خطبة عن الإجازة الصيفية.. خطبة الجمعة حول :العطلة الصيفية بين الآفاق الرحبة والأنفاق الصعبة
خطبة مكتوبة ومؤثرة مختصرة عن العطلة الصيفية
خطبة عن الإجازة الصيفية ملتقى الخطباء
خطبة عن الإجازة الصيفية
خطبة عن الأعمال الإيجابية في العطلة الصيفية
اغتنام الإجازة الصيف
كيف نقضي العطلة الصيفية في الطاعات
خطبة عن الإجازة
نرحب بكم زوارنا الاعزاء خطباء المنابر على موقع النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل المعلومات والحلول الثقافية عن اسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول...........................خطبة الجمعة حول :العطلة الصيفية بين الآفاق الرحبة والأنفاق الصعبة
وتكون اجابتة الصحية هي الأتي
خطبة الجمعة حول :العطلة الصيفية بين الآفاق الرحبة والأنفاق الصعبة
عبدالله بنطاهر:
مقدمة الخطبة
الحمد لله معز من تاب إليه واتقاه، ومذل من خالف أمره وعصاه، وفق من شاء من عباده لما يحب ويرضاه، وفضل التائب على العاصي واجتباه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، حث المؤمن على التوبة والرجوع إلى الله، لأنه بالتوبة يحمي عرضه وحماه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ومصطفاه، طوبى لمن آب إلى سنته ووالاه، وويل لمن أعرض عن شرعه وعاداه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين تابوا إلى الله فنالوا محبته ورضاه، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى أن نلقاه.
أما بعد؛ فيأيها الإخوة المؤمنون؛ أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته.
عنوان خطبة اليوم هو: "العطلة الصيفية بين الآفاق الرحبة والأنفاق الصعبة"
إن الإسلام يعتبر العطلة نعمة وفرصة؛
أما كونها نعمة فيقول فيها النبيﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، ومعنى الغبن هو: بيع شيء ثمين بأقل من ثمنه، ولا شك أن الوقت هو أغلى ما يملك الإنسان في حياته؛ بل إن الوقت هو حياته، وفي هذا يقول عمر بن عبد العزيز: «يا بن آدم إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما»، ويقول الحسن البصري: «يا بن آدم؛ إنما أنت مجموعة من الأيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك». وحين يقدم المسلم وقته مجانا في نوم وفراغ فهو مغبون؛ فكيف بمن يدفعه مقابل المحرمات في الشواطئ والمنتجعات والحفلات؟
أما كون العطلة فرصة فيقول فيها النبيﷺ: «اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك»، والإنسان حينما يجد الفرصة سانحة أمامه يجب أن يغتنمها، لأن الفرص تأتي وتذهب، من اغتنمها استفاد وأفاد، ومن ضيعها فقد جانب الصواب وحاد، والله تعالى يبين لنا في القرآن الكريم كيف نغتم فرصة العطلة حتى لا نتعرض فيها -وهي نعمة- للغبن، وحتى لا نتعرض فيها -وهي فرصة- للضياع ، فقال سبحانه: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}.
والمراد بالنصب التعب، وهو على نوعين: نصب يرغب فيه الإنسان إلى الرحمن، فيفتح له آفاقا رحبة، ونصب يرغب فيه الإنسان إلى الشيطان، فيفتح له أنفاقا صعبة
فما المراد بالآفاق الرحبة؟ وما المراد بالأنفاق العصبة؟
أما الآفاق الرحبة فالمراد بها ما يلي:
أولا: من الآفاق الرحبة اغتنام فرصة العطلة في تحفيظ القرآن الكريم، والنبيﷺ يرحب بأهل القرآن فيقول: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، ونحن في حاجة للعودة للقرآن الكريم، في حاجة أن يعود الأطفال إلى حفظه وتحفيظه، وخصوصا أن القرآن أصبح اليوم غريبا بين أهله وفي داره؛
وأصبح الفتى ربما يتخرج من الجامعة، بالإجازات وأعلى الشهادات، وهو لم يمس المصحف فضلا عن أن يحفظ سورا منه، وقد يحمل درجة الدكتورة بامتياز في الدراسات الإسلامية، وهو لا يحفظ القرآن، لا يقيم حروفه ولا حدوده، والنبيﷺ يقول: «إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب»، أين في بيوتنا ومنازلنا سورة البقرة، لا نكاد نعرف البقرة إلا في كواملنا وطواجنا، والرسولﷺ يقول فيما روى الإمام مسلم: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ»؛ فكم منا من يحفظ سورة البقرة؟ وكم منا من يحافظ على قراءتها في بيته؟ وكم منا من يحافظ على الاستماع إليها في منزله وسيارته؟.
ثانيا: من الآفاق الرحبة اغتنام فرصة العطلة في صلة الأرحام، وصلة الأرحام، بركة في الأرزاق، وزيادة في الأعمار، يقول النبيﷺ: «من أحب أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أجله فليصل رحمه»، والرحم تقول وهي متعلقة بعرش الرحمن: «من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» متفق عليه. وقال لها رب العزة في الحديث القدسي المتفق عليه: {من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته}.
ثالثا: من الآفاق الرحبة اغتنام فرصة العطلة في الترفيه الحلال في الشواطئ النقية، والمنتجعات البريئة، والمخيمات التربوية، إذا كانت سليمة من المخالفات، إذا كانت هناك شواطئ النساء منفصلة عن شواطئ الرجال، وقد قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: «ما تمتع الأشرار بشيء إلا تمتع به الأخيار وزادوا عليه رضا الله تعالى».
رابعا: من الآفاق الرحبة اغتنام فرصة العطلة في التشغيل في المهن الحرة، والمأجورة بمختلف أنواعها وأشكالها، حتى يعرف التلاميذ قيمة العمل والمال الحلال، لأن العمل في الإسلام ليس مجرد ممارسة لكسب الراتب والأجرة، ليس مجرد شغل قصد الإنفاق على النفس والأسرة؛ بل آفاقه أرحب وأوسع فهو عملية تربوية، وعبادة ربانية، يكتسب العامل المسلم من ورائه الأجر في الآخرة، كما يكتسب الأجرة في الدنيا، ولكن لا يكون كذلك إلا إذا كان الشغل في إطار الحلال، وذلك لا يتم إلا باجتناب الحرام في أداء العمل، وفي نوعية العمل، فلا حلال في العمل مع الغش والخيانة والخديعة، ولا حلال في الشغل مع الرشوة والمحسوبية والظلم الاجتماعي، ولا حلال في الشغل مع الربا والخمور والتدخين.
تلكم هي بعض الآفاق الرحبة التي يفتحها الرحمن في العطلة؛
أما الأنفاق الصعبة التي يفتحها الشيطان في العطلة فهي كثيرة وخطيرة؛ وذلك لأننا نعيش في ظرف زماني خطير، وظرف مكاني خطير أيضا.
أما الظرف الزماني فهو العطلة الصيفية بكل ما تحمل من فساد الشواطئ، وفسق المنتجعات وحفلات الأعراس المختلطة، حيث تغيب شمس الشرف والحياء والعفاف، فيسطع نجم فساد الأخلاق والأذواق.
أما الظرف المكاني فهو المدينة السياحية التي نحن فيها، المتميزة بشواطئها الجميلة، وبخليجها الأخاذ، وبمنظرها الخلاب، وبمناخها المعتدل، وبسمعتها الضاربة في الآفاق، فجلبت الأشرار من أقصى العالم، يأتون إليها بانحلالاتهم الخلقية، وأمراضهم الجنسية.
وفي فصل الصيف تكثر حفلات الأعراس والأغاني والموسيقى، وتمتاز مدينتنا دائما في فصل الصيف بتنوع المعاصي والمخازي والمآسي، الشيء الذي يفتح على مجتمعنا أنفاقا صعبة مظلمة، تقتل فينا الآمال الخيرة، وتخلف فينا الآلام الخطيرة، دينية وصحية واقتصادية واجتماعية وأدبية.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين...
أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون!
تلكم هي الأفاق الرحبة التي يفتحها الرحمن لاغتنام فرص العطلة بما يعود بالنفع على البلاد والعباد؛
وتلكم هي الأنفاق المظلمة الصعبة التي تفتحها شياطين الإنس والجن على العباد، لنشر مزيد من الفسق والفساد؛
والله يبين لنا ثواب تلكم الآفاق، وعقاب تلكم الأنفاق فيقول سبحانه
: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا، إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}...
ألا فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول اللهﷺ…