الشيء يعقل ولا يحس - أن الإنسان الراشد لا يحس بالأشياء بل يدركها دافع عن صحة الأطروحة التالية
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ - أن الإنسان الراشد لا يحس بالأشياء بل يدركها دافع عن صحة الأطروحة التالية
مقال استقصاء بالوضع دافع عن صحة الأطروحة القائلة أن الإنسان لا يحس بالأشياء بل يدركها
الشيء يعقل ولا يحس
ان الانسان الراشد لا يحس بالاشياء ، بل يدركها. دافع عن صحة هذه الاطروحة
طرح المشكلة : إذا كان الإحساس هو الأثر الذي ينتج مباشرة عن انفعال حاسة من الحواس ، فان الإدراك هو الفعل الذي ينظم به الفرد إحساساته الحاضرة مباشرة بحيث يعمل على تفسيرها بصورة وبذكريات ، إلا انه شاع عند البعض بان المعرفة أساسها الإحساس وبالتالي لا فرق بين الأشياء المحسوسة والمدركة ، في حين هناك من اعتبر بان الإحساس مختلف عن الإدراك باعتبار الإدراك عملية تأويل عقلية . فإذا كانت هذه الأطروحة تبدو غير صحيحة و صادقة . فكيف يمكن إثباتها والدفاع عنها ؟ وما هي جملة الأدلة والبراهين التي نؤكد من خلالها هذا الطرح؟
محاولة حل المشكلة:
عرض منطق الاطروحة : "المعرفة أساسها الوعي العقلي - الإدراك -" يرى أنصار هذا الطرح أن الإدراك عملية تعرف على المثيرات الحسية ، وهذا ما جعل البعض ينظر إلى الإدراك على انه يختلف عن الإحساس . وهذا كون الإدراك يأتي متأخرا عن الإحساس ،لان الإنسان في هذه العملية ينطلق من الاستجابة الى المثيرات الحسية والتي تأتي على شكل تنبيهات ، إلا أن هذه التنبيهات سرعان ما تتحول إلى مدركات عقلية نتعرف عليها بواسطه العقل . لذا اقر أنصار علم النفس التقليدي بوجوب الفصل التام بين الإحساس والإدراك وجعلوا من الأول متقدما على الثاني وسابقا عليه يقول ديكارت " لقد وجدت خطا في الأحكام المبنية على الحواس الخارجية ، بل وحتى في الأحكام المبنية على الحواس الداخلية ...". كما أن التجربة أكدت أن الصبي يستطيع أن يدرك كل الأشياء ويتعلم اللغة والمعاني لكن أرقى الحيوانات لم ولن يتمكن من ذلك . يقول ألان : " أن الأطفال لا يدركون الأشياء بقدر ما يحسنونها" هذا وقد أضاف بول غيوم " إن علم النفس التقليدي ينطلق من الإحساس الأولي ليبني بواسطته موضوعات أو وقائع عن طريق الترابط أو التركيب" .
عرض منطق الخصوم ونقده : للأطروحة السابقة خصوم يرى خصوم هذه الأطروحة أن المعرفة أساسها التجربة الحسية ، ذلك لأنه من فقد حاسة فقد المعرفة المتعلقة بها . فمثلا الضرير لا يعرف من الألوان إلا الاسم ، لذا أكد أرسطو قديما على انه من فقد حاسة فقد القدرة على التعلم . هذا وقد أكد كل من جون لوك ودافيد هيوم و واطسون ، وكذا بفلوف هذا الطرح واعتبروا الحواس أساس في كل بناء معرفي يقول جون لوك : " لا يوجد هناك شيء في العقل إلا وقد سبق وجوده في الحس" .
نقد منطقهم شكلا ومضمونا : لكن نلاحظ أن الحواس لا قيمة لها دون العقل . ثم لو كان الأمر كذلك لتساوى الحيوان بالإنسان في العلم والمعرفة لكن الواقع يبين بان الظواهر النفسية أمر متكامل ، بحيث يمكننا أن نرجع العمليات الإدراكية إلى فعالية الحكم والتفسير ، وبذلك يمكن اعتبار الإدراك عملية كلية . كما أن المعرفة الحسية معرفة نسبية يغلب عليها الطابع الاحتمالي والشك .
الدفاع عن الاطروحة بحجج شخصية : يمكننا أن ندافع عن الأطروحة بحجج جديدة وهي : أن الاعتماد على الحواس لا يكفي لإنشاء معرفة متكاملة من حيث المفهوم ، هذا ما إذا اعتبرنا أن الإحساس وحده لا يخبر العقل بحقيقة الشيء بقدر ما يعمل على تنبيهه . لان بالعقل نستطيع الوصول إلى المعرفة المجردة ، كما أن الواقع يبين أن الإحساس أدنى مرتبة من الإدراك ، باعتبار الإحساس عملية مشتركة بين الإنسان والحيوان ، بينما الإدراك فاعلية ذهنية ترتبط بالإنسان الراشد ثم إننا بواسطة الإدراك نتعرف على جميع الموضوعات الخارجية .
حل المشكلة :
التأكيد على مشروعية الاطروحة :"خاتمة": أخيرا نستنتج أن أطروحتنا القائلة : " إن الإنسان الراشد لا يحس الأشياء بل يدركها " أطروحة صحيحة في سياقها الفلسفي ونسقها يمكن أن نتبناها وان نسلم بما جاء في منطقها باعتبار أن المعرفة العقلية هي المعرفة اليقينية والواضحة بذاتها لذا قال ديكارت :" الحدس العقلي أوثق من الاستنتاج