في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ

بحث حول ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ مع المرجع 

ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ

ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻴﻠﻮﺳﻮﻓﻴﺎ " ﺣﺐ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ " ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻔﻈﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺘﻴﻦ ﻫﻤﺎ : ﻓﻴﻠﻮﺱ ﻭﺗﻌﻨﻲ

ﺻﺪﻳﻖ ﺃﻭ ﻣﺤﺐ ، ﻭ ﺳﻮﻓﻴﺎ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺣﻜﻤﺔ .

ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ، ﺳﻮﺍﺀ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﻛﻤﺼﺪﺭ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ . ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺃﺧﺬ ﻳﻀﻴﻖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻓﺒﺜﺎﻏﻮﺭﺱ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺣﻜﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﺎﺩﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﻄﺮﺣﻪ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺣﻮﻝ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻷﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﻨﺴﻪ ، ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺪﻋﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ‏( 1 ‏) .

ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ " ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻌﻨﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﻋﻘﻠﻲ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺎ ‏( 2 ‏) ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﻋﻘﻠﻲ ﻳﺒﺬﻟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﻇﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ . ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ " ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ " ﺍﺳﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﻭﻳﺘﺄﻣﻞ ﻭﻳﺒﺮﻉ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ . ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻛﺈﺻﻄﻼﺡ ﺗﻌﻨﻲ " ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ " ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻣﻠﺘﺼﻘﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻹﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ‏( 3 ‏) .

ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﺍﻷﻏﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺃﻱ ﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ " ﻃﺎﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻠﻄﻲ " ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﺳﻨﺔ 624 ﻕ . ﻡ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻕ . ﻡ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﻴﻦ ﻃﺎﻟﻴﺲ ﻭﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﻴﻦ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻭﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻗﺎﺩﻣﺔ . ﻭﺳﻨﻨﺎﻗﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﻨﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﻴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ، ﻭﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ . ﻭﺳﻨﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺗﻨﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ " ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺷﺮﻗﻲ " ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﺭ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ " ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺣﻠﻤﻲ ﻣﻄﺮ .

‏( ﺃ ‏) ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ :

ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ، ﻭﻣﻦ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻪ ﻛﻞ ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻴﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻔﺴﺮﺍ ﻭﻣﻌﻠﻼ ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺑﺮﻣﺘﻪ . ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻃﺎﻟﻴﺲ

ﻣﻦ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ .

ﺛﻢ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﺃﻧﻜﺴﻴﻤﺎﻧﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﻃﺎﻟﻴﺲ ، ﻭﻋﻨﺪ

ﻫﺮﻗﻠﻴﻄﺲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻫﻮ ﺩﻣﻘﺮﻳﻄﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻧﺘﺎﺝ ﻣﻮﺍﺩ ﺻﻠﺒﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻫﺎ ، ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﺭﺍﺕ ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﻀﺢ ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻪ ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﻪ ﻭﺃﺻﺎﻟﺘﻪ .

ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻷﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺲ ﺑﻴﻜﻮﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻤﺘﺪﺡ ﺩﻣﻘﺮﻳﻄﺲ ﻭﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻓﺘﺮﺍﺿﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻓﻜﺮﺓ

ﺩﻣﻘﺮﻳﻄﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﻼﻓﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻨﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﻢ ﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﻓﺮﻭﺽ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻓﺮﻭﺽ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺑﺤﺘﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ " ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ " ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺟﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﻧﺸﺄﺗﻪ .

ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺣﻠﻤﻲ ﻣﻄﺮ " ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻫﻢ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻓﻤﻌﻈﻢ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺨﺘﺮﻋﺎﺕ ﻭﻣﻜﺘﺸﻔﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ 4)" ‏) .

ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﺮﺗﺮﺍﻧﺪ ﺭﺳﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺻﺪﺩ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﻃﺎﻟﻴﺲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻷﻏﺮﻳﻖ " ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻣﺎﻣﻨﺎ ﻣﺒﺮﺭ ﻗﻮﻱ ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻃﺎﻟﻴﺲ ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ 5)" ‏) .

‏( ﺏ ‏) ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ :

ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ، ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﻭﻣﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ، ﺃﻫﻲ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺃﻡ ﻣﺘﻐﻴﺮﺓ ، ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ .... ﺇﻟﺦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﺼﺪﺭ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﻴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻞ ﺍﻫﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻭﺃﺻﻠﻬﺎ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺑﺮﻭﺗﺎﻏﻮﺭﺍﺱ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ " ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ " ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻫﺘﻢ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻧﺴﺎﻥ ، ﻓﺤﻮﻻ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﻭﻣﺸﻜﻼﺗﻪ . ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻣﻨﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺒﺤﺚ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ‏( 6 ‏) .

‏( ﺝ ‏) ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ :

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﺭ ‏( 7 ‏) " ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻭﻟﺪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻘﺔ ﻟﻠﻜﻮﻥ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ . ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻣﻊ ﺍﻛﺴﻴﻨﻮﻓﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺣﺎﻭﻝ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺒﻐﻪ ﺑﻪ ﻫﻮﻣﻴﺮﻭﺱ ﻭﻫﺰﻳﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻮﺭﺕ ﺍﻷﻟﻬﺔ ﻛﺎﻟﺒﺸﺮ ﻳﺘﺨﺎﺻﻤﻮﻥ ﻭﻳﺘﺼﺎﺭﻋﻮﻥ ﻭﻳﺘﺰﺍﻭﺟﻮﻥ ﻭﻳﻨﺠﺒﻮﻥ ."

ﻭﻗﺪ ﺧﻠﺺ ﺍﻛﺴﻴﻨﻮﻓﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺈﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻛﻜﻞ ﻭﻳﻔﻜﺮ ﻛﻜﻞ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﻛﻜﻞ ، ﻓﻮﻋﻲ ﺍﻹﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺣﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻳﻀﺎﻫﻴﻬﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﺒﻠﻮﺭ ﻭﺗﺘﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺈﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻮﺍﺣﺪﻳﺔ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﺃﺛﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺑﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ، ﺃﻣﺎ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻹﻟﻪ ﺷﻮﻃﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ، ﻓﺎﻋﺘﺒﺮ ﺍﻹﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻜﻮﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ .

ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻌﺎﻡ 585 ﻕ . ﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺒﺄ ﻓﻴﻪ ﻃﺎﻟﻴﺲ ﺑﻜﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻕ . ﻡ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﻴﻦ ﻭﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻠﻮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻋﻠﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻘﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ .

ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ

‏( 1 ‏) ﺩ . ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﺭ : ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺷﺮﻗﻲ ، ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺹ .32

‏( 2 ‏) ﺍﻟﻤﻴﺘـﺎﻓـﻴﺰﻳﻘـﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴـﺔ " Metata Physika ،" ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ‏( ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ‏) . ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ، ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ... ﺇﻟﺦ .

‏( 3 ‏) ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .

‏( 4 ‏) ﺩ . ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺣﻠﻤﻲ ﻣﻄﺮ : ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺹ .39

‏( 5 ‏) ﺑﺮﺗﺮﺍﻧﺪ ﺭﺍﺳﻞ : ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺹ .61

‏( 6 ‏) ﺩ . ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﺭ : ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺷﺮﻗﻲ ، ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺹ .70

‏( 7 ‏) ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﺹ 71

] أولا: نشأة المنظر:

ولد دور كايم في فرنسا من أسرة يهودية , ودرس في مدرسة المعلمين العليا في باريس , واهتم بالقانون والفلسفة الوضعية لأوجست كونت, وترعرع وتربى دوركايم في ظل تقاليد عصر التنوير, وتأثر بالاضطرابات السياسية والاجتماعية التي عاصرها في شبابه.

وفي عام 1887م عين أستاذا بجامعة بوردو حيث القي محاضرات قيمة في التربية الأخلاقية, وظهر في ذلك الوقت اهتمامه بدراسة المجتمع , حيث قدم فصلا دراسيا في علم الاجتماع يعتبر الأول من نوعه في فرنسا, فاثآر جدلا كبير بين العلماء المهتمين بدراسة المجتمع . ووضح في دراسته تأثره بآراء أوجست كونت, وتطويره للمذهب الوضعي والنظرة العضوية إلى المجتمع التي ابتدأها أوجست كونت (حجازي,محمد فؤاد.1988م.68).

ولقد ترك دوركايم مؤلفانا وبحوثا كثيرة نشر بعضها في حياته ونشر أتباعه البعض الآخر بعد وفاته والمؤلفات التي نشرها في حياته يمكن ترتيب ظهورها كما يلي :تقسيم العمل الاجتماعي (1893م),قواعد المنهج الاجتماعي (1895م), الانتحار دراسة اجتماعية (1896م), الإشكال الأولى للحياة الدينية(1912م).

أما مؤلفاته التي نشرها أتباعه فهي التربية وعلم الاجتماع, علم الاجتماع والفلسفة, التربية الأخلاقية, كتاب الاشتراكية.

كما انشأ دوركايم مجلته الاجتماعية المعروفة باسم السنة الاجتماعية أو التقويم الاجتماعي عام 1896م (ابوطاحون,عدلي علي.107).

تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
ثانيا :أهم النظريات التي عالجها :

لدى دوركايم إسهامات عديدة في النظريات الاجتماعية والسياسية, ومن خلال قراءتي سوف اقسم إسهاماته النظرية إلى الآتي:

1. تقسيم العمل والتضامن الاجتماعي.

2. قواعد المنهج في علم الاجتماع.

3. الانتحار.

4. تطور المجتمعات وأشكالها.

5. التفسير الاجتماعي للدين والأخلاق والمعرفة.

وسوف أتحدث عن كل قسم على حدة :

1. تقسيم العمل والتضامن الاجتماعي:

في أول دراسة هامه لدوركايم حدد لنفسه مهمة أساسية تتلخص في التدليل على نمو تقسيم العمل بوصفة يمثل عملية تاريخية ضرورية ويؤدي بالتالي إلى تزايد التضامن الاجتماعي بين الناس.

فهذه (الوظائف ) يؤديها الناس وقد انتظموا في ترتيب طبقي محدد تتباين فيه درجات الثروة والقوة والهيبة الاجتماعية وأيضا إن تطور الصناعة وتقسيم العمل الحاصل به لن يؤدي إلى صراع المصالح والتفكك, لذا على الدولة الاستمرار دعم النسق الأخلاقي العام في المجتمع لكي لايحدث خلاف ذلك.

يعتقد دوركايم إن هناك بعض الإصلاحات الاجتماعية الضرورية التي يتعذر بدونها إقامة عدالة حقيقية وإيجاد تضامن اجتماعي قوي.

يرى دور كايم انه لا يتعين فصل الأخلاق عن العلم وإنما يجب إن نحاول إقامة علم أخلاقي مختلف تماما عن تلك الفلسفة الأخلاقية ويرجع السبب الأساسي في ذلك إلى إن القواعد الأخلاقية إنما ترتبط ارتباطا وثيقا بظروف الحياة الاجتماعية والتي تعتبر نسبية من حيث الزمان والمكان وهكذا يسعى علم الظواهر الأخلاقية إلى تحليل اثر الصور المتغيرة للمجتمع في تغير طابع المعايير الأخلاقية محاولا ملاحظة ووصف وتصنيف هذه المعايير.

يعتقد دور كايم إن تقسيم العمل ظاهرة ليست حديثة النشأة ولكن الجانب الاجتماعي لها أخذ يظهر بوضوح منذ وآخر القرن الثامن عشر.

دوركيم يؤيد وجهة نظر العالم أوجست كونت الذي يقول إن تقسيم العمل ليس مجرد ظاهرة اقتصادية وإنما شرط أساسي للحياة.

انتقل دور كايم بعد ذلك الى البحث عما إذا كانت هناك نماذج متعددة للتضامن الاجتماعي , وانتهى إلى وجود نموذجين أساسيين للتضامن هما التضامن الالى والتضامن العضوي .

فالتضامن الآلي يسود في المجتمعات البدائية أو التقليدية حيث يسود في المجتمع شعور قوي بينما يرتبط التضامن العضوي بالمجتمعات الحديثة التي يزداد فيها تقسيم العمل, فكان المجتمع الذي ينتشر فيه التضامن الالى هو المجتمع الانقسامي, ويتميز هذا المجتمع بسمات اجتماعية خاصة, إذ يغلب على السلوك الإنساني فيه التجانس الاجتماعي, والذي تكون فيه الأفكار والمعتقدات والعادات والآراء, وطرائق السلوك الفردي ولجماعي, أما من حيث القانون والأخلاق والضبط الاجتماعي فهناك ولاء ملحوظ للضمير الجمعي الذي يعني مجموعة المعتقدات والعواطف العامة بين أعضاء المجتمع

والتي تكون نسقا خاصا ومثل هذا الضمير العام له وجوده الخاص المتميز فهو يدوم عبر الزمن , ويعمل على توحيد الأجيال , والضمير الجمعي يعيش بين الأفراد لكنه يتميز بالقوة والاستقلال وبخاصة حينما تزداد رجة التشابه بين الأفراد وهذا من وجهة نظر دوركايم.

ما الذي يؤدي إلى زيادة تقسيم العمل ؟ يجيب دوركايم إن تقسيم العمل يختلف باختلاف حجم المجتمع وكثافة السكان, وشدة التفاعل الاجتماعي, فازدياد عدد السكان هو العامل الأساسي لتقسيم العمل فقد ترتب على ذلك شدة الصراع من اجل البقاء والاستمرار فكثرة العدد تفرض على الناس ضرورة التخصص المهني, مما يقلل من حدة الصراع, ويتيح فرصة أوسع للحصول على وسائل الحياة.

2. قواعد المنهج في علم الاجتماع :

ينظر دور كايم إلى علم الاجتماع من حيث كونه يهتم بدراسة المجتمع وما ينبعث عنه من ظواهر دراسة علمية وصفية تحليلية ولكي يحقق العلم هذه الغاية فانه لابد من منهج علمي يستطيع بفضله إلى الوصول إلى قوانين الظواهر ولقد وضع دوركايم الخصائص التي يجب إن تتميز بها دراسات علم الاجتماع والتي يمكن إيجازها في الآتي :

1. يجب دراسة الظواهر الاجتماعية باعتبارها أشياء بمعنى إن تخضع للملاحظة والتجربة.

2. يجب على الباحث إن يتحرر من كل فكرة سابقة يعرفها عن الظاهرة حتى لا يقع أسير الأفكار الشخصية.

3. يجب على الباحث إن يبتدا بتعريف الظاهرة التي يتخذها مادة للدراسة.

4. يجب على الباحث عند دراسة طائفة خاصة من الظواهر الاجتماعية إن يبذل قصارى جهده في ملاحظة هذه الظواهر من الناحية التي تبدو فيها مستقلة عن مظاهرها الفردية.

أما فيما يتعلق بقواعد أو خطوات المهج فتتلخص في الآتي:

1. دراسة نشأة الظاهرة والوقوف على عناصرها لان الظاهرة شئ معقد وتتألف من أجزاء كثيرة.

2. دراسة تطور الظواهر والوقوف على مختلف أشكالها.

3. دراسة علاقات التي تربط الظاهرة بما عداها من الظواهر التي تنتمي إلى شعبتها.

4. الانتفاع بمطلق المقارنة في دراسة الظواهر.

5. الكشف عن الوظيفة الاجتماعية التي تؤديها الظاهرة وما خضعت له هذه الوظيفة من تطور وذك في ضوء دراسة تاريخ الظاهرة.

6. تحديد القوانين التي يصل إليها الباحث من دراساته ويجب صياغة هذه القوانين بدقة لأنها هي التي تكون مادة العلم.

3. الانتحار:

ظهرت دراسة دوركايم الهامة عن الانتحار وذلك بعد مضي عامين على نشر مؤلفه قواعد المنهج في الاجتماع وأول خطوة بدئها دوركايم بأنه عرف الانتحار حيث واجه صعوبة في ذلك إلى إن خلص إلى إن الانتحار هو كل حالات الموت التي يكون نتيجة مباشرة أو غير مباشرة لفعل سلبي أو ايجابي قام به المنتحر نفسه, وهو يعلم انه سيؤدي إلى هذه النتيجة.

وبعد إن يحدد دوركايم تعريف الانتحار ينتقل إلى مناقشة نقطة أخرى ذات أهمية وهي المجموع الكلي لحالات الانتحار في بلد معين يسمح لنا إن بحسب معل الانتحار وهذا المعدل هو (الظاهرة الاجتماعية)

بعد ذلك حلل الانتحار من ناحية غير اجتماعية مثل ربط الانتحار بالمرض العقلي وأيضا ربط الانتحار بالعوامل الكونية وأخيرا ربط الانتحار بالتقليد والمحاكاة وبعد ذلك يعتقد دوركايم بعد إن فرغ من دراسته لجميع هذه الأمور انه قد نجح في استبعاد العوامل الغير اجتماعية وبذلك ينتقل مباشرة إلى معالجة الأسباب الاجتماعية والمواقف الاجتماعية التي تحدد هذه الأسباب.

حاول دوركايم جمع حالات الانتحار في ثلاثة نماذج حيث يتضمن كل نموذج مجموعة من الأسباب الاجتماعية والنماذج الثلاثة للانتحار هي :

1. الانتحار الأناني.

2. الانتحار الغيري أو الايثاري.

3. الانتحار الانومي.

4. التفسير الاجتماعي للدين عند دوركايم :

حاول دوركايم في كتابه عن (( الصور الأولية للحياة الدينية ))إن يقدم لنا تحليلا دقيقا لصور ومصادر وطبيعة وأثار الدين من نفس ديانته السيسولوجية . وحاول أيضا دور كايم إن يبحث عن أصل الدين وذلك بتحليل الدين في أكثر المجتمعات البدائية, يعتقد دور كايم إن التغيرات في الشكل تؤدي إلى تغيرات جوهرية في الطبيعة, ويرى إن الوقوف على تطور المجتمع من البسيط إلى المركب سوف يحدد لنا مجرى التطور الأجتماعي .

يؤكد دور كايم على إن علم الأجتماع له منهجا مخالفا لدراسة الظاهرة الدينية, الدين بالنسبة لدوركايم يجب إن يدرس كحقيقة اجتماعية .

دور كايم يرفض تفسير الدين على انه نتاج تقسيمات عقلية زائفة أو توهم ناجما عن ضغط مشاعر معينة .

حاول دوركايم معرفة أصل الديانات من خلال إحدى القبائل الاسترالية التي تسمى الارونتا والتي كانت في نظرة تمثل مرحلة أولى في النمو التطورية فوجد إن أصل الديانات ديانة تعرف باسم التوتمية وهي أكثر صور الدين بساطة وتشير التوتمية إلى اعتقاد داخلي في قوة غيبية أو مقدسة أو في مبدأ يحدد مجموعة من الجزاءات يتعين تطبيقها على كل من يحاول انتهاك المحرمات ويعمل في الوقت ذاته على دعم المسئوليات الأخلاقية في الجماعة.

5. نمط المجتمع عند دوركايم :

إن نمط المجتمع عند دوركايم يقوم على صورة التماسك الاجتماعي السائدة في مجتمع ما فثمة مجتمع يسوده التماسك الالى وانخفاض في تقسيم العمل وثمة مجتمع آخر يسوده التماسك العضوي ويتميز بتعقد تقسيم العمل ويصور الجدول التالي أنماط التماسك الاجتماعي عند دوركايم :

م العوامل التضامن الآلي التضامن العضوي

1 السلوك تسيطر عليه التقاليد ومعتقدات وآراء متماثلة تزايد الفردية وينمي التخصص في العمل الفردي.

2 القوانين والأخلاق والضوابط الاجتماعية يتحكم فيه العقاب القهري التأكيد على الصواب والعقاب

3 البناء السياسي الاجتماعات العامة قيام علاقات التعاقد بين الحكومة والمواطنين

4 الاقتصاد المشاركة والملكية المشاعة الملكية التعاقدية والخاصة

5 الدين الطوطمية*النزعة القبلية والتعصب لموطن الإقامة وحدانية الله

6 الانتحار الغيري في سبيل المجاعة الأناني* والانتحار بالا مبرر نتيجة الانحراف عن المعايير.
...