربي كما نقدم لكم أعزائي الطلاب والطالبات مقالة فلسفية وهي إجابة السؤال الفلسفي القائل.. هل الفرضية خطوة مهمة في بناء الحقيقة العلمية خاص بشعبة علوم تجريبية 2023
وهي على النحو التالي
الموضوع : هل الفرضية خطوة مهمة في بناء الحقيقة العلمية ؟
يهتم المنطق المادي أو المنهج التجريبي بدراسة الظواهر الطبيعية في مختلف العلوم من اجل تفسيرها ومعرفة العلاقة السببية لها، لكن الفلاسفة اختلفوا في بعض خطواته وبالتحديد القرصية ، فهناك من يرى أنها خطوة هامة في بناء القانون العلمي ، في حين يرى اتجاه ثاني أن الفرضية خطوة غير ضرورية في الاستقراء ولا تتلائم مع خطواته التجريبية ، في ظل هذا العناد الفلسفي بين المدارس الفلسفية نطرح المشكلة التالية : هل الفرضية خطوة هامة في المنهج التجريبي ؟ وهل فعلا تساهم في بناء الحقيقة العلمية ؟
آرى الفلاسفة
يرى أنصار المذهب العقلاني الذي مثله فلاسفة العلم أبرزهم كلود برنار أن الفرضية أو الفرضيات لا غنى عنها في الاستقراء أو خطوات المنهج التجريبي عند العالم أثناء محاولة تفسير الظاهرة العلمية من اجل معرفة العلاقة بين العلة والمعلول أو بين السبب والمسبب ، فمن المستحيل حسب الاتجاه العقلاني تحييد العقل في عملية تفسير الظاهرة الطبيعية عند الممارسة الميدانية في المخبر من طرف العالم في أي علم سواء كان مادة حية أو مادة جامدة ، فلافتراض أو الفرضيات التي يضعها العالم قبل التجريب والتي هي تفسير مؤقت للظاهرة من اجل بناء قانون علمي يعرف من خلاله سبب وقوع الظاهرة والعلاقة السببية لها ،لذلك ترى النظرية العقلانية أن الافتراض العلمي يعد من الخطوات الأساسية و الاجرائيىة في الاستقراء والمنهج التجريبي بشكل عام ، من هنا عد الفرض خطوة تمهديه للقانون العلمي ، فالفرض يوضع في البداية على أساس الظن والتخمين فان أيدته التجربة انقلب إلى قانون وان كذبته التجربة استبدل بغيره وهكذا حتى يصل إلى تفسير صحيح للظاهرة الطبيعية ، ومن اشد المدافعين عن هذا المبدأ العالم كلود برنار حيث قال( أن الفرض هو المنطق الضروري لكل استدلال تجريبي ). وقال أيضا (أن الملاحظة توحي بالفكرة والفكرة تقود إلى التجربة والتجربة تحكم بدورها على الفكرة). ومن هنا كان الافتراض خطوة تمهيدية للحقيقة العلمية وبناء القانون والنظرية التي تفسر الظاهرة العلمية ، فحسب الاتجاه العقلاني لا يمكن للباحث أثناء دراسة الظاهرة العلمية تحييد العقل في تفسير الظاهرة ، بل يعد أداة تحليل وابتكار واستنتاج وبناء أفكار تساعده على تفسيرها ، وعلى هذه الأساس يرون أن العالم الجيد ومن خلال ملاحظته للظاهرة يضع فرضيات تفسر الظاهرة قبل التجربة داخل المخبر ، وعلى هذا أساس يقول كارل بوبر (أن الملاحظة مثقلة بالفرضية).
ومن خلال موقع النورس العربي alnwrsraby.net وهنا نقول
لا يمكن إنكار دور الفرضية عند العلماء في تفسير الظاهرة العلمية ،لان وظائف العقل المختلفة من إدراك وخيال وتحليل قادرة على تحديد واستنتاج الفرض بشكل دقيق يساعد على فهم الظاهرة بأقل جهد وما على الباحث إلا التأكد من ذلك مخبريا ، غير أن بعض العلماء اعترضوا على مبدأ الافتراض واعتبروه لا بتناسب مع منهج المنطق الاستقرائي الواقعي القائم على الموضوعية ، في حين يرون أن توظيف العقل في البحث العلمي هو نوع من الذاتية والخيال الذي يعيق البحث العلمي ويسيء إليه لذا وجب رفضه.
وعلى النقيض من ذلك يرى المذهب التجريبي الذي مثله مجموعة من الفلاسفة وعلى رأسهم جون ستيوارت ميل و دافيد هيوم وإسحاق نيوتن و ماجندي ، أن توظيف الفرضيات في الاستقراء من اجل تفسير الظاهرة لا يتلائم مع العمل التجريبي داخل المخبر وخارجه واعتبره مخاطرة ومجازفة وقفزة نحو المجهول في إعداد وصناعة المعرفة العلمية ،بحجة أن التجريب هو الوحيد الذي يحدد العلاقة السببية للظاهرة ويفسرها دون الحاجة إلى الظن والتخمين من احل أن يبقي البحث العلمي في سياقه الصحيح دون تشويش وعلى هذا يقول إسحاق نيوتن (إنا لا اصطنع الفروض ).وقال ماجندي لتلميذه كلود برنار (اترك عباءتك وخيالك عند باب المخبر ).في حين يؤكد الفيلسوف جون ستيوارت مل رفضه الكامل لمبداء الافتراض من خلال الوقوف على ما تقدمه الملاحظة الحسية دون اللجوء إلى الفروض واعتبر أن العقل لا وظيفة له في التجريب العلمي ، لأننا ننتقل من الملاحظة إلى التجريب باصطناع بعض الطرق الاستقرائية من اجل تفسير الظاهرة ومعرفة العلاقة السببية لها ، فعلي سبيل المثال إذا أراد باحث معرفة ما إذا كان معدن ما قابل للتمدد بالحرارة فان التجربة هي التي تجيب ذلك دون فروض من العقل ، فيكفي الملاحظة والانتباه حتى يعرف ذلك ، ولا يكون في حالة فرض أو استنتاج مسبق ، وعلى هذه الأساس يقول ما جندي ( إن الحادثة التي يلاحظها الباحث ملاحظة جيدة تغنيه عن سائر الأفكار والقروض ).
غيران النزعة التجريبية وعلى الرغم من سعيها إلى تحقيق الموضوعية بتحييد العقل ، إلا أن هذه الاتجاه تصدى له الكثير من الباحثين بحجة أن التجريب دون فكرة مسبقة يتعبر مجازفة لان الحوادث وتفسيرها تجريبيا لا يكفي لتؤسس علما دون العقل الذي بعنبر ملكة لا غنى عنها في التحليل والتوجيه ، لذلك يقول بوانكاريه (فكما أن كومة من الحجارة ليست بيتا كذلك اجتماع الحوادث دون ترتيب ليس علما ).وعلى هذه بظهر قيمة العقل المبدع ودوره الهام في تفسير الظاهرة العلمية من خلال وضع الفروض التي تفسر الظاهرة.
إن موقف النزعة العقلانية التي ترى أن الفرضية خطوة هامة في المنهج التجريبي والتي تساعد العالم في تفسير الظواهر الطبيعية واعتبرته خطوة هامة في بناء النظرية العلمية ، في حين اعترضت النزعة التجريبية على ذلك والتي ترى آن الفرض خطوة غير هامة في الاستقراء أثناء تفسير الظاهرة الطبيعية باعتباره يغير ويشوش عملية البحث في المخبر،إلا أن الروح العلمية الحديثة تجاوزت هذه الخلاف والوصول على حل منطقي لهذه المشكلة التي تؤكد على أهمية الفرض العلمي ودوره الايجابي في التأسيس للحقائق العلمية لكن بضبطه بشروط وقواعد تنسجم مع الروح العلمية للباحث ، وعلى هذا الأساس يقول كلود برنار ( الحقيقة انه لو فرض فرض لم تستطيع التجربة أن تتحقق منه كان ذلك خروج عن المنهج التجريبي ).
خاتمة المقال
فمن خلال هذا التحليل نستنتج أن الافتراض العلمي بشكل عام خطوة حاسمة في الاستقراء والمنهج التجريبي اثناء محاولة فهم الظاهرة الطبيعية في مختلف العلوم ، لأنه يستحيل من الناحية المنطقية رفض أفكار وتحليل العقل والاكتفاء بالملاحظة دون تقديم وجهة نظر تساعد العالم مخبريا على توجيه التجربة داخل المخبر ، وعلى هذه الأساس يبدو أن الافتراض لا غنى عنه في المنهج التجريبي في بناء القانون العلمي والمعرفة العلمية بشكل عام .