تحضير درس نشأة الفكر الفلسفي في الحضارة العربية الإسلامية 25 فلسفة علوم إنسانية
ملخص الدرس الأول – نشأة الفكر الفلسفي في الحضارة العربية الإسلامية
الوحدة الرابعة- الفلسفة العربية الإسلامية
الوحدة الرابعة علوم إنسانية - الفلسفة العربية الإسلامية
الدرس الأول – نشأة الفكر الفلسفي في الحضارة العربية الإسلامية 25
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تحضير درس نشأة الفكر الفلسفي في الحضارة العربية الإسلامية 25 فلسفة علوم إنسانية
الإجابة
الدرس الأول – نشأة الفكر الفلسفي في الحضارة العربية الإسلامية
أولاً – تعريف علم الكلام : هو علم يهدف إلى إثبات العقائد الدينية
( المتعلقة بالله وصفاته ) ، من خلال الحجج العقلية والمنطقية ، ودفع الشبهات عن الاعتقاد و الإيمان .
أ- عوامل تكوّن علم الكلام : 1- اكتفى العرب المسلمون في بدء الدعوة بالالتزام بشعائر الإسلام وواجباته ، وفي العهد الأموي تعرّف المسلمون عقائد دينية أخرى .
وفي عهد الخلافة العباسية صارت بغداد مركز حضارياً اختلطت فيه مكونات ثقافية وفكرية ودينية متباينة ، فشعر المسلمون بحاجتهم إلى الدفاع عن عقيدتهم بطريقة عقلية ليدحضوا حجج خصومهم من أتباع الديانات الأخرى ، كما أن الاختلاف بين المسلمين في تأويل الآيات القرآنية كان دافعاً إلى محاولة كل فريق إثبات صحة تأويله بأدلة عقلية .
2- فكان لابد من تأسيس علم يدافع عن العقيدة الإسلامية ضد خصومها من ناحية ، ولكي تقوم كل فرقة بالدفاع عن مواقفها إزاء الفرق الأخرى من ناحية ثانية . وجاءت تسميته علم الكلام ؟ لأن عنوان مباحثه كان الكلام في الموضوعات المتعلقة في الذات الإلهية أو صفاتها .
ب – الفرق الكلامية : المتكلمون كانوا أول من استخدم العقل لتأويل النص القرآني للدفاع عن العقيدة ، بينما الفقهاء ظلوا متمسّكين بظاهر الآيات القرآنية . أما المتصوفة فيستغرقون في معرفة الله بوساطة تجربة وجدانية فردية ، تقوم على التقشف ونبذ شؤون الحياة ، وتسامي النفس بهدف الوصول إلى الحقيقة .
ويقسم المتكلمون إلى ثلاث فرق رئيسة : أهل الحديث ، والمعتزلة ، و الأشعرية
1- أهل الحديث : ذهب الأوائل من أهل الحديث إلى أن الشريعة تتقدم على العقل ، ولو لم تنص –الشريعة – على وجوب التفكير العقلي لما كان للعقل قيمة في ذاته ، فهو يستمد قيمته من الشريعة فقدموا النص على العقل ، وجعلوا العقل وسيلة للدفاع عن النص القرآني والحديث لذلك تمت تسميتهم أهل الحديث .
2- المعتزلة : مؤسس المعتزلة واصل بن عطاء تلميذ الحسن البصري ، وقد خالفه في بعض القضايا العقائدية ، وترك مجلسه العلمي في المسجد إلى مجلسه الخاص مع من قبل رأيه فقال أستاذه البصري : ( اعتزلنا واصل ) وهذا سبب التسمية . ثم تطور اسم المعتزلة ليحمل معنى عام وهو اعتزال هذه الفرقة عن جمهور المسلمين ومخالفتها آراءهم .
- أكد المعتزلة أهمية العقل في الفكر الإسلامي ، ووجوب الاعتماد عليه في معرفة الله والدين ، فعمدوا إلى تأويل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما يتناسب مع أدلة العقل والقياس المنطقي ، ولقد أعطوا الأولوية للعقل على النص ، لأنه المصدر الأساس للتمييز بين الصواب والغلط ، ومن ثم معرفة الخير والشر .
الأصول الخمسة للاعتزال : اتفق المعتزلة على خمسة أصول لايكون المسلم معتزلياً إلا إذا أخذ بها
1- التوحيد : وهو الأصل الذي يقوم عليه الدين ، ويعني تنزيه الله تعالى ، وتأكيد وحدانيته .
2- العدل : و هو من صفات الله تعالى ، فالله يعاقب ويثيب لأن الإنسان حر و مسؤول عن أفعاله .
3- الوعد والوعيد : الوعد هو ثواب المحسنين والوعيد هو عقاب العصاة ، و الله ألزم نفسه بالثواب والعقاب ، فهم ينكرون العفو والمغفرة لأن فيهما مساواة بين المؤمن والفاسق ، ينافي العدل الإلهي .
4- المنزلة بين منزلتين : مرتكب الكبيرة عند المعتزلة ليس مؤمناً ، ولكنه ليس كافراً لأنه يؤمن بالله وبوحدانيته ؛ فهو فاسق يقع في منزلة وسطى بين الإيمان والكفر . هو في الدنيا من عامة المسلمين ، وفي الآخرة عذابه دون عذاب الكافرين .
5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وهو أصل سلوكي يوجب على المؤمن العمل على تحقيق الحق وإزهاق الباطل ، ضمن التعاليم السمحة للدين .
3- الأشعرية : فرقة كلامية تُنسب إلى أبي الحسن الأشعري الذي كان معتزلياً ، ثم انفصل عنهم وانتقد مبالغتهم في الاعتماد على العقل ، و ما يمكن أن يؤدي ذلك من الانقسامات المذهبية بين المسلمين ، لذلك اتخذ موقفاً وسطاً بين العقل والنص ، فوصف مذهبه بالاعتدال .
- اعتمد الأشعري في أمور العقيدة على النص الديني أكثر من العقل ، لكنه دعا إلى عدم الاكتفاء بالنص ، وإلى توظيف العقل والاستدلالات المنطقية في إثبات صحة العقيدة والبرهنة عليها موافقاً المعتزلة في ذلك فالبرهان النقلي لا يعطي اليقين . لكنه خالفهم حين اعتبر الطريق الوحيد لمعرفة الله هو الوحي ، والعقل ليس إلا أداة لإدراك الحقيقة والبرهنة عليها
ثالثاً- حركة الترجمة : مع اتساع رقعة الدولة العربية الإسلامية ، وانتشار الإسلام ، وجد العرب أنه من الضروري تعرّف ثقافات الشعوب الأخرى ، فعمدوا إلى ترجمة الكتب القديمة و نقلها إلى الثقافة العربية لعدة أسباب ، أهمها
1- اختلاط العرب بشعوب الحضارات الأخرى , وشعورهم بالحاجة إلى تعرّف علومها وآدابها .
2- حاجة العرب – وهم يكوّنون دولة قوية – إلى الاطلاع على معارف جديدة لتنظيم شؤون دولتهم
3- ظهور دواع ٍ مختلفة من أجل الدفاع عن الدين بحجج منطقية وبراهين عقلية قد تستمد من الفلسفة اليونانية .
- وقد بدأت حركة الترجمة و ظهرت بواكير ها في العصر الأموي ، وبلغت أوجها العصر العباسي
على يد الخليفة العباسي المأمون الذي أنشأ في بيت الحكمة أول مدرسة للترجمة217هـ -835 م
ترأسها الطبيب يوحنا بن مسويه ومن مترجميها الحجاج بن مطر ، حنين بن إسحاق ، وابنه اسحق بن حنين ، وقُسطا بن لوقا البعلبكي ؛ الذين ترجموا الآثار العلمية والفلسفية للحضارات القديمة ولاسيما المؤلفات الفلسفة اليونانية .
ثالثاً – ظهور الفلسفة العربية الإسلامية وتياراتها :
ظهرت الفلسفة العربية الإسلامية بتأثير عاملين رئيسين هما :
الأول : حركة ترجمة التراث الفلسفي اليوناني بما يحمله من قضايا ومشكلات فلسفية جديدة وغناها المعرفي والعقلي
الثاني : التطور الحضاري والثقافي للمجتمع العربي الإسلامي وضرورة إحلال المصطلحات الفلسفية الجديدة محل مصطلحات علم الكلام لعدم قدرة الأخيرة على مواكبة التطور .
---- لقد كان الكندي أول فيلسوف للعرب حيث نقل التفكير الإسلامي من علم الكلام إلى الفلسفة في رسائله المختلفة ، كما وضع معجماً فلسفياً عربياً سمّاه (رسالة في حدود الأشياء ورسومها ) .
-- وبعد الكندي اشتهر تياران هما: الأول : التيار المشرقي : في بلاد المشرق الإسلامي كالفارابي
الملقب بالمعلم الثاني ؟ لأنه أول من شرح المنطق الأرسطي . وابن سينا الذي بقي كتابه ( القانون في الطب) يُدرّس في الجامعات الأوربية حتى القرن التاسع عشر ؛ وتراجع هذا التيار بسبب الاضطرابات السياسية في الدولة العباسية ،وتفشي التعصب الديني الذي يعوق التفكير الفلسفي الحر.
-- التيار المغربي : في بلاد المغرب العربي و الأندلس كابن باجه (رسالة " تدبير المتوحد " ) وعالج فيه سلوك الفيلسوف وطريقة عيشه ، ثم ابن طفيل الذي دافع عن قدرة العقل في الوصول غلى معرفة الله بما يتفق مع الحقيقة الدينية في كتابه ( حي بن يقظان ) ، ثم ابن رشد وهو من أهم فلاسفة التنوير في التاريخ ، وعبره انتقلت الفلسفة العربية إلى أوربا حيث ظهر فيها تيار فلسفي سُمّي ( الرشدية اللاتينية ) وأطلق اسمه على إحدى قاعات جامعة السوربون في باريس .
-- كان ابن رشد من الفلاسفة الكبار في الثقافة العربية الإسلامية ، وقد تعرّض في نهاية حياته لمحنة حقيقية ، عندما تصدّى له المتعصبون ، واستصدروا حكماً بنفيه وحرق كتبه ، ثم بدأ من بعده عصر الانحطاط الفكري باستثناء ظهور ابن خلدون 1332-1406 م الذي قدم فلسفة جديدة ومتمايزة عن الفكر الفلسفي الإسلامي التقليدي ، وناقش موضوعات جديدة حول فلسفة التاريخ وفلسفة الاجتماع البشري .