في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

درس اللغة والفكر بحث حول اللغة والفكر 3 ثانوي 

".درس اللغة والفكر 

المـقـدمة: اللغة كنسق وكظاهرة تشير إلى الأشياء خاصة المادية ، وتجردها في أصوات أوخطوط ، وهي متنوعة من كلام ، إيماءات ، وموسيقي ...وللكشف عن أهمية اللغة وجب أن نتساءل : إذا لم تكن اللغة مجرد أصوات نحدثها ولا مجرد رسوم نخطها ، فما عساها أن تكون ؟ أليست عبارة عن إشارات ورموز نبدعها لتساعدنا علي تنظيم حياتنا وتحقيق التواصل فضلا عن تحديد علاقاتنا مع عالم الأشياء ؟

                                                                                                    

 إذالم تكن اللغة مجرد تعبير انفعالي ، أو نشاط حيوي عام ، ففيم تتمثل طبيعتها ؟ I

 أشكال التعبير الانفعالي: أولا:

 ملاحظة وضعيات والتعليق عليها :

        1- الآية الكريمة من سورة النمل الآية 18

        2- تأمل مجتمع الحشرات و كيفية التواصل

        3- لننظر إلي عالم الطيور وطريقة التواصل

        4- لنتأمل التواصل عند الإنسان وبعض الفقريات.

التعليق علي الوضعيات السابقة :

أن طبيعة الاتصال عند الحشرات و الحيوان لا تشبه ما في لغة الإنسان، لهذا نشير إلي ما يلي:

       ا- الإشارات والأصوات التي يستخدمها الحيوان محدودة، فهي فطرية تولد مع الكائن، كما أنها نوعية.

     ب- هي غريزية أو مجرد رد فعل آلي خال من التفكير يعبر عن أغراض بيولوجية

استنتاج: أن فعل التواصل عند الحيوان خال من الذكاء و التفكير.

ثانيا: التعبير من التكيف إلي الوعي:

أن الإنسان بإمكانه ، أن يعبر عن أفكاره و أحواله النفسية بطريقتين معا :

ا - بالإشارات الطبيعية : وهي لاتحتاج إلي التعلم لأنها فطرية ، وهي مجرد انعكاس شرطي لمنبه داخلي أو خارجي مثلا الابتسامة ، العبوس ، الفرح ...وهي علامات غير قابلة للتحليل و التفكيك .

ب - بالإشارات الاصطلاحية: و هي نسق من الرموز المكتسبة بالتعلم، ويتفق عليها البشر و يتفاهمون من خلالها، وهي خاصية إنسانية ( الكلام ) وهذه العلامات اللغوية مثال أنا فرح ومسرور، لا يوجد بين دالها ومدلولها آي ترابط طبيعي، وهي قابلة للتفكيك إلي وحدات صوتية.

استنتاج: أن الحيوان لا يملك ( لغة ) بالمعني الدقيق، ولدى الإنسان ليست مجرد تعبيرات انفعالية فطرية بل تتجاوز ذلك إلي اصطناع الإشارات الاصطلاحية المتفق عليها بالتواضع

والترميز.

ثالثا : اللغة خاصية إنسانية فريدة :

يعتبر جورج غسدورف : " اللغة كلمة السر التي تدخل الطفل العالم الإنساني ."، وإن الشروط العضوية لا تنتج اللغة لأن وظيفة الكلام في جوهرها ليست وظيفة عضوية بل هي وظيفة ذهنية وروحية.

خصائص اللغة عند الإنسان :

1- أنها مكتسبة ،و ليست موروثا بيولوجيا ، بل ميراث اجتماعي ثقافي يتغير عبر التاريخ .

2- يرتبط وجودها بالعقل

3- تتصف بازدواجية خاصية الكلام إذ لها بنية مركبة تنقسم إلي مستويين: 

     ا- المستوى الصوتي.

   ب- المستوى التركيبي. 

4 - لها قدرة التحول عبر الزمان والمكان، وتعبر عن الحاضر والماضي ن وتنفد إلي المستقبل

وتعبر عن التصورات المادية والفكرية .

5 - قابلة للانتقال من جيل إلي أخر، ويمكن تعلم لغة أخرى بينما هذا غير ممكن في عالم الحيوان.

6 - اللغة عند الإنسان ترتبط بالإبداعية كتنظيم كلامي مفتوح، كما أنها تعبر عن خبراته و تجاربه ومعارفه، وأيضا عن تصوراته النفسية والعقلية، وعن قيمه الجمالية....

استنتاج: يجب الإقرار بتفرد الإنسان باللغة عن سائر الحيوان، لأنها ميزة إنسانية خالصة لهذا يقال عن الإنسان: " إنه حيوان ناطق" بالماهية.

 وما الأسس التي تقوم عليها بوصفها بنية رمزية تطبع نشاط الفكر وتترجم إبداعاته ؟ - II

 *عرض وضعية مشكلة: حوار بين باحث مختص وأحد مرافقيه.

تحليل الوضعية المشكلة: فصورة الأسد أو الثعلب أو الجمجمة، تعتبر ( رموزا ). فالكلمات و الألفاظ هي( علامات لسانية )، ومع ذلك فالصورة أو الرمز أو الكلمة تدل على المعني، وتخبر عن الشيء الغائب فمثلا صورة الجمجمة على المواد الخطيرة تعني الموت.

أولا: اللغة و اللسان والكلام: ما علاقة اللغة باللسان ؟ وما طبيعتهما؟.   

1 - عناصر مفهوم اللغة :  

إن علم النفس اللغوي يربط بين اللغة و الإنسان فيعتبرها سلوكا قابلا للدراسة التجريبية ،ينبع من إمكانيات وقدرات الإنسان العقلية و الفسيولوجية . فاللغة هي أداة للتواصل و التفاهم، وهي ما يعبر به القوم عن أغراضهم المختلفة.

2 - عناصر مفهوم اللسان :

اللسان يطلق علي لغة محددة ضمن قواعد وقوانين مضبوطة وهي أخص من اللغة مثال اللسان العربي - اللسان الفرنسي...أما اللغة فتطلق على النشاط اللغوي الإنساني سواء كان رمزا صوتيا أو مكتوبا أو إشارة أو اصطلاحا، وخصوصية اللسان تظهر في سياقها الاجتماعي

و الزماني و المكاني وفق القواعد الضابطة للغة، وهو يختلف عن اللغة الواحدة نظرا لتأثير عوامل ( الجغرافيا، النظام الاجتماعي، الاختلاط..) .

3 - عناصر مفهوم الكلام :

الكلام هو الممارسة الفردية المنطوقة ، للتفاهم بين الناس عن طريق علامات صوتية تتيحها لغة محددة .

فما هي شروط الكلام؟                   

         ا- وجود لغة محددة ( كالعربية أو غيرها ) .   

        ب- القدرة علي التعبير عن الشيء المادي أو المعنوي، بنية التبليغ و التواصل. 

        ج- القدرة علي الكلام من خلال شروط نفسية ( الحسبة اللفظية )، وشروط عضوية مثل سلامة أجهزة إصدار الكلام، بالإضافة إلي سلامة الدماغ.

         د- الإلمام بالمفردات و الكلمات وقواعد التراكيب اللغوية عامة .

* ما هي نقاط الالتقاء بين اللغة واللسان والكلام ؟

       1 - فاللغة هي الإطار العام الذي يشمل الكلام و اللسان معا.

       2 - الكلام كفعل فردي لا يتم إلا باللغة و اللسان . 

* ما هي نقاط الاختلاف بين اللغة واللسان ؟

       1 - اللغة تختلف عن الكلام في كونها واقعة اجتماعية ثابتة بينما الكلام عمل فردي متغير.   

       2 - اللغة نتاج الفرد بينما الكلام عمل إرادي يقوم به الفرد يتطلب قدرات خاصة.

       3 - اللغة تمثل الجانب الاجتماعي من الكلام لذا فهو غير قادر علي تعديلها وتغيرها الذي يبرر دراستها مستقلة عنه .     

       4 - اللغة اعم من اللسان لأنه مرتبط بظروف مكانية وزمانية لجماعة لغوية معينة دون غيره .   

ثانيا: طبيعة الرمز والدلالة:

 أن الإنسان يمتلك عدة أنماط من التعبير، ( اللغة، اللسان، الكلام )، لكن أخص هذه الأنماط الكلام (النمط التواصلي الصوتي ) هذا ما جعل البعض يقصرون معني اللغة علي الكلام. الأمر الذي يدفعنا لإثارة هذه التساؤلات: ما طبيعة اللغة ؟ ومم تتكون ؟ وما طبيعة الوحدات التي تتألف منها، ما هو الرمز ؟ وما هي العلامة اللسانية ؟

 وهل هناك تلازم بين الكلمات والأشياء؟ أن علم الأصوات (Phonologie) وعلم المعني (Sémiologie) هما اللذان يوكل إليهما البحث في النظم الصوتية للكلام والدلالة المرتبطة         

  بهذه النظم.

1 - بنية الكلام: من هذا المنظور تتكون من :

ا - الفونيمات : (Phonème) وهي الأصوات الأساسية أو الوحدات الصوتية غير الدالة

             ( لا تحمل معني )

   ب - المورفيمات: (Morphème) وهي ما ينتج عن ضم الأصوات الأساسية إلي وحدات لها معني.

استنتاج: من الفونيمات و المورفيمات يكون الإنسان تركيبات لا نهائية من الرموز والكلمات ، وهذا ما جعل أندري ماريتني يعتبر أن جوهر اللغة الإنسانية هو قابليتها للتفكك وإعادة التركيب

لهذا تتكون اللغة من وحدات صوتية خالية المعني ، ومن وحدات صوتية أعلي ذات معني تسمح بتأليف جمل متعددة ،وفقا لقواعد النحو وكلها تؤكد أن اللغة ميزة إنسانية .  

2 - الرمز وأنواع الدلالة:

عرف علماء الدلالة الرمز بأنه: " مثير بديل يستدعي لنفسه نفس الاستجابة التي قد يستدعيها شيء آخر عند حضوره." وقسموه إلي قسمين :

*الرمز اللغوي: الكلمات ( المنطوقة أو المكتوبة ) هي أخص أنواع الرموز اللغوية حيث أنها لاتشير لنفسها بل للأشياء أخرى غيرها .

* الرمز غير اللغوي : مثال الجرس في تجربة بافلوف فالكلب يتوجه إلي مكان الطعام .

ملاحظة: أما العلامة اللغوية فهي:" وحدة أساسية في عملية التواصل بين أفراد مجتمع معين وتنقسم إلي دال ومدلول..."

                * الدال: هو الصورة السمعية التي تعني شيئا.

                * المدلول: فهو التصور الذهني للشيء المعني.  

                * العلاقة بين الدال و المدلول :

- علاقة طبيعية بين الدال والمدلول: فالميزان رمز العدالة ولا يمكن تبديله بالدبابة مثلا.

3 - العلاقة بين الألفاظ و الأشياء :

      ا - العلاقة ضرورية: فاللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي، و أساس هدا الرأي نظرية محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة...".أي أن العلاقة بين الدال و المدلول ليست اعتباطية بل هي ضرورية ".

حجج أنصار هذا الموقف :

     1- أن العلامة اللسانية بنية واحدة يتحد فيها الدال بالمدلول، وبدون هذا الاتحاد تفقد العلامة اللسانية هذه الخاصية.  

     2- ذهن الإنسان لا يستسيغ ولا يقبل الأصوات التي لا تحمل تمثلا يمكن معرفته.

ملاحظة: لكن هذه الأطروحة تصطدم ببعض الحقائق التي أقرها علماء اللغة، فلو كانت الكلمات تحاكي الأشياء، فكيف يمكن تفسير تعدد الألفاظ والمسميات لشيء واحد ؟

   ب - العلاقة اعتباطية : فكلمة ( أخت ) هي تتابع للأصوات التالية ( أ، خ ، ت ) وهذا هو الدال أما المدلول فهو معني الأخت لذلك لا توجد ضرورة عقلية أو تجريبية ، وهدا ما يسمي بالتواضعية. 

  - إن الذي يبرر صحة هذا التحليل أن نفس المعني ( معني الأخت ) يعبر عنه في لغات أخرى

  بتتابع أصوات أخرى، فمثلا في الفرنسية(Sœur)، وفي الإنجليزية(Sister)، فلو كانت العلاقة

  ضرورية لما تباينت الأصوات ولما تعددت اللغات .

ملاحظة : لكن الاعتباطية لا تعني الحرية المطلقة في العلامات واستعمالها ، بل يتقيد ذلك بالاستعمال الاجتماعي .

ثالثا: تبادلية اللغة و الفكر:

هنا نتساءل ما حقيقة العلاقة بين اللغة والفكر؟ وما الفكر ؟ وهل هو مستقل عن اللغة ؟ أم لا يمكنه أن يوجد خارجا عنها لأنهما شيء واحد ؟

* تحليل الوضعية:

يؤكد الناس علي أنهم يترددون في الكلام ، كما يسارع البعض إلي اتهام اللغة بالقصور ويفصلون بينها وبين الفكر . لكن المتأمل لهذه التجربة وغيرها قد يتبين أن لخلل لا يعود لقصور اللغة بقدر ما يتعلق بالشخص الذي لا يملك ثروة لغوية كافية، كما ذهب بعض المحللين إلى القول بعدم القدرة على التعبير ترجع لعدم وجود فكرة أصلا.

1- الفكر منفصل عن اللغة :

يميل البعض إلى القول بأسبقية الفكر عن اللغة لأنه أكثر أهمية منها فهي مجرد أداة في يده وتأثيره عليها إيجابي.

* ما هي مبررات أنصار هذا الموقف: ( الثنائي )

ا - أن اللغة محدودة وتتجلي محدوديتها في مستويين هما :

     1- التعبير عن الأشياء الخارجية: فاللغة وسيط بين الإنسان و الأشياء الموجودة في العالم الخارجي.  

     2- التعبير عن الذات : لا يوجد في اللغة ما يمكن من أن ننقل المشاعر الذاتية ليحس بها الآخرون كما نحس بها .،كما أن اللغة تعتبر عائقا أمام وعي الإنسان لذاته .    

ب- قد تؤدي الألفاظ إلي قتل المعاني ،وتجميد حيويتها ، بينما المعاني مبسوطة وممتدة وغير نهائية ،-فالفكرة أغني من اللفظ إذ يمكن التعبير عنها بألفاظ مختلفة                       

ملاحظة: لكن هذا الموقف بالغ في تمجيد الفكر والتقليل من شأن اللغة،الأمر الذي جعل الفكر نشاطا أخرسا ، وهذه النتيجة لا تؤكدها معطيات علم النفس الذي أثبت أن الطفل يتعلم الفكر واللغة في آن واحد، لذلك قال هيغل: "..نحن نفكر داخل الكلمات." وقال غوسدروف:

" التفكير ضاج بالكلمات."

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
2- الفكر واللغة متصلان :

يميل البعض إلي ربط اللغة بالفكر، وهذا هو الاتجاه الأحادي.

* ما هي مبررات أنصار الموقف الأحادي:

     1- أن الألفاظ تحفظ المعاني وتبقي عليها لهذا اعتبرت الألفاظ حصون المعاني.

     2- اللغة تثري الفكر، فقد أثبت علم النفس أنه كلما اتسعت ثروة الفرد اللغوية، زادت قدرته علي التفكير والتعبير.

     3- إن اللغة تصبغ الفكر بصبغة اجتماعية موضوعية تنقله من طابعه الانفعالي الذاتي،

        ليصير خبرة إنسانية قابلة للتحليل و الفهم و الانتقال بين الناس .     

     4- إن الاعتقاد بوجود نشاط فكري بدون لغة هو مجرد توهم ، حيث تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية اللسانية أن العلاقة بينهم تشبه وجه الورقة النقدية وظهرها ، "..حيث إن الفكر وجه الصفحة ، بينما الصوت هو ظهر الصفحة ....و بالتالي لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن الفكر، أو فصل الفكر عن الصوت."

- ثم كيف يتيسر للغة أن تحقق التبليغ و التواصل بالرغم من تنوعها و تعدد نشاطاتها؟ III

* عرض وضعية مشكلة( وهي تتألف من محطتين مختلفين):

* المحطة الأولى: تأمل حياة مولود جديد وهو يتصل مع الآخرين، ويعبر عن أحواله باللغة الطبيعية الفطرية.....

- ثم كيف يتيسر للغة أن تحقق التبليغ و التواصل بالرغم من تنوعها و تعدد نشاطاتها؟ III

* عرض وضعية مشكلة( وهي تتألف من محطتين مختلفين):( تابع)

المحطة الثانية: يسألك شخص عن مكان ما لكنه، يتحدث بلغة أجنبية عنك ولا تفهمها فتعتمد على بعض الحركات والإيماءات لكنه لا يفهمك، ولا يتم التواصل بينكما.

من خلال الوضعيتين نتساءل: ما المقصود بالتواصل ؟ وما هي شروطه ؟ وهل وظيفة اللغة تتوقف عنده ؟

تحليل الوضعية المشكلة:

* في المحطة الأولى : غياب اللغة بمعناه الاصطلاحي يعزل الإنسان في دائرة ضيقة لهذا يسمي علماء النفس خاصة جان بياجي بمرحلة اللاتمايز ومع نموه التدريجي تنمو قدراته العقلية ، ويكتسب اللغة ويتواصل مع غيره .

* وفي المحطة الثانية: فإن التباين والاختلاف اللغات يعيق عملية التواصل الأمر الذي يجعلنا نشير إلى شروط ومقومات هذا التواصل.

- فما هي شروط التواصل ؟

1 - التبليغ والتواصل الاجتماعي:

ا - مفهوم التواصل:

* لغة مأخوذة من الصلة

*. واصطلاحا: هو تبادل الحقائق والأفكار والمشاعر بين شخصين أو أكثر بمختلف وسائل الاتصال وأخصها الكلام. فالتواصل لا يتحقق إلا بالانفتاح ومشاركة الغير وهنا تبرز اللغة كضامن لهذا التواصل باعتبارها خاصية إنسانية اجتماعية.

ب- ما هي شروط التواصل ؟

( المرسل ، المتلقي ، الرسالة ، المرجع ، روابط الاتصال ، الشفيرة ) .

ما هي وظائف اللغة ؟

ا - الوظيفة النفعية : تسمح له باأشباع حاجاته البيولوجية والنفسية والانفعالية ...

ب- الوظيفة الشخصية : يعبر بها عن ذاته وعن اهتماماته وطلعاته وهذا ما نجده عند الأدباء

وهناك وظائف عدة الإخبارية، التفاعلية، الاستكشافية..وغيرها .

الخاتمة : ( حل المشكلة )

 وبهذا نستخلص أن اللغة خاصية إنسانية معقدة لا ترتبط فقط بالإرهاصات الغريزية والبيولوجية بل هي تحمل طابعا فكري ، لهذا يصعب فصله عنها وذلك لاشتراكهما في تركيب والدلالة والرمز ويبقي التواصل بأوسع معانيه فضلا عن الوظائف النفسية والمنطقية أبرز ما تحققه اللغة كغاية كبرى حفظت ولا تزال تحفظ للإنسان تراثه الثقافي والحضاري على مر العصور .

 اللغة و الفكر

في ادراك العالم الخارجي

 

........

ما هي اللغة ؟ ما علاقتها بالفكر؟ وما هي وظائفها ؟

1 تعريف

اللغة في معناها العام: “كل جملة من الإشارات يمكن أن تكون وسيلة للاتصال” هذا التعريف جامح غير مانع، فهو لم يمنع دخول الإشارات التي تصدر عن الحيوانات في حين أن الفرق بينهما جوهري ويظهر فيما يلي :

 

نتيجة

إذا التعريف العام ناقص ويجب أن نضيف له القدرة على إنشاء هذه الإشارات والقصد إلى استعمالها، ومنه نستنتج أن اللغة خاصية إنسانية.

2 طبيعة الرمز والدلالة

مما سبق نستنتج أن اللغة هي نسق رمزي يحمل معنى ودلالة.

فما هو الرمز وما هي الدلالة، وما هي العلاقة بينهما ؟

هل هي علاقة ضرورية أم علاقة تحكمية ؟

الرمز هو الإشارة والدلالة هي المشار إليه

3 العلاقة بين الدال والمدلول

العلاقة بين الدال والمدلول ضرورية

بمعنى أن اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي (الدلالة الطبيعية) وهذا الرأي قائم على أساس فكر محاكاة (تقليد ) الإنسان لأصوات طبيعية وهذا ما ذهب إليه قديما أفلاطون Platonودافع عنه بعض المعاصرين، محاولين إثبات الرابط الوثيق بين الدال والمدلول.

نقــــد

لكن هذه الأطروحة محل نقد كبير، إذ لو كانت العلاقة بين الدال والمدلول ضرورية لما وجدنا للشيء الواحد عدة ألفاظ وفي اللغة الواحدة.

العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية

(تعسفية-تحكمية) وهذا موقف معظم علماء اللغة المعاصرة، حيث يذهبون إلى أنه لا توجد ضرورة ذاتية بين الدال والمدلول (أي الإشارة والمشار إليه) بل العلاقة تحكمية، تعسفية، فالطاولة مثلا كان يمكن تسميتها بابًا أو شيئا آخرـ وكلمة أخت هي تتابع لثلاثة أصوات أ.خ.ت ويُعبَّر عنها في الفرنسية بتتابع اصوات أخرى هي soeur وفي الانجليزية أيضا sister، فلو كانت العلاقة ضرورية لما اختلفت الأصوات ولما تعددت اللغات.

مقالات حول اللغة و الفكر - السنة الثالثة ثانوي شعبة اداب و فلسفة

مقال فلسفي : هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة ؟
0 تصويتات
بواسطة
درس اللغة والفكر

موقف 2:

و في مقابل ذلك نجد هناك من يذهب في إتجاه نقيض للإتجاه التوفيقي بين الدال و المدلول ، حيث إعتبر أن العلاقة بينهما إعتباطية إصطلاحية لا مادية طبيعية ، هذا ما أكد عليه أرسطو قديما من خلال إعتبار اللغة ظاهرة إجتماعية ، وأن أصواتها رمز إصطلاحية لا علاقة طبيعية أو مباشرة لها بالمعاني ، و هذا تأكيد على أن اللغة ذات صبغة إجتماعية فرضتها الحاجة الماسة للإنسان إلى وسيلة يعبر بها عن جميع حاجياته التي يحققها لغيره ، فميز كل حاجياته الضرورية بلفظة تميزها عن غيرها .

هذا الموقف الذي أكد عليه ارسطو نجده مجسد في الفكر العربي على لسان إبن جني الذي كان يؤمن بأن للغة إصطلاحية ، فيقول : *** إن أكثر أهل النظر يؤكدون على أن أصل اللغة إنما هو تواضع و اصطلاح لا وحي و توقيف *** . و هو يؤوّل الآية الكريمة : ** و علم آدم الأسماء كلها **

بأن الله سبحانه و تعالى منح آدم القدرة على الكلام و التسمية و ترك له الوضع و الإصطلاح بالنسبة للتفاصيل ، وبهذا تصبح كلمة *علم * تأخذ بمعنى * أقدر* و عليه فإن الإنسان حسب إبن جني يمتلك القدرة على إنشاء الكلمات كلا حسب المعنى الذي يحدده هو ، و أنه لا مجال للقول أن العلاقة بين اللفظ و معناه ضرورية ، و لا دخل للوحي في ذلك ما دام الفرد له القدرة على الإنشاء و التحديد و التمييز ، وهذا ما كان ليكون لولا القدرات العقلية التي يمتاز بها عن سائر الكائنات ، ومن جهة أخرى إذا كانت هذه العلاقة ضرورية فإنها تخضع لنظام ثابت و لا يمكن أن يحمل الشيء أكثر من معنى واحد .

هذه المـسألة أكـد عليـها علماء اللغة في الـعصر الحديث خاصـة بعد ظهور علم اللـسانيات مع دي سوسير بحيث يعتبر أول من تفطن إلى أن اللغة نظام له قواعده الخاصة ، وبالتالي فهو نسق مستقل يتخذه أفراد اللسان الواحد للتواصل فيما بينهما ، وهذا الأخير يقوم أيضا على أساس إتفاق إصطلاحي يمثل كيانا مستقلا من العلاقات الداخلية يتوقف بعضها على بعض و هذا النظام يسمح لنا بإكتشاف عناصر تربطها علاقات التبادل أو التقابل ، وبهذا تصبح اللغة حسب دي سوسير واقع إصطلاحي مكتسب و مؤسسة إجتماعية قائمة بين مجموعة من الأفراد ، وبالتالي فلا مجال للقول بوجود علاقة طبيعية بين الدال و المدلول .

ومن جهة أخرى يؤكد دي سوسير على أن الرمز شيء إعتباطي و هذا من ناحيتين ، فالدال شيء إعتباطي لأنه ليست هناك علاقة طبيعية بينه و بين ما يدل عليه ( و هو غير المدلول في هذه الحالة ) بل هناك علاقة يقبلها الناس بحكم التقليد أو العرف ، إذا ليس هناك من خاصية تشترك فيها كل الأشجار مثلا ، حيث يقتضي المنطق أو الضرورة أن ندعوها أشجارا ، لكن هذا ما ندعوها به لأننا إتفقنا على ذلك ، كما أن اللغة تتصف بالإعتباطية على مستوى المدلول أيضا ، لأن كل لغة قومية تقسم بطرق مختلفة كلا حسب ما يمكن أن يعبر عنه بكلمات كما يتضح لكل من يمارس الترجمة من لغة إلى أخرى ، فهذه تضم مفاهيم لا تضمها تلك و المثال الذي يحب اللغويون أن يعطوه للتمثيل على هذه الإعتباطية هو مثال إصطلاحات الألوان ، وهي إصطلاحات تختلف بشدة من لغة إلى أخرى حتى لو شكلت الألوان ذاتها سلسلة متصلة و كانت ظاهرة عامة لأنها تتحدد بشكل طبيعي بواسطة ذبذبات موجاتها ، و النتيجة البالغة الأهمية و التي يستخرجها دي سوسير من هذه الإعتباطية المزدوجة هي أن اللغة ليست نظام من الأمور الجاهزة الثابتة بل من الأشكال غير المستمرة ، إنها نظام من العلاقات بين الوحدات التي تشكلها ، هذه الوحدات ذاتها تتشكل هي الأخرى من الإختلافات التي تميزها عن عن سواها من الوحدات التي لها علاقة معينة ، و هذه الوحدات لا مكن أن يقال إن لها وجودا بذاتها بل تعتمد في هويتها على أندادها ، فالمحل الذي تحتله وحدة ما سواء كانت صوتية أو معنية في النظام اللغوي هو الذي يحدد قيمتها ، و هذه القيم تتغير لأنه ليس هناك ما يمسك بها و يثبتها ، و النظام اعتباطي بالنسبة للطبيعة و ما هو إعتباطي قد يتغير ، و في هذا المجال يؤكد دي

سوسير على هذه العلاقة من خلال مقولة مشهورة مفادها : *** اللغة للكل و ليست جوهرا ***.و لهذا فليس من الضروري القول بأنه هناك علاقة ضرورية بين الدال و المدلول ما دام وجودها مرتبط بوجود الإنسان الذي هو بمثابة الشرط الضروري لوجود معاني الأشياء ، لهذا فمن يقارن بين الألفاظ و معانيها لا يجد أي وجه للشبه بينهما ، و لعل أوضح دليل على ذلك هو إختلاف اللغات ذاتها ، و قدرة الإنسان على إختراع لغات جديدة ، و هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن اللغة نظام أو نسق من الإشارات و الرموز ذات خاصية إجتماعية ، لذلك يستطيع الإنسان أن يخترع لغة جديدة متى أراد و لا شرط في ذلك سوى اتفاقه مع غيره ، و في هذا المجال يقول الفيلسوف الفرنسي هنري دولاكروا : *** اللغة هي جملة من الاصلاحات تتبناها هيئة إجتماعية ما تنظم بواسطتها عمل التخاطب بين أفرادها ***.

و يقول في موضع آخر : *** إن الجماعة هي التي تعطي للإشارة اللغوية *الكلمة* دلالتها و في هذه الدلالة يلتقي الأفراد ***. لهذا فاللغة مكتسبة و عمل إجتماعي نتيجة اتفاق أفراد المجتمع حول معان تطلق على الأشياء بهدف تسهيل عمل التخاطب بينهم ، و ما إختلاف اللغات و حتى اللهجات داخل البلد الواحد إلا دليل على ذلك دون الخضوع إلى عوامل خارجية تمكنهم من تحديد مختلف المصطلحات حول الشيء الواحد ، بدليل أن الشيء الواحد يحمل عدة مصطلحات ، فكلمة * أخت * مثلا هي تتابع للأصوات التالية : أ.خ.ت. و هذا هو الدال أما المدلول فهو معنى الأخت ، لذلك لا توجد ضرورة عقلية أو تجريبية فرضت على اللغة العربية مثلا التعبير عن هذا المعنى بهذه الأصوات بل تم اقتراحه من طرف جماعة معينة من أفراد المجتمع للتعبير به عن شخص معين ، و قد نجده في مجتمع آخر لديه مدلول آخر ، هذا ما يسمى بالتواضعية الإعتباطية أو التحكمية .

إضافة فإننا نجد آرنست كاتسير ( 1874-1995 فيلسوف ألماني معاصر ) يقول : *** إن الاسماء الواردة في الكلام الانساني لم توضع لتشير إلى أشياء مادية بل على كائنات مستقلة بذاتها ***. أي أنها وضعت لتدل على معان مجردة و أفكار لا يمكن قراءتها في الواقع المادي ، بل إن الكلمة أو الرمز أو الإشارة لا تحيل في حد داتها إلى أي معنى أو مضمون إلا إذا اصطلح عليه المجتمع ، ومن ثمة وضعها الإنسان ليستخدمها في التعبير و التواصل عن طريق ما اصطلح عليه المجتمع .

نــقـــد 2 :

صحيح أن للمجتمع دور في تحديد معاني الألفاظ ، لكن صفة الإعتباطية و الإصطلاحية لا تعني أن للفرد الحرية في وضع العلامات و استعمالها حسب هواه ، كما أن الدراسات التي قام بها علماء اللغة المختصين في دراسة اللهجات اللغوية بينت مدى تعّقد الظواهر التي يفظيها مصطلحا الإنشقاق اللغوي و الإفتراض اللهجي على وجه الإجمال ، فاللغة التي درست بدقة أظهرت أن الانقسامات اللهجية الجغرافية هي في حالة تقلب مستمر و بعيدة عن الوضوح ، فالقواعد التي تتحكم في لغة الجماعة تعسفية بداتها لأن المرء إذا تابع الخلافات في التفاصيل على كل المستويات بما فيها ، فإن اللهجة عندئذ تصبح لهجة الفرد لا الجماعة إضافة إلى ذلك نجد أن الكثير من الأفراد يملكون في مقدرتهم اللغوية أكثر من لهجة إجتماعية مختلفة ، الشيء الذي يؤدي إلى إنحراف صيغ الكلمات عن تطورها الصوتي النظامي المتوقع بسبب التعارض الجنسي ، هذا ما يؤدي إلى صعوبة تحليل المعاني نتيجة عدم إستعمالها بشكل صحيح .

التركيب :

و مما تم ذكره سابقا يمكننا القول بأن اللغة في نشأتها كانت خاضعة لتأثير أصوات الطبيعة ، هذا راجع إلى المرحلة التي يكون فيها الفرد ، لهذا أخذت العلاقة بين الدال و المدلول الصفة الطبيعة نتيجة فكرة الضرورة ، و هذه الحالة لا تكون إلا عندما يكون الفرد في معزل عن غيره من أفراد المجتمع ، لكنها تغيرت فيما بعد نتيجة الطابع الإجتماعي الذي أصبح يغلب على حياة الفرد ، بحيث أصبح أفراد المجتمع هم الذين يصطلحون على الأشياء معان تدل عليها و تميزها عن غيرها حتى تسهل عليهم عملية الإتصال و التفاهم و إبداء الرأي ، هذا الموقف تم الإقرار به مند القديم على لسان آبيقور (341-270 ق م ) متخذا منه موقفا وسطا بين الإتجاه التوفيقي المقر بالعلاقة الطبيعية ، والإتجاه المعارض المؤكد للإتباطية و الإصطلاحية بين اللفظة و معناها و هذا من خلال إعتقاده بأن صيغ الكلمات قد نشأت بشكل طبيعي ، ولكنها تغيرت عن طريق العرف و بشكل أكثر أهمية في تاريخ علم اللغة .

الإستنتاج :

ومن هذا كله نصل إلى أن التعارض الموجود في طبيعة العلاقة بين الدال و المدلول لا يعني أنه لا وجود لصلة بينهما ، ففي بعض الأحيان يستعين الفرد بأصوات الطبيعة لتمييز الأشياء و تبليغ الرغبة للغيـر إلا أن الصـلة الإصطلاحـية تبقى هي السمـّـة المـميزة لهذه العلاقة لأنها غير مرتبطة بفتـرة زمنية معينة .

افتراضي مقال فلسفي : استقصاء بالوضع حول اللغة و الفكر

 

الإستقصاء بالوضع

أثبت بالبرهان صدق القول :" إن اللغة تخدم الفكر."

1/المقدمة :

إذا كانت اللغة هي الميزة الجلية التي يمتاز بها الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى فمعنى ذلك أنه ه

و الكائن الوحيد القادر على التواصل و التبليغ بين أفراد جنسه،حيث يستطيع أن يفهم و يفهم الآخرين، و يعبر عن أفكاره و انشغالاته، و لما كانت نفسه مزدحمة بما لا حصر له من المشاعر، و الواقع مثقل بالأشياء وجب تمييز هاته عن تلك و أضحت اللغة الوسيلة المثلى لتحقيق هذه الغاية. غير أن بعض الاتجاهات الفلسفية وجدت أن هذه الآلية(اللغة)قاصرة على استيعاب هذا الزخم الهائل من الأفكار و الأشياء و ذهبوا لحد القول أن اللغة تعيق الفكر . لكن هذا الإعتقاد ليس صحيحا إذ أثبتت تيارات أخرى أن اللغة تخدم و الفكر و تطوره و أن اللغة و الفكر شيء واحد حتى قيل:" إن اللغة هي جسم الفكر"مما يعني أن العلاقة بين اللغة و الفكر هي علاقة تكامل و تجانس.

- طرح المشكلة: فما هي حقيقة هذا الموقف؟ و ماهي الأدلة التي يمكنها أن تبرهن على صحته؟

2/التوسيع : محاولة حل المشكلة

أ/ عرض منطق الأطروحة:

إن المتتبع و الدارس لموضوع اللغة، يجد نفسه أمام موقف يرى بأن علاقة اللغة بالفكر هي علاقة تكاملية لا انفصام فيها. حيث أنه لا يمكن أن يوجد أحدهم بغياب الأخر، و قد دافع عن هذا الرأي نخبة من الفلاسفة و علماء اللغة من بينهم زكي نجيب محمود، و ميرلوبونتي، و هيجل، و غيرهم كثيرون .

أ- عرض مسلماتهم:

و يستأنس هذا الموقف على مجموعة من الحجج الدامغة التي أقرها كل من العلم و الواقع و من بينها : أنه لا توجد كلمات من دون معان، فكل كلمة أو لفظة إلا و يقابلها في الذهن معنى محدد، ضف إلى ذلك أنه بواسطة الكلمات تتمايز الأشياء و المعاني في الذهن بعضها عن بعض، فنستطيع أن نفرق بينهما و نخرجها من الغموض و عندئذ يصبح المعنى محصنا حتى لا يأخذ شكل معنى آخر و قد قيل في هذا الصدد:" إن الألفاظ حصون المعاني". كذلك نلاحظ بأن اللغة تثري الفكر فبقدر ما نملك من أفكار بقدر ما نملك من ألفاظ قال هيجل:" نحن نفكر داخل الكلمات" و قال غوسدروف :" إن التفكير ضاج بالكلمات". ومن الأدلة التي يقدمها العلم فقد أثبت علم نفس الطفل أن الأطفال يتعلمون التفكير في الوقت الذي يتعلمون فيه اللغة. فالطفل عند حداثة ولادته يرى العالم كله، و لكنه لا يرى شيأ و عند اكتسابه للكلمات يبدأهذا العالم في التمايز و أخذ معناه. و حتى في التفكير الصامت عندما ينطوي المرء على نفسه متأملا إياها فإنه يتكلم، غير أن هذا الكلام هو كلام هادئ عبارة عن حوار داخلي " فنحن عندما نفكر فنحن نتكلم بصوت خافت و عندما نتحدث فإننا نفكر بصوت عال " على حد تعبير أحمد معتوق.

اسئلة متعلقة

...