علاقة علم الاجتماع بعلم التاريخ
ما هي علاقة علم الاجتماع بعلم التاريخ
بحث حول علاقة علم الاجتماع بعلم التاريخ
الإجابة الصحيحة هي
علم التاريخ هو علم إنساني اجتماعي في نفس الوقت و يصنف بأنه أبو العلوم لأنه من أقدمها، كما يعرف بأنه " ذلك العلم الذي يتخذ من الوقائع و الأحداث التاريخية التي تظهر في مسرح الحياة البشرية موضوعا، و يهدف إلى استخلاص العبر من تجارب السابقين".
يهتم علم التاريخ بدراسة ما حدث فعلا و يؤرخ الحوادث التاريخية في مواقف معينة فهو سجل حافل لتاريخ البشر يفرض الشروط و الأسباب لحدوث المحددات التاريخية كما حدث فالمؤرخ يختار من بين تلك الحوادث الكثيرة ما يراه أكثر أهمية و يعرض كيفية ارتباط حادثة معينة بحوادث أخرى و كل ذلك يتعلق بنظرة إلى الذاتية الخاصة.
و عالم الاجتماع يهتم بدراسة تاريخ و لكن على نحو مختلفة مهنته الأساسية هي:
1. الفهم الشمولي للعمليات الاجتماعية المتكررة بالنسبة للجماعة أو المجتمع، و بمعنى تحليل القوى الاجتماعية و الثقافة و السياسية و العسكرية التي لعبت دورا بازرا في تشكيل الواقع الاجتماعي في فترة زمانية و كيف تمخض عن ذلك ظهور بعض الظواهر أو المشاكل الاجتماعية
2. الوقوف عند العلاقات العملية التي تربط الماضي و الحاضر و كيف تفسر و تؤثر في المستقبل بمعنى أن عالم الاجتماع يهتم بالماضي لكي يفسر به الحاضر و كلاهما (الماضي و الحاضر) يعمل صورة تنبؤية للمستقبل.
3. تطوير بعض الفروض العلمية و التي قد تختبر فيما بعد في دراسات أخرى.
4. الكشف عن النظريات التي تفسر التطور التاريخي مثل ما قام به ماركس في محاولة الكشف عن ميكانيزمات الصراع الاجتماعي و ما ينتج عن ذلك من آثار اجتماعية و اقتصادية و سياسية شكلت مجرى التاريخ الإنساني و كذلك يهدف البحث التاريخي وضع نظريات اجتماعية تفسر ثقافات و أشكال الحضارات الإنسانية مثل "سوروكن" و "سيجر" و "باسونز" و غيرهم في مجادلتهم استقصاء التاريخ من أجل تفسير أشكال التغير الثقافي و الاجتماعي في المجتمعات الإنسانية قديما و حديثا.
II-4. علاقة علم الاجتماع بعلم النفس:
هو ذلك العلم من العلوم الاجتماعية التي تدرس الأفراد في حالات منعزلة و يهتم بدراسة مظاهر السلوكات التي تعبر عن شخصيات الأفراد الذين يتأثرون بالأوضاع الاجتماعية المختلفة.
قد يتصور البعض أن علم الاجتماع يهتم بدراسة الجماعة بينما يهتم علم النفس بدراسة الفرد، غير أن هذا الاتجاه لا يقرر الحقيقة كاملة، فالجماعة ما هي إلا عدد أقل أو أكثر من الأفراد و الجماعات لا تفكر أو تشعر أو تصرف إلا في أسلوب مجازي، إذ أن التفكير و السلوك لا يصدران إلا عن الأفراد، كما أن الإنسان الفرد ليس له وجود و الحياة الإنسانية لا يمكن أن تتحقق إلا في وسط جمعي. هذا و يظهر التداخل بين كل من علم الاجتماع و علم النفس و يظهر بوضوح في فرع علم النفس الاجتماعي الذي يقع على الحدود بين العلمين.
و الواقع أن كلا من العلمين يتبنى وجهات نظر مختلفة، فعلم النفس يعنى بدراسة حاجات الفرد و قدراته و تنظيمها في محيط شخصيته و يبحث في مصدر الدوافع الفردية في نطاق التكوين الشخصي، بينما يهتم علم الاجتماع بالطريقة التي تقوم على أساسها علاقة كل فرد بغيره من الأفراد في محيط الجماعة، و يبحث عن مصادر الدوافع البشرية في نطاق الأفكار و القيم التي يتعلمها الفرد من مجتمعه، بينما يهتم علم النفس بالسلوك الفردي يهتم علم الاجتماع بالتفاعل الذي يحدث بين أكثر من شخص و تأثير سلوك كل شخص في سلوك الآخر. و رغم الاختلافات الواضحة بين كل من العلمين فهما يلتقيان في الاهتمام بموضوعات متقاربة كثيرة كدراسة جناح الأحداث و الانتحار مثلا بغرض الوقوف على الأسباب و الدوافع التي تؤدي إلى هذا السلوك، غير أن علماء الاجتماع حينما يدرسون هذه الأمور لا يهتمون بالديناميات النفسية إنما يقصرون اهتمامهم على دراسة الموقف الاجتماعي الذي يحدث فيه السلوك، أي أنهم يهتمون بدراسة الجماعة لأنها هي التي تؤثر في سلوك الأفراد. و قد قامت فروع كثيرة من الدراسات النفسية المعنية بدراسة الشخصية الفردية المتأثرة بظروف البيئة و ظواهر الاجتماع و منها – كما سبق أن ذكرنا ـ علم النفس الاجتماعي و كذلك