في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

دافع عن الأطروحة القائلة الإدراك معطى حسي

الادراك عملية عقلية ام بناء حسي

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ دافع عن الأطروحة القائلة الإدراك معطى حسي

دافع عن الأطروحة القائلة الإدراك معطى حسي

الإجابة هي 

 إلا انه لا يمكن الحديث عن ادراك عقلي محض لا يتضمن في معطياته اثرا من الاثار الحسية ، بل ان الاحساس هو الذي يميز الادراك عن التذكر والتخيل ...

الادراك عملية عقلية ام بناء حسي

طرح المشكلة : مقدمة : تعد المعرفة من اقدم المواضيع التي تناولها الفلاسفة عبر التاريخ ، إلا ان طبيعة المعرفة ومصدرها ظلا يتأرجحان بين من يقدم الحواس عن العقل ،وبين من جعل العقل في المقام الاول . فإذا كان الاحساس ظاهرة اولية بسيطة متولدة عن تأثير احدى الحواس بمؤثر ما ،فان الادراك عمل عقلي مركب يقوم بتأويل الاحساسات وتحويلها الى معرفة ،هذا ما جعل الجدل يحتدم بين الفلاسفة والمفكرين حول ما اذا كانت المعرفة تبدأ من الحواس ثم تنتهي الى العقل ، ام العكس . وهو ما افرز الى الوجود جملة من التساؤلات اهمها : هل اساس المعارف عقلي ام حسي ؟ إذا كان الإدراك يتم وفق تأويلات عقلية "ذهنية ". فهل هذا يعني انه لا يعدو أن يكون مجرد انطباعات حسية ؟ . بمعنى اخر هل الادراك كحقيقة معرفية تساهم فيها العوامل الحسية ، ام انه فعل عقلي خالص؟.

محاولة حل المشكلة :

الموقف الاول :" ( اساس المعارف العقل). يرى الفلاسفة العقلانيون وعلى رأسهم ديكارت ان العقل هو الوسيلة الاساسية للمعرفة ، لان العقل هو جوهر الفرد ومبدئه ، وهو ما اكد ان جميع المعارف تنشا عن المبادئ العقلية القبلية ، والتي لا تتولد عن الحس .اذ العقل ما هو إلا الاصل الاول للعلم الانساني ومصدره الاسبق ، وان جميع معارفنا مهما تسلسلت حلقاتها ترجع في اخر المطاف الى العقل ، فاتصالنا بالعالم الخارجي لا يتم عن طريق الاحساس مثلما هو الحال عند الحيوان والطفل الصغير ، وإنما يتم عن طريق الادراك ، فلو كانت المعرفة وليدة الحواس لكان الحيوان احق بها. يتساءل ديكارت عندما يرى رجالا يسيرون في الشارع .هل ارى رجالا فعلا . اما ارى قبعات ومعاطف؟قد ارى قبعات قد تكون غطاء لآلات صناعية ، ومع ذلك اجزم بان هؤلاء رجال . لذا قل :(ادرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت احسب اني اراه بعيني )هذا وقد اكد الان بدوره ايضا رأيه اننا لا نستطيع ان نلمس المكعب او نراه بكامل إضلاعه لأنه من بين اضلاعة الاثنا عشر. لا نرى إلا ستة ، ومن بين سطوحه الستة . لا نرى إلا ثلاثة ، ومع ذلك نحكم بأنه مكعب " ان المكعب يعقل ولا يُحس . ومن هذا ايقن بان الادراك حكم عقلي ، وإذا كان ادليل على وجود العالم الخارجي هو اننا نتصل به عن طريق الحواس . كما يدعي الحسيون ، وانه لا يمكن ان نشك في وجود هذه ا اشياء الخارجية من اشخاص وأصوات وآلات ، إلا اذا ابتعدنا عن المألوف ، لأننا نراها ونسمعها ، فإننا نتساءل عن معطيات الحلم . ألا نتصور في احلامنا نفس هذه الاشياء وعندما نستيقظ نجد انفسنا بعيدين كل البعد عما رأين ؟ وهل من امرات يقينية نستطيع ان نميز بها بين الحلم واليقظة ؟.ففي الحلم ايضا نرى ونلمس ونتذوق ....الا يمكن ان نفترض كما يقول ديكارت :(ان السماء والأرض والهواء والأشكال والأصوات وسائل ما ، يُخيل الينا انها موجودة ليست إلا فخاخا نصبها الينا الشيطان ليثبت سذاجتنا ). لكن ما سلم به ديكارت والعقلانيين عامة هو ان العقل اساس المعرفة لأنه القوة الفطرية لدى الجميع ومنه تُستمد المعارف ، اما الحواس فقد تخدعنا ولا يجب ان نطمئن لمن يخدعنا ولو مرة واحدة يقول. وليام جيمس :(لاحس الانسان الراشد بالأشياء بل يدركها ) .ذلك لان العقل احكامه تمتاز بالبداهة والوضوح والشمول كما ان من خصائص العقل ادراك كل الحقائق الكلية الضرورية ، كما ان التماسك الذي يطمح اليه كل باحث التفكير العقلي ا استدلالي الصحيح وهذا المبتغى لا يتحقق عن طريق التجربة لأنها تزودنا بمعلومات متفرقة ولا ترقى بان تجتمع وتكون في مرتبة اليقين ، كما ان نتائجها احتمالية وفي هذا الصدد يقول ديكارت : ( كل ما تلقيته حتى الان على انه اصدق ا اشياء او اوثقها قد تعلمته من الحواس او عن طريق الحواس غير انني اختبرت احيانا هذه الحواس فوجدتها خداعة ، وانه من الحذر ان لا نطمئن ابدا الى ما يخدعنا ).وهو ما صرح به ايضا بركلي حين قال ( وجود الشيء قائم في ادراكي انا له). 

النقد والمناقشة : لكن من الملاحظ ان فصل الاحساس عن الادراك من الناحية الواقعية امر مستحيل حقيقة ان الادراك له دور كبير في معرفة العالم ن لكن لا يجب الغاء الحواس ن لان عمل الحواس هو الوسيلة والطريق الرابط بين الذات والمحيط ، كما ان العقل لن يفقه ويعرف شيئا دون معطيات الحواس ،بل يصبح الانسان غريب في محيط هو فيه او جزء منه وهو ما يعني انه لا ادراك دون احساس ، لان الاحساس عملية ذات وظيفة في المعرفة ، ثم لو كان العقل وحده هو من يحدث الإدراك . فلماذا لا تتساوى ادركاتنا جميعا ونحن نملك نفس العقول ؟. فقد اعترض الظواهريين من أمثال ادموند هوسرل على هذا التفسير جملة وتفصيلا ، ذلك لان موقف الظواهرية موقف معاد للنزعة العقلية . حيث فقال :" الثابت هو الأشياء نفسها والمتغير هو الإدراك  

نقيض القضية : الموقف الثاني : "اساس المعرفة الحواس " يرى اصحاب المذهب الحسي اي التجريبي امثال لوك ،وجون استوارت مل وغيرهم ان اساس المعرفة هو الحواس حيث ان هذه الاخيرة هي التي ندرك بها " فعندما يحس الشخص بشيء ما سوف يترجم الاحساس الى معرفة ما". يرى الفيلسوف جون لوك ان العقل يولد صفحة بيضاء تكتب عليها التجربة ما تشاء وهو ما يعني ان تحصيل الانسان عن المعارف يكون عن طريق الاحساس والتجربة المباشرة دون اللجوء الى المفاهيم والتصورات العقلية ، فان اول ما يتبادر الى الذهن ازاء هذا السؤال هو ان اتصالنا بالعالم الخارجي يتم عن طريق الاحساس ، باعتبار الحواس الخمس هي قنوات اتصال بيننا وبين العالم الخارجي وبدونها لما كان هناك اي اتصال فضلا عن امكانية معرفته . فالتفاحة مثلا : نحصل على لونها بحاسة البصر وطعمها بالذوق ورائحتها بالشم ، ونعومتها باللمس فلولا الحواس لما كان لهذه التفاحة وجود اصلا ، ان البرهان الوحيد على ان الشيء مرئي كما يقول جون ستيوارت مل :(هو ان الناس يسمعونه بالفعل ). بل ان الاعمى كما يضيف دافيد هيوم : "لا يعرف شيئا عن الضوء ، والأصم لا يعرف شيئا عن الصوت وان الفاقد لحاسة ما . فاقد للمعرفة المتعلقة بها ان الاعمى لا يستطيع ان يكون اي فكرة عن اللون ثم ان القول بقصور الحواس اصبح من الماضي ن لان العلم اثبت فعالية الحواس . فمثلا كان يعتقد ان حاسة الرؤية محدودة ببعدين هما الطول والعرض إلا ان العلم اثبت ان العين لديها بعد ثالث وهو الاعمق ، ومن مسلمات هذا المذهب ان فقدان الشخص للحاسة يعني بالضرورة فقدانه لمعرفتها ، كما ان الحواس هي المساعد الذي يحتاجه العقل لبناء المعارف الذي يكتسبها من العالم الخارجي يقول هيوم " لا شيء من الافكار يستطيع ان يحقق لنفسه ظهورا في العقل ما لم يكن قد سبقته التجربة ومهدت له الطريق ". وفي هذا يميز كل من هيوم ولوك ان الاثار الحسية هي المرجع الاخير الذي نقيس به صحة الافكار وحقيقتها فبإرجاع الفكرة الى اصلها تعد صحيحة وإلا فهي خاطئة ووهم من العقل وما دامت الافكار تتبع اثار الحواس ،فإنها خاضعة الى تجارب الحياة ن لان العقل لا يملك افكار فطرية منذ ولادته على الاطلاق . والإحساس هو سبيلنا الى المعرفة على حسب تعبير اصحاب المذهب التجريبي يقول لوك : " لو كان الناس يولدون وفي عقولهم افكار فطرية لتساووا في المعرفة ". مما يعني بالنسبة له، ان الحواس هي المسؤولة عن وجود المعارف في ذهن الانسان بالمرتبة الاولى ومن دونها لا وجود للمعرفة ومن هنا يكون الاحساس هو مصدر المعرفة الذي يتحكم في جميع المدركات وبالتالي فهم يميزون بين الاحساس والإدراك ن ويجعلون الاحساس اعلى مرتبة من الادراك يقول لوك : لو سالت انسان متى بدا يعرف لاجابك متى بدا يحس".

النقد والمناقشة : لكن نلاحظ ان الدراسات الحديثة في علم النفس ترفض ان تجعل من الادراك مجرد ترابطات حسية تتجمع في الذهن لان الكثير من الدلائل تثبت ان الادراك عملية اخرى لها طابعها الخاص المميز لها ، كما ان فكرة الاحساس الخالص ما هي إلا مجرد افتراض نظري ولا توجد اي دلائل علمية تؤيده وتبرر واقعيته . فعلى الرغم مما قدمه اصحاب هذه النظرية من ادلة تثبت ان الاحساس اساس المعرفة ، إلا انهم بالغوا في قولهم على اعتبار انهم نفوا دور العقل في ترجمة مختلف الاحساسات ، فبالرغم من ان التجريبيين تمكنوا من ابراز دور عملية الاحساس في ادراك المعارف ، لكنهم وقعوا في نفس الخطأ .حينما فصلوا بين الاحساس والإدراك العقلي ، وأعطوا الاولوية للإحساس في المعرفة . لان علم النفس اثبت ان العمليات وكل الظواهر متداخلة ومتكاملة وظيفيا في عملها .

التركيب : وعموما نستنتج انه لا احساس خالص ولا ادراك نقي ،اذ في الحقيقة ما الاحساس إلا عملية اولية بسيطة ، لان احساساتنا ما هي إلا صورة طبق الاصل للأشياء الخارجية ،لأنه لا وجود لإحساس خالص غير مسبوق بشيء من فعاليات الذهن . هذا من جهة ومن جهة اخرى ،فان الادراك ما هو إلا عملية عقلية معقدة .إلا انه لا يمكن الحديث عن ادراك عقلي محض لا يتضمن في معطياته اثرا من الاثار الحسية ، بل ان الاحساس هو الذي يميز الادراك عن التذكر والتخيل والوهم ، وهو الذي يصبغه بصبغة الواقع والموضوعية ، اذ الرأي الصحيح هو الذي يرى بان العلاقة بين الاحساس والإدراك علاقة تداخل منهجية . وهو ما اشار اليه الفيلسوف الالماني ايمانويل كانط مؤسس المذهب النقدي حيث اكد على ان كل من المفهومين متلازمين لان التجربة هي حقيقة سابقة وبالتالي فهي عالم لا يعطينا إلا شيء من الاحساسات المنفصلة والحوادث للإدراك كعملية عقلية عن الاحساس كتفاعل عضوي في تحصيل المعرفة وإدراك الاشياء ولا العكس بإعطاء الاولوية للإحساس وإهمال الادراك لان بينهما علاقة مباشرة ، وهو ما عجل ببروز مدارس فلسفية تؤكد على وحدتهما في تحصيل المعرفة .  

حل المشكلة : 

الخاتمة : وفي الاخير يمكننا ان نقول ان كل من الاحساس والعقل لهما دور في المعرفة ،وكلا منهما يكمل الزاخر فالحساس يربط الانسان بالعالم الخارجي والإدراك يفسر ويؤول هذه الإحساسات . وبالتالي يمكن ان نقول ان الاحساس مُميز عن الادراك ،لأنه يسبقه منطقيا ان لم يكن زمنيا ، وأي محاولة للفصل بينهما هي محاولة فاشلة . فحواس الانسان تتفاعل م         

لم يكن زمنيا ، وأي محاولة للفصل بينهما هي محاولة فاشلة ، فحواس الانسان تتفاعل مع مداركه العقلية والعكس صحيح ، وهو ما يجعل من المستحيل تقييد احدهما ،او الغائه .

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
كيف تبطل الاطروحة القائلة الإدراك معطى حسي
0 تصويتات
بواسطة
أثبت بالبرهان صحة الأطروحة التالية « الإدراك نشاط عقلي خالص »

عناصر طريقة الاستقصاء بالوضع ←

1 - طرح الإشكالية : المطلوب الدفاع عن رأي يبدو غير سليم .

2 – محاولة حل الإشكالية :

أ – عرض منطق الأطروحة

ب – نقد خصوم الأطروحة

ج – الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية

3 – حل الإشكالية : التأكيد على مشروعية الدفاع .

مرحلة تحرير الموضوع : كتابة المقالة الفلسفية

طرح الإشكالية: لقد ولد الإنسان في صورة معقدة عن غيره من الكائنات الحية وهذا بوصفه صورة عليا وميزه الله بالعقل الذي يستطيع من خلاله القيام بمختلف الوظائف من تفكير وتخيل و إدراك ، وهو نفسه ؛الوسيلة التي نستطيع بها الاتصال بالعالم الخارجي ، لهذا فهو عملية عقلية معقدة يتم فيها ترجمة وتفسير المؤثرات الحسية ، ولقد كانت الفكرة الشائعة حول موضوع الإدراك أن مصدره الإحساس فهو أساس كل معرفة عند الإنسان ، فمن خلاله يستطيع التعرف على العالم الخارجي ، لكن هناك فكرة تناقضها و تخالفها تقول بأن العقل هو أساس الإدراك وهو نشاط عقلي غايته الاتصال بالعالم الخارجي ، لهذا نتسأل كيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة ؟ وهل يمكن إثباتها بحجج ؟ والأخذ برأي مناصريها ؟

محاولة حل الإشكالية :

1 – عرض منطق الأطروحة : إن منطق هذه الأطروحة يدور حول طبيعة الإدراك حيث يرى أنصار النظرية العقلية وخاصة "ديكارت" و" ألان " بأن العقل هو مصدر الإدراك بمعنى إذا غاب العقل لا يمكن للإنسان أن يتعرف على العالم الخارجي و بالتالي يدركه وقد اعتمد هؤلاء الفلاسفة على مسلمات وحجج لتأكيد موقفهم هذا أهمها :

-التمييز بين الإحساس والإدراك لأن الإحساس لأن الإحساس عملية فيزيولوجية مرتبط بالبدن ... أما الإدراك فهو مرتبط بالعقل .

الإدراك ليس هو مجموعة من الإحساسات إنما هو عملية عقلية تساهم فيها وظائف عقلية كالذكاء و التذكر و التخيل و الحكم والتفسير و التأويل ... مثال ذلك عندما أرى هذا الشكل أحكم عليه بأنه مكعب بالرغم لا أرى سوى ثلاثة سطوح مربعة في حين أن للمكعب ستة سطوح ، وهذا سبب في هجمة كل من " ديكارت " و"ألان" على إعدام وظيفة الإحساس في الاتصال مع العالم الخارجي فهاهو ديكارت يعتبرها خداعة في قوله : « إني وجدت الحواس خداعة زمن الحكمة ألا نطمئن لمن خدعونا ولو مرة واحدة» ومن الأمثلة التوضيحية أن التمثال في أعلى الجبل تراه من الأسفل صغيرا أما إذا صعدت فإنك تراه كبيرا . و منه المعرفة الحسية تفيد الشك والاحتمال يقول " ديكارت " : « أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أني أراه بعيني » أما "ألان " فيسير في نفس الاتجاه : « لإدراك معرفة مسبقة فمن يدرك جيدا يعرف مسبقا ما يجب فعله» وأن الشيء

حسبه يدرك ولا يحس به .إن الصياد يدرك الحل الصحيح وينجح في اصطياد فريسته بفضل التخطيط المسبق والطفل الصغير يفشل لأن عقله لم يصل بعد إلى القدرة التخطيط.

2 – نقد خصوم الأطروحة : إن هذه النظرية لديها خصوم وهم أنصار النظرية الحسية ( التجريبية ) و خاصة "جون لوك "، " دافيد هيوم " الذين يعتقدون بأن الإحساس هو مصدر الإدراك لأن الإحساس يحدث نتيجة لتأثر إحدى الحواس بالمنبهات الخارجية ، و هذا يعني أن إدراكنا للأشياء الخارجية ، متوقف على صفاتها وكيفيتها الحسية . يقول جون لوك « إن إدراكنا للموضوعات الحسية ، يتم بناءا على الصفات الحسية الموجودة في حواسنا بالرغم من وجود هذه المحسوسات منفصلة وغير مترابطة » .

-لكن هؤلاء الفلاسفة تعرضوا الانتقادات عديدة لأن موقفهم هذا ينطوي على نقائص أهمها :

-أنهم ركزوا على الحواس كمصدر للإدراك مع أن بعض علماء النفس رفضوا إرجاع الإدراك إلى الإحساس لأنه حالة ذاتية ، لذا فالمعرفة الحسية نسبية وتفيد الشك و الاحتمال و تجعل الإنسان يقع في الأخطاء ، مثال ذلك عن طريق الحواس نرى بأن الضوء الأبيض يتكون من لون واحد وهو اللون الأبيض ، بينما علميا يتكون في الحقيقة من عدة ألوان .

-كما أن الحواس قد تكون سليمة ولكن عملية الإدراك منعدمة لوجود خلل في القدرات العقلية ( الضعف العقلي والبداهة ) ، لهذا فالإدراك ليس مجرد ترابط الإحساسات ؛ إنما للعقل دور في ذلك و تتجلى فعاليته في الحكم والتفسير و الترجمة و التحليل و التأويل ...

3 - الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية : يمكن الدفاع عن الأطروحة السابقة القائلة بأن الإدراك نشاط عقلي بحجج شخصية تتمثل فيما يلي :

-الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة ، لأن الإحساس لا يخبر العقل أن الشيء الموجود في التجربة له دائما نقيضه المتخيل ، لأن ذلك من عمل العقل المجرد ، فقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتها العقلية لنصل إلى المعرفة المجردة .

-الإحساس أدنى قيمة معرفية من الإدراك ، لأن الإنسان من شأن العامة و المعرفة فيه ظنية و غير يقينية و هي أقل وضوحا و كمالا ، لكن الإدراك يقتضي تعقل الشيء بواسطة البحث عن ماهيته و تجريده من صوره الخارجية ... وهذا ما أكده أنصار المذهب العقلاني عموما الذين يعتقدون بأن الإدراك صادر بصورة قبلية عن العقل و بالتالي وجب التمييز بين الإحساس والإدراك من حيث طبيعة كل منهما ، أو من حيث القيمة المعرفية الناتجة عن كليهما .

حل الإشكالية : إذن نستنتج بأن الأطروحة القائلة : « الإدراك نشاط عقلي خالص » ، أطروحة صحيحة لأن الفلاسفة العقلانيين استطاعوا أن يفسروا الإدراك تفسيرا عقليا و هذا باعتمادهم على حجج وأدلة عقلية ، لهذا يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة والأخذ برأي مناصريها وتبنيه .

:

اسئلة متعلقة

...