محاضرة السنة الثانية علم الاجتماع أهمية الجزائر اقتصاديا وإستراتيجيا في ظل الحكم التركي
محاضرات السنة الثانية علم الاجتماع الجزء الاول
أهمية الجزائر اقتصاديا وإستراتيجيا في ظل الحكم التركي:
· نظرا لأهميتها توجهت الأطماع إليها منذ بداية القرن 19م حيث كان القائد دفال من الدعاة الأساسيين لاحتلال الجزائر وهو ما ساهم أكثر إلى مسألة تعقيد الديون وتمثيل مشهد حادثة المروحة.
· بالاظافة إلى تعفن الوضع على المستوى الداخلي وفقدان الجزائر لقوتها البحرية، وعدم تحصين مناء سيدي فرج.
· بالاظافة إلى انغماس الحكام في الترف والملذات هذا أدى إلى سيطرة اليهود على الاقتصاد ثم غياب الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله.
· أما بالنسبة للريف في ظل الأتراك، كانت الحياة فيه قاسية وتعرض للغارات التركية بسبب رفض الأهالي دفع الضرائب.
· وظلت القبائل في هذه الفترة تعيش وسط الصراعات الدموية، هذا الذي منع إنصهار المجتمع في بوتقة واحدة مع الأتراك.
· إذا عدنا إلى الجزائر نجدها لم تستطع تقديم قواعد زراعية، والسبب يعود في ذلك إلى عدم ملائمة البيئة.
· والحقيقة أن هناك ظاهرة لم يهتم بها الدارسون في المغرب ولم يقدموا لها التفسيرات الكافية، ألا وهي ظاهرة القرصنة التي ظهرت مع انحطاط تجارة القوافل وانقطاع طريق الذهب. إذ كان لابد البحث عن موارد جديدة لمجالات أخرى وكان السبيل في ذلك الدولة.
· وهذا ما يؤكد على أن الجزائر قد استندت على القرصنة من القرن 7 إلى 18 . دون الاعتماد على الإنتاج الفلاحي.
· اما عند دخول الاستعمار الفرنسي فكان الوضع الاقتصادي يسير في إطار القبيلة.
· يعني هذا أنه كان ذا طابع استهلاكي وأن بعض المعاملات والمبادلات الخارجية كانت تتم بواسطة المقايضة.
· لكن مع الاحتكاك بالاستعمار الفرنسي تم إدخال النقد، وتحول دفع الضرائب إلى الفرنسيين إلى النقد.
· فأصبح الفلاح غير قادر على الدفع، مع غلاء أسعار المواد الزراعية، وبتالي تحول الفلاح من النمط المغلق إلى النمط المفتوح دون أن يكون مستعد لهذا التغير.
· ورغم هذا بقية القبيلة ملاذا للفلاح هروبا من عدوا النقد، ولكن بعد 1863م لم يستطع الآلاف الاستمرار مع عملية التجزئة للأرض وبالتالي الاضطرار للدخول في الدائرة النقدية بإمكانيات محدودة.
· هذا ما أدى إلى ظهور عملية التبادل غير المتكافئ ما بين الفلاحين والقطاع الاستعماري أثناء عملية البيع والشراء
· أصبح بعد ذلك النقد يشكل علاقة احتياج اجتماعي، وخضع الفلاح الجزائري للتاجر الفرنسي والأوربي.
· وبهذا خلق الاستعمار مجموعة من النشاطات المكملة للاقتصاد الفرنسي.
· إن العلاقة التي أصبحت تجمع المستعمر بالمستعمر هي شبيهة بعلاقة السيد بالعبد وبين كذلك المبادر الرأسمالي والبروليتاري.
· هذا الذي أدى إلى تشكيل عوارض التخلف الاقتصادي، وتتطبع بلا توازن.
· يمكن تسجيل ثلاث محطات تاريخية في تاريخ الكفاح الجزائري من (1912 – 1954).
· حاول الاستعمار التوسع على حساب كل المناطق، ولكن رد فعل الجزائريين أخمدت محاولاته. وأكبر ضربة وجهة للاستعمار الفرنسي هي قطع رأس أحد أبناء"أميدي بورمون" ، بالإضافة إلى حالة السخط التي كانت تعيشها فرنسا اتجاه "شارل العاشر" الذي أراد استرضاء خصومه بالتوسع في الجزائر، بالاظافة إلى فرقة المشاة التي كانت تحت يد القائد "كلوزال" والهدف منها، الاقتصاد في المال من حيث التكاليف، والهدف الخفي هو تعزيز العداء بين الجزائريين.
شاهد أيضاً من هنااااااا
جميع محاضرات السنة الثانية علم الاجتماع الجزء الاول
أما الجزائريين فقد واجهوا هذا عن طريق القلم وتأسيس الأحزاب والحركات. وقد حدثت تناقضات بين الجزائريين في أسلوب نيل الاستقلال إلى أن اندلعت الثورة.
لقد ظل الجزائري يبحث عن السند المادي والمعنوي، وبالتالي فقد الثقة في كل ما يقدم لديه، وليس غريبا أن نرث بعد الاستقلال صورة الدولة كمفهوم التصق بمفهوم البايلك.
فساد الاعتقاد بتسمية كل المؤسسات بالبايلك الذي كان يحتل في الشعور الفردي والجماعي،تلك المساحة من المرافق التابعة للدولة.
لقد كسرة هذه الثقافة القهرية في النفوس حس الدولة، واقترنت بعد ذلك صورة الدولة بالبطش والخوف والعقاب، فورث معها الشعب الجزائري كل ما يعزز مشاعر الكره والبغض نحو الاستعمار، فتحولت هذه المشاعر إلى عنوان للوطنية عبر عنها الشعب الجزائري بالكفاح.
· وهنا شهد الفرد بعض المكاسب التي تحولت إلى غير أصحابها، وأحس معظم المجتمع أن تلك الأجهزة التي خلفها المستعمر، تتحالف ضد الفئات التي دفعت ضريبة كبيرة أثناء الثورة، حيث أصبحي هذه الأجهزة في نظر المجتمع هي وجه من أوجه المستعمر، وأصبحت قائمة على المصلحة التي كرست روح الانتهازية والسرقة والتبذير والتحطيم، وتدن الوضع إلى أدنى حد من التماسك وذلك خلال العقود الأربع الماضية، بالإضافة إلى تقلد بعض العناصر ذات النزوع الفرنسي خلال عهد الأحادية لبعض المناصب السامية وبتالي انحدار مستوى الوطنية وعليه أصبح كل شيء يدور بـ:
القبيلة والفئة والمحسوبية
وانتشرت ثقافة التمتع بمكاسب الدولة، مما سهم في انحدار سلم القيم.
· إلا أننا نلحظ تراجعا عن بعض المواقف خلال التعددية الحزبية وخاصة في نهاية التسعينات، ومن حيث النتائج المترتبة عنها كعملية تاريخية معقدة ذات إفرازات طويلة المدة أعيد إنتاجها في الكثير من الأحيان بعد الاستقلال مباشرة، وأهم هذه الظواهر ما أصبح يسمى اليوم بـ: "الفقر الثقافي" والذي سببه انعدام المؤسسات التي تهتم بعملية الإنتاج العلمي. وبعدما أصبحت كذلك فاعلية القاعدة الأحادية غير مجدية ظهرت مفاهيم جديدة مثل: (حقوق الإنسان، الديمقراطية، التعددية)، التعددية التي سمحت بتجنيد قوى اجتماعية جديدة لتحل محل القوى التقليدية، المرتبطة بجبهة التحرير الوطني.
خلاصة:
إذا حركة التاريخ وواقع الاجتماع ظلت في الجزائر عرضت التخلفات، هذا ما انعكس سلبا على التراكم الحضاري باسترسال الروح القبلية، وطبعت المجتمع الجزائري. وحتى على مستوى المدينة وطرق المعاش، وخير دليل على ذلك أنه حتى في مجال العمران كل المدن والقرى التي أنشأت، مازالت كذلك إلى يومنا هذا تتشكل وفق انتماءات قبلية.