هل حفظ المسلمون التراث اليوناني من الضياع
باك 2022 هل حفظ المسلمون التراث اليوناني من الضياع
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ هل حفظ المسلمون التراث اليوناني من الضياع
الإجابة هي
هل حفظ المسلمون التراث اليوناني من الضياع ..... ؟
الجواب هو أن المسلمين لم يحفظوا التراث اليوناني من الضياع .
فهذا مجرد وهم متداول و مقولة يكثر تكرارها دون بحث و لا تفكير ، خاصة لدى طائفة من الإسلاميين و العروبيين .
أما الواقع فهو أن جل كُتب التراث اليوناني التي لدينا اليوم نملك أصولها باللغة اليونانية ، و هذا الإدعاء أو الجملة أعلاه في ( الصورة ) من أكثر العبارات التي يتم ترديدها . حتى رسخ في أذهان الكثيرين أن تراث اليونان الفلسفي لم يكن لينجو لولا عناية المسلمين به .
و صار البعض يتوهم أن الكتب الأصلية ضاعت و أندثرت و ما يوجد اليوم منها هو ترجمات عن الترجمات العربية ، و صارت القضية مسلمة من المسلمات و أسطورة أخرى من الأساطير الشائعة عند الإسلاميين و حول تصوراتهم عن التأثيرات الثقافية للحقبة الإسلامية في القرون الوسطى .
إن أبسط إطلاع على ما ترجمه العرب قديمًا من كتب يونانية و ما يوجد منها اليوم يكفي لنسف هذا الوهم لذي تروج له قناة الجزيرة فالعرب لم يترجموا يومًا كُتب التاريخ اليونانية لهيرودوت و ثوسيديدس و زينوفون و بلوتارك وبوليبيوس إلى آخره و هي موجودة إلى اليوم و لم تضع .
و العرب لم يترجموا شعر اليونان و أدبهم و مسرحهم ، لكن جزء معتبر من ملاحمهم و شعرهم و مسرحهم و أساطيرهم لا يزال محفوظًا و متداولًا .
بل إن المسلمين لم يترجموا جل كتب أغلب الفلاسفة الإغريق و الهيلينيين التي هي بين أيدينا اليوم ، فجل أعمال و محاورات افلاطون مثلًا لم تترجم ، و كثير من كتب ارسطو نفسه لم تترجم إلى العربية ككتاب السياسة و كتاب ما وراء الطبيعة ( قد يكون ترجم و ضاعت ترجمته العربية ) ، و بدل عنه تمت ترجمة كتاب أثولوجيا لأفلوطين و نُسب خطأ إلى أرسطو هذا دون الحديث عن أغلاط الترجمة العربية .
الحقيقة التاريخية هي أن بعض كتب الفلسفة اليونانية ترجمت في الغرب اللآتيني من العربية ، خاصة في طليطلة و سرقسطة و صقلية و سمحت بتقديم أرسطو لفئة في الغرب اللاتيني ، و من هذه الحقيقة صنع البعض خرافة لا علاقة لها بالواقع .
إذ بالتوازي مع تلك الترجمات ترجمت نفس الكتب من اليونانية .. فتوما الأكويني مثلًا درس ارسطو من ترجمات مباشرة من اليونانية إلى اللاتينية .
باختصار : حركة الترجمة العربية كانت محدودة جدًا و انتقائية و حتى العناوين المترجمة للعربية ترجمت لاحقًا إلى اللاتينية عن الأصل اليوناني الذي بقي محفوظًا . و ما يكثر ترديده من أنه لولا ترجمة العرب لتراث اليونان لضاع و أندثر هو مجرد أسطورة أخرى من الأساطير الرائجة حول العلاقة بين الحضارتين الإسلامية و الغربية .