أصل سكان جبال خمير
تاريخ قبائل خمير
منطقة خمير
اين تقع منطقة خمير
في جبال خمير
مميزات جبال خمير
موضوع في جبال خمير
جبال خمير عين دراهم
أصل لقب الخميري في تونس
أصل سكان جبال خمير و جدّهم الأول سيدي عبد الله أبو الجمال
لا يمكن معرفة إن كان أصل بني خمير عربيا أو بربريا خاصة بعد امتزاج عناصر سكان الجهة الممتدة من جندوبة إلى طبرقة. كانت قديما آهلة بالبربر من هوّارة الذين تعرّبوا، وبمن اختلط بهم من العرب كبني هذيل. و اكتمل تعريبهم ببني هلال وبني سليم. ومن فروعهم "أولاد هلال" و "هذيل" و "حمران" و "مالك" الذين تدل أسماؤهم على أصل عربي بالصيغة أو بالنسبة. فهلال من عامر بن صعصعة، وصعصعة من معاوية بن بكر، وبكر ابن هوازن، وهوازن من عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، وقيس عيلان من مضر بن نزار، وهم من العرب العدنانية المستعربة. وأما حمران فأقدم ما نعرف بهذا الإسم شاعر من خثعم، إحدى قبائل كهلان بن سبأ، من العرب القحطانية العاربة. فهذه الفروع الساكنة بجبال خمير عربية الأصل. وهم أنفسهم ينتسبون إلى العرب. وفي اليمن عين تسمى خميرا، ومن قحطان العربية العاربة قبيلة بإسم بني خمر، ذكرها القلقشندي، فلعل خمير تصغير لها. ويؤكدون بالرواية الشفوية أنهم ينحدرون من رجل يدعى خمير بن عمر، وهو أحد مشاهير أصحاب عقبة بن نافع. ويقولون إن أحد أولاد خمير هذا هو سيدي عبد الله أبو الجمال، قد أنهكه الجهاد فاعتزل في مرتفع يبعد حوالي خمسة كيلومترات عن عين دراهم، في اتجاه الجنوب الغربي، حتى وافته المنية. وقد أقاموا له هناك زاوية تخلد أسطورته وتقوي اللحمة القبلية والصلة الدموية بين الخميريين، على افتراض أن سيدي عبد الله جدهم ووليهم ورمز وحدتهم وقوتهم. وفي رواية أخرى يكون الخميريون قد أقامو أول الأمر بالجنوب التونسي أتباعا لشابية القيروان، واضطروا في ق18م للهجرة إلى الشمال و الاستقرار بالجبال التي تسمت بإسمهم.
وفي رواية أخرى أثبتها "سوريس رولان" (Sourys Rolland)أن سيدي عبد الله جد خمير ينتمي إلى قبيلة نتجت عن امتزاج بين قبائل من خمير والعراق وبني عوينة وهاشم، وأن هذه القبيلة المستحدثة خرجت مع الفاتحين إلى المغرب فبلغت الساقية الحمراء حيث انفصل عبد الله عن إخوته وظل متنقلا حتى استقر بالمنطقة التي نسبت فيما بعد إليه.
فقد ذكر "أنتيشان" (P.H. Antichan) في كتابه عن تونس أن عساكر البايات تعرضت إلى أحجار متهاطلة عليها كلما حاولت الإقتراب من زاوية الولي، سواء أجاءت لجمع المجبى أو للقبض على ثائر معتصم بالزاوية. وإبّان تدخل الجيوش الفرنسية في حملتها على البلاد سنة 1881م تعرضت لأكر نارية متهاطلة عليها انطلاقا من الزاوية لمنع تقدمها. هذا ما يروى اليوم في عين دراهم. وعند اقتحام الزاوية عثر فيها على أسلحة ومؤن، مما يدل على اتخاذ المقاومين إياها مقرا لعملياتهم.
ولكن المقاومة في حاجة إلى الولي لإذكاء شعلتها من جديد ولو بعد حين:
وينك يا سيدي عبد الله***صيد الخنقة حايز فلّة
والرومي هدّك ما خلّى***حتّى الشوكة تقطعت فيك
وينكم يا رجال مطير***رقدتوا لايكثرلكم خير
سلّمتوا في جبل خمير***الهربة ليكم وربّي
و أمام تخاذل الباي لم يبق للشاعر من ملاذ غير الله ووليه الصالح:
الباي باع الوطن كيف يصير***ما عاد له تدبير
الله ينصرك يا جبل خمير***الله ينصره ويحميه
القطب والصلاح داير بيه.
و سرعان ما تنبعث روح المقاومة فيتحمس لها الشاعر:
بارود يثور يزعزع (بالبترية)***وأولاد ملاح تصوب للروم قبالة
كم من صنديد في يده (بالة) مرحية***وجبل خمير نادى جلّ الرجالة
البترية كلمة فرنسية batterie وتعني الشحنة والبالة المرحية السيف الحاد.
هذه السلطة المركزة في الزاوية جعلت "أنتيشان" أحد مرافقي الحملة الفرنسية يقول: "إن إحتلال مقام الولي مثّل الحدث الأكثر أهمية في الحملة" وتلك كانت وجهة الجنود، لأن السيطرة على الزاوية تعني السيطرة على خمير بتمامها.
من كتاب "الشمال الغربي التونسي" لأحمد الحمروني. ص 195-196-197 (بتصرف)