موضوع مقال أدبي يتعلق بمسرحية مغامرة رأس المملوك جابر
تحليل نص موضوع مقال أدبي يتعلق بمسرحية " مغامرة رأس المملوك جابر
باك تونس 2022 - 2023
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ موضوع مقال أدبي يتعلق بمسرحية مغامرة رأس المملوك جابر
الإجابة
موضوع مقال أدبي يتعلق بمسرحية " مغامرة رأس المملوك جابر "
الموضوع: << تستلهم مسرحية سعد الله ونوس " مغامرة رأس المملوك جابر " التراث الحكائي العربي قصد إمتاع المتفرج و تعليمه >> . حلل هذا الرأ ي و أبد رأيك فيه.
| ) المقدمة : - التمهيد: إن استلهام التراث في الأعمال المسرحية معروف عند الإغريق منذ القدم. وقلدهم في ذلك كتاب المسرح الغربيون ثم العرب في العصر الحديث.
- طرح الموضوع : وقد نهج سعد الله ونوس هذا النهج في مسرحيته " مغامرة رأس المملوك جابر" قصد إمتاع المتفرج و تعليمه "
- الإشكالية : فما هي تجليات توظيف التراث في هذه المسرحية بهدف الإمتاع و التعليم ؟ وما هي حدود وجاهة هذا الرأي؟
||) الجوهر:
1) - التحليل :
أ – استلهام المسرحية للتراث الحكائي العربي و التاريخ :
*- مضمونا: استلهم سعد الله ونوس في مسرحيته حَدُّوثَةَ "المملوك جابر " التي عثر عليها في كتاب " سيرة الظاهر بيبرس " و يظهر ذلك في :
- إطار الأحداث : بغداد و بلاد العجم مكانا. و آخر الخلافة العباسية ( قبل هجوم المغول) زمانا.
- الشخصيات : حافظ على اسم البطل " جابر " كما ورد في الحدوثة الشعبية . وعلى اسم الوزير كما عرف في التاريخ " محمد العلقمي " .
- الأحداث : أحداث تاريخية ( الصراع بين الخليفة و الوزير ، استعانة الوزير بالمغول ، هجوم المغول على بغداد ...)
====> استلهم الكاتب التراث الحكائي لما له من دلالات سياسية تخدم وظيفة المسرح الملحمي التسييسي كما يراها ، و أدخل عليه تعديلات طوعته لمقاصد الكتابة الدرامية و خصائصها .
* شكلا :
استلهام بعض أشكال الحكي الشفوي العربي :
الحكواتي :
الحكواتي شخصية أصيلة في تراثنا الحكائي العربي ( الفداوي ) ، و هو عبارة عن قصاص شعبي يرتاد المقاهي و مجالس السمر ليسرد قصصا شعبية فيها كثير من المغامرات المشوقة ، و يكتسي تلفظه طابعا احتفاليا( حضور كثير من المستمعين ).
وهو في مسرحية ونوس شخصية متخيلة من خلق المؤلف اسمه "العم مؤنس" ( مشتق من الأنس ) . و وظيفته في المسرحية رواية " حكاية جابر" لزبائن المقهى الشعبي مع المحافظة على طقوس الحكي (اختيار الحكاية – التشويق ...) والتفاعل مع الزبائن لشدهم إلى الحكاية بالتشويق ( قطع الحكي في لحظة حرجة مثل تعليق الحكي للاستراحة و المستمعون متشوقون لمعرفة مصير جابر ) و بتخييب التوقعات ( المستمعون يتوقعون لجابر مصيرا سعيدا ولكنه في نهاية المسرحية يقطع رأسه ) و بالإمتاع ( عثور جابر على الفكرة التي تمكنه من إخراج الرسالة – مغامرته لتجاوز باب مدينة بغداد مستغلا ذكاءه – قطعه الفيافي و القفار ...).
ب- مقاصد الكاتب من استلهام التراث :
*- تحقيق المتعة :
- التشويق بتعليق النص ( قطع الحكي التمثيل للاستراحة ).
- روح الهزل في بعض الشخصيات (جابر نموذجا).
- التقاطع بين فن السرد ( سرد الحكواتي للحكاية الشعبية) و فن التمثيل( أداء الممثلين لمشاهد مسرحية ) .
- كسر الإيهام : قيام الممثل الواحد بعدة أدوار - تركيب الديكور أمام المتفرجين ...
- كسر الجدار الرابع بتمكين المتفرج من التعليق على مخاطبات الشخصيات ( تدخلات الزبائن أثناء السرد و التمثيل )ز
- توظيف اللهجة المحلية و الأمثال الشعبية .
====>استلهم المؤلف التراث الحكائي شكلا و مضمونا لتجاوز قواعد المسرح التقليدي و إمتاع المتفرج العربي.
*- تعليم المتفرج:
الحكاية التراثية وسيلة فنية لتحقيق مقصد تعليمي و طرح القضايا السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية الراهنة :
+) السياسية:
- الصراع على السلطة بين الوزير و الخليفة رمز للصراع بين الأحزاب و الطوائف السياسية في البلدان العربية .
- علاقة السلطة الاستبدادية بالرعية / الشعب : التهميش ، الترهيب ، القمع ...
- فساد الحاشية: ( الأمير عبد الله ، عبد اللطيف ، الوزير... ) كلهم لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة و لو على حساب مصالح الرعية البائسة ( الزيادة في الضرائب – الاستقواء بالأجنبي ...).
+) الاجتماعية:
- إدانة الصمت و السلبية و الخنوع ( عند أهل بغداد المستسلمين في صمت للسلطة المستبدة ، وعند الزبائن الذين يستحسنون استسلام أهل بغداد )
- نقد الخوف و الجبن ( خوف أهل بغداد من حراس الخليفة ).
فضح الخيانة و الانتهازية ( خيانة الوزير و جابر للوطن في سبيل تحقيق مآرب شخصية).
+) الاقتصادية :
- البطالة ( الزوج الذي استغنى عنه مشغله بسبب الفتنة التي اجتاحت البلاد )
- ارتفاع الأسعار (تذمر أهل بغداد من ارتفاع سعر الخبز )
- الاحتكار ( الجار الذي في بيته ما يكفي المدينة سنة و جاره جائع).
وتجلى المقصد التعليمي من خلال :
- القضايا المطروحة في المسرحية هي صورة لقضايا الواقع الراهن ( يفهم ذلك من خلال تعليق الزبائن على مخاطبات العامة: كأن الأحوال لا راحت و لا جاءت ).
- التغريب : الدعوة إلى تأمل الواقع و نقده ( مخاطبات الرجل الرابع).
- الخطاب الوعظي المباشر ( مخاطبة الممثلين للمتفرجين مباشرة في آخر المسرحية :إذا هبط عليكم ليل ثقيل و مليء بالويل ..لا تنسوا أنكم قلتم يوما ما .. فخار يكسر بعضه .. و من يتزوج أمنا نناديه عمّنا ..)
2) التقويم :
- توظيف التراث لتأصيل المسرح العربي أيضا .
- المقصد التعليمي لا يتحقق بالتراث وحده بل يراهن على ثقافة المتفرج وقدرته على التفاعل مع المضامين التي تطرحها المسرحية .
- التداخل بين التراث الحكائي و المسرح لا يعود إلى توظيف التراث فحسب بل إلى توظيف ما تشبع به ونوس خصائص المسرح البريشتي.
3) التأليف:
المسرحية تدخل في إطار المسرح التسييس الذي يجمع بين الأصالة (التراث الحكائي ) و المعاصرة ( المسرح الملحمي) ليحقق الإمتاع و التعليم .
||| ) الخاتمة :
تعد مسرحية ونوس "مغامرة رأس المملوك جابر" تجربة مسرحية فريدة في المسرح العربي، سواء على مستوى الخصائص الفنية أو على مستوى المقاصد .
فإلى أي حد حققت حلم ونوس بمسرح تسييسي ثوري