اللفظ يدل على المعنى : أو هلْ ألفاظ اللغة تدل على أشياء سوف نجدها أم فقط معاني نفهمها
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ اللفظ يدل على المعنى : أو هلْ ألفاظ اللغة تدل على أشياء سوف نجدها أم فقط معاني نفهمها
الإجابة هي
اللّفظ يدلّ على المعنى :
أو هلْ ألفاظ اللغة تدل على أشياء سوف نجدها أم فقط معاني نفهمها ؟؟؟
كثيراً ما يعتقد عامّة الناس بل حتى المتعلمون منهم بأن ألفاظ اللغة ، le langage أية لغة ، وفي أي نص مسموع أو مقروء . من الشعر أو من نصوص القرآن الكريم . أن تلك الألفاظ تؤدي إلى التعبير عن أشياء واقعية وملموسة . فحين يؤدي اللفظ اسم الجلالة أو الله تعالى أو الملائكة أو الجنة أو إبليس .... إنما يدلّ ذلك على أشياء موجودة في الواقع . أي لها حقيقة ملموسة وتشغل حيّزاً في المكان والزمان . لكن حقيقة اللغة وألفاظها ، أنها فقط تؤدي معاني sens ou significations ، أي دلالات يفهمها كل شخص حسب مستواه الفكري وقدرته العقلية . يقول ابن جنّي : اللفظ يدل على المعنى . أي لا يحتمل الأشياء وإنما فقط المعاني . ويقول أفلاطون : اللغة تسمية للماهيات essences . أي المعاني وليس الأشياء . وهو ما يسميه بعالَم المُثُل le mondes des idées . ويقول أرسطو إن اللغة تسمية للكلّيات وليس للأشياء الواقعية الجزئية . ويقول فيردناند دو سوسير : ألفاظ اللغة تحتوي علاقة دالّ un signifiant (ض ر ب. ج نّ ة . ا ل ل ه ا ل ك ت ا ب ......) ، بمدلول un signifié . أي معنى نفهمه . أي أن اللغة هي علاقة ما نسمع بما نفهم . فعندما نسمع : ضَ رَ بَ كدالّ قد نفهم معنى : ضرب 2 في 2 .أو ضرب مثلاً . أو ضرب شخصاً . أو ضرب السكّة . أو ضرب في الأرض . أو ضرب موْعداً . وهكذا .....أدى لفظ ضرب معاني وليس أشياءً .
فكيف تكونتْ اللغة لدى الإنسان ؟؟
إن اللغة أو اللسان كوّنها الإنسان ليستخدمها كواقع صوتي وعقلي لتأدية المعاني التي يريد التعبير عنها . فكوّن الأصوات التي توجد في باحة اللغة في الدماغ . في مقابل باحة المعاني . بشكل منفصل . وعندما نسمع اللفظ يبحث الدماغ بشكل فوري عن المعنى المقصود . وقد تتأثر منطقة المعنى ، فنؤدي ألفاظاً فارغة من المعنى . أو تتأثر منطقة الأصوات ، فنؤدي معاني بدون ألفاظ مثل الأبكم . فيما يسمى خلالاً لغوياً aphasie .
مما يعني أن الإنسان يقوم بعملية التجريد ، أي تجريد الأشياء abstraction ، من وجودها المادي الملموس ليحتفظ فقط بالمعنى الكلي ، أي إزالة الوجود في الزمان والمكان ليبقى المعنى المجرد abstrait في غير مادة ولا زمان ولا مكان ، مثل : قلم كرسي سيارة عجلة ..... بمعناها الكلي . اللّانهائي واللّامحدود indéfinis Indeterminé . فتعطاها الأسماء المناسبة أي الأصوات . أو نلبس المعاني الأصوات . وتفهم دلالاتها حسب السياق أو الموضوع . فلا وجود لعلاقة مباشرة بين اللغة وواقع الأشياء . بل للّغة واقعها الخاص من الأصوات والمعاني والرموز . بحيث يمكن الحديث لغوياً في بيت محكم الإغلاق ولسنوات عديدة عن أشياء لا وجود لها في واقعنا . فنتحدث عن اليابان والله والجنّة والملائكة ، دون أن يكون لها وجود حقيقي وفعلي إلا في عالَم اللغة أو اللّسان . وهكذا فاللغة والفكر الذي تحمله véhicule ، لها عالمها الخاص من الأساطير والمعتقدات والأفكار المجردة في واقع مواز من المعاني سماه الفلاسفة : ميتافيزيقا . Une métaphysique . أي معاني ليس لها مقابل مباشر في الطبيعة الملموسة .
بهذا نكون نعبر بواسطة الألفاظ عن معاني أو ماهيات أو كليات وليس عن أشياء حقيقية .
هذا الدرس للأذكياء فقط من الناس .