في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة جمعة بعنوان فضل عمارة المساجد خطبة مكتوبة مؤثرة عن بيوت الله ملتقى الخطباء، خطبة مكتوبة عن فضل ترميم بيوت الله

خطب مكتوبة عن بيوت الله جاهزة 

خطبة مكتوبة عن فضل ترميم بيوت الله

فضل عمارة المساجد 

الأحاديث الواردة في فضل بناء المساجد

قصص عن فضل بناء المساجد

خطبة مكتوبة عن افتتاح مسجد

فضل التبرع للمساجد

خطبة عن فضل بناء المساجد ملتقى الخطباء

فضل عمارة المساجد PDF

آيات في فضل بناء المساجد

خطبة عن بيوت اللهPDF

مرحباً بكم أعزائي الزوار في موقع النورس العربي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من منابر الخطباء خطبة عن بيوت الله ملتقى الخطباء خطبة مكتوبة عن فضل ترميم بيوت الله وهي كالتالي 

خطبة جمعة بعنوان فضل عمارة المساجد

   فضل عمارة المساجد

               الخطبة الاولى

فضل عمارة المساجد

الحمد لله الذي شرع لعباده المؤمنين التقرب إليه بعمارة المساجد، وتهيئتها للراكع والساجد، الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قدوة العمار وإمام الأخيار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام الأبرار.

عباد الله:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

أيها المؤمنون:

هذا شهركم قد مضى معظمه فتصرمت أيامه، ليل يعقبه نهار، ونهار يخلفه ليل، فياليت شعري من المقبول منا فنهنيه، ومن المردود فنعزيه، ما أحوجنا إلى وقفة صادقة لمحاسبة أنفسنا فيما مضى من شهرنا، وما ذا عسانا أن نفعل في بقية أيامنا، فمن وجد منا خيرًا فليحمد الله وليزدد، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، وليبادر باغتنام بقية أيامه.

عباد الله:

كل إنسان في هذه الحياة يبحث عن السعادة، ولكن الناس يختلفون فيما بينهم في التعلق بأسبابها، وأسبابها كثيرة، ومنها المرأة والدار والدابة، كما جاء في مستدرك الحاكم عن محمد بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((ثلاث من السعادة وثلاث من الشقاوة فمن السعادة المرأة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون وطية فتلحقك بأصحابك والدار تكون واسعة كثيرة المرافق))؛ لذا فلا غرابة أن يتسابق الناس في هذه الدنيا بسعة الدور وتحسين مرافقها، طلبًا للراحة فيها والسعادة بها.

ولكن يا عباد الله ليس كل ملك بيتًا واسعًا حسن المرافق يكون سعيدًا، وذلك أن هذا البيت معرض للكوارث والأخطار، مهدد بالزوال والفناء، هذا فضلًا عما يلحق صاحب البيت من الأكدار والمنغصات، إنه بيت وإن حصلت فيه السعادة فهي محدودة، فالبيت مآله للخراب والدمار، وربما مع مرور الزمن لا يصلح حتى ولو للبهائم.إنما السعادة الحقة أيها المؤمنون هي لذلك الإنسان الذي يُبنى له بيت في الجنة، ذلك البيت الذي يسعد صاحبه ولا يشقى أبدًا، ذلك البيت الذي يحيا فيه صاحبه ولا يموت أبدا، ذلك البيت الذي يصح فيه صاحبه ولا يسقم أبدًا.إنه بيت لا يتعرض للكوارث والأخطار، إنه بيت لا يحتاج إلى ترميم أو تحسين إعمار.

ولكن كيف ذاك يا معشر المسلمين، ليس لدينا القدرة الآن أن نصل إلى الجنة فنبني فيها ونشيد، إنما السبيل أيسر من ذلك إنه عمارة بيوت الله، إنه بناء مساجد.

روى البخاري في "صحيحه" عن عثمان بن عفان قال عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنكم أكثرتم، وإني سمعت النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((من بنى مسجدًا - قال بكير حسبت أنه قال يبتغي به وجه الله- بنى الله له مثله في الجنة))".وكان هذا حين أراد عثمان رضي الله عنه أن يوسع مسجد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فكره بعض الصحابة ذلك رغبة منهم في إبقاء المسجد على هيئته أي في عهد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم يبن عثمان المسجد إنشاء وإنما وسعه وشيده، فيؤخذ منه إطلاق البناء في حق من جدد كما يطلق في حق من أنشأ.وقوله: ((من بنى مسجدًا)) هو للعموم، بشأن الباني وشأن المسجد فيدخل فيه كل من ساهم في بناء المسجد أو توسعته، يدخل فيه الصغير والكبير والرجل والمرأة وكل من له سهم أيًا كان في عمارة المسجد أو توسيعه.وجاء في بعض الروايات في صفة المسجد: ((صغيرًا أو كبيرًا))، وفي رواية أخرى: ((ولو كمفحص قطاة))؛ أي: ولوكانت سعته كما تفحص القطاة، وهي الطائر المعروف فتضع بيضها، وحمل أكثر العلماء ذلك على المبالغة؛ لأن المكان الذي تفحص القطاة عنه لتضع فيه بيضها وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه. وقيل بل هو على ظاهره والمعنى أن يزيد في مسجد قدرًا يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر.أو يشترك جماعة في بناء مسجد فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدر وهذا كله بناء.

ويدخل في معنى البناء الأمر اليسير كتحويط الأرض بالحجارة كالمساجد في طرق المسافرين، وهو أمر لا يستهان به فهو داخل في عموم بناء المساجد وحصول الأجر المترتب على ذلك، فبناء كل شيء بحسبه، ويؤيد ذلك ما ورد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((من بنى لله مسجدًا؛ بنى الله له بيتًا في الجنة)). قلتُ: يا رسول الله، وهذه المساجد التي في طريق مكة؟ قال: ((وتلك)).

ولكن يجب ألا يغيب الشرط الهام في تحقق الأجر: ((بتغي بذلك وجه الله))؛ أي: مخلصًا في ذلك عمله، طالبًا لما عند الله، لا يريد بذلك سمعة عند الناس ولا شهرة عند أحد، عند ذلك يتحقق له الأجر العظيم والثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى: ((بنى الله له بيتًا في الجنة))!فيالها من سعادة وياله من فلاح - اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل - وأي نعيم لمن كان بيتًا في الجنة، جاء في وصف مساكن الجنة عن الحسن قال: سألت عمران بن الحصين وأبا هريرة عن تفسير هذه الآية: ﴿ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً ﴾ [التوبة: 72]؛ فقالا: على الخبير سقطت؛ سألنا رسول الله عنها فقال: ((قصر من لؤلؤة في الجنة فيه سبعون دارًا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتًا من زبرجدة خضراء في كل بيت سبعون سريرًا على كل سرير سبعون فراشًا من كل لون على كل فراش سبعون امرأة من الحور العين في كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة سبعون لونا من الطعام في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة فيعطي الله تبارك وتعالى المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك كله)).

إن بناء المساجد يا عباد الله مما تحرص عليه هذه الأمة أمة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم طلبًا للثواب من ربها، واقتداءً بهدي نبيها صلَّى الله عليه وسلَّم فإنه عليه الصلاة والسلام، أسس مسجد قباء حين قدم مهاجرًا من مكة، ولما وصل المدينة شرع في بناء مسجده بيديه الشريفتبن، وقد عمل معه صحابته من المهاجرين والأنصار بأيديهم، وكان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حين ذاك يقول:

اللهم إن الأجر أجر الآخرة   فارحم الأنصار والمهاجرة

وكان هذا هو نهج الصالحين ودرب الطائعين من الأمة بعده، فهنيئًا لمن وفق بناء المسجد، هنيئًا له ببناء بيت له في الجنة.عباد الله:

إن هذا المسجد الذي نصلي فيه اليوم إنما هو ثمرة سير على هذا النهج، ثمرة دعم المحسنين من أهل الخير وفقهم الله وسدد خطاهم، وبارك في أعمارهم وأموالهم، فجزا الله خيرًا كل من كل من أعان على هذا البناء بمال أو قطعة أرض أو فرش أو تأثيث أو جهد أو أي أمر آخر من حاجات هذا المسجد.تقبل الله منا ومنهم، وجعل ذلك في موازين حسناتهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنهم قصور الجنة.ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى لمن كان له نصيب من عمارة هذا المسجد من الأموات أن يوسع له في قبره وينور له فيه يسكنه فسيح جناته وييسر حسابه وييمن كتابه ويرفع درجته ويعلي منزلته في الجنة.كما نسأله سبحانه لمن كان منهم حيًا أن يبارك له في عمره وأن يوسع له رزقه ويغفر له ذنبه ويستر عيبه وينفس كربه ويفرج همه ويشرح صدره وييسر له أمره ويطهر قلبه ويكشف ضره.

                        الخطبة الثانية

عباد الله:

إن عمارة بيوت الله من صفات المتقين، وعلامات المؤمنين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].

عباد الله:

إن عمارة المساجد من أفضل الأعمال التي وصى الله عز وجل بها، قال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [النور: 36 - 38].

أي: يتعبد الله في بيوت عظيمة فاضلة هي أحب البقاع إليه وهي المساجد، أمر الله ووصى أن ترفع ويذكر فيها اسمه. فيدخل في رفعها بناؤها وكنسها وتنظيفها من النجاسة والأذى وصونها عن العابثين، وكذا المجانين والصبيان الذين لا يتحرزون من النجاسة وعن الكافر وأن تصان عن اللغو فيها ورفع الأصوات بغير ذكر الله.

عباد الله:

إن هذه المساجد إنما شُيِّدَت ورفعت ليذكر فيها اسم الله، يدخل في ذلك الصلاة كلها وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل وغيره من أنواع الذكر وغير ذلك من العبادات. ولهذا كانت عمارة المساجد على قسمين عمارة بنيان وصيانة لها وعمارة بذكر اسم الله من الصلاة وغيرها وهذا أشرف القسمين.

أيها المؤمنون:

وكما أمر الشرع المطهر بعمارة المساجد وصيانتها، فقد حذر من تخريبها وتدنيسها؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 114]؛ أي: لا أحد أظلم و أشد جرمًا ممن منع مساجد الله عن ذكر الله فيها وإقام الصلاة وغيرها من أنواع الطاعات، واجتهد في وبذل وسعه في خرابها الحسي والمعنوي، فالخراب الحسي هدمها وتخريبها وتقذيرها، والخراب المعنوي منع الذاكرين لاسم الله فيها وهذا عام لكل من اتصف بهذه الصفة.

أيها المؤمنون:

عمارة المساجد الحسية والمعنوية شرف كبير وأجر وفير فالله الله بالحرص عليه، كما أن خرابها الحسي والمعنوي ذنب كبير وعمل خطير فالله الله بالبعد عنه.

واعلموا رحمكم الله أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وثلث بكم أيها المؤمنون، أمر بالصلاة والسلام على نبيكم.

الدعاء

تابع قراءة خطبة عن فضل بناء المساجد على مربع الاجابة اسفل الصفحة 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة

خطبة عن : ﻓﻀﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻋﻤﺎﺭﺗﻬﺎ .

ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ , ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ , ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪًﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ :

ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﺷﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺤﺪﺛﺎﺗﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ :

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻔﺎﻭﺗًﺎ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺃﺟﺮًﺍ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻪ ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻰ ﻭﺃﻥ ﺗﻄﻬﺮ ﻭﺃﻥ ﺗﻌﻈﻢ ﻭﻧﻮﻩ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﻭﺷﺄﻥ ﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺴّﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ , ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﴿ﻓِﻲ ﺑُﻴُﻮﺕٍ ﺃَﺫِﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﻥْ ﺗُﺮْﻓَﻊَ ﻭَﻳُﺬْﻛَﺮَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺍﺳْﻤُﻪُ ﻳُﺴَﺒِّﺢُ ﻟَﻪُ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺑِﺎﻟْﻐُﺪُﻭِّ ﻭَﺍﻵﺻَﺎﻝِ * ﺭِﺟَﺎﻝٌ ﻻ ﺗُﻠْﻬِﻴﻬِﻢْ ﺗِﺠَﺎﺭَﺓٌ ﻭَﻻ ﺑَﻴْﻊٌ ﻋَﻦْ ﺫِﻛْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺇِﻗَﺎﻡِ ﺍﻟﺼَّﻼﺓِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓِ ﻳَﺨَﺎﻓُﻮﻥَ ﻳَﻮْﻣًﺎ ﺗَﺘَﻘَﻠَّﺐُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟْﻘُﻠُﻮﺏُ ﻭَﺍﻷَﺑْﺼَﺎﺭُ * ﻟِﻴَﺠْﺰِﻳَﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﺣْﺴَﻦَ ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﻭَﻳَﺰِﻳﺪَﻫُﻢْ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﺮْﺯُﻕُ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺣِﺴَﺎﺏٍ﴾ ‏[ ﺍﻟﻨﻮﺭ 36-38: ‏] .

ﻭﻗﺎﻝ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :- ﴿ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﻌْﻤُﺮُ ﻣَﺴَﺎﺟِﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣَﻦْ ﺁﻣَﻦَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻵﺧِﺮِ ﻭَﺃَﻗَﺎﻡَ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻭَﺁﺗَﻰ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓَ ﻭَﻟَﻢْ ﻳَﺨْﺶَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻓَﻌَﺴَﻰ ﺃُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﺃَﻥْ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﻬْﺘَﺪِﻳﻦَ﴾ ‏[ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 18: ‏] .

ﻓﻤﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺣﺴﻴﺔ ﺑﺒﻨﺎﺋﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻤﻦ ﺃﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ، ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻤﻦ ﻫﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻭﻓﻖ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ .

ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﻘﻮﻝ : ‏« ﻣﻦ ﺑﻨﺎ ﻣﺴﺠﺪًﺍ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺑﻪ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ‏» , ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ : ‏« ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻪُ ﻣِﺜْﻠَﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ ‏» ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ , ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ : ‏« ﻣﻦ ﺑﻨﺎ ﻟﻠﻪ ﻣﺴﺠﺪًﺍ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻴﺘًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ‏» ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ , ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻴﻦ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻰﺀ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻤﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺨﻠﺼًﺎ ﻟﻠﻪ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻣﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺴﻮﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ , ﻭﻣﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﻤﺴﻜﻦ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ , ﻭﻣﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻭﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﺃﺟﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﺃﻓﻘﺮَ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﻡ، ﻭﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﺴﻨﺔ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻠﻪ ﻓﻴﺜﻘﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻴﺰﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : ‏« ﺇﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻭ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﻧﺸﺮﻩ ﻭ ﻭﻟﺪﺍ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺗﺮﻛﻪ ﻭ ﻣﺼﺤﻔﺎ ﻭﺭﺛﻪ ﺃﻭ ﻣﺴﺠﺪﺍ ﺑﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﺑﻴﺘﺎ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺑﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﻧﻬﺮﺍ ﺃﺟﺮﺍﻩ ﺃﻭ ﺻﺪﻗﺔ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ ﻭ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﻠﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ‏» ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ .

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺇﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ﻭﺗﻄﻴﻴﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ , ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺘﻄﻴﻴﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ - ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺇﻛﺮﺍﻡ ﻋﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﺯﻭﺍﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ .

ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻋﻤﻞ ﺷﺮﻳﻒ ﻻ ﻳﺘﺮﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻧﺨﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺤﻜﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﺭﻳﺔٌ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺗﻘﻢ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﺃﻱ ﺗﻨﻈﻒ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ‏« ﻓﺎﻓﺘﻘﺪﻫﺎ ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻻ ﺁﺫﻧﺘﻤﻮﻧﻲ , ﺃﻱ ﺃﻻ ﺃﺧﺒﺮﺗﻤﻮﻧﻲ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎﺗﺖ ﺑﻠﻴﻞ ﻓﻜﺮﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻖ ﻋﻠﻴﻚ , ﻓﻤﺸﻰ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻫﺎ ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‏» ﺇﻛﺮﺍﻣًﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻴﻢ ﺻﻨﻴﻌﻬﺎ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ,- ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺩﺭﺱ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻮﻗﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺃﻥ ﻧﺴﻌﻰ ﻓﻲ ﺗﻄﻴﻴﺒﻬﺎ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻨﻬﺎ .

ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺪﺭ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺳﻮﺀ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮﺍﻓﻘﻬﺎ , ﻭﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋُﻤﺮﺍﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻭﻧﺎﻓﻠﺔ ﻭﺑﺎﻻﻋﺘﻜﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻋﻤﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻭﺃﺟﻠﻬﺎ ﺷﺄﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺬﺍ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﺗﺆﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺃﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻷﺟﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﻭﺇﻳﺎﺑﻪ ﻻ ﻳﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻻ ﺭﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺣﻂ ﻋﻨﻪ ﺑﻬﺎ ﺧﻄﻴﺌﺔ، ﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻣﺒﺸﺮ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ , ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺬﺭ ﺷﺮﻋﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺨﺬﻻﻥ؛ ﺣﺘﻰ ﻫﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺘﺤﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﻋﺬﺭ , ﻭﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :- ﻣﺎ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻨﺎﻓﻖ، ﺃﻱ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﺬﻭﺭًﺍ .

ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻫﻲ ﻣﻨﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﻌﻠﻤﻬﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﺭﻏﺐ ﺃﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﺪﺍﺭﺱِ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺸﺮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺑﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺤﻔﻬﻢ ﻭﺳﻜﻴﻨﺔ ﺗﻐﺸﺎﻫﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺫﻛﺮٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻸ ﺍﻷﻋﻠﻰ .

ﺃﻻ ﻓﻬﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻤﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻴﺘًﺎ ﻟﻠﻪ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻤﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﻫﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻇﻞ ﺇﻻ ﻇﻠﻪ .

ﺃﺳﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻛﺮﻳﻢ ﻋﻄﺎﺋﻪ ﺇﻧﻪ ﺟﻮﺍﺩ ﻛﺮﻳﻢ، ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﻩ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .

ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﻫﺪﺍﻩ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻤﺎ ﻳﻐﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺫﻟﻚ ﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺑﺎﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ , ﻓﻘﺪ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ : ‏« ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻗﺒﻮﺭ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ ﻣﺴﺎﺟﺪ ‏» , ﻭﻭﺻﻒ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺷﺮﺍﺭ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .

ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻬﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻭﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺍﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﺗﺒﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻨﻴﺖ ﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻬﺎ .

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺍﺷﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻓﻴﻬﺎ , ﻓﻘﺪ ﺳﺨﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻧﺼﻴﺒًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻤﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻴﻪ .

ﻧﺴﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻥ ﻳﺠﺰﻱ ﻋﻤﺎﺭ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﺨﻠﻔﻬﻢ ﻋﻤﺎ ﺃﻧﻔﻘﻮﺍ ﺧﻴﺮًﺍ، ﻭﺃﻥ ﻳﺮﻓﻌﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ , ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺄﻟﻪ – ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﺇﻳﺎﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻤﺮﻭﻥ ﺑﻴﻮﺗﻪ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻭﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺪﻭ ﻭﺍﻵﺻﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﻣﺠﻴﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ .

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻧﺎ , ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻧﺎ , ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻧﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻖ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﻭﺗﺮﺿﻰ ﻭﺧﺬ ﺑﻨﺎﺻﻴﺘﻪ ﻟﻠﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻭﻓﻘﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ , ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ، ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ , ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤد 

ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺿﺤﻮﻱ ﺍﻟﻈﻔﻴﺮﻱ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .

ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ : ﺧﻄﺒﺔ ﺟﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﻱ ﺑﺎﻟﺠﻬﺮﺍﺀ - 3 ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻻﺧﺮﺓ .1432

اسئلة متعلقة

...