في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

مقالة فلسفية حول حول وظيفة اللغة لغات اجنبية آداب وفلسفة 2022 هل للغة وظيفة تواصلية فقط

مقالة خاصة آداب وفلسفة ولغات اجنبية موضوع وظيفة اللغة :هل للغة وظيفة تواصلية فقط 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ 

الإجابة هي كالتالي 

المشكلة الثانية: اللغة والفكر (خاص بشعبة الآداب وفلسفة ولغات أجنبية فقط).

                              

الموضوع: وظائف اللغة.1.

نص السؤال: هل تنحصر وظيفة اللغة في تحقيق التواصل؟

                

  هل للغة وظيفة تواصلية فقط؟

                                     

  المقال:

      

  تعتبر اللغة من بين الملكات التي تميز الانسان عن غيره، وربما الأكثر إثارة لاهتمام الفلاسفة والمفكرين وعلماء اللغة، وقد قيل قديما "الإنسان حيوان متكلم" مما يعني أن اللغة ترتبط ارتباطا وثيقا بعمق الوجود الإنساني، لهذا فقد كانت عناية الفلاسفة (قديما وحديثا) بدراسة اللغة واستمر هذا الاهتمام في العصر المعاصر فعجل بظهور علم خاص وهو علم اللسانيات، ولعل من أبرز التساؤلات والإشكاليات التي أثيرت حول اللغة فلسفيا التساؤل عن وظائف اللغة والأدوار المنوطة بها. الأمر الذي أثار جدلا واسعا تباينت فيه المواقف: بين من لم يتوان في التأكيد على الوظيفة التواصلية للغة عبر النسق الرمزي الذي تمتاز به، وبين من يناقض هذا الرأي الذي يرى فيه إجحافا في حق اللغة التي هي أكبر من أن تنحصر وظيفتها فقط في تحقيق التواصل بل لها وظائف أخرى. وفي ظل هذا التعارض والجدال بين الموقفين حق لنا أن نتساءل: هل تنحصر وظيفة اللغة في تحقيق التواصل أم أنها كيان واسع يضم وظائف أخرى؟ وبعيارة أخرى: هل تكتفي اللغة بمد جسور التواصل؟ أم أن لها أدوارا ووظائف أخرى؟

الأطروحة: يرى عدد من المفكرين والفلاسفة وعلماء اللغة أن وظيفتها تكمن في المقام الأول في تحقيق التواصل ومد جسور الحوار مع الغير، فهي الملكة التي تساهم في ضمان التواصل بين الأفراد والجماعات على حد سواء، ولعل هذا ما يظهر جليا في أغلب التعاريف التي حاول العلماء والفلاسفة من خلالها أن يعرفوا اللغة والتي يصب أغلبها في هذا الإطار، حيث نجد "الجرجاني" في كتابه التعريفات يعرف اللغة بقوله: "هي ما يعبر به كل قوم عن أغراضهم" أما "لالاند" فيعرفها بقوله: "هي كل نسق من الإشارات والرموز تكون أداة للتواصل"، ويبدو إذن من خلال هذه التعاريف أن التواصل أو بالأحرى التبليغ هو إحدى الميزات الأساسية للغة. غير أننا نجد أنصار هذا الطرح لم يكتفوا بعرض موقفهم بل برروه ودعموه بأدلة وحجج أبرزها: أن الإنسان وبوصفه كائن اجتماعي فهو لا يستطيع العيش بمفرده، وبالتالي هو في حاجة ملحة للتواصل مع غيره ووسيلته في هذا اللغة. يقول "دولاكروا" في كتابه "اللغة والفكر": "اللغة مؤسسة أو عمل اجتماعي أو هي مجموعة من الاصطلاحات تتبناها هيئة اجتماعية ما لتنظم بواسطتها عملية التخاطب بين أفرادها" وعليه فاللغة من أهم الوسائل التي تضمن التواصل بين الأفراد، فبدون لغة لا يمكن تصور وجود جماعات إنسانية هذا من جهة، ومن جهة أخرى تؤكد الدراسات النفسية الحديثة أن الفرد غير قادر على كبت ميوله وأحواله النفسية بل هو مطالب بالإفصاح عنها للآخر. وبالتالي التواصل معه عبر جدلية (الأنا والآخر). كما أن الأبحاث العلمية قد بينت أنه يتعذر تصور تواصل بين الأفراد بدون وجود لغة سواء كانت طبيعية أو اصطلاحية، ومثال ذلك الطفل الصغير الذي يعبر عن رغبته في الأكل أو الشرب بواسطة الإيماءات الطبيعية كالبكاء، الصراخ....إلخ. ولولاها أي اللغة لكان مصيره الهلاك.

نقد: لكن وبالرغم من قوة الحجج التي قدمها القائلون بأن وظيفة اللغة تكمن في التواصل إلا أن هذا الموقف لم ينصف اللغة التي تضطلع في حقيقة الأمر بعدة وظائف، كما أن المأزق الذي يقابل أنصار هذا الموقف هو أن الحيوانات تستعمل هي الأخرى إشارات ورموز للتواصل مع أقرانها وهذا ما بينته بجلاء تجربة العالم الفرنسي "فون فريش" على النحل، حيث توصل الى أن هذا الأخير يقوم بإشارات على شكل رقصات يوحي من خلالها لباقي النحل بوجود الطعام في مكان معين. إذن القول بأن وظيفة اللغة تكمن في التواصل يعد إجحافا في حق اللغة وفيه دعوة الى الإعلان بأن للحيوان لغة. 

نقيض الأطروحة: لهذا هناك من يرى أن تحقيق التواصل بين الأفراد أو الجماعات ما هو في حقيقة الأمر سوى وظيفة واحدة من وظائف اللغة، فهذه الأخيرة تتعدد وظائفها بتعدد أبعاد الإنسان والغايات التي يسعى إليها. فبواسطة اللغة تحفظ الشعوب والأمم تراثها وثقافاتها. وعليه فلا مجال هنا لنكران دور اللغة البارز في حفظ وصون التراث الفكري والحضاري للأجيال يقول "لافيل" في هذا الصدد: "اللغة ذاكرة الإنسانية"، كما أن اللغة وظيفة رمزية ساهمت في تطور العلوم بمختلف تفرعاتها، حيث أصبح العلماء يعبرون عن مختلف القوانين التي تحكم الظواهر في شكل صيغ رمزية في منتهى الدقة والاختصار والصرامة، فكانت اللغة الرمزية وبحق سر النجاح المنقطع النظير الذي حققته العلوم التجريبية، وهذا ما بين صدق مقولة العالم الإيطالي "غاليلي" حينما قال: "إن الكون مكتوب بأحرف رياضية لا غير". بالإضافة الى هذا فبواسطة اللغة يعبر الإنسان عن عواطفه ومشاعره وهذا ما يمثل الوظيفة النفسية للغة. فعن طريق اللغة تنقل الى غيرنا مختلف الحالات والمشاعر النفسية والعواطف الذاتية الموجودة في عالمنا الداخلي، وهذا ما أكده علم النفس الحديث (علاج المرضى بالتداعي الحر). كما لها وظيفة أخرى بالغة الأهمية وهي التعبير عن الفكر أو ما يعرف بالوظيفة الفكرية. فاللغة هي التي تخرج الفكر من الغموض الى الوضوح يقول "ستالين": "لا توجد أفكار عارية مستقلة عن اللغة"، وهو ما أكده أيضا الفيلسوف الألماني "هيجل" بقوله: "إننا نفكر داخل الكلمات وأي محاولة للتفكير بدون كلمات لهي محاولة عديمة المعنى...فالكلمة تعطي للفكر وجوده الأسمى والأصح". كما تمنح اللغة الفرد القدرة على تعليل الأمور التي تطرح عليه، ومكونات هذا التعليل صورة ذهنية ترتب على شكل ألفاظ وتراكيب تبدو مقنعة.

ولا ننسى أيضا الوظيفة البيولوجية للغة حيث تسمح لنا بإشباع حاجياتنا البيولوجية من أكل وشرب...إلخ. كذلك الوظيفة التخيلية التي يتمكن من خلالها الانسان من التعبير عن أفكاره النابعة من الخيال والتي ستتحول الى عمل فني أو شعري...يعبر به الانسان عن خيالاته. بالإضافة الى الوظيفة الإخبارية والتي من خلالها تنقل الأخبار والأنباء بين الناس سواء كانت أخبارا سياسية أو اقتصادية أو رياضية...كما يتمكن الانسان بواسطة اللغة من تنظيم مختلف سلوكاته في مختلف المجالات، وهذا راجع الى ما تقدمه اللغة من أوامر ونواهي سواء في الأسرة أو المجتمع أو المدرسة...

النقد: لكن وعلى الرغم مما قدمه أنصار هذا الاتجاه محاولين بذلك إثبات تعدد وظائف اللغة إلا أن التواصل الاجتماعي بين مجموع الأفراد يعد بعدا أساسيا من أبعاد اللغة، فالاعتراف بأن اللغة وظائف متعددة لا ينبغي أن يقودنا الى نكران الوظيفة التواصلية لها.

 التركيب وإبراز الرأي الشخصي: ونتيجة لذلك كله يمكننا التوفيق بين هذين الرأيين المتعارضين بالقول بأنه للغة وظائف متعددة تعدد غايات الإنسان ذاته. فهي من تكفل التواصل مع الغير، وهي التي تضمن اندماج الفرد في مجتمعه كعضو فاعل وهي التي تعبر عن فكر وأحاسيس الإنسان ومشاعره، وهي التي تخلد التراث الثقافي والحضاري للشعوب، وهي التي تعبر في كلمة واحدة عن أبعاد الإنسان. وبالتالي يمكننا القول أن اللغة لا تنحصر وظيفتها في تحقيق التواصل فقط بل أنها متعددة الوظائف ما بين نفسية ، رمزية وفكرية....(ابراز الرأي الشخصي وتأسيسه).

         

 ختاما ومما سبق نستنتج أن اللغة واحدة من الملكات الإنسانية الهامة فهي التي تحقق التواصل بين الأفراد والجماعات على حد سواء، غير أن القول بوجود وظيفة واحدة للغة وهي التواصل أمر يعتبر بمثابة الإقصاء الصريح لوظائف اللغة المترامية الأطراف.

                              

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مقالة خاصة آداب وفلسفة ولغات اجنبية موضوع وظيفة اللغة :هل للغة وظيفة تواصلية فقط
0 تصويتات
بواسطة
هل تكمن وظيفة اللغة في التواصل فقط ؟ مقالة جدلية

شعبة لغات وأداب وفلسفة

هل تكمن وظيفة اللغة في التواصل فقط ؟ مقالة جدلية

I/-المقدمة(طرح المشكلة): إن اللغة هي ذلك النسق الرمزي الذي يشمل جملة الإشارات , الرموز و الألفاظ . أو هي على حد تعبير عبد الصبور شاهين ذلك الكيان العام الذي يشمل كل ما هو منطوق أو مكتوب أو... « لكن المشكل ليس في ضبط المفاهيم بل في وظائف اللغة أو الغاية التي من أجلها وجدت. هذا ما شكل محور نقاش الكثير من الدارسين حيث نجد منهم من أكد أنها أفضل وسيلة لتحقيق التواصل كأنما وجدت لهذه الغاية فقط , إنطلاقا من تسليمهم بأنه لا سبيل للتعامل مع الغير إلا باعتماد اللغة , لكن في المقابل نجد من يرفض هذا الطرح و يقول بأنه للغة وظائف أخرى غير التواصل . لذا فأي الطرحين أصح وأيهما أقرب إلى الصواب ؟ بل أين تكمن وظيفة اللغة ؟ هل في التواصل لوحده أم يمكن أن تكون لها نشاطات أخرى ؟

II/-التوسيع(محاولة حل المشكلة):

القضية: (وظيفة اللغة تكمن في التواصل فقطٍ ).

تحليلها: يذهب أنصار هذا الطرح للتأكيد على مسلمة أساسية مضمونها أن وظيفة اللغة تكمن في التواصل لأن الإنسان وجد في علاقة مع أخيه الإنسان , و هذه العلاقة تتجلى من خلال تبادل الأفكار , الخبرات ..." و لن يتم ذلك إلا باعتماد اللغة .

البرهنة :

1 - بما أن التواصل هو تبادل الأفكار و الحقائق فإن تلك الأفكار لا يمكن إظهارها إلا عن طريق اللغة , لذلك لن يجد الإنسان وسيلة أفضل من اللغة من أجل تحقيق ذلك. و قد أكد المفكر الانجليزي جون لوك أن اللغة هي تلك الرموز الاصطلاحية التي اتفق عليها الأفراد ليعبروا بها عن المعاني الموجودة في الذهن و ذلك من أجل التواصل , إذ لا يمكن تصور الحياة الاجتماعية من دون لغة " اللغة تعزف بأفكار الذي يتكلم إلى الذين يستمعون "

اقرا ايضا: هل ترتد المفاهيم الرياضية إلى التجربة؟ مقالة الجدلية

2 – بما أن اللغة هي رموز و إشارات متفق عليها اجتماعيا , و كان الإنسان مضطرا في تواصله إلى استخدام وسيلة يفهمها الجميع , فإنه لم يجد غير اللغة كوسيلة لذلك . أكد جون لوك " لقد كان ضروريا أن يبدع الإنسان بعض الرموز الخارجية و الحسية لكي يستطيع أن يجعل ألفاظه غير المرئية تصل إلى الغير "   

3 – عرف أندري لالاند اللغة على أنها مجموعة الإشارات التي يمكن أن تكون وسيلة للاتصال . و هذا يثبت أن ظهور اللغة الاصطلاحية عند الانسان ارتبط بعدم قدرة اللغة الانفعالية على تحقيق التواصل ( غير كافية ). و هذا ما يتجلى من خلال المقارنة بين لغة الحيوان و لغة الإنسان فالحيوان امتلك لغة طبيعية تعبر فقط عن حاجاته البيولوجية بينما الإنسان أسمى من أن يحصر أفكاره فقط في البقاء . أكد أرنست كاسير " أن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني لم توضع لتشير إلى أشياء بذاتها , بل وضعت لتدل على معان اتفق عليها أفراد المجتمع . و في ذلك أشار أوغست كونت أن الإنسان مدني بطبعه, فهو يتكلم بلغة الجماعة و يدين بدين المجتمع , أي انه وضع اللغة من أجل التعبير و التواصل .

4 -ٍ و تتجلى قيمة التواصل خاصة عند تأمل ثنائية العلاقة بين الأصم و الأعمى, فالأصم يعتمد لغة الإشارات لكن الأعمى لا يشاهد الإشارة . كذلك الأعمى يستعين بالكلام بينما الأصم لا يسمع ما يقول. هنا ندرك أن نقص اللغة يؤثر سلبا.

4 – إن تواصل الأجيال يكون عن طريق اللغة بما أنها المسؤولة عن حفظ الإرث الاجتماعي والثقافي, فهي تعتبر أحد أهم مقومات الأمة . إذن تنحصر وظيفة اللغة في التواصل فقط .  

اقرا ايضا:مقالة جدلية قيل " العولمة هي إعصار يدمر ثقافات و اقتصاديات الشعوب " حلل و ناقش

النقد: حقا اللغة وسيلة للتواصل لكن هذا لا يعد مبررا للقول أنها تنحصر فقط في هذه الغاية لأن في ذلك إهمال للوظائف الأخرى التي تحققها اللغة . كما أن اللغة قد تعد عائقا بعض الأحيان في تحقيق التواصل, لأنها من جهة هي عاجزة على حمل كل ما يفكر فيه الإنسان , و من جهة أخرى هي عاجزة على شرح الحالات الشعورية " هنري برغسون " كما انه من التطرف القول أن بقاء الأمم و تواصل الأجيال أساسه اللغة فقط لان الواقع يؤكد وجود مقومات أخرى .

نقيض القضية: ( وظيفة اللغة لا تنحصر في التواصل فقط )

شرح و تحليل: إن اللغة لا تنحصر وظيفتها في التواصل فقط بل وجدت من أجل نشاطات أخرى لها ارتباط بالذات و تتمثل أساسا في أنها تعد وظيفة نفعية , وظيفة استكشافية , وظيفة رمزية وظيفة تخيلية و كذلك انفعالية .   

البرهنة :

1 الوظيفة النفعية : إن اللغة تسمح للإنسان بإشباع رغباته سواء البيولوجية الغريزية أو النفسية الانفعالية . و هذه الوظيفة وجدت كذلك عند الحيوان و ساهمت في تحقيق بقائه , و قد أشار فون فريش أن النحلة العاملة تقوم بالرقص في شكل ثمانية قصد إخبار العاملات بوجود الطعام .

2 – الوظيفة الاستكشافية: ساهمت اللغة في فهم الإنسان لحقيقة العالم الخارجي. إذ أن فضوله دفعه دوما للتساؤل عن حقيقة الموجودات , و لولا وجود اللغة لما تمكن من إيجاد حلول لأبسط استفهام . اللغة لها أيضا وظيفة إخبارية متمثلة في أنها سبيل لنقل المعلومات من فرد إلى فرد و من جيل لأخر . هذا ما أكده لويس لافيل من خلال قوله " اللغة ذاكرة إنسانية ." الواقع يثبت أن لغة الجماعة تعد بمثابة السجل الذي يحتوي الأفكار من عادات و تقاليد هذه الجماعة و نظرتها إلى الحياة .أكد هالفاكس أن الكائنات البشرية و هي تعيش داخل المجتمع فإنها تستخدم كلمات تعد شرطا للتفكير الجمعي . إذ أنه لا وجود لذكريات لا تقابلها ألفاظ .  

3 – الوظيفة الشخصية : تتمثل في التعريف بالذات أو التعبير عنها , و هذا يعني انه لولا اللغة لبقي الإنسان مجهولا بالنسبة للغير . يقول هاني سليمان في كتابه لغة الجسد " قد يكذب اللسان و قد تصدق العين لما تحمله من دلالات الصدق و الحقيقة " . فالجسم يمتلك لغة تسمح بالتواصل مع الآخر . كما تعد اللغة شرطا من أجل السلامة النفسية . و في ذلك أشار سيغموند فرويد أن التصريح بالمشكل هو طريق إلى حله . واي نقص على مستوى اللغة يؤثر سلبا على السلوك و هو ما أكده جون بياجي من خلال قوله أن اللغة تساعد على نمو الفكر " كما أكد هنري برغسون أن اللغة هي كلمة السر التي تدخل الطفل إلى العالم الإنساني .

4 – الوظيفة التنظيمية : إن المتأمل لتاريخ الإنسان يجد انه انتقل من المجتمع الطبيعي إلى المجتمع المنظم لما اعتمد قوانين تحكم الإفراد , و هذه القوانين هي فقط جمل مدونة تم الاتفاق على مصداقيتها من أجل تفادي الصراع و العشوائية.

5 – الوظيفة التخيلية : اللغة تمنح الإنسان كل القدرة على الانطلاق من الواقع و الهروب من ضغوط الحياة اليومية , اللغة تساهم في بناء العالم في شكله الجميل بعيدا عن مرارة الواقع ( أحلام اليقظة ) كما توجد الوظيفة الرمزية التي ساهمت في بناء العلم و جعلت من الرياضيات معيارا للدقة و الوضوح . إذن لا تنحصر وظيفة اللغة في التواصل فقط .

النقد :على الرغم من أهمية الوظائف الأخرى التي تؤديها اللغة لكن تجاهل وظيفة التواصل يعد تجاهلا لحقيقة اللغة و العلاقات الإنسانية . كذلك إن الوظيفة التنظيمية , الإخبارية أو الاستكشافية هي فقط تواصل من نوع آخر . إن الإنسان لم يصنع اللغة من أجل غايات نفعية ما دامت هذه الوظيفة وجدت أيضا عند الحيوان .بل هو أشرف من أن يهدف فقط للبقاء . .

اقرا ايضا: يقول ديكارت :"الإدراك حكم عقلي". حلل وناقش   

التركيب: ان ٍاللغة كنسق رمزي تبقى واحدة في مفهومها ومتعددة في الوظائف التي وجدت من أجلها , إذ لا يمكن حصرها فقط في التواصل كما لا يمكن أن ترتبط فقط بالوظيفة الشخصية , الانفعالية , الاستكشاف , التنظيم أو ذاكرة المجتمع . بل الحقيقة أن كل هذه الوظائف ساهمت في وجودها اللغة .

الخاتمة : و انطلاقا مما سبق ذكره يتبين لنا أنه لا تكمن وظيفة اللغة في التواصل فقط بل هي كل ما يعبر به القوم عن أغراضهم . أي اللغة شرط للسلامة النفسية ووسيلة من أجل استرجاع الماضي و تنظيم الحاضر قصد بناء تصور ايجابي عن المستقبل . اللغة وسيلة من أجل التعبير عن الذات و التواصل مع الغير الذي يعد طرفا في العالم الخارجي لا يمكن العيش بمعزل عنه
0 تصويتات
بواسطة
هل تنحصر وظيفة اللغة في التواصل

اسئلة متعلقة

...