في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبه الجمعه بعنوان(فطرة الله التي فطر الناس عليها)

خطبة مختصرة بعنوان خلق الإنسان على الفطرة 

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي قدر فهدى، وخلق الزوجين الذكر والأنثى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال جل وعلا: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق ‌منها ‌زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا).

أيها المؤمنون: يقول الله عز وجل: (فأقم وجهك للدين حنيفا ‌فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ففي هذه الآية الكريمة يأمر الله تعالى عباده أن يقبلوا على ما أمرهم به من الدين، مستقيمين على هداه، ملتزمين بشريعته، محافظين على فطرة الله وصنعته؛ التي خلق الناس عليها، فإن الفطرة السليمة تدعو إلى المحافظة على سنن الله في خلقه، قال تعالى: (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى) وخص كلا منهما بخصائص تناسب قدرته، وتلائم عمله، وتنسجم مع دوره، ليقوم به على أتم وجه وأكمله، قال تعالى: (ولا ‌تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) وجعل الزواج بينهما شرعة ربانية، وفطرة إنسانية، وآية إلهية، قال عز وجل: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا) أي: خلق لكم من جنسكم البشري إناثا يكن لكم أزواجا. وإن مخالفة هذه السنة الربانية؛ من عمل الشيطان، وتغريره بالإنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء كلهم» أي: على دينهم محافظين، و‌‌من ‌المعاصي بعيدين، «وإنهم أتتهم الشياطين ‌فاجتالتهم عن دينهم». أي: أزالوهم عما كانوا عليه من الفطرة السليمة، والأخلاق القويمة، ودعوهم إلى تغيير سنن الله في خلقه، قال تعالى حكاية عن إبليس: (ولآمرنهم فليغيرن ‌خلق ‌الله).

فاللهم اجعلنا على ديننا محافظين، وبفطرنا متمسكين، ولقيمنا وعاداتنا الأصيلة مراعين، ووفقنا جميعا لطاعتك، وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وطاعة من أمرتنا بطاعته عملا بقولك: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها المسلمون: إن من واجب الآباء والأمهات أن يعززوا الوعي لدى بناتهم وأبنائهم؛ بضرورة اتباع سنن الفطرة السليمة، التي فطر الناس عليها، ورفض الأفكار الدخيلة التي لا تتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف، وعاداتنا الأصيلة، والتمسك بالقدوة الحسنة، والأسوة الطيبة، والأعراف والتقاليد، وقيم الآباء والأجداد، فينشأ الابن على الرجولة وقيمها، التي يتعلمها من والده ومجالس الرجال، وتنشأ البنت على القيم النبيلة التي تتناسب مع طبيعتها الأنثوية المغروسة في فطرتها، ليقوم كل من الابن والبنت بدوره في المجتمع في توازن وتكامل، قال الله تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن).

هذا وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم بارك لنا في بناتنا وأبنائنا، واحفظهم بحفظك، واحرسهم بعنايتك، وثبتهم على دينك، واجعلهم قوة للمجتمع، وذخرا للوطن يا رب العالمين.

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

...