مقاومة مصر للاستعمار الروماني وعصر الشهداء
في موقعنا النورس العربي نرحب بكل زوارنا الكرام الناشطين في البحث عن الحلول والاجابات والمعلومات الصحيحة في شتى المجالات التعليمية والثقافية والاخبارية ويسعدنا أن نقدم لكم أصدق المعلومات والاجابات الصحيحة على أسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن حل السؤال الذي يقول
مقاومة مصر للاستعمار الروماني وعصر الشهداء
صارت مصر ولاية تابعة للدولة الرومانية بعد انتصار أوكتافيوس على أنطونيوس في واقعة أكتيوم سنة ٣١ق.م، وانتحار أنطونيوس وكليوبترة سنة ٣٠ق.م، ودخول أوكتافيوس الإسكندرية ظافرًا (أول أغسطس سنة ٣٠ق.م).
واعتمدت الدولة الرومانية على قوتها الحربية لتثبيت مركزها في مصر، فأبقت بها حامية من نحو ثلاثين ألف مقاتل كانت كافية لإخماد الثورة فيها.
يقول «هارولد بل» في هذا الصدد: «كانت إفريقية ومصر الموردين الرئيسيين للغلال إلى الإمبراطورية الرومانية؛ أما إفريقية ولاية تابعة لمجلس الشيوخ، هدأت أحوالها منذ أمد طويل ولم تصبح في حاجة إلى قوة حربية، وأما مصر فنظرًا لقرب عهدها بالغزو الروماني، ولشهرتها بالشغب والاضطرابات، كانت في حاجة إلى حامية قوية، فأبقى أوكتافيوس فيها ما لا يقل عن ثلاث فرق مضافًا إلى ذلك القدر المقرر لتلك الفرق من القوات المساعدة.»١
لم يكن استيلاء الرومان على مصر أمرًا مستغربًا.
فإن دول أوروبا جميعًا قد دانت الدولة الرومانية، واستقرت سيطرتها على جميع الشعوب التي تحيط بحوض البحر المتوسط، ولم يبقَ خارجًا عن سيطرتها سوى بعض الدول في آسيا والقبائل المتبربرة شمالي الدانوب.
وانفرد أوكتافيوس بادئ الأمر بالسياسة العليا في الدولة الرومانية، ولُقب «أغسطس – العظيم» وصار الرئيس الأعلى للدولة، فصارت له سمات الإمبراطور، وانتهى بذلك عهد الجمهورية الرومانية، وبدأ عهد الإمبراطورية في روما والبلاد التي تبعتها.
وتولى ولاة من قِبَل روما شئون الحكم في مصر.
وظلت الإسكندرية عاصمة البلاد كما كانت في عهد البطالمة ومقرًّا للوالي الروماني، واستمرت اللغة اليونانية لغة الدولة الرسمية.
وبلغت أملاك الدولة الرومانية ذروتها في عهد الإمبراطور تراجان Trajan، فكانت تمتد من نهر دجلة شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، ومن إنجلترا إلى الصحراء الكبرى جنوبًا.
ولم يكن حكم الرومان خيرًا من حكم البطالمة فلقد جعلوا مصر مستعمرة رومانية، وعاملت روما الشعب المصري كأنه شعب مقهور على أمره.
وميز الرومان اليونانيين واليهود على المصريين؛ لعلمهم أنهم لا يكترثون إلا لمصالحهم الشخصية، ولا ينظرون إلى مصر إلا من الزاوية الاستعمارية، وبعد وفاة أغسطس تولى الحكم بعده الإمبراطور نيبربوس.
وفي عهده حظر الرومان على المصريين حمل السلاح، ومن يحمله كان يُحكم عليه بالإعدام؛ وذلك خوفًا من ثورتهم،٢ على أن سكان الإسكندرية أظهروا حنَقَهم على اليهود عملاء الاستعمار الروماني.
واهتم الرومان بمصر واستبقائها في حوزتهم؛ لأنها كانت أعظم مورد للقمح إلى روما