خطبة عن : ﻓﻀﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻋﻤﺎﺭﺗﻬﺎ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ , ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ , ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪًﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ :
ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﺷﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺤﺪﺛﺎﺗﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ :
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻔﺎﻭﺗًﺎ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺃﺟﺮًﺍ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻪ ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻰ ﻭﺃﻥ ﺗﻄﻬﺮ ﻭﺃﻥ ﺗﻌﻈﻢ ﻭﻧﻮﻩ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﻭﺷﺄﻥ ﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺴّﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ , ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﴿ﻓِﻲ ﺑُﻴُﻮﺕٍ ﺃَﺫِﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﻥْ ﺗُﺮْﻓَﻊَ ﻭَﻳُﺬْﻛَﺮَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺍﺳْﻤُﻪُ ﻳُﺴَﺒِّﺢُ ﻟَﻪُ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺑِﺎﻟْﻐُﺪُﻭِّ ﻭَﺍﻵﺻَﺎﻝِ * ﺭِﺟَﺎﻝٌ ﻻ ﺗُﻠْﻬِﻴﻬِﻢْ ﺗِﺠَﺎﺭَﺓٌ ﻭَﻻ ﺑَﻴْﻊٌ ﻋَﻦْ ﺫِﻛْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺇِﻗَﺎﻡِ ﺍﻟﺼَّﻼﺓِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓِ ﻳَﺨَﺎﻓُﻮﻥَ ﻳَﻮْﻣًﺎ ﺗَﺘَﻘَﻠَّﺐُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟْﻘُﻠُﻮﺏُ ﻭَﺍﻷَﺑْﺼَﺎﺭُ * ﻟِﻴَﺠْﺰِﻳَﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﺣْﺴَﻦَ ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﻭَﻳَﺰِﻳﺪَﻫُﻢْ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﺮْﺯُﻕُ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺣِﺴَﺎﺏٍ﴾ [ ﺍﻟﻨﻮﺭ 36-38: ] .
ﻭﻗﺎﻝ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :- ﴿ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﻌْﻤُﺮُ ﻣَﺴَﺎﺟِﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣَﻦْ ﺁﻣَﻦَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻵﺧِﺮِ ﻭَﺃَﻗَﺎﻡَ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻭَﺁﺗَﻰ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓَ ﻭَﻟَﻢْ ﻳَﺨْﺶَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻓَﻌَﺴَﻰ ﺃُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﺃَﻥْ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﻬْﺘَﺪِﻳﻦَ﴾ [ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 18: ] .
ﻓﻤﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺣﺴﻴﺔ ﺑﺒﻨﺎﺋﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻤﻦ ﺃﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ، ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻤﻦ ﻫﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻭﻓﻖ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﻘﻮﻝ : « ﻣﻦ ﺑﻨﺎ ﻣﺴﺠﺪًﺍ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺑﻪ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ » , ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ : « ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻪُ ﻣِﺜْﻠَﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ » ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ , ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ : « ﻣﻦ ﺑﻨﺎ ﻟﻠﻪ ﻣﺴﺠﺪًﺍ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻴﺘًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ » ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ , ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻴﻦ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻰﺀ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻤﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺨﻠﺼًﺎ ﻟﻠﻪ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻣﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺴﻮﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ , ﻭﻣﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﻤﺴﻜﻦ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ , ﻭﻣﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻭﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﺃﺟﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﺃﻓﻘﺮَ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﻡ، ﻭﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﺴﻨﺔ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻠﻪ ﻓﻴﺜﻘﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻴﺰﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : « ﺇﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻭ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﻧﺸﺮﻩ ﻭ ﻭﻟﺪﺍ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺗﺮﻛﻪ ﻭ ﻣﺼﺤﻔﺎ ﻭﺭﺛﻪ ﺃﻭ ﻣﺴﺠﺪﺍ ﺑﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﺑﻴﺘﺎ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺑﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﻧﻬﺮﺍ ﺃﺟﺮﺍﻩ ﺃﻭ ﺻﺪﻗﺔ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ ﻭ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﻠﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ » ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ .
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺇﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ﻭﺗﻄﻴﻴﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ , ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺘﻄﻴﻴﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ - ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺇﻛﺮﺍﻡ ﻋﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﺯﻭﺍﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻋﻤﻞ ﺷﺮﻳﻒ ﻻ ﻳﺘﺮﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻧﺨﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺤﻜﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﺭﻳﺔٌ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺗﻘﻢ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﺃﻱ ﺗﻨﻈﻒ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - « ﻓﺎﻓﺘﻘﺪﻫﺎ ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻻ ﺁﺫﻧﺘﻤﻮﻧﻲ , ﺃﻱ ﺃﻻ ﺃﺧﺒﺮﺗﻤﻮﻧﻲ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎﺗﺖ ﺑﻠﻴﻞ ﻓﻜﺮﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻖ ﻋﻠﻴﻚ , ﻓﻤﺸﻰ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻫﺎ ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ » ﺇﻛﺮﺍﻣًﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻴﻢ ﺻﻨﻴﻌﻬﺎ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ,- ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺩﺭﺱ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻮﻗﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺃﻥ ﻧﺴﻌﻰ ﻓﻲ ﺗﻄﻴﻴﺒﻬﺎ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻨﻬﺎ .
ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺪﺭ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺳﻮﺀ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮﺍﻓﻘﻬﺎ , ﻭﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋُﻤﺮﺍﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻭﻧﺎﻓﻠﺔ ﻭﺑﺎﻻﻋﺘﻜﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻋﻤﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻭﺃﺟﻠﻬﺎ ﺷﺄﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺬﺍ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﺗﺆﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺃﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻷﺟﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﻭﺇﻳﺎﺑﻪ ﻻ ﻳﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻻ ﺭﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺣﻂ ﻋﻨﻪ ﺑﻬﺎ ﺧﻄﻴﺌﺔ، ﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻣﺒﺸﺮ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ , ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺬﺭ ﺷﺮﻋﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺨﺬﻻﻥ؛ ﺣﺘﻰ ﻫﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺘﺤﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﻋﺬﺭ , ﻭﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :- ﻣﺎ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻨﺎﻓﻖ، ﺃﻱ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﺬﻭﺭًﺍ .
ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻫﻲ ﻣﻨﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﻌﻠﻤﻬﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﺭﻏﺐ ﺃﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﺪﺍﺭﺱِ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺸﺮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺑﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺤﻔﻬﻢ ﻭﺳﻜﻴﻨﺔ ﺗﻐﺸﺎﻫﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺫﻛﺮٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻸ ﺍﻷﻋﻠﻰ .
ﺃﻻ ﻓﻬﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻤﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻴﺘًﺎ ﻟﻠﻪ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻤﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﻫﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻇﻞ ﺇﻻ ﻇﻠﻪ .
ﺃﺳﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻛﺮﻳﻢ ﻋﻄﺎﺋﻪ ﺇﻧﻪ ﺟﻮﺍﺩ ﻛﺮﻳﻢ، ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﻩ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﻫﺪﺍﻩ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻤﺎ ﻳﻐﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺫﻟﻚ ﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺑﺎﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ , ﻓﻘﺪ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ : « ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻗﺒﻮﺭ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ ﻣﺴﺎﺟﺪ » , ﻭﻭﺻﻒ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺷﺮﺍﺭ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .
ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻬﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻭﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺍﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﺗﺒﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻨﻴﺖ ﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺍﺷﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻓﻴﻬﺎ , ﻓﻘﺪ ﺳﺨﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻧﺼﻴﺒًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻤﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻴﻪ .
ﻧﺴﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻥ ﻳﺠﺰﻱ ﻋﻤﺎﺭ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﺨﻠﻔﻬﻢ ﻋﻤﺎ ﺃﻧﻔﻘﻮﺍ ﺧﻴﺮًﺍ، ﻭﺃﻥ ﻳﺮﻓﻌﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ , ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺄﻟﻪ – ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﺇﻳﺎﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻤﺮﻭﻥ ﺑﻴﻮﺗﻪ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻭﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺪﻭ ﻭﺍﻵﺻﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﻣﺠﻴﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻧﺎ , ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻧﺎ , ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻧﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻖ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﻭﺗﺮﺿﻰ ﻭﺧﺬ ﺑﻨﺎﺻﻴﺘﻪ ﻟﻠﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻭﻓﻘﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ , ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ، ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ , ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤد
ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺿﺤﻮﻱ ﺍﻟﻈﻔﻴﺮﻱ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ : ﺧﻄﺒﺔ ﺟﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﻱ ﺑﺎﻟﺠﻬﺮﺍﺀ - 3 ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻻﺧﺮﺓ .1432