في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة

فاضل أحمد باشا الكوبريللي - موقعة سلانكامن ووفاة فاضل مصطفى باشا كوبرولو موقعة سلانكامن البداية والنهاية 

من هو فاضل أحمد باشا الكوبريللي

كيف مات فاضل أحمد باشا الكوبريللي

مختصر موقعة سلانكامن

موقعة سلانكامن، ووفاة فاضل مصطفى باشا كوبرولو:

نسعد بزيارتكم متابعينا في موقعنا النورس العربي نرحب بكل زوارنا الأعزاء الباحثين عن المعلومات الثقافية  والأحداث التاريخية للدول العربية الإسلامية ويسعدنا أن نقد لكم معلومات وحلول تبحثون عنها في مجال التاريخ الإسلامي ونسعد أن نقدم لكم الكثيرمن المعلومات العامة في شتى المجالات ولكم الأن المعلومات والحلول الذي تبحثون عنها كالتالي.... فاضل أحمد باشا الكوبريللي - موقعة سلانكامن ووفاة فاضل مصطفى باشا كوبرولو موقعة سلانكامن البداية والنهاية

الإجابة هي 

موقعة سلانكامن، ووفاة فاضل مصطفى باشا كوبرولو

كان الجيش العثماني في هذه الحملة يُقَدَّر بخمسين ألف مقاتل. لم تكن هناك قدرة لزيادة العدد عن هذا الرقم لاضطرار الدولة العثمانية لوضع جنود في جبهاتها الأخرى؛ روسيا، وبولندا، واليونان. وصل الجيش العثماني إلى بلجراد، ومنها اتجه شمالًا في اتجاه المجر. استعد الصليبيون بجيش مقارب في العدد للجيش العثماني، وإن كانت مدفعيته أفضل. لم يحدث تطوير للمدفعية العثمانية منذ عقود. اخترق الجيش الصليبيحدود المجر جنوبًا إلى صربيا، وكان الجيش تحت قيادة لويس وليام Louis William، وهو أمير بادن Baden الألمانية، ويُعْرَف بلقب: «لويس الترك» Türkenlouis، لكثرة انتصاراته على الأتراك في هذه السلاسل من الحروب.

التقى الجيشان في 19 أغسطس 1691م عند قرية صغيرة في شمال صربيا اسمها سلانكامن Slankamen, على الضفة الغربية لنهر الدانوب، وهي على بعد خمسين كيلو متر شمال بلجراد، في نقطة متوسطة تمامًا بينبلجراد وحدود المجر. امتلك العثمانيون زمام المبادرة، واحتلوا أماكن استراتيجية في ساحة القتال، ومن ثم بدأوا القصف المدفعي والهجوم بسلاح الفرسان.

 صاحَب هذه المعركة البرية أخرى بحرية في نهر الدانوب المجاور حقق فيها الأسطول العثماني انتصارًا بارزًا. على الرغم من تفوُّق المدفعية الألمانية المصاحبة للجيش الصليبي فإن الجيش العثماني حقق تقدُّمًا ملحوظًا على خصمه، وزاد من ضغطه عليه، إلى الدرجة التي جعلت لويس وليام يفكر في الانسحاب. في هذه اللحظة الفارقة حدث ما لم يكن في حسبان أحد! تلقَّى الصدر الأعظم فاضل مصطفى باشا طلقةً مباشرة في جبهته أسقطته شهيدًا على الفور! كانت نقطة تحول في القتال.

 فقد العثمانيون عزيمتهم فجأة، فالمفقود ليس مجرد قائد عسكري يمكن أن يحلَّ غيرُه محلَّه؛ إنما هو رجل الدولة الأول، ومستنهضها من سُباتها، وراسم سياستها في الداخل والخارج. كانت لحظات تسمُّر عند الجنود بعد الخبر الأليم. أدرك الجيش الصليبي ما حدث، فتحرك لويس وليام بحركة مباغتة شملت جيشه كله ليضغط على الجيش العثماني، وذلك تحت غطاء من القصف الشديد. نجحت حملة لويس، وتقهقر العثمانيون. لم يكن تراجعهم منظَّمًا مما زاد في الأزمة، وبدأ الشهداء يتساقطون. تختلف التقديرات في عدد القتلى في الجيش العثماني، من خمسة آلاف إلى خمسة وعشرين ألفًا، ولكن الجميع متفق أن النصر كان حاسمًا للصليبيين. فقد الجيش العثماني في المعركة -أيضًا- معظم مدفعيته.

كانت الخسارة الأكبر في سلانكامن -مع كامل التقدير لكل الشهداء- هي فقد الصدر الأعظم فاضل مصطفى باشا كوبرولو! هذا الاسم ينبغي أن يُتَذَكَّر! إنه رجل من الصعب تعويضه، خاصة في هذا الزمن الذي عانى من «قحط الرجال»! يقول رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً». كان مصطفى باشا هو الراحلة التي حملت هموم دولته، وقادتها إلى الثبات في زمن تزل فيه الأقدام. بارك اللهُ في خطواته بطريقة عجيبة. ليس العجب في سرعة تحوُّل البلاد تحت حكمه من الضعف إلى القوة، ومن الفوضى إلى الاستقرار، ولكن العجب كان في استمرار ذلك التحوُّل عقودًا بعد موته.

 من الناحية الإدارية، والقانونية، والاقتصادية، والأمنية، ظلت البلاد تعمل بسياسته عدَّة عشراتٍ من السنين، ومن الناحية العسكرية، والسياسية، ظلت الأقاليم التي حرَّرها؛ صربيا، والبوسنة، في أيدي الدولة العثمانية قرابة قرنين من الزمن، وعلى الرغم من هزيمة سلانكامن فإن النمساويين لم يجرءوا على مطاردة الجيش العثماني، ولم يفكروا في استعادة بلجراد، بل قَبِلوا أن يُخْرِجوا كل ما هو جنوب الدانوب من حساباتهم. إنها آثار عجيبة باقية لرجل لم يتجاوز العامين في منصبه!

كتب عنه مؤلفو الموسوعة الإسلامية بقيادة المستشرق الأسكتلندي الشهير السير هاملتون چِب Sir Hamilton Gibb مقالة طويلة يمدحون تاريخه بإعجاب شديد، وكان مما قالوه في حقه: «على الرغم من أن فاضل مصطفى باشا تولَّى الصدارة لأقل من عامين فإنه تمكن من تحديد الاحتياجات الحقيقية للدولة، وأظهر القدرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية»، وقالوا في موضع آخر: «كان معرفته بعلوم الحديث (النبوي)، وإخلاصه للشريعة الإسلامية، وحبه للعدل، مُعْتَرفًا به على نطاق واسع»!

لم يشهد هذا الرجل العظيم هزيمةً في حياته.انتصر في كل معاركه، حتى في هذه المعركة الأخيرة لم يُسْتَشْهَد مهزومًا؛ إنما كانت الغلبة لجيشه قبيل موته، وتلقى الموت مقبلًا غير مدبر. لقد كانت الطلقة في جبهته، وليست في مؤخرة رأسه! وهذا أجمل ما في قصته!

تذكَّروا هذا الاسم جيدًا: فاضل مصطفى باشا كوبرولو! فهو لا يتكرر كثيرًا في التاريخ!

#historyino1

فضلاً وليس أمرا اذا أتممت القراءة علق بالصلاة على الرسول في ثلاث تعليقات لتصلك باقي المنشورات لمن يريد مساعدتنا في صفحه يشارك هذه المنشور في المجموعات لا تنسو دعم الصفحة من فضلكم 

المصدر:

فريد، محمد: تاريخ الدولة العلية العثمانية

أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية

سرهنك، إسماعيل: حقائق الأخبار عن دول البحار

البخاري: كتاب الرقاق، باب رفع الأمانة 

دكتور راغب السرجاني: قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

...