في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

مقالة الحتمية مختصرة 2022 2023 

مقالة الحتمية مختصرة 

مقدمة خاتمة حول الحتمية 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ مقالة الحتمية مختصرة 

الإجابة هي 

مقالة الحتمية

مقدمة 

لقد ظلت الطبيعة لغزا أمام العلماء، فسعوا إلى دراستها بهدف التوصل إلى القوانين التي تحكم الظواهر، وهنا استند البعض منهم إلى مبادئ العلم أهمها مبدأ الحتميةالذي مفاده أن نفس الشروط تؤدي بالضرورة إلى نفس النتائج معتبرين أن الطبيعة تخضع لحتمية مطلقة، وعلى النقيض اعتبر البعض الآخر أنها لا تخصع لنظام ثابت، فهل تخضع الطبيعة لمبدأ الحتمية أم لمبدأ اللاحتمية؟ هل تخضع الطبيعة لنظام ثابت؟

الأطروحة الأولى:

يمثلها دعاة الحتمية: (دولابلاس، كلود برنارد، هنري بوانكاري، غوبلو): يرى هؤلاء أن ظواهر الطبيعة تحكمها الحتمية فهي تسير وفق نظام ثابت يسمح بالتنبؤ ما يجعل نتائج العلوم التجريبية ثابتة دائما، فالحتمية تتمثل في الترابط الضروري بين الظاهرة وشروطها، أي أن كل ظاهرة طبيعية مقيدة بشروط تحدثها وأن تكرار نفس الشروط يؤدي إلى تكرار نفس الظاهرة، كما أن قيمة القوانين العلمية تتمثل في حتميتها وفي إمكانية التنبؤ بها. وبناء على هذا تكون الطبيعة خاضعة بنظام مطرد بعيد عن التناقض والاضطراب. فنجد دولابلاس اعتبر أن الكون آلة ضخمة يحكمها نظام ثابت حيث يقول: "إن كل ما يجري في الكون خاضع لنظام ميكانيكي"، وإذا كانت الحتمية تحكم الظواهر فإنه يمكن التنبؤ بمصير الأحداث، يقول: "يجب علينا أن نعتبر أن الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالته السابقة وسببا في حالته التي تأتي من بعد ذلك مباشرة" حيث نجد كلود برنارد: اعتبر أن مبدأ الحتمية لا يطبق فقط في الفيزياء، وإنما هو مبدأ عام تخضع له العلوم الطبيعية كلها، لأنه ضروري لعلم الأحياء، كما هو ضروري لعلم الفيزياء والكيمياء ولولاه لما أمكن تأسيس العلم. حيث يقول: "مبدأ الحتمية ضروري للبيولوجيا كما هو ضروري لعلم الفيزياء والكيمياء"،ويرى أن النقد العلمي يضع كل شيء موضوع الشك إلا الحتمية العلمية. كما أن هنري بوانكاري يرفض أن تكون هناك ظاهرة علمية لا ترتبط دائما بنفس الشروط، كما يرفض القول بالعشوائية والصدفة حيث يقول: "العلم حتمي بالبداهة"،وبالتالي فهو يعتبر أن الحتمية مبدأ لا يمكن الاستغناء عنه في أي تفكير علمي فهو يشبه بديهيات الرياضيات. ويرى غوبلو أن الطبيعة قائمة على مبدأ الحتمية ولا وجود للصدفة فيها، وهذا ما يجعل قيام العلم ممكنا ونتائجه صحيحة حيث يقول: "الطبيعة لا تخضع للصدفة ولا للأمزجة ولا للعجائب كما أنها لا تتصرف بحرية كاملة"، ويقول أيضا: "الكون متسق تجري حوادثه وفق نظام ثابت"، إن القول بالحتمية دليل على أن جميع النتائج التي تتوصل إليها العلوم التجريبية هي نتائج دقيقة وثابتة دائما.

نقد الحتمية :

 إن مبدأ الحتمية مبدأ نسبي وغير مطلق، ولا يوحد أي سند عقلي أو ضمان يؤكد أن الظاهرة ترتبط بشروط محددة لا يمكن أن تتغير لأن القول بثبات الكون قول مبالغ فيه. كما أن الواقع يثبت أن التنبؤ في الطبيعة لا يكون دائما صحيحا.

الأطروحة الثانية:

يمثل هذا الاتجاه دعاة اللاحتمية (الفيزياء المعاصرة: هيزنبورغ، بلانك)، حيث يرى أن دعاة الفيزياء المعاصرة أن الكون لا يخضع لنظام ثابت وبالتالي لا يمكن إرجاع الظواهر الطبيعية لمبدأ الحتمية لأن معطيات العلم في القرن ال20 زعزعت الاعتقاد بالحتمية المطلقة مما أدى إلى ظهور ما يعرف بأزمة الحتمية، إذ تبين أن مبدأ الحتمية لا يصدق سوى على العناصر الأولية التي تتكون منها الظواهر الطبيعية، أي أنه ينطبق على الظواهر الفيزيائية الكبرى أو ما يعرف بعالم الماكروفيزياء، أما عالم الميكروفيزياء (الأجسام متناهية الصغر) فهو يفلت من قبضة الحتمية ويخضع للاحتمية، حيث أن الظواهر متناهية الصغر تتحرك وفق مبدأ الإمكان والحرية والاختيار. فالطبيعة هنا تسير في اتجاهات مختلفة ولا يمكن التنبؤ بظواهرها في المستقبل.

حيث أن هيزنبورغ اعتبر أن قوانين الميكانيك الكلاسيكية المطبقة على العالم الأكبر (عالم المركبات) لا تنطبق على العالم الأصغر حيث أوضح أن قياس الالكترون في الذرة أمر صعب للغاية حيث يقول: " كلما دق قياس موقع جسيم غيرت هذه الدقة كمية حركته. كلما دق فياس حركة كميته التبس موقعه. يمتنع أن يقاس موقع الجسيم وكمية حركته معا فياسا دقيقا". و تواصلت أزمة الحتمية مع بلانك الذي أثبت أن إصدار الطاقة يتم بصفة غير منتظمة ولا يخضع لمبدأ الحتمية وهذا ما يثبت أنه من الصعب التنبؤ بنتائج الظواهر حيث أصبح تفسير ظواهر الكون استنادا لمبدأ الحتمية أمرا غير ممكن . يقول غاستون باشلار: "إن العلم الحديث هو في الحقيقة معرفة تقريبية"، وانطلاقا من هذه الحقائق التي غيرت المفهوم التقليدي للحتمية أصبح علماء الفيزياء يتكلمون بلغة الاحتمال والنسبية لا بلغة الثبات والمطلقية.

نقد:

 إن القول بمبدأ اللاحتمية فيه نفي للقوانين العلمية وللقدرة على التنبؤ بالظواهر لأن القول بعد وجود نظام ثابت تستند إليه الظواهر الكونية يجعل من المستحيل بناء قوانين علمية لأن قيام العلم يشترط أن ترتبط الظاهرة بشروط ثابتة.

 التركيب:

  يمكن الجمع بين الأطروحتين بالقول أن هناك من ظواهر الطبيعة ما يخضع لحتمية مطلقة، وهناك ما يسير وفق الصدفة والعشوائية.

 الخاتمة:

 إن مبدأ الحتمية حتى وإن كان لا يحكم جميع ظواهر الطبيعة فإنه ضروري للعلم لضبط قوانين تفسر سير الزواهر، غير أن هذه الحتمية ليست مطلقة وهذا ما يفسره اختلاف القوانين ونسبية النتائج في العلوم التجريبية

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

...