خصائص الاحساس والادراك 3 ثانوي آداب وفلسفة
خصائص الاحساس
خصائص والادراك
الإحساس والإدراك 3 ثانوي آداب وفلسفة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........
ما مفهوم الإحساس؟
الإحساس عملية عضوية فيزيولوجية بسيطة ناتجة عن تأثر إحدى حواسنا بالمؤثرات الخارجية. أو هو الأثر الذي يتركه المنبه الخارجي على أعضائنا الحسية بهدف التكيف مع العالم الخارجي. والإحساس عند علم النفس التجريبي هو مجرد حادثة بسيطة أولية ،والحواس هي الأداة الوحيدة التي تربط الكائن الحي والإنسان بالعالم الخارجي والبيئة ومن خلالها تحصل المعرفة ويتم التكيف.
ما هي خصائص الإحساس
ـالإحساس بسيط و مركب:
بسيط لأنه يتم بصفة مباشرة أي لا توجد أي واسطة بين المنبه وانفعال العضو الحسي كسماع دقات الباب حيث يتم انتقال الذبذبات مباشرة إلى الأذن.
مركب لأنه يمر بثلاث مراحل هي:
_المرحلة الفيزيائية ونقصد بها مختلف المؤثرات الموجودة في الوسط الطبيعي الخارجي كاللون والطعام والرائحة والصوت والحرارة. أو الوسط الداخلي كالجوع والعطش.
_المرحلة الفيزيولوجية:
وتتمثل في وظيفة الأعصاب التي تنقل الانطباعات الحسية إلى المراكز العصبية.
المرحلة النفسية:
وهي عبارة عن استجابة أو رد فعل كالالتفاتة عند سماع صوت معين)
الإحساس واحد و متنوع:
>واحد: لأنه يهدف إلى التكيف مع العالم الخارجي.
>متنوع: الإحساس يتنوع بتنوع الحواس والمنبهات الخارجية لأن الإحساس يتبع الحاسة الخاصة به
* ما دور الإحساس؟
~وظيفة حيوية:
لأنه يهدف إلى حفظ بقاء الكائن الحي (إنسان ، حيوان)،وفي هذا السياق يقول جون ديوي: "إن الإحساس يؤدي وظيفة بيولوجية لأنه يعمل على بقاء النوع الحيواني"
~الوظيفة المعرفية:
فالحواس هي التي تقوم بنقل المعطيات من العالم الخارجي إلى الداخل " العقل".
ملاحظة:
ليس الإحساس هو نفسه الشعور ، فالإحساس وظيفة فيزيولوجية تنتهي عندما نتصل بالعالم الخارجي ، بينما الشعور فهو وظيفة نفسية تتعرف فيها الذات عن المجريات الداخلية كالفرح ، القلق ، الخوف...
نتيجة جزئية:
مما تقدم يتضح أن الإحساس ذو وظيفة تكيفية أكثر منها معرفية، لأن هذه الأخيرة تخص الإدراك
ما مفهوم الإدراك؟
هو عملية عقلية معقدة يتم فيها ترجمة وتأويل وتفسير المؤثرات الحسية ، التي تنقلها الحواس إلى المراكز العصبية.
ويعرفه " لالاند بقوله: " الإدراك هو الفعل الذي ينظم به الفرد إحساساته الحاضرة والمباشرة ويفسرها ويكملها بصور وذكريات"... ".
ما هي خصائص الإدراك؟
ـالإدراك عملية معقدة تساهم فيها جملة من الفعاليات العقلية العليا كالذكاء والذاكرة والخيال.
ـالإدراك خاصية إنسانية: لأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتميز بالعقل.
*هل الإدراك نسبي؟
إن إدراك الأشياء لا يكون بصفة تامة ونهائية ،وذلك راجع لوجود عوامل من جهة وأخطاء وأمراض من جهة أخرى.
*ما هي العوامل المتحكمة في عملية الإدراك؟
إن عملية الإدراك لها علاقة مباشرة بالذات المدركة والموضوع المدرك، ومن ثم يتبن لنا أن هناك عوامل ذاتية وأخرى موضوعية تؤثر فيه.
العوامل الذاتية:
وهي مرتبطة بالذات المدركة وتفسر اختلاف الإدراك من شخص إلى آخر في الموقف الواحد منها:
الخبرة والتعلم ، الميل والرغبة ، الانتباه والتركيز ، العادة والألفة ، الحالة النفسية كالفرح والحزن والخوف ، العاطفة ، الدوافع اللاشعورية كالكبت والاسقاط ، الحالة الفيزيولوجية...
العوامل الموضوعية:
وهي مجموعة من الشروط والخصائص التي تتعلق بموضوع العالم الخارجي ،وقد بينت لنا المدرسة الجشطالتية أن الموضوع تتحكم فيه مجموعة من القوانين ،ومن خلالها ندرك الأشياء ومن بين القوانين: قانون التشابه والتقارب والإغلاق.
كذلك الإدراك يتأثر بالعوامل الاجتماعية ،فعلماء الاجتماع أكدوا بدورهم على أن للمجتمع دور كبير في عملية الإدراك ،فرؤية الأعلام واللافتات يوحي بوجود مناسبة وطنية.
*ما هي أخطاء وأمراض الإدراك؟
إن الإنسان قد يكون إدراكه غير صحيح ، وذلك بوجود خطأ كالخداع البصري كرؤية القلم في كأس به ماء تراه منكسر ، أو مرض معين كالهلوسة هو الخلط بين الحقيقة والوهم.
طبيعة الإدراك:
*هل المعرفة الإدراكية نابعة من الإحساس بالضرورة؟
إن الإنسان كائن حي يمتلك جملة من الوظائف والقدرات تمكنه من الحفاظ على بقائه واستمراره وبفضلها يستطيع التكيف والتعرف على العالم الخارجي ومن بينها الإدراك وهذا الأخير يعد من أهم القضايا والمسائل التي أثارت اهتمام العديد من الفلاسفة وعلماء النفس قديما وحديثا خاصة حول طبيعته أو م
صدره حيث انتهى هذا البحث إلى جدل بين الفلاسفة لذا نتساءل: ما مصدر الإدراك هل يعود إلى فاعلية الذهن أم إلى الحواس أم إلى بنية الموضوع المدرك أم إلى الشعور؟
النظرية العقلية (الذهنية):
يرى أنصار النزعة العقلية وخاصة روني ديكارت وألان وجورج باركلي أن إدراكنا للأشياء يتوقف على فاعلية العقل ، أي أن الذهن يلعب محورا أساسيا في عملية الإدراك وبالتالي لا إدراك بدون عقل ولقد دعموا هذا الموقف بجملة من المبررات:
فالنظرية العقلية تؤكد على ضرورة التمييز والفصل بين الإحساس والإدراك في كل نشاط معرفي لكون الأول هو عملية عضوية ناتجة عن تأثر أعضائنا بإحدى المؤثرات الخارجية وهو مرتبط بالبدن أما الإدراك هو وظيفة عقلية يرتبط ارتباطا وثيقا بالذهن والعمل العقلي.
كما أنها ترى أن الإحساس هو أدنى قيمة معرفية لكونه يقدم لنا معارف ظنية غير يقينية وغير كاملة وعليه فوظيفته سلبية ،وهذا ما ألح عليه ديكارت حيث أكد على ضرورة عدم الثقة في الحواس لكونها خادعة حيث يقول: "إنه لمن الحكمة أن لا نطمئن كل الاطمئنان في أولئك الذين خدعونا ولو لمرة واحدة" ، بخلاف الإدراك فهو يعطينا معرفة كاملة ويقينية ثابتة حيث يقول: "وإذن أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ماكنت أحسب أني أراه بعيني" ومن الأمثلة التوضيحية على ذلك رؤية قلم منكسر في كوب زجاجي به ماء ولكن الحقيقة في أذهاننا ليست كذلك ، ورؤية معاطف وقبعات تتحرك ندرك أنهم أناس ، والتماثيل من بعيد نراها صغيرة وندركها كبيرة...
ومن أنصار هذا الموقف أيضا ألان الذي بين أن الأشياء لا تدرك بالحواس لأنها لا تبرز لنا سوى بعدين فقط من أبعاد المكان أما البعد
الثالث فهو عمل عقلي ، بمعنى أن المعطيات الحسية تقدم لنا معارف ناقصة ،وبالتالي الإدراك عنده نشاط عقلي خالص لكونه يرتبط بالوظائف العقلية العليا من حكم واستنتاج وتأويل وتفسير وتحليل وتركيب ،فالأشياء حسب رأيه نراها ناقصة وندركها كاملة وقدم مثالا على ذلك بالمكعب فنحن نرى أن له ثلاثة أوجه وتسعة أضلع وندرك أن له ستة أوجه واثني عشر ضلعا ومن ثم فالمكعب معقول لا محسوس حيث يقول: " الشيء يدرك ولا يحس به ".
بالإضافة إلى ألان يرى الفيلسوف بركلي أن الإدراك يعود دائما إلى فاعلية الذات فهو يؤكد أن إدراك المسافات البعيدة جدا ليس إحساسا بل حكم يستند إلى التجربة (الخبرة ).
إذن إدراكنا للعالم الخارجي يتوقف على فاعلية الذهن.
النقد:
لا ننكر فضل النظرية العقلية في ما ذهبت إليه لأن العقل لديه أهمية كبيرة في عملية الإدراك ،غير أنها بالغت كثيرا حين فصلت بين الإحساس والإدراك وهذا ما رفضه علم النفس الحديث ،فالإحساس هو الجسر الذي يعبر منه الإدراك بدليل ان المعرفة عند الطفل تبدأ حسيا.
النظرية الحسية (التجريبية):
يرى أنصارها أن الإدراك نابع من الإحساس بالضرورة ، ولا يستطيع العقل إدراك العالم الخارجي إلا في حدود ما تمده به الحواس ، ومثل هذه النزعة كل من المدرسة الرواقية وجون لوك ودافيد هيوم:
حيث أكدت الرواقية بأن التجربة الحسية هي المصدر والمقياس الحقيقي لكل معرفة لأن نفس الطفل لا تشتمل على المعاني الفطرية فهو يبدأ بعديا شيئا فشيئا بواسطة خبرته الحسية.
وإلى نفس الفكرة يذهب جون لوك الذي يرى ان العقل عبارة عن صفحة بيضاء خالية من كل معنى وكتابة ،والتجربة هي التي تكتب عليه ما تشاء أي أنه يؤكد على أن كل الأفكار التي في أذهاننا هي أفكار مكتسبة ، حيث يقول: "لا يوجد في العقل شيء ما لم يوجد من قبل في الحس". بمعنى أننا ندرك الأشياء الخارجية من حيث صفاتها وكيفيتها الحسية ، أي أن الإدراك عنده هو ترابط الاحساسات في الذهن مثل الليمون ندركها من حيث لونها وشكلها ورائحتها وطعمها (إحساس + إحساس + إحساس + إحساس = إدراك).
ويعتقد دافيد هيوم أن الإدراك ما هو إلا انطباع المحسوسات نتيجة تأثر الحواس، فما أفكارنا سوى نسخة من انطباعاتنا وخبراتنا الحسية لأنه لا وجود لشيء في الأذهان ما لم يوجد في الأعيان ، وبالتالي التجريب هو أساس التجريد ، لأن الحواس هي الوسائل الوحيدة للمعرفة وفاقد لحاسة ما فاقد للمعرفة المرتبطة بتلك الحاسة ، فمثلا ليس بإمكان الأكمه (الأعمى) أن يدرك الألوان ما دام فاقدا للإحساس البصري "الشيء يحس ولا يعقل".
فالتجربة الحسية إذن هي الأساس الأول لما نملكه من معارف وليس العقل.
النقد:
لا ننكر دور الحواس في عملية الإدراك لكن القول بأن الإحساس هو المصدر الوحيد للإدراك فيه مبالغة وغلو ، لأن هذا الموقف لا يخلو من عدة سلبيات ونقائص من بينها:
هذه النظرية اعتبرت الإحساس كأساس وحيد للإدراك وأهملت دور العقل في ذلك لأنه لو كان الإحساس هو المصدر الوحيد للإدراك لكان الطفل والحيوان يدركان على السواء(يعقلان)كما أن هناك أشخاص لديهم حواس سليمة وهم لا يدركون كالبلاهة والضعف العقلي ، إضافة إلى ذلك أن الحواس في كثير من الأحيان ما توقعنا في الزلل والخطأ كرؤية الضوء لونه أبيض علميا أثبت أن له سبعة ألوان أو رؤية قرص شمس نراه صغير ولكن الحقيقة ليست كذلك ، وبالتالي الإدراك ليس مجرد ترابط الإحساسات في الذهن.
النتيجة:
نصل إلى أن الحواس والعقل متكاملتين ، فالحواس تنقل الأحاسيس ليتم تفسيرها وتأويلها عن طريق العقل. وبهذا الحواس والعقل وجهان مختلفان
لعملية نفسية واحدة ألا وهي الإدراك " إحساس + تأويل = إدراك ".