خطبة عيد الاضحى عن نداء التوحيد (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ) 2022 فضل عرفة وما واجبنا في عرفة
خطبة عيد الاضحى القادم بأمر الله ـ
خطبة عن نداء التوحيد (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ)
بعنوان
لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ،
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ،
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ، الله أكبر عز ربنا سلطاناً ومجداً ، وتعالى عظمة وحلماً ، عنت الوجوه لعظمته ، وخضعت الخلائق لقدرته ، الله أكبر ما ذكره الذاكرون ، والله أكبر ما هلل المهللون ، وكبر المكبرون ، الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً .
الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات ،
وكلما لبى الملبون وزيد في الحسنات ،
الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ومنىً ومزدلفة وعرفات ،
الله أكبر عدد ما طاف الطائفون بالبيت الحرام وعظموا الحرمات ،
الله أكبر عدد من سعى بين الصفا والمروة من المرات ،
والله أكبر عدد ما حلقوا الرؤوس تعظيماً لرب البريات .
الحمد لله الذي سهل لعباده طرق العبادة ويسر ،
وتابع لهم مواسم الخيرات لتزدان أوقاتهم بالطاعات وتعمر ،
الحمد لله عدد حجاج بيته المطهر ،
وله الحمد أعظم من ذلك وأكثر ،
الحمد لله على نعمه التي لا تحصر ،
والشكر له على آلائه التي لا تقدر ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
ملك فقهر ،
وتأذن بالزيادة لمن شكر ،
وتوعد بالعذاب من جحد وكفر ،
تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده مقدر ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور ،
والجبين الأزهر ،
طاهر المظهر والمخبر ،
وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر ،
وأفضل من صلى وزكى وصام وحج واعتمر ،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر . . .
أما بعد :
◀أيها الموحدون :
اعلموا جيدا ان امتنا امة مختارة مصطفاة متميزة
نعم.. أمة متميزة فى عقيدتها -
فعقيدتها راسخة لا تتزلزل
واضحة لا تتوارى
شامخة لا تتضعضع
متميزة فى منهجها - فمنهجها خير منهج وأوضح سبيل وأقوم طريق
متميزة فى عباداتها - فعبادتها اشرف عبادة وأزكى قربة وأعظم طاعه
متميزة فى معاملاتها - فمعاملاتها نبعت بالأخوة ونبضت بالرحمة وفاضت بالسماحه
متميزة فى اخلاقها - فأخلاقها أطهر الاخلاق وأرفعها وأعلاها مقاما وأحسنها
متميزة فى سلوكها - فسلوكها أرقى سلوك يبنى أعظم حضارة
متميزة فى دعوتها - فدعوتها اساسها العلم وطريقها الحكمه وسبيلها الصبر
فنحن ولا فخر - أمة محمدية المنهج - عمرية الحكم - صلاحية الجهاد دستورنا كتاب الله - قدوتنا رسول الله - قبلتنا بيت الله - مآبنا جنة الله
الـــلـــه أكـــبـــر الله اكبر الله اكبر
نحن بالاسلام خير معشر
وحكمنا به كسرى وقيصر
وزرعنا العدل فى الدنيا فأثمر
ونشرنا فى الورى الله اكبر
إن المرء ليعجب عندما يرى هذه الفريضة في هذه الأمة ما تزال تخبر الدنيا كلها على أن هذه الأمة لا تتحرك ولا تبذل ولا تضحي إلا لله عز وجل
وهي أمة واحدة في قيمها ومبادئها وأخلاقها
وكم حاول الأعداء تمزيق الأمة؟!
كم اصطنعوا من فواصل؟!
وكم افتعلوا من الحواجز جغرافياً، وقومياً، وحزبياً، وسياسياً، ومذهبياً، وطائفياً؟!
لقد حاولوا إطفاء جذوة الدين الموحد، وقتل اللغة المشتركة، وطمس التاريخ المجيد، ولقد قطعوا -أخزاهم الله- في تحقيق مآربهم شوطاً بعيداً
ولكن
شعائر الإسلام تأتي لتوحد القلوب وتذكر النفوس وتبين الحقائق وتقوي الوشائج والروابط بين المسلمين
وانظروا إلى من يأتي من أقاصي الصين،
ومن يأتي من أعماق أفريقيا السوداء
ومن يأتي من أواسطي أوروبا البيضاء،
ومن يأتي من شرق الدنيا وغربها وشمالها وجنوبها
وانظروا إلى فقيرِ ربما جمع مال ونفقة الحج عبر سنواتٍ طوال،
وانظروا إلى عجوزٍ قد أحنى الزمان ظهرها،
وأناخت الدنيا عليها بزمانها وأيامها وسنواتها،
وانظروا إلى هذه الجموع في اختلافها وتنوعها..
ما الذي حركها؟
ما الذي هيجها؟
ما الذي دفعها؟
إنه: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} يأتون مشياً على الأقدام... ركوباً على الجبال.. عبر البحار.. وفي السماء وعلى الأرض بكل وسيلةٍ تحركهم..
قلوبُ تتعلق بالله عز وجل وتتحرك شوقاَ إلى لقائه،
وتتوكل عليه وتثق به وتهفو إلى رؤية بيته المحرم، وتهفو إلى هذه الأماكن المقدسة، وإلى هذه الفرائض المعظمة.. ينبغي أن ندرك وتدرك الأمة أن الدرس الأعظم هو أنه لا جماع لها، ولا وحدة لما تفرق من أوصالها إلا بهذا الدين، وعلى منهج هذا الدين، وعلى خطى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأنها أمة واحدة ذات رسالة خالدة...
أيها المسلمون الموحدون
هنيئا لنا العيد- فرحة كبرى تعود الينا من جديد
موسم اسلامى عظيم يجتمع فيه المسلمون وتنتشر المحبة وتصفو القلوب وأجمل ما فى العيد بل فى الدنيا كلها - الله اكبر- كلمة عظيمة لا يوصف بها الا الله العظيم - الله اكبر هى قمة الفرحه هى نشيد السماء العلوى المقدس هى الحكمة المشروعة من العيد
نعم .. الله اكبر من كل شىء - الله اكبر فوق كل شىء - الله اكبر على كل شىء متى استشعرت ذلك وكبرت الله تكبيرا عمليا فى واقع الحياة لعلمت يقينا بأنه ( كل شىء بعد ذلك يهون )
◀ظل الخليل ابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة وازكى السلام لا ينجب حتى اشتاق الى الاولاد والذريه فتوجه الى ربه قائلا ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ) وظل يدعوا ويلح على ربه بهذا الدعاء بشوق واضطرار حتى من الله عليه واستجاب دعاءه فكانت البشرى من الله (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ )
◀ووضعت زوجته هاجر ابنه البكر اسماعيل عليه السلام ففرح به فرحا شديدا وكان عمر الخليل ساعتها ست وثمانون سنه لذلك اثنى على الله قائلا ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ )
◀وجاء موعد الاختبار الاول الذى يعلمنا الدرس العظيم وهو ان كل شىء فى سبيل مرضاة الله يهون
حيث امر الله خليله ابراهيم عليه السلام ان يحمل زوجته هاجر وابنهما اسماعيل الى ارض قاحله لا حياة فيها ولا ماء( بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ) - الله اكبر ....
ابنه الذى تمناه من الدنيا يتركه هكذا فى الصحراء حيث لا انيس ولا جليس وهو طفل رضيع يحتاج كل الحاجة الى الرعايه -
لكنه امر الله - وكل شىء فى سبيل الله يهون -
ويتركهما تحت شجرة كما ثبت فى البخارى وقلبه يتقطع لفراق زوجته وابنه الذى طالما اشتاق اليه لكن لا بد من الطاعة والتسليم لامر الله
والعجيب فى قصة هاجر!
أن إبراهيم عليه السلام لم يبدأ دعاءه لهم بالأمن والأمان والرزق ...
ولكن قال:
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ
لان الصلاة جالبة لكل الخيرات
◀فلما هم بالانصراف - تعلقت به زوجته- يا ابراهيم: اين تذهب وتتركنا بهذا الوادى الذى لا انس فيه ولا شىء؟ فجعل لا يلتفت اليها والحديث عند البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما
فقالت له بعد ذلك :آلله أمرك بهذا؟ تدبر لتتعلم الثقة فى الله واليقين فقال الخليل: نعم - فقالت هاجر ام اسماعيل : إذن لا يضيعنا
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
هذه امرأة علمت يقينا ان النفع والضر بيد الله
وانا وانت كم مرة عند نزول امر الله بنا قلنا اذن لا يضيعنا ؟
إذًن لا يضيعنا!
إنَّ المسلم في وقتِ الأزمات، واشتداد وطْأَتها عليه، وتكالُب أعدائه عليه، والتضييق عليه فى حياته، إنه في هذا الوقت بالذات بحاجة إلى شحنة كبيرة وجبَّارة من الثِّقة بالله - عز وجل - في نَصْر دينه وأوليائه المؤمنين؛ حتى يستطيعَ أن يكون سَدًّا وحاجزًا منيعًا أمام سَيْل الأزمات، وقد علَّمنا القرآن الكريم أن اشتداد الأزمات ووصولَها إلى ذِروتها، هو بداية زوالها وزوال مَن يقف وراءها،
فأدعو كلَّ مسلم قد أنشبَتِ الأزمةُ مَخالبها حوله، أو ضُيِّق عليه ، وأُغلقتْ قنواته ونوافذه التي يطلُّ من خلالها على الإنسان أيًّا كان هذا الإنسان - أن يتمعَّنَ في هذه العبارة العظيمة، وأن يتَّخِذَ من هذه المرأة الفَذَّة قُدوةً له في معالجة أزمته،
لكن
للاسف الشديد اصبح الكثير اليوم يصدق المخلوق ولا يصدق الخالق( وما قدروا الله حق قدره)
وانت يا مصر
يا من خصك الله بما خص به البيت الحرام
فقال سبحانه عن البيت الحرام:
لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ
وقال سبحانه عن مصر:
ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ
فوصفها الله تعالي بما اختص به بيته الحرام من وصف الأمان,
فالأمن هو حالها وغير ذلك فهو طارئ سيزول.
اذن لا يضيعنا...
يا أخى طالما ان هناك ربا يدافع عنك ويحميك فلا تخشى احدا
فماذا فقد من وجد الله؟ فلتهون الدنيا بأكملها طالما ان الله قال وامر
قلتهون النفس - فلتهون الزوجة - فليهون الولد - فليهون كل شىء فى سبيل الله
وظلت هاجر بابنها اسماعيل فى الصحراء وتشرب من الماء الذى معها فى السقاء حتى نفد الماء - فجعلت تهرول بين الصفا والمروة سبع مرات تبحث عن اسباب الحياه وفى اخر سعى سمعت صوتا فإذا هى بجبريل عليه السلام يضرب بجناحه الارض فنبع الماء بقدرة الله وكان ذلك ميلاد جديد للحياة هناك بمكه وبناء البيت العتيق ....
تابع قراءة الخطبة الأولى والخطبة الثانية مع الدعاء على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية