في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

امتداد فكرة الإله الأرسطي داخل الفكر الغربي

شرح امتداد فكرة الإله الأرسطي داخل الفكر الغربي

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ امتداد فكرة الإله الأرسطي داخل الفكر الغربي

الإجابة هي 

5- امتداد فكرة الإله الأرسطي داخل الفكر الغربي:

وجد الغرب إبان نهضته الأولى غاياته في الكتابات الأرسطية، مشروحة ومفسرة في مؤلفات ابن رشد، خصوصًا ما تعلق منها بمركزية الكون وهيراركيته، بحيث جعلوا أوروبا مركز العالم وأهم جزء فيه، والباقي مجرد تابع يدور في فلكه، كما اقتبسوا فكرة الإله المنشغل عما يحدث في العالم، وفكرة نفي التدبير الكوني عنه، فتصرفات رجال الكنيسة، وتضييقهم الخناق على العقل، والفكر الحر، وتواطؤهم مع ذوي السلطة والمال، على حساب الطبقات الكادحة، هي التي ولدت الكراهية والامتعاض ضد الدين وتعاليمه، مما أدى بالكثير من الفلاسفة والمفكرين إلى تبني أفكار مناهضة للدين، وقراءات مناقضة للوحي الإلهي، إذ ذهبوا أبعد بكثير وروجوا لنهاية الإله، "لكن موت الإله المجرد أمر لا يقبله العقل، ولكن في إطار حلولي يصبح الأمر منطقيًّا، فالحلول الإلهي يأخذ درجات منتهاها وحدة الوجود حيث يتجسد (يحل) الإله تمامًا في الطبيعة وفي أحداث التاريخ"[13]، ويتوحد مع الإنسان ومع مخلوقاته، "ويصبح كامنًا فيهما تماشيًا مع مقولات أرسطو العقلية، إذ يقول هذا الأخير في كتاب النفس: "فهو إذا اتصل بنا عقل المعقولات التي هاهنا، وإذا فارقنا عقل ذاته"[14]، ولكن لحظة وحدة الوجود هي نفسها اللحظة التي يصبح الإله فيها غير متجاوز للمادة، ومعنى ذلك موت الإله وغيابه، وهي الفكرة التي روج لها العقل الغربي ودافع عنها بشدة، "فالإله قد مات" كما أعلن نيتشه، و"الدين أفيون الشعوب" كما قال ماركس.

وعندما غاب الإله عن الكون وركن إلى الرف ليعقل ذاته فقط، وكف عن الحضور في الوعي الغربي، كان لزامًا على العقل أن يأخذ زمام المبادرة، ويخضع كل شيء لتوجيهاته الخاصة دون غيره، فأصبح الإنسان هو السيد، وهو مركز الكون، وهو الذي يحدد الخير وفق مصالحه الآنية، ويحدد ما هو الشر وفق معاييره الدنيوية، أضف إليه أنّ الإله عندما غاب عن الحضور، رحلت الروح عن الإنسان، فالروح مصدرها رباني، وأصبح - أي الإنسان - محكومًا بسلطان الجسد، ومتمحورًا حول الأشياء، ومنتهى ما يطمح إليه هو تحقيق الملذات، وإشباع الشهوات والرغبات، ومن ثمّ ارتفعت عاليًا في سماء الفكر الغربي مفاهيم من قبيل الحرية والإرادة، والفرد والفردانية، والسعادة والرفاه، وتحول الإنسان الغربي نحو الحياة الدنيوية والمادية والاستهلاكية.

هكذا إذن قامت الحضارة الغربية وتقوت انطلاقًا من إعلان العداء التام للفكر الديني، خاصة حضور الإله في الكون وتدبيره له ولمصير الإنسان، وأسست لصرح فكري وضعي جديد، يقر إقرارًا صريحًا بحرية الإنسان وامتلاكه للإرادة، أي امتلاكه القدرة على الفعل والتدبير، وبلوغ الحقائق وصُنعها.

إقراء المزيد...........

. شاهد أيضاً من هنااااااا أدلة وجود الله عند أرسطو، أقوال الفيلسوف أرسطو عن وجود الله ملخص فلسفة أرسطو طاليس فكرة الإله

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

...