في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

تعريف نظرية المثل الافلاطونية

تحليل نظرية المثل الافلاطونية

نظرية المثل الافلاطونية

نظرية المثل من الناحية المفهومية تعني النظرية التي تنظر إلى العالم من خلال الأفكار و هي نظرية خاصة بأفلاطون ذلك الفيلسوف اليوناني الذي يعتبر المؤسس الفعلي للفلسفة إذا ما تجاوزنا سقراط الذي إستطاع وضع حد للفوضى الفكرية التي أحدثها السفسطائيون على حد تعبيره والذي جاء أفلاطون بعد ذلك ليدعم موقف أستاذه سقراط رغم أن موقفه من السفسطائيين لم يكن يتوخى النقد الموضوعي بل ذو خلفيات أيديولوجية وسياسية وضمن الملابسات التي كان يعيشها المجتمع اليوناني آنذاك وهي ليست موضوع بحثنا الان .

بيد أن المهم هنا هو الوقوف على حقيقة هذه النظرية وماهي الدوافع التي جعلت افلاطون يعتمدها وما هي الأسس والمرتكزات الفلسفية التي تقوم عليها ؟ 

 لكل فيلسوف عبر التاريخ (براديغم ) أي أفق نظري مشترك وموحد يتناول القضايا من خلاله وعليه فمن المشروع لنا القول أن هذا البراديغم عند افلاطون هو نظرية المثل , فقد قدم أفلاطون هذه النظرية على أساس تقسيم للعالم إلى عالمين منفصلين لا تربطهم علاقة إلا من خلال المحاكاة :عالم المحسوسات المتغيرة الزائفة والتي لا تمثل على حد تعبيره إلا أشباح وظلال لعالم المثل الذي هو عالم الحقائق الثابتة التي لا تتغير .

دأب أفلاطون إذا على تقديم هذه النظرية في ثوبها الثنائي كأساس فلسفي تنبني عليه كل فلسفته في الأخلاق والسياسة والمعرفة والكوسمولوجيا ،فنراه في فكره الأخلاقي يتصور الفضيلة مثالية رغم أنه في بعض محاوراته يقول بقابلية الإنسان إكتساب الفضيلة وفي المعرفة تجده يعرفها أنها تذكر والجهل بإعتباره نسيان مما يعني أن المعرفة حسب أفلاطون فطرية ،لكن من أين استقى أفلاطون هذه الفكرة ؟

يرى أفلاطون أن المعرفة ذات علاقة وثيقة بالنفس الذي قال أفلاطون أنها كانت في عالمه الذي يسميه المثل وأنها هبطت في زمن ما إلى العالم السفلي جراء إرتكابها لجريمة في عالم المثل . هذه النظرية اذن تعتبر الخيط الهادي لكل فلسفة أفلاطون فما لم تفهم نظرية المثل لا يمكن أن نفهم أي طرح أفلاطوني .

غير أنه تجدر الإشارة هنا إلى أن افلاطون لم يضع هذه النظرية إعتباطيا ولا عفويا وإنما أفرزتها عدة ظروف وحسبنا نذكر منها :

-أن البيئة اليونانية آنذاك كانت خصبة ومهيأة لنمو هذا النمط من التفكير .

-ثانيا أن أفلاطون أنتج هذه النظرية بغرض إبستمولوجي ومعرفي وسياسي فحواه وضع حد للفوضى الفكرية التي أحدثتها النزعة السفسطائية على حد تعبيره فأراد بها إحداث قطيعة مع الفكر السفسطائي ووضع حجر الأساس للحقيقة المبنية على أساس منطقي تأملي لكن قد لا يكون موضوعي خاصة وأنه يريد إبعاد السفسطائيين من حظيرة الفكر الإنساني الناضج وإن كان قد سبقه لهذا سقراط والبرمنيدس قبله حين قال بضرورة إنتقال المعرفة من عالم الكاوس إلى حيز الكوسموس أي الإنتقال من الميتوس إلى اللوغوس.

أراد أفلاطون إذا تأسيس الفلسفة على أساس عقلي وحصرها في زاوية ضيقة قوامها الإقتصار على الصفوة من المجتمع وهم عنده الفلاسفة القادرون على الوصول إلى المعرفة الحقة عن طريق الجدل النازل والجدل الصاعد.

لم يقف أفلاطون عند هذا الحد في تعاطيه مع نظرية المثل بل تجاوز ذلك ليضع أسطورة للتدليل على هذه النظرية تعكس حقيقة الثنائية التي تطبع هذا العالم سماها أسطورة الكهف .

منقول بتصرف

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.
...