في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

مقالة حول الفلسفة الحديثة (السنة الثانية آداب وفلسفة)

مقالة حول الفلسفة الحديثة باك 2023 

الطريقة : جدلية

تمهيد:

إذا كانت الفلسفة هي ذلك الانتاج الفكري الانساني عبر مراحله التاريخية و كان هذا الانتاج الانساني بحسب رأي علماء الاجتماع يشكل حلقة متصلة ترتبط بدايتها بنهايتها مما يعني أن كل فلسفة جديدة محكوم عليها أن تشرب من ينابيع الفلسفة التي سبقتها فالفلسفة الاسلامية شربت من ينابيع الفلسفة اليونانية و الفلسفة المعاصرة اتكأت على الفلسفة الحديثة .حيث يرأى بعض الفلاسفة ان الفلسفة الحديثة تجاوزت سلطان الفكر التقليدي بالعقل .اما البعض الأخر يرأى ان الفلسفة الحديثة تجاوزت النظرة السكولائية بواسطة التجربة .فهل الفلسفة الحديثة تجاوزت سلطان الفكر التقليدي بواسطة العقل فحسب؟؟؟

محاولة حل الاشكالية

يذهب العقليون من بينهم ديكارت ان الفلسفة الحديثة تجاوزت سلطان الفكر التقليدي بواسطة العقل لانه فطري فينا و شائع بين الناس و يحمل مبادئ فطرية لاتستمد من التجربة تتميز بصفة العموم بمعنى انها مشتركة بين جميع الناس حيث يقول{ ان العقل اعدل شيئ توزعا بين الناس} و يعتبر الملكة الفطرية التي يتميز بها الانسان بين الاشياء و المواضييع و يقول { كلما تلقيته على أنه اصدق الامور و أوثقها قد اكتسبته بالحواس غير انني وجدت الحواس خادعة و مضللة و ليس من الحكمة ان نطمئن الى من يخدعنا و لو مرة واحدة و كما يؤكد رواد المذهب العقلي ان العقل ينتقل من الشك الى الى البناء المنهجي حيث قسم ديكارت ذلك الى البداهة/التحليل/التركيب/الاحصاء/{هنا يجب الشرح قليلا يوجد الشرح بالكتاب المدرسي}

الــــــــــــــــــــــــــــنقد:

ان العقل وحده قاصر على ادراك جميع الحقائق و خاصة ما يتعلق منها بلعالم الحسي المادي و سلطانه ليس مطلقا فهو يمدن بالحقائق الخاطئة احيانا 

استطاعت الفلسفه الحديثه تجاوز السلطان الفكرى التقليدى لأنها أتت كثوره و لها عوامل أدت الى نشأتها منها ظهور العلم الحديث و حركة الاصلاح الدينى الذى كان هدفه فصل الدين عن الدوله و تغيير النزعه العقليه التى كانت هدفها نشر فكرة التسامح و ما الى غير ذلك .

نعم , استطاعت الفلسفة الحديثة تجاوز الفكر التقليدي والاخذ بالعقل1-تجاوز سلطان الفكر التقليدي والأخذ بمرجعية العقل:ا-تأسيس المعرفة من الشك إلى البناء: لقد كان إنتاج المعرفة في أوروبا الوسيطية حكرا على أباء الكنيسة من خلال احتكارهم لحق تأويل الكتاب المقدس والتشريع للحياة الفكرية والاجتماعية لكن مع ظهور ديكارت تغير الحال من خلال مبدأ الشك القائم على عدم الثقة العمياء في الحقائق الشائعة والموروث الثقافي إلا إذا تبين بالبداهة العقلية أنه كذلك وهذا ما أحدث قلبا جذريا على مستوى السلطة الفكرية حيث تحولت الكنيسة من حاكمة إلى محكوم عليها بإخضاع كل أفكارها للشك العقلي وهنا بالذات تكمن أحقية ديكارت للتسمية التي لقب بها"أب الفلسفة الحديثة" لان قبله لم يكن للعقل أي قيمة لكن ديكارت أعاد له قيمته من خلال منهج الشك ب-الشك منهج وليس مذهب: إن الشك عند ديكارت منهج وليس مذهب وما يميزه انه يبدأ بالشك وينتهي إلى اليقين وهذا حيلة من ديكارت الذي لم يكن باستطاعته مخالفة الكنيسة علنية فقال أن كل حقيقة مها كان نوعها ومصدرها يجب الشك فيها ولا يمكن قبول إلا الفكرة الواضحة وهي الفكرة البديهية التي لا تقبل الشك ومصدر الحكم على الأفكار هو العقل كأعدل قسمة بين الناس وهنا بالذات أصبح التراث الفكري الكنسي في خطر لانه لا يتوافق مع العقل ومن الأفكار البديهية عند ديكارت نجد الدوبيتو"انا اشك إذن أنا أفكر والكوجيتو أنا أفكر إذن أنا موجود" وهنا بدأ ديكارت بالشك في وجود العالم الخارجي وانتهى إلى حقيقة لايمكن الشك فيها وهي حقيقة الذات المفكرة ج-تأسيس المعرفة بوحي من المنهج الرياضي: لما كانت الرياضيات تمثل النموذج الأرقى بين العلوم من حيث الصدق دعى روني ديكارت إلى تطبيق المنهج الرياضي ألاستنتاجي على الفكر حيث يبدأ من الأفكار الفطرية المستمدة لصدقها من كونها إلهية المصدر ثم يستنتج ما يلزم عنها من أفكار ضرورية ويبنى هذا المنهج عند ديكارت على أربع خطوات أساسية: أ-قاعدة البداهة:حيث يقول ديكارت:لا أتلقى على الإطلاق شيئا على أنه حق ما لم أتبين بالبداهة أنه كذلك" والفكرة البديهية هي الفكرة الواضحة التي لا تقبل الشك وعلى هذا فجميع الآراء العلمية والفكرية التي تحصلنا عليها من المجتمع لا يمكن الثقة فيها حتى تعرض على العقل وبالتالي فلا مجال للثقة في التراث الكنسي وهذا ما كان يهدف إليه ديكارت ب-قاعدة التحليل: أي تفكيك الموضوع إلى أجزاء لمعرفة مكوناته ويقول ديكارت معرفا بهذه القاعدة"أن أقسم كل واحدة من المعضلات التي أبحثها ما استطعت إلى القسمة سبيلا وبمقدار ما تدعو به الحاجة على أحسن الوجوه"

مذكرة حول الفلسفة الحديثة

المادة : فلسفة الإشكالية الثانية :الفكر بين الوحد والتعدد.

الأستاذ: المشكلة الثالثة : الفلسفة الحديثة          

الحصة: نظرية الموضوع : كيف تجاوزت الفلسفة الحديثة الفلسفة التقليدية ؟ المستوى : 2آف1 ، 2آف2 الحجم الساعي : 3 سا

الكفاءة الختامية

الكفاءات المحورية والخاصة

المضامين المعرفية

الأمثلة وأقوال الفلاسفة

الكفاءة الختامية الأولى:

يتوصل المتعلم

إلى

التحكم في آليات الفكر النسقي

الكفاءة المحورية:

 التحكم في آليات التفكير المنطقي

الكفاءة الخاصة1:

ضبط المفاهيم المنطقية

مقدمة : استطاعت الفلسفة الحديثة أن تتجاوز الفكر التقليدي القديم الذي كبل فكر البشرية لعدة قرون مضت ، من خلال فلاسفة اعتمدوا أفكارا جديدة حاولوا تغيير واقع الانسان الفكري والاجتماعيي على حد سواء ، لكن ماهي المرجعية الفكرية التي استندت إليها الفلسفة الحديثة في تجاوزها لسلطان الفكر التقليدي ؟

ماهي الفلسفة الحديثة ؟:

الحديث لغة : ضد القديم ، وهو يعني الجديد المتفتح على الحقائق والموافق لروح العصر .

أما في الاصطلاح :فالفلسفة الحديثة هي فلسفة جديدة ، وثورة على القديم وخاصة فلسفة العصور الوسطى الأوروبية التي سيطرت فيها الكنيسة ، وقيدت حركة العقل ، تحت شعار : " اعتقد ولا تنتقد " فكانت الفلسفة الحديثة ثورة وتمرد على تلك المعتقدات .

بداية الفلسفة الحديثة: اختلف الفلاسفة والباحثين في تحديدها بالضبط فمنهم من يرجع بدايتها إلى فترة سقوط القسطنطينية ، وانهيار الإمبراطورية البيزنطية ، وهجرة علمائها إلى إيطاليا ، وفرار الكثير من أعلام الفكر والثقافة إلى الغرب ، محملين بمنابع الفكر ومصادر التراث ، فكانت هذه نقطة تحول من العصر الوسيط إلى العصر الحديث . ومنهم من يرجع بدايتها إلى الكشوفات الجغرافية الحديثة ، ومن أكبرها أثرا اكتشاف " كريستوف كولومبس" لأمريكا أو العالم الجديد وهذا ما فتح أعين الغرب للتعرف على شعوب أخرى متحررة من قيود الكنيسة ، ومن سلطتها القاسية ، مما دفعهم للعمل على التحرر منها ومن أفكارها ، والتأسيس لفلسفة جديدة .ومنهم من يرجع بداية العصور الحديثة إلى عهد اختراع الطباعة التي سمحت بتوسع انتشار الثقافة ،وخاصة اليونانية منها ، والاسلامية وصدى بعض مفكريهم ، وهذا ما شجع على فهم جديد وأفكار إبداعية جديدة تعبر عن الانسان الحديث وفلسفته.

ماهي مميزات الفلسفة الحديثة :

1 ـ ظهور الفكر البرجوازي ، وتشجيعه لبروز النزعة الفردية العنيفة في الاقتصاد ، والأدب ، والسياسة ، والدين ، والفلسفة ...وغيرها .

2 ـ اتسام الروح الفلسفية الحديثة بالرجوع إلى الطبيعة والمبادئ الطبيعية وقوانينها ، ومن ثمة الدعوة إلى المساواة والتحرر من القيود .

3 ـ " العناية البالغة بالعلم الآلي ، وظهور المنهج الميكانيكي وتطبيقاته ، وازدهار الصناعات ، وأثر كل ذلك في سيطرة الانسان على الطبيعة وفهم الأرض والسماء ( تلسكوب ) وكان لهذا صدى كبير في مجال الفلسفة وآرائها (المدارس المادية ، الروحية ، الإلحادية )

4 ـ الثورة على حكم الكنيسة وعلى الدين ، وإقامة خصومة ضد فلسفة العصور الوسطى ، بأفكارها وطريقتها ولغتها ووصفها بالجهل والبربرية ، ومن كل هذه المميزات والأبعاد تبرز كفلسفة مبتكرة .

لكن كيف استطاعت الفلسفة الحديثة تجاوز الفكر التقليدي ، وما هي المرجعيات التي أخذت بها ؟

 منهج الفلسفة الحديثة :

1 ـ الأخذ بمرجعية العقل : إن الأخذ بميزان العقل كان المرجعية الأبرزالتي اعتمدتها الفلسفة الحديثة كمرجعية وكمنهج للتحرر من قيود الفكر التقليدي ....ولنأخذ كنموذج في إرساء قواعد هذه المرجعية العقلية : "ديكارت " الذي يسمى أبو الفلسفة الحديثة .حيث عمل على أن يقدم طريقة ومنهجا للتحرر من الآراء القديمة وتجاوز الفكر التقليدي ، والتأسيس للعلم والفلسفة وفق مبادئ جديدة .انطلق ديكارت ديكارت من الشك في جميع المعارف ، والآراء العلمية التي تحصلنا عليها سابقا أي جميع العلوم من طب ، وطبيعيات ، وفلسفة ، وسياسة ، بل وجب أن لا نثق حتى فيما قدمته لنا من حقائق حول الذات والله والعالم .

* والشك هنا ليس وسيلة لتحطيم وهدم معارفنا وآرائنا ومعتقداتنا بل هو الطريق الأول للوصول إلى اليقين وأول ماشك فيه ديكارت : الشك في حواسنا وما اكتسبنا ه بها لأنها تخدعنا ومن الحكمة ألا نطمئن لمن يخدعنا ولو مرة . لهذا يرفض ويستبعد الحواس في تحصيل المعرفة ، ويعتمد بدلها أداة العقل كطريقة لليقين لأنه أعدل قسمة بين الناس ( واحد عند الجميع ) ، لكن ألا نشك في العقل ذاته ؟

هنا يقول ديكارت :" إذا صممت على أن أشك في كل شيء ، فأخليت ذهني من كل معتقد ، وتوقفت عن أي حكم ، بقي أمامي مع ذلك أمر مؤكد وهو أنني مهما أشك ، ومهما أفكر فلست بمستطيع أن أنكر من أنني حين أشك ، فإنني في لحظة التفكير ، بل حتى في لحظة خطأ في تفكيري ، لا بد أن أكون موجودا ، إذا أنا أفكر ،إذا أنا موجود "

إذن الفكر أو الذات العارفة تعتبر حقيقة مؤكدة ووسيلة ذلك هي العقل الذي يثبت وجوده ثم يعرف الآخرين والعالم والله ، لكن كيف نستخدم هذا اليقين العقلي استعمالا منهجيا يوجه لبناء فلسفة جديدة ومتحررة ؟

وهنا يؤكد ديكارت أن أفضل وسيلة يمكن اعتمادها هي العقل الرياضي .( المنهج الرياضي )

 الطريق الاستنتاجي عند ديكارت: يقوم على أربعة قواعد أساسية هي:

البداهة : وتتضمن الشك والوضوح ، يقول : " أن لا أتلقى على الإطلاق شيئا على أنه حق ما لم أتبين بالبداهة أنه كذلك ، بمعنى أن أبذل الجهد في اجتناب التعجل وعدم التثبت بالأحكام السابقة ، وأن لا أدخل في أحكامي إلا ما يتمثل لعقلي في وضوح وتمييز يزول معها كل شيء "

التحليل : أي تفكيك الموضوع إلى أجزاء لمعرفة مكوناته

التركيب : أي إعادة تأليف الأجزاء لتكوين رؤية مركبة ،

الإحصاء والمراجعة : أي التأكد من المراحل السابقة والتدقيق في أمرها كمراجعة تضمن الدقة .

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
ب ـ الأخذ بمرجعية التجربة :

* إن ملاحظة طريقة تعلم الأطفال الصغار نجدها تنطلق دائما من الإحساس والواقع سواء في تحصيل المعرفة أو ترسيخها في الذهن فنحن نتعلم من الواقع ولا توجد أفكار فطرية .

* الانسان الذي فقد حاسة من الحواس فقد علما من العلوم ، ففاقد البصر لا يعرف الألوان ، ولا يميز بينها وفاقد حاسة الشم لا يفرق بين الروائح وهكذا وكأن الواقع هومصدر المعرفة .

* الأحكام العقلية ليست دائما صحيحة ، ولا تضمن اليقين ، لأنه قد تخطئ وتوقعنا في الشك مثال: فمعرفة خصائص خلية نباتية مثلا ، لا يمكن للعقل أن يصل إليها ، وكذلك مثلا : فهم خصائص الماء ، وغيرها من القضايا التي تقتضي التجربة ضرورة ، وهذا ما يؤكده فرنسيس بيكون بقوله :" إذا بدأنا في تأملاتنا باليقين انتهينا إلى الشك ، أما إذا بدأنا بالشك وتحملناه في صبر إلى حين من الزمن ، فسوف ننتهي إلى اليقين "

لهذا فالعقل لوحده لا يمكن أن يفهم حقيقة الأشياء ،ومن هنا يعتقد بيكون الذي يعد أبا للمنطق التجريبي الحديث ، أن وظيفة العقل البشري ليس تفسير العالم وإنما فهم الأشياء ، والسيطرة على الطبيعة ( تجاوزها ) .

وهذا ممكن عند بيكون بقاعدتين : ـ قاعدة التجريب ، وقاعدة الشك العقلي

ففهم الظواهر الواقعية ، ومعرفة أسبابها لا بد أن يكون بعيدا عن الخيال والذاتية والتوهم حسب بيكون الذي اعتبرها وجه سلبي للدراسة العلمية : وسماها بأوهام العقل البشري منها :

أوهام الجنس : وتتعلق بالتحذير من الأحكام الخاطئة أو التسرع في إصدارها ، أو السقو ط في فخ الاحكام العامة .

أوهام الكهف : حيث يعتقد بيكون أن لكل إنسان كهفا خاصا به ، يعبر عن مختلف الميول والرغبات ، المشكلة عن التربية والبيئة ، فتؤثر في تفكيره ، وقد تكون مفسدة للبحث العلمي .

أوهام السوق : وتتعلق بالأوهام المرتبطة باللغة واستخداماتها فتتحكم الألفاظ في العقول فتقيدها أو توقعها في الأخطاء ، ويؤكد أن هذا الوهم هو الذي أصاب الفلسفة والعلوم القديمة بالسفسطة والجنون.

أوهام المسرح : أي الحذر من القناعات والأفكار والمعتقدات السائدة والقديمة والتحرر منها ، حتى لا نجعل الماضي يتحكم في الحاضر ، ولا الميت يتحكم في الحي .

بعد أن أظهر " بيكون " العوائق السلبية التي تقف أمام البحث العلمي ، انطلق بعدها في التأسيس للمنهج التجريبي والقواعد التي يقوم عليها في دراسته وهي :

ـ قاعدة جمع الحقائق عن الطبيعة ( وهي تمثل الملاحظة )

ـ قاعدة الوصف التجريبي مقرونا بالشك العقلي في كل شيء .

ـ قاعدة الإحصاء الكلي للجزئيات ( حتى نتأكد منها ولا نتسرع في الأحكام )

هذه الأسس التي حاول بيكون وضعها كبداية للدراسة التجريبية ،وهذا العمل هو ما طوره فيما بعد " جون لوك " وجون ستيوارت ميل ودافيد هيوم ...وصارت هذه المجموعة تمثل المدرسة التجريبية في الفلسفة ، والتي تقابل المدرسة العقلية بزعامة ديكارت وأتباعه.

* وعليه أصبحت الفلسفة الحديثة تأخذ بمرجعية العقل من جهة ، وتأخذ بمرجعية التجربة من جهة أخرى ، وقد استطاع كانط تجاوز مشكلة التعارض بينهما ، من خلال فلسفته النقدية المعبرة عن كثير من أفكار الفلسفة الحديثة .

ما هو دور الفلسفة الحديثة ؟:

إن الفلسفة الحديثة كفلسفة جديدة بأفكارها ، ومنهجها ومبادئها التي دعت إليها ، لم تكن بمعزل عن واقعها ، بل كانت معبرة عنه ، ومدافعة عن كثير من المبادئ التي انطبع بها العصر الحديث :

1 ـ إنها فلسفة تنويرية عملت على تحرير وعي الانسان وتنويره :وذلك من خلال:

* الابتعاد عن الأوهام ، والاعتقادات الفاسدة ، والأحكام المطلقة ، والتحرر من التأمل الميتافيزيقي الذي لافائدة منه .

* العمل على إيقاظ الوعي الإنساني ، والإعلاء من شأن العقل ، والانفتاح على التجارب العملية الحية .

* تنمية قدرة الإنسان على معرفة نفسه ، ولمظاهر القوة والضعف في شخصيته ، ولدوافعه ن وحاجاته ومشاكله ، والاقتناع بأن الأفكار والمعارف الجديدة تكتسب بالعمل والاجتهاد والتجارب ، وتحرير العقل للأخذ بالأفكار كمنتوج بشري ـ مشاع للجميع ـ

* الدعوة لتحقيق الإخاء الإنساني ، بمعرفة قيمة الإنسان ، والدعوة للرفع من كرامته في العمل والحقوق والعدالة والتسامح دون تمييز.

2 ـ إنها فلسفة عملية تسعى لتغيير الواقع الاجتماعي للانسان :

فالفلسفة كرسالة فكرية ، وكوسيلة تغيير ، تسعى لتثير وعي الانسان وتدفعه للتحرر من القيود ، من هنا كانت الفلسفة تعبيرا عن الواقع الاجتماعي للإنسان ومحاولة فهمه ، والعمل على تغييره إلى ما هو إيجابي في المجالات السياسية ، والاجتماعية والاقتصادية ، والدعوة إلى إرساء القانون وإقامة العدل ومحاربة الظلم والتمييز.

 ويمكن التعبير عن هذه المعاني من خلال النقاط التالية :

* الدعوة للمساواة بين الأفراد وعدم التمييز بينهم ، بإيجاد صيغ قانونية عادلة ، لأن حظوظهم في الطبيعة واحدة ، وهذا يقتضي محاربة الاستبداد والتملك الجشع والاقطاعية الفاسدة .

* العمل على تصحيح نظرة الانسان للقيم ( الخير ، الحق ، الجمال ) وإرساء معاني روحية وخلقية وجمالية تعبر عن كرامة الإنسان والفطرة النقية .

* إعلاء قيمة العقل على اعتبار أنه أعدل قسمة بين الناس ، والحكم على الآخرين من خلاله بلا تمييز أو استعلاء ، وهذا يشجع على الحوار بين الأفكار والتواصل والتلاقح فيما بينها ، وإيجاد صور للتسامح الديني والاجتماعي .

* رفض الهيمنة والديكتاتوريات والعمل على بناء مؤسسات قانوني تحمي بها الانسان ، وتعبر عن طومحاته ، بوسائل سلمية مقبولة من الجميع.

خاتمة :

وعليه فالفلسفة الحديثة لعبت دورا رساليا على مستوى العقل وتنويره وعلى مستوى الواقع وتغييره ، وذلك بإحداث تجديد في الافكار والتصورات ، وفي إبداع المناهج ، ووسائل البحث ، وفي كيفية النظر إلى الواقع والعمل على تغييره.

       

بعض الأقوال الفلسفية :

يقول ديكارت : " ما كادت نفسي تسمح لي بالتحرر من سلطة أساتذتي ، حتى هجرت دراسة اللآداب هجرا ، وصممت على ألا أطلب من العلوم إلا ما في نفسي ، أو ما شتمل عليه الكتاب الكبير ، كتاب العالم"

ويقول:" الأحاسيس إنما هي أفكار غامضة مبهمة لاتؤدي إلى اليقين الذي نتوخاه "

يقول :"أن أقسم كل واحدة من المعضلات التي أبحتها ما استطعت إلى القسمة سبيلا وبمقدار ما تدعو به إلى الحاجة على أحسن الوجوه "

يقول :" أن أرتب أفكاري فأبدا بأبسط الأمور وأيسرها معرفة وأتدرج حتى أصل

إلى معرفة أكثر تعقيدا "
0 تصويتات
بواسطة
مقالة الفلسفة الحديثة السنوات الثانية اداب و فلسفة

مقالة المعرفة بين العقل و الحواس :

مقدمة : يعتبر الإنسان متحف لغرائب العقل البشري لذلك فهو في بحث مستمر لفهم عالمه الخارجي و الوصول للمعرفة و هي : مجموعة الحقائق و المباديء العلمية و القوانين التي تتميز بالموضوعية ، لذلك وقع جدل بين الفلاسفة و العلماء و المفكرين حول أساس المعرفة فهمنهم من يرى بأن المعرفة اصلها عقلي محض و منهم من يرى بأنها ذات أصول حسية لذلك نتساءل : هل المعرفة تصدر من العقل وحده ؟ ام الحواس هي بوابة الانسان للمعرفة ؟

الموقف 1 : ينطلق انصار الموقف الاول من فكرة أن المعرفة مصدرها العقل فهو أساس التفكير و التحليل و التركيب و هو من يضع القوانين و ينقل الأفكار الصحيحة بتصوراته و ادراكاته و من أنصار هذا الموقف نجد :ديكارت إذ يرى بأن الحواس تقدم لنا معارف خاطئة اما العقل فمهمته تصحيح هذه الأخطاء و اعطاءنا حقائق صحيحة يقول ديكارت : ( اختبرت الحواس فوجدتها خداعة زمن الحكمة فكيف نطمئن لمن خدعنا و لو لمرة واحدة ) و قد أعطى مثال عن ذلك فعند النظر من مكان مرتفع يقول ديكارت ارى مثلثات و مربعات و اشكال متنوعة بالبصر و لكن في الحقيقة أدرك بعقلي أن تلك الأشكال عبارة عن عربات و أشخاص يتجولون و اعتمد ديكارت على 4 قواعد للوصول إلى المعرفة عن طريق العقل و هي

  البداهة والوضوح: يجب على الباحث ألا يقبل أية معلومة على أنّها حقيقة إلا إذا توفرت فيه خاصيتي البداهة والوضوح،

 التحليل ويُقصد ديكارت بالتحليل أن يقوم الباحث بتقسيم مشكلة البحث إلى أقسام صغيرة، ويكون ذلك بالعودة إلى العناصر الأوليّة التي تتكون منها المشكلة، مع مراعاة الانتباه الشديد أثناء القيام بذلك؛ وذلك لكي لا يقع الباحث في أي خطأ، وعليه التأكد من أنه حلل المشكلة إلى عناصرها الأولية وليس الثانوية.

الترتيب أو التركيب: بعد أن قام الباحث بعمليّة التحليل، يقوم بترتيب الأفكار البسيطة، مراعيا بذلك التدرج أثناء ترتيبه فعليه أن يبدأ من الأفكار الأكثر بساطة ويتدرج حتى يصل إلى الأفكار الأكثر تعقيدا، ويجب على الباحث ألا يسهو في ترتيبه الأفكار، فلا يضيع ووقته في الأفكار المعقدة في بداية عملية الترتيب والتركيب، بل ينتقل إلى الأفكار المعقدة بالتدرج حتى لا يواجه صعوبات في ترتيبها وتركيبها.

الإحصاءات الكاملة : على الباحث أن يقوم بالإحصاءات الكاملة والمراجعات الشاملة؛ وذلك للتحقق من عدم نسيان أيّة فكرة ذات صلة بالبحث، وبهذا يكون على ثقة كبيرة من أنه قام بكل المهام والتزم بكافة القواعد السابقة في أثناء عملية البحث.

 و يقول ديكارت ( اشك في اني اشك ولا أشك في اني افكر و بما انني افكر اذن فانا موجود ).

و هنا يميز ديكارت بين نوعين من الشك :

شكٌ إرادي: فالإنسان هو الذي يفرضه على نفسه. شكٌ مؤقت: فهو ليس شكا دائمًا. يبدأ ديكارت شكه في كل وسائل المعرفة، وأكثر ما هو قابل للشك الحواس؛ فمن الممكن أن تخدعَنا، وأبرز مثال يضربه ديكارت هو القلم الموضوع في كأس فيه ماء، والذي يظهر للمشاهد على أنه قلم مكسور لكنّه في الواقع ليس مكسورا، وكذلك يشك ديكارت في العقل فقد يخطئ العقل أحيانًا، ويضرب ديكارت مثالا على ذلك، وهو احتمالية الخطأ في بعض المسائل الحسابية، لكن ديكارت في آخر الأمر يعزو الخطأ في ذلك للذاكرة، وبعد الشك في وسائل المعرفة، يبدأ ديكارت بالشك في العالم الخارجي، فيفقد العالم الخارجي كل الدلالات التي يحملها، وبعد عمليّة الشكّ في الفيزيقا ينتقل إلى الميتافيزيقا، فيفرض ديكارت وجود شيطان ماكر يعبث بالحقائق، وله القدرة على جعل الصدق كذبا والعكس.أما آلان فانه يرى بأن العقل هو مصدر الحقائق اليقينية أما الحواس. فكل ما أكده لنا خاطيء و فاسد و مثاله على ذلك المكعب فعند رؤيته بالعين نرى ثلاث أوجه من اصل ستة و تسعة اضلع من اصل اثني عشر ضلعا اما العقل فهو يتصور شكله كاملا دون نقص يقول الان المكان الرياضي معقول و ليس محسوس.

النقد : لكن أنصار المذهب العقلي اتصفو بالدوغمائية و التعصب للعقل دون الحواس و هو مناف للواقع ولان الحواس هي بوابة العقل نحو إدراك العالم الخارجي كما أن تقديس العقل أمر مبالغ فيه فهو ذو قدرات و عملية فهمية ناقصة يقول هيغل: ( البشر يجمعهم العقل و يفرقهم الفهم )

و يطرح فرانسيس بيكون ذلك من خلال نظرية اوهام العقل فيبرز عجزه ب : اوهام الجنس أو القبيلة: والمقصود الجنس البشري بعمومه، أي الأخطاء المتربصة بالعقل البشري من حيث هو كذلك. عقل الإنسان يشبه المرآة غير المستوية والتي تعكس خواصها على الأشياء المختلفة وتشوهها

والمقصود بالكهف البيئة التي نشأ فيها الفرد، فهي إذن نوعية من الأوهام التي تخص الفرد المحدد الذي نشأ في بيئة محددة،أوهام السوق: وهي الناجمة عن الخلط اللغوي وسوء استخدام اللغة ، المسرح: وهي الأوهام الناتجة عن تأثير المفكرين القدامى على عقل الإنسان،

الموقف 2 ينطلق انصار الموقف الثاني من فكرة أن المعرفة مصدرها الحواس فهي نتيجة تفاعل احساساتنا مع العالم الخارجي من شم و لمس و ذوق و رؤية ، فلولا الحواس لبقي الانسان دون علم و نقص حاسة واحدة أو قصورها عن أداء عملها يؤدي إلى خلل في عملية المعرفة و التعلم و نجد ذلك عند الاعمى فهو يفقد معرفة الالوان و الابكم علم اللغة و الأكمه الاصوات ........

من انصار هذا الموقف

نجد جون لوك : الذي جعل الحواس مصدر المعرفة الحقة، وأن الفطرية هي القدرة الطبيعية التي تمكن الإنسان من تحصيل المعارف من دون معونة، فمن خلال الانطباع الفطري بمقدوره أن يصل إلى اليقين الكلي تجاه بعض الأشياء من دون أن تكون له حاجة إلى المبادئ الأولية أو المعاني بالفطرة.

وعلى الرغم من أن "الأفكار الفطرية" أو "المبادئ الفطرية" هي مجرد أحكام مسبقة، بحسب مذهب الفطرة، فإن لوك ينقده بضراوة، إذ يمكن أن نحصل على المعرفة من دون الاعتماد على أي أفكار فطرية، وكذلك يمكن بلوغ المعرفة اليقينية من غير مساعدة من هذه الأفكار أو الانطباعات الذهنية. فلو كانت هذه الأفكار مطبوعة بالنفس الإنسانية غريزيا، فيجب أن يعرفها الأطفال أيضاً، في حين أن الطفل ليس بمقدوره معرفتها إلا بالتعلم التدريجي

  يقول جون لوك ( لنفترض أن العقل صفحة بيضاء خالية من الأفكار ، كيف حصلت المعرفة ؟! ، اجيبكم بكلمة واحدة: بالحواس ), ويرى لوك أن أي فكرة لم يدركها العقل مسبقاً، فإنها ليست مكمونة في العقل أصلاً، سواء كانت هذه الفكرة جاءت عن طريق الإدراك العقلي أو الحسي، فهي من المدركات الفعلية وتبقى في العقل بحيث يمكن عن طريق التذكر جعلها مدركاً مرة أخرى. ومن هنا، ينص لوك على عجز العقل في معالجة ما يتجاوز حدود ملكاته، وأن بعض القضايا العامة، لا سيما التي لا يكاد العقل يدركها حتى يتيقن منها تماماً، حكموا عليها بأنها فطرية لسهولة التعليل فقط. ومثل هذا القول يعد اعترافاً صريحاً بأنه أحجية غامضة يصعب عليهم حلها ولم يجدوا التعليل الصائب لها. وعليه، فليس ثمة شيء في العقل لم يكن قبل الحواس. العقل ليس أكثر من صفحة بيضاء تطبع عليه الخبرة كل شيء، وهو يمثل "قوة الإدراك الحسي". فكل الأفكار أصلها في الحواس، كونها منبع الانطباع والإدراك، وبذلك فإن كل أفكارنا ترجع إلى الخبرة التجريبية بالدرجة الأساس. اما ديفيد هيوم فإنه يقسم المدركات الإنسانية إلى قسمين رئيسين: الآثار الحسية والأفكار، والأخيرة، هي الأولى نفسها، ولكنها خالية من المؤثرات التي أحدثتها. ولهذا السبب لا تنشأ في العقل أفكار إلا إذا سبقتها آثار حسية، فالانطباع الحسي هو المصدر الذي نقيس فيه صحة الفكرة إلى أصولها الأولى التي جاءت عن طريق الحواس، والفكرة تكون على درجة من نوع الصواب أو الخطأ بحسب تطابق الانطباعات

النقد : النقد : لكن الأخذ بالنظرية الحسية هو أمر مناف للواقع لان الحواس خاطئة و كاذبة و لا توصلنا للحقيقة و العقل هو المفتاح الأساسي لتشكيل المترفة بملكاته مثل الاستنباط و الاستنتاج ..... إذ يرى ، لبينتز أننا يجب أن نميز بين حقائق العقل وحقائق الواقع، إن قضايا العقل قضايا ضرورية، يمعنى انها إما أن تكون هي ذاتها واضحة بذاتها، أو يمكن ردها إلي قضايا واضحة بذاتها. فإذا عرفنا بالفعل ماذا تعني القضايا، فإننا نرى أن عكسها لا يمكن أن يكون صادقا، إن كل حقائق العقل صادقة بالضرورة، ويرتكز صدقها على مبدأ عدم التناقض. يمكننا القول أن حقائق العقل هي القضايا (التحليلية). ويضرب ليبنتز مثالا على أحد حقائق العقل أنني لا يمكنني أن أنكر اللقضية التي تقول أن المثلث المتساوي الأضلاع مثلث دون أن أقع في تناقض

التركيب : التركيب : نفهم أن المعرفة الإنسانية ذات بعدين متصلين و ليسا متعارضين فالعقل و الحواس هما الوسيلة الوحيدة للوصول إلى المعرفة البشرية و هذا ما عبر عنه ايمانويل كانط من خلال نظرية النقد فلا وجود لمعرفة عقلية محضة ولا لمعرفة حسية فقط يقول كانط ( الحدوس الحسية دون افكار جوفاء و الأفكار دون حدوس حسية عمياء )

كما يبرز سبينوزا في ثنائية العقل و الجسد نمطا من التفاعل المعرفي بينهما فالاخذ بالعقل يستلزم بالضرورة تمكين الحواس بأكبر قدر من الاستخدام .

الرأي الشخصي : حسب رأيي الشخصي فان المعرفة هي عملية حوصلة للعقل و الحواس فالعقل و حده قاصر و الحواس وحدها غير مؤهلة لكسب المعرفة

الخاتمة : نستنتج أن المعرفة البشرية هي بناء تطوري الفلسفات و المباحث الإنسانية عبر التاريخ و هذا التطور لم يكن وليد العقل وحده او الحواس وحدها بل هو نتيجة تفاعل و تطور الفكر البشري المبني على ثنائية العقل و الحواس يقول بياجي ( التطور العلمي لم يكن وليد الصدفة أو العقلانية القديمة أو الحسية المعاصرة بل هي تطور بمائة ساهم في التطور الحضاري للبشرية )

اسئلة متعلقة

...