في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

أدلة وجود الله عند ابن رشد :

الإجابة هي 

من أهم أدلة وجود الله عند ابن رشد

لقد اهتم الفقيه والفيلسوف بن رشد اهتماما خاصا بإثبات وجود الله وقد دبج لذلك ثلاثة أدلة أشهرها دليل العناية الذي يحمل بين طياته إشارات واضحة لنظرية التصميم المعاصرة، بالإضافة لدليلي الإختراع والحركة.

1) دليل العناية الإلهية :

----------------------------

كتب بن رشد :

" الهدف من هذا الدليل الوقوف على العناية بالإنسان وخلق جميع الموجودات من أجله، ويقوم هذا الدليل على أصلين : أحدهما أن جميع الموجودات التي هاهنا موافقة لوجود الإنسان، وثانيهما أن هذه الموافقة هي ضرورة من قبل فاعل قاصد لذلك ومريد، إذ لا يمكن أن تكون هذه الموافقة بالإتفاق " (مناهج الأدلة)، وهذا الدليل يتعرف على الله بمصنوعاته، وهي طريقة الحكماء، " فإن الشريعة الخاصة بالحكماء هي الفحص عن جميع الموجودات، إذ كان الخالق لا يعبد بعبادة أشرف من معرفة مصنوعاته التي تأدي إلى معرفة ذاته سبحانه على الحقيقة، الذي هو أشرف الأعمال عنده وأحظاها لديه " (مناهج الأدلة) " أي من أراد معرفة الله معرفة تامة، عليه الفحص عن منافع جميع الموجودات " (تفسير ما بعد الطبيعة).

وهناك أمثلة كثيرة على موافقة جميع الموجودات لوجود الإنسان، وعلى العناية الإلهية، وذلك كالشمس والقمر والنبات والحيوان والجماد وأعضاء الإنسان.

" إذ تظهر العناية في أعضاء البدن وأعضاء الحيوان، أعني كونها موافقة لحياته ووجوده " (مناهج الأدلة)

" ووجود هذه الأشياء على وجه الأرض وبقاؤها محفوظة الأنواع شيئ مقصود ضرورة، ولا يمكن أن يكون فاعلها بالإتفاق "

"فالشمس مثلا لو كانت أعظم جرما مما هي أو أقرب مكانا لهلكت أنواع النبات والحيوانات من شدة الحر، ولو كانت أصغر جرما أو ابعد لهلكت من شدة البرد، ولو لم يكن لها فلك مائل لما كان هنا صيف ولا شتاء ولا ربيع ولا خريف، وهذه الأزمان ضرورية في وجود أنواع النبات والحيوان، ولولا الحركة اليومية لم يكن ليل ولا نهار " (تلخيص ما بعد الطبيعة).

" أما القمر فتأثيره واضح بين، إذ لو كان أعظم مما هو أو أصغر أو ابعد أو أقرب أو لم يكن نوره مستفادا من الشمس لما كان له هذا الفعل ... وليست العناية قاصرة على الشمس والقمر فحسب، بل نجدها في سائر الكواكب وفي أفلاكها وفي مسيراتها مسيرات معتدلة في أبعاد محدودة من الشمس ... ولو وقف جرم من الأجرام السماوية لحظة واحدة لفسد ما على الارض فضلا عن أن تقف كلها " (تلخيص ما بعد الطبيعة)

" فإذا نظر الإنسان إلى شيئ محسوس، فرآه قد وضع بشكل ما وقدر ما ووضع ما موافق في جميع ذلك للمنفعة الموجودة في الشكل المحسوس والغاية المطلوبة حتى يعترف أنه لو وجد بغير ذلك الوضع أو بغير ذلك القدر لم توجد فيه تلك المنفعة، علم على القطع أن لذلك الشيئ صانعا صنعه، ولذلك وافق شكله ووضعه وقدره تلك المنفعة، وأنه لا يمكن أن تكون موافقة اجتماع تلك الأشياء لوجود المنفعة بالإتفاق " (مناهج الأدلة)

" ويمكن التدليل على ذلك بعض الآيات القرآنية، ومنها قوله تعالى [ ألم نجعل الأرض مهادا، والجبال أوتادا، وخلقناكم أزواجا، وجعلنا نومكم سباتا، وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا، وبنينا فوقكم سبعا شداد، وجعلنا سراجا وهاجا وأنزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا ] " (مناهج الأدلة) " فهذه الآيات تتضمن التنبيه على موافقة أجزاء العالم لوجود الإنسان فالأرض خلقت بصورة يتأتى لنا المقام عليها، ولو كانت بشكل آخر غير شكلها أو موضوع آخر غير الموضع الذي هي عليه، أو بقدر غير هذا القدر، لما أمكن أن نوجد فيها ولا أن نخلق عليها " (مناهج الأدلة)

-

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
أدلة وجود الله عند ابن رشد

اسئلة متعلقة

...