في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطب عيد الفطر مكتوبة - أكثر من خطبة عيد الفطر مختصرة ومؤثرة 

خطبة عيد الفطر 2022 

كيفية خطبة عيد الفطر

خطبة محفلية عن عيد الفطر قصيرة

خطبة عيد الفطر للنبي

خطبة عيد الفطر 2021 

خطبة عيد الفطر المنبر

مقدمات خطبة عيد الفطر

خطبة عيد الفطر العريفي مكتوبة

مرحباً بكم أعزائي خطباء منابر المساجد في الوطن العربي يسرنا بزيارتكم في موقع النورس العربي alnwrsraby.net أن نقدم لكم خطب استرشادية إسلامية عن عيد رمضان المبارك القرآن مكتوبة ومختصرة عن عيد الفطر المبارك 2022 1443 

خطبة عيد الفطر مكتوبة

الإجابة هي كالتالي 

خطبة عيد الفطر 

الخطبة الأولى الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

الله أكبرُ عَدَدَ ما صامَ صائِمٌ وأفطَر، الله أكبرُ عَددَ ما ذَكرَ اللهَ ذاكِرٌ وكبّر، الله أكبرُ عدَدَ ما حَمِدَ اللهَ حَامِدٌ وشَكر، الله أكبرُ ما سَطَع فجْرُ الإسلام وأسْفَر، الله أكبرُ ما أقبَلَ شهرُ الصيام وأدْبَر، الله أكبرُ ما فَرِحَ الصائم بتمام صِيامِه واستَبْشَر، الله أكبرُ عَدَدَ ما تابَ تائِبٌ واستَغْفَر.

الحمد لله الذي سَهَّلَ للعبادِ طريقَ العِبادَةِ ويَسَّر، وأفاضَ عليهم مِن خَزائنِ جُودِهِ التي لا تُحْصَر، وجَعلَ لهم عيداً يَعُودُ في كل عام ويَتَكرَّر، نَقّاهُم به مِنْ دَرَنِ الذنُوبِ وطَهَّر. أحمده سبحانه على نِعَمهِ التي لا تُعَدُّ ولا تُحْصَر، وأشْكُرُه وهو المستَحِقّ لأنْ يُحْمَدَ ويُشْكَر.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المـَلِكُ العَظِيمُ الأكْبَر، تأذَّنَ بالزيادة لِمَن شَكَر، وتوَعَّدَ بالعَذابِ مَنْ جَحَدَ وكَفَر.

وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسُوله صاحِبُ الوَجْهِ الأنْوَر، والجَبِينِ الأزْهَر، الطاهِرُ المطهَّر، أنصَحُ مَن دَعا إلى الله وبَشَّرَ وأنذَر. صَلى الله عليه وعلى آله وأصْحابِه وأتْبَاعِه وأحْبابهِ وسَلّمَ تسْليما كثِيرا.

أما بعد؛ أيها المؤمنون، عيدُكم مُبَارَكٌ سَعِيد، أدَامَ الله عَليْكُمْ أيَّامَ الفرَح، وسَقاكُم سَلْسَبيلَ الحُبِّ والإخَاء، وتقبَّلَ الله صِيامَكم وقيامَكم، وصلواتِكم وصَدَقاتِكم، وجَميعَ طاعاتِكمْ. وكَما فَرِحْتُم بصيامِكم، فافْرَحُوا بفِطْركُم، فَقدْ عَلِمْتُم أنّ للصّائِم فرْحَتيْنِ يَفْرَحُهُما: فَرْحَةٌ عِند فِطْره، وفَرْحةٌ عندَ لِقاءِ رَبّه. أدَّيْتُمْ فَرْضَكُمْ، وأطعْتُم رَبَّكُم، صُمْتُمْ وقرأتُم وتصَدَّقتُم، فهنيئًا لكُم ما قدَّمْتُم، وبُشْراكُمُ الفَوْزَ - بإذن الله وفضله -.

فاتقوا الله واشْكُروه على ما هَداكم إليه مِنَ الصّيام والقِيام، ووَفّقَكُم لهُ مِن صالِح الأعمال وجَميلِ الأقوال وعَظيم الخِصال. واعلموا رَحِمَكُمُ الله أنه ليْسَ السّعيدُ مَنْ أدْركَ العيدَ ولبِس الجَديد، ولاَ مَنْ كانتِ الدنيا تأتيهِ على ما يَشتهي ويُريد، إنما العيدُ لِمَنْ خاف يَومَ الوعيد، وراقَبَ الله فِيما يُبْدِئُ ويُعيد، وفاز بجنةٍ لا يَنْفَدُ نَعيمُها ولا يَبِيد، ونَجَا مِن نارٍ حَرُّها شَدِيد، وقعْرُها بَعِيد.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

عبادَ الله؛ بالأمْسِ القريب كنا نَسْتقبلُ رمضان بشَوْقٍ وفرَح وسُرور، وهَا نحنُ نُوَدّعُهُ بحُزْنٍ وألَم، وأمَلُنا ورَجاؤُنا أنْ يَتقبَّلَ الله تعالى مِنّا الصّيامَ والقِيامَ، وأنْ يُثيبَنا على الذِّكْرِ وقِراءة القرآن.

إخوتي الكِرام؛ رمضانُ سُوقٌ انتَصَبَ ثم انْفَضّ، رَبِحَ فيه مَن رَبح، وخَسِرَ فيه مَن خَسِر، رَبح فيه الصائمون القائِمون الذاكِرون السّابقون بالخيرات. وخَسِرَ فيه الغافِلون السّاهُون اللَّاهُون المقَصّرون.

فَهَنِيئاً لمنْ عَلَتْ في رَمضانَ هِمّتُه، وقَوِيَتْ فيه عَزيـمَتُه، فمَلأ أيّامَهُ ولَيالِيَهُ بطاعَةِ الله وعِبادتِه، بالذِّكْرِ والقرآن، بالصلاة والدّعاء، بالمعْروف والإحْسَان...

هَنيئاً لمنْ تَلا كِتابَ الله آناء الليل وأطرافَ النهار، وناجَى رَبّهُ واستغفَرَهُ بالأسْحار.

هَنيئاً لمنْ صام رمضانَ إيـمانا واحْتِسابا، فغُفِرَ له ما تَقَدّمَ مِنْ ذَنبه. وهَنيئاً لمنْ قام رمضان إيـمانا واحتِسابا، فغُفِرَ له ما تقدّمَ مِن ذنبه. وهَنيئاً لمنْ قام ليلةَ القدْرِ إيـمانا واحتسابا، فغُفِر له ما تقدم مِن ذنبه.

هَنيئاً لمن فطَّرَ فيه صائماً، وأطعَم جائعاً، وأعْطَى سائِلاً، وأحْسَنَ إلى يَتيم، وأدْخَلَ الفَرْحةَ إلى قلْبِ حَزين.

هَنيئاً لمن غُفِرَتْ ذُنوبُه، وكثُرَتْ حَسناتُه، ورُفِعتْ دَرجاتُه، وأُعْتِقتْ رقبَتُه.

هَنيئاً لمنْ طَهّرَ قلبَه، فمَلأهُ محبّةً لله، وتعظيما لله، وخوْفا مِن الله.

هَنيئاً لمن زَكّى نفسَهُ وربّاها على طاعة الله، والأُنْسِ بالله.

وياحَسْرتَى على مَنْ فرّطَ وقَصّر، وَاأسَفَاهُ على مَن ضيّعَ أيامَ رمضانَ وليالِيَه، على مَن مَرَّ به رمضانُ فلمْ يَزْدَدْ إيـمانُه، ولم تُقبَلْ أعْمالُه، ولم تُغفَرْ ذُنوبُهُ وآثامُه.

شاهد أيضاً من هنااااااا خطبة عيد الفطر 1443 هـ بعنوان أيها الرابحون من رمضان - خطبة مكتوبة ومؤثرة اللهم اجعل عيدنا فوزًا برضاك،

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

عبادَ الله؛ رمضانُ نُقْطةُ بِدايَةٍ، وليسَ نُقْطَةَ نِهايَة.

رَمضانُ جاء لِيُربّيَنا على طاعةِ الله وعبادتِه وتَقْوَاه، على الصَّبْرِ والحِلْم، على الشّفَقةِ والمحبّة والإيثار والإحْسان، على الذّكْرِ والدّعاء وقِراءةِ القرآن، على الـمُوازَنة بَيْنَ مَتَطَلّباتِ الرّوح والجَسَد.. لا لِنُفارِقَ ذلك ونُوَدِّعَهُ بَعْدَ رمضان، وإنما لِنُداوِمَ عليه بعدَ رمضان.

فالـمُداوَمة على الطاعاتِ والقُرُبات، مِنْ سِمَاتِ الأنبياءِ والصّالحين.

روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى الله؟ فقال: «أدْوَمُها، وإنْ قَلّ».

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عَمِلَ عَمَلاً أثْبَـتَه). أيْ داوَمَ عليه.

المداوَمةُ على الطاعاتِ وَصِيّةُ اللهِ لأنبيائِه ورُسُلِه؛ قال تعالى عن نبيّه عِيسى عليه السلام: ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ [مريم: 31]. أيْ مُدّةَ بَقائي في هذِه الحياة.

والمداوَمةُ على الطاعات وَصيّةُ اللهِ لِعبادهِ المؤمنين؛ قال تعالى في مَدْحِهِمْ: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 23].

فَمِنَ الخطأ الذي يَقعُ فيه كثيرٌ مِنَ الناس تخْصِيصُ شَهْر رَمضانَ بالطاعةِ والاسْتِقامةِ دُون غيرهِ مِنَ الشهُور؛ والعبْدُ لمْ يُخلقْ لِيكون عبْداً لله في رمضانَ وعبداً لِـهَواهُ بعدَ رَمضان. فرَبُّ الشهور واحد، قال عزّ وجل: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]. والذي فرَضَ الصيامَ وأمَرَ بعبادتِه في رمضان، هو الذي أوْجَبَ على العِبادِ الطاعَةَ على الدّوَام، وهو القائِلُ سُبحانه: ﴿ واعْبُدْ ربّكَ حتى يأتيك اليَقِين ﴾ [الحجر: 99]. وهو القائلُ سبحانه: ﴿ وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا لِيَعْبُدُون ﴾ [الذاريات: 56]. فمِنَ الخَطإ أنْ يَنقضَ العبدُ ما نَسَجهُ مِنْ طاعةٍ في رمضان، ومِنَ الخطإ أن يَهدِم المرءُ ما بَناهُ في رمضان، ومِنَ الخطإ أنْ يَعودَ المسلمُ إلى ما كان عليه مِنْ تقْصيرٍ وتفريطٍ وتَعَاطٍ للمعاصي قبلَ رمضان، فإنّ ذلكَ يَدُلّ على عَدَمِ إدْراكِ العبْدِ لحقِيقةِ شهْرِ رمضان، وضَعْفِ تأثِيرهِ في نفسِه، واللهُ جلّ وعَلا قدْ حَذّرَ مِن مَعصيتِه ومخالفةِ أوامِرهِ ونَواهيه في كلّ وقْتٍ وَحِين، فقال سبحانه: ﴿ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ﴾ [الأنعام: 120].

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

عبادَ الله؛ لَئِنِ انقَضَى رمضانُ فالعبادَةُ لا تَنقَضي.

لَئِنِ انقَضَى رمضانُ فالصيامُ لا يَنقَضِي، فبابُ التطوّعِ مَفتوح، وقد رَغّبَ النبي صلى الله عليه وسلم في صيام سِتةِ أيام مِنْ شوال، فقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». رواه مسلم عن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه.

وفي الصحيحين وغيرهما عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».

ولَئِنِ انقَضَى رمضانُ فالقيامُ لا يَنقضي، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ ».

وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟».

ولئِنِ انقَضَى رمضانُ فالذّكْرُ لا ينقَضي، فهوَ حياةُ القلوب، الذي قال الله عنه: ﴿ ألا بذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب ﴾ [الرعد: 28]. وقدْ أمَرَ الله تعالى بذِكْره في كلّ زمانٍ وعلى كُلّ حَال:

أمَرَ بذِكره بعدَ الصلاة فقال سبحانه: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ﴾ [النساء: 103].

أمرَ بذِكره بعد الحج فقال سبحانه:﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: 200].

أمرَ بذِكره بعد الدّعوة والبلاغ والفتْح والنصْرِ فقال سبحانه: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3]

.

أمر بذكره في كلِّ صباح وفي كلّ مَساءٍ فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41].

ولئِنِ انقَضَى رمضانُ فالقرآنُ لا ينقضي، عِشْ مَع القرآن طُولَ حياتِك، فهو النورُ والهدى، الذي قال عنه ربُّ العالمين سبحانه: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]

ولئِنِ انقَضَى رمضانُ فالإنفاقُ والإحْسانُ لا ينقضي، روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ اَلدُّنْيَا، نَفَّسَ اَللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ. وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اَللَّهُ عَلَيْهِ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

تابع قراءة باقي الخطبة دعاء ختم خطبتي العيد في الأسفل 

4 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
خطبة عيد الفطر المبارك

بتاريخ 1من شوال 1445هـ

الْعِيدُ لِمَنْ شَكَرَ الْمَزِيدَ

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ.

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، سُبْحَانَ خَالِقِ الْعِبَادِ، وَمُجَدِّدِ الْأَعْيَادِ، سُبْحَانَ مَنْ يُغْنِي الْفَقِيرَ، وَيَجْبُرُ الْكَسِيرَ، وَيَكْلَأُ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ، سُبْحَانَ مَنْ يَكْسُو الْعَارِيَ وَيُطْعِمُ الْجَائِعَ وَيُؤْوِي التَّائِبِينَ، سُبْحَانَ مَنْ يُغْدِقُ النِّعَمَ وَيَدْفَعُ النِّقَمَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمُضْطَرِّينَ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَنَا لِطَاعَتِهِ، وَهَدَانَا لِلْقِيَامِ بِشُكْرِهِ وَعِبَادَتِهِ، وَشَرَحَ صُدُورَنَا لِتَوْحِيدِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فَتَحَ لِلْمُتَّقِينَ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، وَأَغْلَقَ عَنْهُمْ أَبْوَابَ عَذَابِهِ وَسَطْوَتِهِ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ قَامَ بِحَقِّ دَعْوَتِهِ، وَاسْتَجَابَ لِرَبِّهِ فِي تَبْلِيغِ رِسَالَتِهِ؛ فَكَانَ مَنَارًا عَلَى مَحَجَّتِهِ، وَبُرْهَانًا قَاطِعًا فِي حُجَّتِهِ، رَهِبَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَرَغِبَ فِي جَنَّتِهِ، وَنَصَحَ فَأَخْلَصَ النُّصْحَ لِأُمَّتِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى هَذَا الرَّسُولِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ؛ إِلَى يَوْمِ يُحْشَرُ الْمُتَّقُونَ إِلَى دَارِ كَرَامَتِهِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَأَطِيعُـوهُ، وَاحْذَرُوا عِقَابَهُ، وارْجُـوا ثَوَابَهُ وَلَا تَعْصُـوهُ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[ [النساء:1].

 وَاعْلَمُوا أَنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَعِيدٌ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ كَرِيمٌ، أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْكُمْ فِطْرَهُ، وَحَرَّمَ عَلَيْكُمْ صَوْمَهُ، تَوَّجَ اللهُ بِهِ شَهْرَ الصِّيَامِ، وَافْتَتَحَ بِهِ أَشْهُرَ الْحَجِّ إِلَى بَيْتِهِ الْحَرَامِ. وَإِنَّهُ لَمِنْ مَحَاسِنِ دِينِ الْإِسْلَامِ: هَذَا الْعِيدُ الَّذِي تَتِمُّ فِيهِ الْفَرْحَةُ وَالسُّرُورُ لِلْأَنَامِ، وَيَتَلاقَى الْمُسْلِمُونَ فِيهِ بِالْبِشْرِ وَالتَّهْنِئَةِ وَالسَّلَامِ، وَيُكَبِّرُونَ اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا أَوْلَاهُمْ مِنَ الْفَضْلِ وَمَا أَسْبَغَ مِنَ الْإِنْعَامِ. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ .

يَا مَعْشَرَ مَنْ كُنْتُمْ بِالْأَمْسِ صَائِمِينَ قَائِمِينَ، لَقَدْ صُمْتُمْ نَهَارَ رَمَضَانَ صَابِرِينَ، وَقُمْتُمْ لَيَالِيَهُ عَابِدِينَ مُتَقَرِّبِينَ، تَرْجُونَ رَحْمَةَ رَبِّـكُمْ وَتَخَافُونَ عَذَابَ يَوْمِ الدِّينِ. يَا مَنْ لَهِجَتْ أَلْسِنَتُكُمْ بِذِكْرِ اللهِ، يَا مَنْ تَعَطَّرَتْ أَفْوَاهُكُمْ بِتِلَاوَةِ كِتَابِ اللهِ، يَا مَنْ بَكَتْ عُيُونُكُمْ لِسَمَاعِ كَلَامِ اللهِ، يَا مَنِ اطْمَأَنَّتْ قُلُوبُكُمْ بِطَاعَةِ الرَّبِّ جَلَّ فِي عُلَاهُ. كَمْ فَطَّرْتُمْ مِنْ صَائِمٍ!، وَأَعَنْتُمْ مِـنْ قَائِمٍ!، وَعَفَوْتُمْ عَنْ مُخْطِئٍ أَوْ ظَالِمٍ!، يَا مَنْ بَذَلْتُمْ وَتَقَرَّبْتُمْ تَبْتَغُونَ الْأَجْرَ وَالْمَغَانِمَ، بُشْرَاكُمْ؛ فَهَذَا يَوْمُ الْجَوَائِزِ لِلْعَامِلِ وَصَاحِبِ النِّيَّةِ الْعَاجِزِ، هَذَا يَوْمُ إِتْمَامِ الْأَجْرِ لِلْأَجِيرِ، وَآنُ جَبْرِ الْقَلْبِ الْكَسِيرِ. يَا مَنْ أَخْرَجْتُمْ زَكَاةَ فِطْرِكُمْ لِلْفُقَرَاءِ وَالْـمُحْتَاجِينَ، وَأَدَّيْتُمُوهَا رَاضِينَ مُسْتَبْشِرِينَ؛ إِيمَانًا بِمَا جَاءَ فِي شَرِيعَتِكُمْ وَعَلَى لِسَانِ صَاحِبِ نَبِيِّـكْمُ؛ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- حَيْثُ قَالَ: «فَرَضَ رَسُـولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ؛ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ» [أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ اَلْأَلْبَانِيُّ].

إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَجْمَعُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْأَغَرِّ بَيْنَ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ عَلَى إِسْبَاغِ النِّعْمَةِ وَإِتْمَامِ الْمِنَّةِ، وَالتَّوْفِيقِ لِصِيَامِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ، وَبَيْنَ الْأَسَى عَلَى وَدَاعِ مَوْسِمِ الطَّاعَاتِ وَشَهْرِ الْبَرَكَاتِ وَسُوقِ الْحَسَنَاتِ.

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ .

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:

إِنَّكُمْ صُمْتُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ الَّذِي مَضَى بِقُرْبِهِ، وَلَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]. وَقُمْتُمْ لَيَالِيَهُ تَلْتَمِسُونَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؛ فَعَسَى أَنْ تَكُونُوا حَظِيتُمْ بِجَزِيلِ الثَّوَابِ وَعَظِيمِ الْأَجْرِ، الَّذِي جَاءَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].

وَهذِهِ بِشَارَةٌ أُخْرَى تُشَنِّفُ الْأَسْمَاعَ وَتُخَفِّفُ الأَوْجَاعَ؛ فَقَدْ رَوَى عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ الزَّكَاةَ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَقُمْتُهُ فَمِمَّنْ أَنَا؟ قَالَ: «مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ» [أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ].

فَأَبْشِرُوا؛ فَقَدْ وَعَدَ رَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- أَهْلَ التَّقْوَى بِقَبُولِ أَعْمَالِهِمْ، فَقَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ بِحَالِهِمْ: ] إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ[ [المائدة:27].

عِبَادَ اللهِ:

إِنَّ الْأَعْيَادَ لَمْ تُشْرَعْ فِي مِلَّةِ الْإِسْلَامِ إِلَّا لِإِظْهَارِ الْبَهْجَةِ وَالسُّرُورِ، وَإِذْهَابِ وَغْرِ الصُّدُورِ، وَلِإِبْرَازِ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ، وَشُكْرِ الْـمَوْلَى -جَلَّ جَلَالُهُ- عَلَى مَا أَوْلَى مِنَ الْإِنْعَامِ؛ فَصِلُوا فِي هَذَا الْيَومِ الْـمُبارَكِ أَرْحَامَكُمْ، وَزُورُوا إِخْوَانَـكُمْ، وَأَشْعِرُوا بِفَرْحَةِ الْعِيدِ جِيرَانَـكُمْ، وَاجْبُرُوا ضُعَفَاءَكُمْ، وَأَعِينُوا فُقَرَاءَكُمْ، وَأَصْلِحُوا أَحْوَالَكُمْ؛ لِتَدْخُلَ الْفَرْحَةُ كُلَّ بَيْتٍ بِسَلَامٍ، وَتَمْلَأَ الْبَهْجَةُ كُلَّ قَلْبٍ اصْطَبَغَ بِالْإِسْلَامِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالىَ: ]وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا[ [النساء:36].

وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ عَدَاوَةٌ أَوْ شَحْنَاءُ، أَوْ خُصُومَةٌ أَوْ بَغْضَاءُ؛ فَلْيَضَعْ يَدَهُ فِي يَدِهِ، وَلْيَغْسِلْ مَا قَدْ عَلِقَ فِي قَلْبِهِ وَجَسَدِهِ؛ حَذَرًا مِنْ سَدِّ أَبْوَابِ الْقَبُولِ، وَخَوْفًا مِنِ ارْتِهَانِ الْأَعْمَالِ فِي سُلَّمِ الْوُصُولِ؛ فَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا».

 أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا فأَفْضَلَ، وَالَّذِي أَعْطَانَا مِنَ بَحْرِ جُودِهِ فَأَجْزَلَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ خَلَقَنَا لِعِبَادَتِهِ وَتَوْحِيدِهِ، وَأَنْطَقَنَا بِتَحْمِيدِهِ وَتَسْبِيحِهِ وَتَمْجِيدِهِ، تَفَرَّدَ بِالْعِزِّ وَالْبَقَاءِ، وَتَوَحَّدَ بِالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَمُصْطَفَاهُ، وَخَلِيلُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَمُجْتَبَاهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اتبع

تابع قراءة في التعليق اسفل الصفحة .
بواسطة
اتَّبَعَ هُدَاهُ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ، وَاسْتَمْسِكُوا بِمَا شَرَعَهُ لَكُمْ مِنَ الْهُدَى وَالْأَحْكَامِ، وَاسْتَقِيمُوا عَلَى طَاعَتِهِ فِي كُلِّ حَالٍ، وَاسْتَعِدُّوا لِيَوْمٍ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ.

عِبَادَ اللهِ:

لَقَدْ خَلَقَكُمُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادَتِهِ فَاعْبُدُوهُ، وَأَمَرَكُمْ بِإِخْلَاصِ الدِّينِ لَهُ فأَخْلِصُوهُ، وَجَعَلَ الشِّرْكَ بِهِ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ فَاجْتَنِبُوهُ، وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَحَافِظُوا عَلَيْهَا فِي الْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَحُجُّوا الْبَيْتَ قَبْلَ الْفَوَاتِ، وَحَافِظُوا عَلَى أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ وَأُصُولِ الْإِيمَانِ، وَدَاوِمُوا عَلَى الْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ. أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، وَحَافِظُوا عَلَى الْعُهُودِ، مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْـمُنْكَرِ، وَأَحْسِنُوا إِلَى نِسَائِكُمْ؛ فَإِنَّهُنَّ أَسِيرَاتٌ عِنْدَكُمْ، وَقَدْ وَصَّانَا بِذَلِكُمُ الْـمُصْطَفَى الْبَشِيرُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وخِيَارُكُمْ خِيارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ» [أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t وَصَحَّحَهُ].

وَاحْرِصُوا عَلَى صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ، وَإِغَاثَةِ الْمَلْهُوفِ، ونُصْرَةِ الْمَظْلُومِ وإِرْشَادِ الظَّالِمِ وَرَدِّ الْمَظَالِمِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ جَاهِلٍ أَوْ عَالِمٍ؛ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَنَائِعُ الْـمَعْروفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ» [أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَحَسَّنَهُ الْمُنْذِرِيُّ وَالْهَيْثَمِيُّ].

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

أَيَّتُهَا الْمُؤْمِنَاتُ الْـمُبَارَكَاتُ:

شَكَرَ اللهُ سَعْيَكُنَّ، وَتَقَبَّلَ الْمَوْلَى طَاعَتَكُنَّ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَأْوَانَا وَمَأْوَاكُنَّ، أَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهَ، وَأَحْسِنَّ إِلَى أَزْوَاجِكُنَّ، وَقُمْنَ بَأَدَاءِ الْوَاجِبِ فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِكُنَّ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى جِيرَانِكُنَّ، تَمَسَّكْنَ بِقِيَمِ دِينِ رَبِّنَا الْقَوِيمِ، وَتَخَلَّقْنَ بِأَخْلَاقِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَاهْتَدِينَ بِسُنَّةِ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَزْكَى التَّسْلِيمِ، وَاقْتَدِينَ بِسِيرَةِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ: تُفْلِحْنَ فِي الدُّنْيَا وَيَوْمَ الدِّينِ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا (أَيْ: زَوْجَهَا) قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِـئْتِ» [أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ الْعِيدَ لَيْسَ لِمَنْ لَبِسَ الْجَدِيدَ؛ إِذْ كُلُّ جَدِيدٍ يَبْلَى، وَلَكِنَّ الْعِيدَ لِـمَنْ طَاعَاتُهُ تَزِيدُ، فَتَزوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى؛ قَالَ رَبُّنَا الْمَوْلَى: ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[ [الأحزاب:70-71].

أَلَا وَأَتْبِعُوا صِيَامَ رَمَضَانَ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ؛ فَإِنَّ الْحَسَّنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَاللهُ يُضَاعِفُ لِـمَنْ يَشَاءُ مَا أُخْلِصَتِ النِّيـَّةُ وَصَدَقَ الِاتِّبَاعُ فِي الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ؛ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ t أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ يَا رَبَّنَا سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ اهْدِ قُلُوبَنَا، وَاسْتُرْ عُيُوبَنَا، وَاشْفِ مَرْضَانَا، وَعَافِ مُبْتَلَانَا، وَأَهْلِكْ أَعْدَاءَنَا، وَارْحَمْ شُهَدَاءَنَا، وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ مَأْوَانَا، وَقِنَا مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ، اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَعْلِ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالدِّينِ، وَانْصُرْ عِبادَكَ الْمُؤْمِنِينَ وَجُنْدَكَ الْـمُوَحِّدِينَ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْعِيدَ عِيدَ نَصْرٍ وَتَمْكِينٍ، وَارْفَعْ فِيهِ الْغُمَّةَ عَنْ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمْ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ، وَاجْعَلْ بَلَدَنا هَذَا آمِناً مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
0 تصويتات
بواسطة
الخطبة رقم 2

خطبة عيد الفطر ملتقى الخطباء

خطبة عيد الفطر 2024

الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــــــــــــ

الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر.

الحمد لله الذي سهَّل لعباده طرق العبادة ويسر، وأفاض عليهم من خزائن جوده التي لا تُحصر، وجعل لهم عيداً يعود في كل عام ويتكرر، وتابع لهم مواسم الخيرات، لتزدان أوقاتهم بالطاعات وتُعمر، فما انقضى شهر الصيام حتى حلت شهور حج بيت الله المطهر، أحمده سبحانه على نعمه التي لا تُحصر، وأشكره وهو المستحق لأنْ يُحْمدَ ويشكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق فقدَّر، ودبَّر فيسر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر، وأفضل من تعبد لله وصلى وزكى وصام وحج واعتمر، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما لاح هلال وأنور، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:

اتقوا اللهَ تعالى رَبَكُم فإنَهُ - جلَ وعلا –: { هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } واجعلوا تقوَاهُ نَصبَ أعيُنِكُم في السرِ والعَلَن, وحالَ إقامَتِكُم وفي أسَفَارِكُم, فإنَ تقوى اللهِ هي أكرمُ ما أسَررتُم, وأجملُ ما أظَهرتُم, وأفضلُ ما ادَّخَرتُم, وقد قالَ ربُكُم - عز وجل – آمراً لَكُم: { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}.

واعلموا أن تقوَاهُ سبحانَهُ إنما تكونُ بالمسارعةِ إلى مغفرتهِ ورضوانِه, وذلكَ بفعلِ الحسناتِ المُنجياتِ, وتركِ الخطيئاتِ المُهلكاتِ, قبلَ انصرامِ العُمُر, وفواتِ أوقاتهِ وساعاتهِ, فإنَ هذه اللياليَ والأيامَ, تُحسَبُ مِن آجَالِكُم وهي خزائنٌ لأعمالِكم: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا } فأودعوا فيها مِن الأعمالِ الصالحةِ ما يسرُّكم بعدَ الموتِ وعندَ الحسابِ والجزاءِ، يومَ يُقالُ للمحسنِ والمحسنينَ: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }.

واحذروا أن تودعوا فيها مِن الأعمالِ ما يسوؤكُم ويحزنُكم ويخزكم, يومَ يقولُ المفرِّطُ والمضيعُ متحسراً متألماً: { رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } ولكنْ هيهاتَ هيهاتَ قد فاتَ أوانُ الأعمالِ، وانقضى زمنُ الطاعاتِ، وولَّى وقتُ المراجعةِ وحلَّ وقتُ الحسابِ والجزاءِ فإمَّا إلى جنةٍ وسعادة وإما إلى نارٍ وشقاء.

أيها المسلمون:

ها قد ترحلت أيامُ رمضان ولياليه، تلك الأيامُ الغُر، والليالي الزُهر بعد أن سعدنا بصيامه، وتمتعنا بقيامه، وانشرحت صدورنا بذكر الله عز وجل فيه ودعائه واستغفاره وقراءة القرآن، ثم جاء العيدِ بزُهوِه وبهجتِه وأنسِه وفرحتِه، فهو تحفةً للصائمين، ومكرمة للمتعبدين، وسرور للمحسنين، وقد قال الله تعالى ممتناً علينا: { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }.

أيها المسلمون:

إن العيد من أجمل المظاهر التي امتن الله بها على عباده، ففيه: يجتمع المسلمون في مصلياتهم، ويتقربون بعبادات شتى، ويكبرون الله ويشكرونه على ما أنعم عليهم، ويواسي غنيهم فقيرهم، ويصل القريب فيه قريبه، والجار جاره، وتصفو النفوس، ويُصفَح ويُتَجَاوز، وتحل الألفة، ويظهر الكرم، ويكون السرور، ويهنأ الناس بعضهم بعضاً، فحمداً الله على ما أنعم.

إلا أن ثمة مظاهر تُرى في العيد لا يليق بالمسلمين أو المسلمات أن تقع منهم، وأن يكونوا من أهلها، أو من العاملين بها، وهذا شيء منهما:

أولاً: من الرجال من يتشاغل عن أهم شعائر العيد وهي صلاة العيد بالنوم أو التبضع والشراء أو التجمل أو الزبائن أو أمور ضيافة الزوار والمهنئين.

ثانياً: من النساء من تجعل العيد مظهراً من مظاهر التبرج والسفور والتكشف، وإظهار المفاتن والعورات، فَتَفْتن وتُفتن، وتأثم وتتسبب في الإثم، وذلك في وقت التزاور أو حضور العزائم والولائم أو عند الشواطئ والحدائق وأماكن اللهو واللعب والفُرجة، وإن رأيت لباسها لم تتذكر إلا ألبسة نساء أهل الكفر والفجور والفساد والإفساد، وتتعجب وقوعه ممن أنعم الله عليها بدينه وشرعه، وستره وحفظه، وأفضاله الكثيرة.

ثالثاً: من الناس من يكون في العيد من الضارين لأنفسهم وأهليهم وأصدقائهم بحضور تجمعات الغناء والموسيقى والرقص وحفلات أهلها، بل قد يسافر في طلبها، فيفسد نفسه ويُكَثِّر وزره، ويبُدد ماله الذي أنعم الله عليه به، وما هكذا تشكر النعم.

رابعاً: من الناس من واقعه في العيد سهر بالليل يُمتَّع النفس مع الأصحاب، ثم نوم بالنهار تضيع به الصلوات في أوقاتها، فَيُهلك النفس بالإثم، ويُسخط ربه الذي أنعم عليه بهذه النفس، وباقي النعم.

خامساً: من الذكور والإناث من يجعل عيده محلاً للتشبه بأهل الكفر والفجور والفساد في ألبستهم وشعورهم وأفعالهم وعاداتهم.

سادساً: من الرجال والنساء من يؤثم نفسه عند اللقاء في العيد والتزاور، وذلك بمصافحة من ليس أو ليست بمحرم.

سابعاً: من الناس من يقلب لقاءه في العيد مع أهله وإخوانه وقرابته إلى تشاحن وتخاصم وتهاجر وزيادة في التباغض.

ثامناً: من الناس من يجعل العيد موسماً لزيارة المقابر والجلوس فيها والتجمع عندها، وما جعلها موسماً للزيارة في العيد، ولا خصصها بالزيارة فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا بقية السلف الصالح بعدهم، فإن لم نقتد بهؤلاء الأكابر الأجلاء فبمن؟.

تاسعاً: من الناس من يخص ليلة العيد بالإحياء ببعض العبادات من صلوات وأوراد أو غيرها، ولو كان هذا هو الخير فيها لفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، أو أمر به أو رغب فيه، فقف حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم، وسر على طريقه وطريق أصحابه، إن كنت تريد الخير لنفسك.

عاشراً: من الناس من أنعم الله عليه بُبَنَّيات، فتراه يخرجهن في العيد بألبسة إن رأيتها لم تتذكر إلا ألبسة الكاسيات العاريات المفسدات، وإن رأيتهن سألت الله أن يُسلمهن ويحفظهن من الفتن وأهلها، وخشيت عليهن من الشر، وأن يكبرن على هذه الألبسة ويتعودن عليها، فيكن معول إفساد لبلدانهن ومجتمعاتهن.

حادي عشر: من الناس من يضيع ماله، ويضر نفسه ويؤثمها في العيد بالنظر إلى الفضائيات ومكالمة أهلها لطلب الأغاني ومشاهد الفساد والتعري فيها، فيراها ويهديها، ويتسبب في أن يسمعها ويراها غيره من الناس بسبب طلبه لها فيؤثمهم معه، ويحمل أوزاراً مع أوزاره.

ثاني عشر: من الشُّبان والشَّابات من يهنئ ويعايد غيره عبر رسائل الهاتف الجوال والوتساب وتويتر والفيسبوك بكلمات ماجنة، وأصوات هابطة، وصور فاتنة، والجميع لا يضر إلا نفسه وأخاه وصاحبه.

أيها المسلمون:

ليس السعيد من أدرك العيد، ولبس فيه الجميل والجديد، وتطيب فيه بأحسن الطيب، وسافر وتمتع بالخروج إلى المنتزهات والشواطئ والبحار والكورنيشات، وشارك في المسابقات، وأنس بالمسامرات والمجالسات ومحاورات الشعراء، إنما السعيد من أحسن قبل ذلك في صلاته وصيامه وزكاته وسائر قرباته، واتقى الله فيما يبدي ويعيد، وفاز بجنة نعيمها لا يفنى ولا يبيد، ونُجِّي من نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها الزقوم، وشرابهم الصديد، ولباسهم القطران والحديد.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية: ـــــــــــــــــــــــــــــ

الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر.

الحمد لله معيد الجمع والأعياد، ومبيد الأمم والأجناد، وجامعِ الناس ليوم لا ريب فيه، والصلاة والسلام عبده ورسوله المفضل على جميع العباد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحشر والتناد.

أما بعد أيها المسلمون:

اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من إتمام الصيام والقيام فإن ذلك من أكبر النعم، واسألوه أن يتقبل ذلك منكم، ويتجاوز عما حصل من التفريط والإهمال، فإنه تعالى أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، واعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ )) رواه مسلم.

وتفسير ذلك أن صيام رمضان يقابل عشرة أشهر، وصيام ست من شوال يقابل شهرين، فذلك تمام صيام الدهر الذي هو العام، واعلموا أنه لا يجب صيامها من أول الشهر ولا متتابعة، فمن بادر إلى صيامها وتابعها فقد فهو أفضل، ومن أخرها أو فرقها فقد أحسن، واعلموا أن من صامها قبل قضاء ما فاته في رمضان، لم يدخل في ثواب هذا الحديث، وذلك لأن النبي صلى الله قد قال: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ )) ومن كان عليه قضاء فإنه لا يصدق عليه أنه صام رمضان.

أيها المسلمات:

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظ النساء في صلاة العيد بعد الرجال، واقتداء به، وعملاً بهديه، أقول مستعيناً بالله ربي:

أيتها النساء:

اتتقين الله في أنفسكن، فاحفظن حدوده، واعملن بأوامره، واجتنبن ما نهى عنه وزجر، وقمن بحقوق أزواجكن وأولادكن من أبناء وبنين، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، واحذرن أشد الحذر أن تنجرفن إلى ما تفعله بعض نساء المسلمين اليوم من الخروج إلى الأسواق والمستشفيات والمنتزهات والبحار والطرقات وأماكن العمل متبرجات متجملات متطيبات قد كشفن عن وجوههن وشعورهن ونحورهن وسيقانهن، ولبسن الألبسة الضيقة التي تجسد وتفصل وتحجم أعضاء أبدانهن، فإنهن والله لسن على هدى، ولا في خير يسرن، ولا بفضيلة يعملن، فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما صح عنه: (( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا )).

أيتها النساء:

أكثرن من الصدقة، وزدن في الإنفاق في سبيل الله، وأكثرن من الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، واحذرن من كثرة اللعن، أحذرن أن تلعن الأبناء والبنات أو الإخوة والأخوات أو الأزواج والأقرباء أو الصاحبات والجيران أو أي أحد، وابتعدن عن مقابلة إحسان الأزواج لكن بالجحود والكفران وعدم الشكر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد مر على النساء في مصلى العيد وقال لهن: (( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّار، فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ )) رواه البخاري ومسلم.

أيتها النساء:

اتقين الله في ألبستكن وشعوركن وكلامكن فلا تتشبهن في شيء منها بالرجال ولا بالنساء الكافرات ولا بالنساء الفاجرات الماجنات الفاسدات حتى لا تُلحقن بهن، وتدخلن في لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه أنه قال محذراً وزاجراً: (( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ )).

وثبت عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: (( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُتَشَبِّهَاتِ بِالرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهِينَ بِالنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ )).

أيها المسلمون:

إن التهنئة بالعيد قد جرى عليها عمل السلف الصالح من أهل القرون المفضلة وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم، وقد قال الإمام الآجري ـ رحمه الله ـ عن هذه التهنئة أنها: فعل الصحابة، وقول العلماء.اهـ

وثبت عن جبير بن نفير ـ رحمه الله ـ أنه قال: (( كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ )).

واعلموا أن السنة لمن خرج إلى مصلى العيد من طريق أن يرجع من طريق أخرى، فقد قال جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ: (( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ )) رواه البخاري.

هذا وأسأل الكريم أن يجعلنا ممن صام رمضان وقامه فغفر له ما تقدم من ذنبه، وأن يعيننا على الاستمرار على الإكثار من طاعته إلى حين الوفاة، وأن يقينا شر أنفسنا وشر أعدائنا وشر الشيطان، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وأجدادنا وسائر الأهل والعيال، اللهم احقن دماءِ المسلمين في كل مكان، وأعذهم من القتل والاقتتال، وأزل عنهم الخوف والجوعَ والدمار، اللهم اجعل هذا الشهر أمناً وأماناً للمسلمين من الشرور والفتن والمهالك، اللهم وفق ولاة أمورِ المسلمين لكل ما يرضيك، واجعلهم عاملين بشريعتك، معظمين لها ومدافعين وناصرين، وأزل بهم الشرك والبدع والآثام والظلم والعدوان والبغي، اللهم ارزقنا توبة صادقة، وحسنات متزايدة، وقلوباً تخشع، وإقبالاً على الطاعة، وبعداً عن المعاصي، وتركاً لأماكنها وأهلها.

وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد الهاشمي القرشي الطيب المطيب الكريم الموقر.

خطبة ألقاها:
0 تصويتات
بواسطة
**خطبة العيد,,, الحمد لله الواحد الديان الذي هدانا للإيمان وأتم علينا شهر رمضان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي شرع لعباده من الأعياد ما تجلو بها الأحزان وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من تقرب إلى ربه بصدق وإخلاص وإتقان -صلى الله عليه وسلم- ما سبحت الخلائق لربها المنان وعلى آله وصحابته أئمة الهدى والإحسان وعلى التابعين لهم إلى يوم تشيب فيه الولدان، أما بعد:معاشر المسلمين: أوصيكم ونفسي بطاعة الله وتقواه والتوبة إليه قبل لقاه؛ فهي وصية الله للأولين والآخرين؛ أما بعد:

 الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

 أيها المسلمون: إنكم في يوم من أيام الله، إنه يوم عيد الفطر المبارك الذي أكرم الله به الصائمين وأنعم بتشريعه على القائمين ليفرحوا في هذا اليوم المبارك بعد إتمام ما افترضه الله عليهم فضلا من الله عليهم ورحمة منه بهم؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس:58]؛ والمراد بالفرح المذكور في الآية هو الفرح المحمود المضبوط بضوابط وآداب الشرع الحكيم؛ كما ذكر الإمام السعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية؛ فقال: "وإنما أمر الله -تعالى- بالفرح بفضله ورحمته؛ لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها، وشكرها لله -تعالى-، وقوتها، وشدة الرغبة في العلم والإيمان الداعي للازدياد منهما، وهذا فرح محمود، بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ولذاتها، أو الفرح بالباطل؛ فإن هذا مذموم".

 وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن للصائم أفراح متعاقبة؛ فيفرح بعد إتمام عبودة الصيام ويفرح يوم لقاء الواحد العلام؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:)للصّائمِ فرحتانِ: فرحةٌ حينَ يفطرُ، وفرحةٌ حينَ يَلقى ربَّه صححه الألبانيوروى أنس بن مالك -رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "قدِمْتُ المدينَةَ ولأهلِ المدينةِ يومانِ يلعبونَ فيهما في الجاهليَّةِ، وأنّ اللهَ تعالى قدْ أبدَلَكم بهما خيرًا منهما يومَ الفطرِ ويومَ النحر"؛ وهذا من يدل على سماحة الإسلام وشموليته لاحتياجات العبد في روحه وفطرته وما جبلت نفسه عليه.فهنيئا لمن أحسن في صيام رمضان وتلا وقام ليالي العتق والغفرانأيها المسلمون: ولم تكن هذه الأعياد الشرعية مجرد لهو ولعب وأكل وشرب وزينة فحسب، ولكن لحِكَم ومقاصد عظيمة، ومن تلك الحكم والمقاصد:

 تعظيم شعائر الله -تعالى-، قال -سبحانه-: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج: 32]، والأعياد المشروعة من شعائر الله المهمة التي عظمها الإسلام.

 ومن مقاصد العيد: أنها شرعت لشكر المنعم -جل في عليائه- على آلائه وإحسانه، يقول رب العزة والجلال: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة: 185]، ومن يتأمل في هذه الآية الكريمة يجد أن في ظاهر العيد الزينة والاستمتاع، وأن في باطنه شكر الله -تعالى-، إذ أن حقيقة العيد في حياة المسلم؛ أن يخرج العبد من يومه بلا ذنوب ولا تقصير في حق علام الغيوب؛ كما قال الحسن البصري -رحمه الله-: "كل يوم لا يعصي الله فيه؛ فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه، وذكره، وشكره؛ فهو له عيد".

 ومن المقاصد التي شرع لأجله العيد في الإسلام: إظهار سماحة هذا الدين الحنيف وتيسيره على من التزم سبيله، وتمسك به؛ فعن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً،إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ)صححه الألبانيومنها:مراعاة طبيعية الفطرة البشرية المكونة من الروح والعقل والجسد، وقد جاء الإسلام بما يلبي احتياجات النفس البشرية؛ فعن عائشة -رضي الله عنهما- قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم: بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ وذلك في يوم عيد"؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا".

 يقول الغزالي -رحمه الله-: "فإن النفس ملول، وهي عن الحق نفور؛ لأنه على خلاف طبعها؛ فلو كلفت المداومة بالإكراه على ما يخالفها جمحت وثابت، وإذا روّحت باللذات في بعض الأوقات قويت ونشطت".

 الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

 أيها المسلمون: وحتى تكتمل فرحة العيد على الوجه الأكمل والصورة الأمثل ينبغي أن نتحلى بالآداب الشرعية والسنن النبوية؛ فمن هذه الآداب والسنن:

 الإكثار من التكبير يوم العيد حتى يخرج الإمام لصلاة العيد؛ فقد كان ابن عمر -رضي الله عنهما-: "إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يخرج الإمام"، وجاء عن الزهري -رحمه الله- أنه قال: "كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام؛ فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا".

 الإفطار قبل الخروج إلى صلاة العيد -لا سيما- في عيد الفطر؛ كما كان يفعل خير الأنام -عليه الصلاة والسلام- ويحث على ذلك الصحابة الكرام.

 ومن آداب وسنن العيد -يا أمة التوحيد- التجمل للعيد بالغسل والتطيب ولبس أحسن الثياب؛ وقد روي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: "أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق؛ فأتى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله ابتعْ هذه تجملْ بها للعيد وللوفود؟".

 ومن آداب وسنن العيد: التبكير في الذهاب لصلاة العيد؛ والاشتغال بالتكبير والدعاء والذكر في الذهاب وحال انتظار الصلاة، لقول الله -تعالى-: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) البقرة: 148]، ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي".

 ومن آداب وسنن العيد: المشي إلى المصلى؛ كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، وقد جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "من السنة أن يأتي العيد ماشيا"، وقال ابن المنذر -رحمه الله-: "المشي إلى العيد أحسن وأقرب إلى التواضع ولا شيء على من ركب"، وقال ابن القيم -رحمه الله-: "وكان -صلى الله عليه وسلم- يخرج ماشيا".

 ومن آداب وسنن العيد: الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والعودة من طريق أخرى؛ وهذه من الأمور التي حث عليها المصطفى -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق".

 ومن الآداب: الاستماع الخطبة

 ومن آداب وسنن العيد: التهنئـة بالعيـد والزيارات؛ فيشرع تهنئة المسلم بالنعمة الحادثة والعيد كذلك، عن جبير بن نفير قال: "كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تُقُبِّل منا ومنك(".ومن آداب وسنن العيد: التوسعة على الأهل والأولاد في أيام العيد خصوصاً، وإظهار الفرح والسرور؛ ويدل على ذلك نهي النبي الكريم للصديق عن نهر الجواري اللاتي كن يغنين عند عائشة -رضي الله عنها-.

 الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيمأقول ما تسمعون وأستغفرالله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

 الخطبة الثانية:

 الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:أيها المؤمنون: اشكروا ربكم على هدايته لكم إلى هذا الدين العظيم وافرحوا بعيدكم، واحرصوا في هذه الأيام المباركة على القيام بالأعمال التي جاء الترغيب في فعلها بعد انصرام شهر رمضان المبارك؛ فمن ذلك:شكر الله -تعالى- على اكتمال العدة إتمام النعمة، قال -سبحانه-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)البقرة: 185كما يجب على العبد أن يحسن الظن بربه: بأنه سيتقبل ما قدمه العبد من بر وإحسان؛ فالله -تعالى- عند حسن ظن عبده به؛ فقد قال -سبحانه- في الحديث القدسي: "أنا عندَ ظنِّ عبدي بي فلْيظُنَّ بي ما شاء

 ومن الأعمال الفاضلة في أيام العيد: أن زيارة المسلم لأرحامه وتفقد أحوالهم ومشاركتهم فرحتهم؛ فإن من وصلهم وصله الله، ومن قطع رحمه قطعه الله؛ كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ،فقالَ اللَّهُ:مَن وصَلَكِ وصَلْتُهُ،ومَن قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ)رواه البخاري

 ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يفعلها عقب رمضان صيام ست من شوال؛ كما في حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-، قوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صام رمَضانَ وأتبَعه سِتًّا مِن شوّالٍ خرَج مِن ذُنوبِه كيومَ ولَدَتْه أُمُّه(ومن الأمور المهمة التي يجدر التذكير بها في هذا اليوم المبارك: أهمية المداومة على الطاعات والاستمرار عليها حتى يلقى العبد ربه وهو على هذا الحال؛ كما قال ربنا لنبيه صلى الله عليه وسلم-: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ) الحِجْر:99]؛ والواجب على المسلم أن يحافظ على رصيده من الحسنات التي اجتهد في تحصيلها في شهر رمضان وألا يفعل ما يخرمها؛ لأن هذا من الجهل والحمق؛ وقد ضرب الله لنا مثلا في كتابه العزيز يحذرنا من ذلك؛ فقال: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ) النحل: 92]؛ وهذه الآية نزلت في ريطة بنت عمرو المكية التي كانت تغزل الصوف وجه النهار بقوة، ثم تنقضه آخره فذم الله صنيعها وجعلها مثالا للتحذير من سلوك سبيلها.الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.اللهم ثبتنا على طاعتك وارزقنا المسابقة إلى مرضاتك ومحابك.**
0 تصويتات
بواسطة
خطبة عيد الفطر مكتوبة pdf

خطبة عيد الفطر مختصرة

خطبة عيد الفطر العريفي مكتوبة

خطبة عيد الفطر الشريم مكتوبة

خطبة عيد الفطر مكتوبة صيد الفوائد

خطبة عيد الفطر عند المالكية

اسئلة متعلقة

...