الحسب والنسب في القرآن والسنة
#فروق_لغوية
[ الحسب & النسب ]
الحسب والنسب في القرآن والسنة
•الحسب: هي الخصال الحميدة في الإنسان والشرف في الفعل، أي سمعته من الأخلاق، الشجاعة، الجود، الوفاء، وتلبية النداء، فإن التزم المسلم بتعاليم القرآن وسنة رسول الله ﷺ كان ذلك حسبه إذ يحث دين الإسلام الحنيف على جميع هذه الأخلاق الفضيلة.
•النسب: جمعها أنساب، وهي الآباء والأصول التي يعود إليها الإنسان، وهو علم قائم بحد ذاته كبقية العلوم ويلزمه الدقة والتحقق من صحة المعلومات، كما تم جمعه وتوثيقه منذ القدم.
وقال ابن السكيت :
الحسب والكرم يكونان فى الرجل وان لم يكن له آباء لهم شرف ، وأما الشرف والمجد فلا يكونان إلاّ بالآباء. فلا يقال لمن لم يكن أبوه شريفاً : شريف ولا ماجد،
-فالشرف والمجد: متعلقان بالنسب ،
-والحسب والكرم: يتعلقان بذات الرجل .
•وفي لسان العرب : قال الشاعر الجاهلي (متلمس الضبعي) في إحدى قصائده: “ومن كان ذا نسبٍ كريمٍ ولم يكنْ .. له حسبٌ كـان اللئيم المذمما”، ففرق بين الحسب والنسب، فعرّف النسب بعدد الآباء والأمهات إلى حيث انتهى، والحسب يحصل للرجل بكرم أخلاقه وإن لم يكن له نسب.
النسب في القرآن والسنة
كان الإسلام وسطاً في مسألة الأنساب، فلم يجعل فيه تعصّباً أو تعظيماً بالغاً، ولكنه كذلك لم يدعو على نكران أهميته، وإنما كانت أهمية النسب في الإسلام تكمن في تعزيز صلة الأرحام، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لحجرات: 13]، وفيها بيان لمعرفة الأنساب وبيانها وصلة الرحم، لا للتفاخر بالقبائل والأصول، فإن تفاخَر المسلم فليفتخر بتقواه وحسن عمله، وقال تعالى: {وكان أبوهما صالحًا} [الكهف: 82]، فلم يمنع الإسلام ذكر محاسن الآباء والأجداد ومكارمهم، بل كان من البر نقل تجاربهم في الحياة وحسن أخلاقهم وتعاملهم مع المواقف المختلفة، كما وهب الله عز وجل الرسول ﷺ النبوة في الزمن الجاهلي الذي اهتم بالحسب والأنساب، إذ كان نسبه ﷺ يعود إلى قبيلة قريش والتي كانت تعد أعظم قبائل الجزيرة العربية آنذاك، فكان يفتخر بنسبه قائلاً: “أنَا النبيُّ لا كَذِبْ، أنَا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ” [متفق عليه]، وفي هذا ترسيخ لهذه القيم الأصيلة تبعاً لما عرف عن عبد المطلب من فطنة وحكمة تفاخر بها رسولنا الكريم.