في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة

تعريف معركة العقاب - راية معركة العقاب، موقع معركة العقاب

تعريف معركة العقاب - 

راية معركة العقاب، موقع معركة العقاب 

معركة الأرك

1212 ماذا حدث

موقع العقاب

احتفال الإسبان بمعركة العقاب

راية المسلمين في الأندلس

نسعد بزيارتكم متابعينا في موقعنا النورس العربي نرحب بكل زوارنا الأعزاء الباحثين عن المعلومات الثقافية  والأحداث التاريخية للدول العربية الإسلامية ويسعدنا أن نقد لكم معلومات وحلول تبحثون عنها في مجال التاريخ الإسلامي ونسعد أن نقدم لكم الكثيرمن المعلومات العامة في شتى المجالات ولكم الأن المعلومات والحلول الذي تبحثون عنها كالتالي.... تعريف معركة العقاب - راية معركة العقاب، موقع معركة العقاب

الإجابة هي 

معركة العقاب تاريخياً 

، موقعة العقاب أشهر معارك المسلمين في الأندلس بين الموحدين بقيادة الناصر لدين الله والصليبيين بقيادة ألفونسو

موقعة العقاب

البابا والحرب الصليبية

في الوقت الذي كان فيه الناصر لدين الله مشغولا في القضاء على ثورات بني غانية كانت هناك تعبئة روحية عالية في جيش النصارى، يقودها البابا في روما بنفسه، وقد أعلنوها حربًا صليبية، وراحوا يُضْفُون عليها ألوانًا من القداسة

وقد زاد الأمر تعقيدًا إرسالُ البابا رسالة إلى مملكة نافار - وكانت قد وَقَّعت معاهدة مع المنصور الموحدي قبل وفاته - يحضُّها فيها على نبذ المعاهدة التي مع الموحدين، وعلى استعادة العلاقة مع القشتاليين، وكان القشتاليون - كما ذكرنا - قد اختلفوا مع مملكة ليون ونافار بعد هزيمة الأرك، لكن البابا الآن يُريد منهم التوحد في مواجهة الصفِّ المسلم، فخاطب ملك نافار بنقض عهده مع المسلمين ومحالفة ملك قشتالة، فما كان منه إلاَّ أن أبدى السمع والطاعة

تكون دول أوربا بذلك قد توحَّدت، وبلغ عدد جيوشها مائتي ألف نصراني، يَتَقَدَّمُهم الملوك والرهبان نحو موقعة فاصلة بينهم وبين المسلمين.

الناصر يعلن الجهاد

في مقابل جيوش النصارى تلك كان الناصر لدين الله قد أعلن الجهاد، وجمع المجاهدين من بلاد المغرب العربي والأندلس وقد بلغ الجيش عددًا عظيمًا أوصلته بعض الروايات إلى نصف مليون، وإن كنا نرى في هذا العدد مبالغة كبيرة بالقياس للظروف التاريخية لهذه الفترة

الطريق نحو العقاب

انطلق الناصر لدين الله بجيشه من بلاد المغرب وعبر مضيق جبل طارق، ثم توجَّه إلى ذهب إلى إشبيلية، ثم إلى سلبطرة، ثم عاد إلى إشبيلية، ثم ذهب إلى العقاب، وفي طريقه إلى العقاب بقي فترة في ظاهر جيان، وعُرفت منطقة العقاب بهذا الاسم لوجود قصر قديم كان يحمل هذا الاسم في تلك المنطقة- وهي تلك المنطقة التي دارت فيها الموقعة، وقد كانت -وسبحان الله- اسمًا على مسمى، فكانت بحقٍّ عقابًا للمسلمين على مخالفات كثيرة، ظهر بعضها سابقًا وسيظهر الباقي تباعًا

موقعة العقابدخل الناصر لدين الله أرض الأندلس بهذا العدد الكثيف من المسلمين، وفي أول عمل حربي له حاصر قلعة سلبطرة، وكانت قلعة كبيرة وحصينة جدًّا، وبها عدد قليل من النصارى، وكانت تقع في الجبل جنوب طليطلة، لكنَّ حصانة القلعة أعجزت المسلمين عن فتحها، حتى كاد الناصر أن يتجاوزها؛ إلا أن الوزير ابن جامع أصر على ضرورة فتح القلعة فبقيت الجيوش تحاصر القلعة

الاستبداد وبداية الهزيمة

كان من جرَّاء هذا العمل الذي قام به الناصر لدين الله أن حدث ما يلي:

أولاً: إضاعة الوقت في حصار قلعة سلبطرة، وقد كان من الممكن أن يُهاجَم النصارى بهذا الجيش الكثيف قبل أن يتجمَّعُوا في كامل عُدَّتهم.

ثانيًا: أكمل النصارى استعداداتهم خلال هذه الفترة الطويلة، واستطاعوا أن يستجلبوا أعدادًا أخرى كثيرة من أوربا.

ثالثًا: أصاب الضرر الآلاف من المسلمين من صقيع جبال الأندلس في ذلك الوقت؛ حيث كان الناصر لدين الله قد دخل بلاد الأندلس في شهر مايو، وكان مناسبًا جدًّا للقتال، إلاَّ أنه ظلَّ يُحَاصر سَلْبَطْرَة حتى قَدِم الشتاء القارس، وبدأ المسلمون يهلكون من شدَّة البرد، وشدَّة الإنهاك في هذا الحصار الطويل

أبو الحجاج يوسف بن قادس

انسحابه وانحيازه إلى الناصر

في بدايةٍ لحربٍ فاصلة قُسِّم الجيش النصراني القادم من الشمال إلى ثلاثة جيوش كبيرة، فالجيش الأول: هو الجيش الأوربي، والجيش الثاني: هو جيش إمارة أراجون، والجيش الثالث: هو جيش قشتالة والبرتغال وليون ونافار، وهو أضخم الجيوش جميعها

قامت هذه الجيوش الثلاث بحصار قلعة رباح، وهي قلعة إسلامية كان قد تملكها المسلمون بعد موقعة الأرك، وكان على رأسها القائد البارع الأندلسي الشهير أبو الحجاج يوسف بن قادس -رحمه الله- وهو من قادة الأندلس المشهورين، حوصرت قلعة رباح حصارًا طويلاً من قِبَل الجيوش النصرانية، وقد طال أمد الحصار حتى أدرك أبو الحجاج يوسف بن قادس أنه لن يفلت منه، كما بدأت بعض الحوائط في هذه القلعة تتهاوى أمام جيش مملكة أراجون.

أراد أبو الحجاج يوسف بن قادس أن يُحَقِّقَ الأمن والأمان لمَنْ في الحصن من المسلمين، وأراد أن يتحيَّز إلى فئة المؤمنين وينضمَّ إلى جيش المسلمين، فعرض على النصارى معاهدة تقضي بأن يترك لهم القلعة بكامل المؤن وكامل السلاح، على أن يخرج هو ومَنْ معه من المسلمين سالمين؛ ليتجهوا جنوبًا فيلتقوا بجيش الموحدين هناك ودون مؤن أو سلاح، فوافق ألفونسو الثامن على هذا العرض، وبدأ بالفعل انسحاب أبي الحجاج يوسف بن قادس من الحصن ومَنْ معه من المسلمين، وقد اتجهوا إلى جيش الناصر لدين الله.

ولأن الوليمة ليست قصرًا على ألفونسو الثامن، فقد اعترض على هذا الانسحاب جيش النصارى الأوربي المتحد مع جيش قشتالة.. فقد كانوا يَرَوْنَ أنهم ما أتوا من أبعد بلاد أوربا ومن إنجلترا وفرنسا والقسطنطينية إلاَّ لقتل المسلمين؛ فلا يجب أبدًا أن يُتركوا ليخرجوا سالمين.

وقد فعل ألفونسو الثامن ذلك حتى إذا حاصر مدينة أخرى من مدن المسلمين يفتحون له كما فعل سابقوهم؛ لأنه لو قاتلهم بعد العهد الذي أبرمه معهم فلن يفتح له المسلمون بعد ذلك مدنهم، فاختلف الأوربيون مع ألفونسو الثامن، وعليه فقد انسحبوا من الموقعة

وبذلك يكون قد انسحب من موقعة العقاب وقبل خوضها مباشرة خمسون ألفًا من النصارى، وبالطبع فقد كان هذا نصرًا معنويًّا وماديًّا كبيرًا للمسلمين، وهزيمة نفسية وهزَّة كبيرة في جيش النصارى، وقد أصبح جيش المسلمين بعد هذا الانسحاب أضعاف جيش النصارى

بطانة السوء وقتل أبي الحجاج يوسف بن قادس

عندما عاد أبو الحجاج يوسف بن قادس إلى الناصر لدين الله، وعندما علم منه أنه قد ترك قلعة رباح وسَلَّمَها بالمؤن والسلاح إلى النصارى، أشار عليه وزير السوء أبو سعيد بن جامع بقتله؛ بتهمة التقاعس عن حماية القلعة، ولم يتردَّد الناصر لدين الله، في تنفيذ هذا القتل بحق القائد المجاهد أبي الحجاج يوسف بن قادس

وإن هذا - وبلا شكٍّ - ليُعَدُّ خطأ كبيرًا من الناصر لدين الله، وعملاً غير مُبَرَّر، ويُضاف إلى جملة أخطائه السابقة؛ وذلك للآتي:

أولاً: أن أبا الحجاج يوسف بن قادس لم يُخطئ بانسحابه هذا؛ بل كان متحرِّفًا لقتال، ومتحيِّزًا إلى الجيش المتأهِّب للحرب، كما أنه لو مكث لهلك، ولو لم يهلك لكانت قد حُيِّدَت قواته عن الاشتراك في الموقعة؛ بسب الحصار المفروض عليها.

ثانيًا: وعلى فرض أن أبا الحجاج يوسف بن قادس قد أخطأ، فلم يكن - على الإطلاق - عقاب هذا الخطأ القتل؛ خاصة وأنه لم يتعمَّده، بل كان اجتهادًا منه.

وإن مثل ذلك قد حدث في حروب الردَّة حينما أخطأ عكرمة بن أبي جهلt في إحدى المعارك، وكان خليفة المسلمين حينئذٍ أبا بكر الصديق t، فما كان من أبي بكر في معالجة خطأ عكرمة إلاَّ أن عَنَّفَه باللسان وأوضح له خطأه، ثُمَّ أعاده مع جيشه من جديد إلى القتال؛ لمساعدة جيش آخر من جيوش المسلمين، بل أرسل إلى قائد هذا الجيش الآخر -يرفع من رُوح عكرمة وجيشه - بأن يستعين برأي عكرمة بن أبي جهل فإنَّ له رأيًّا

ومن هنا وبهذه الطريقة وبجانب فَقْدِ قوَّة كبيرة جدًّا (بفقد هذا القائد البارع)، فقد فقَدَ الجيش الإسلامي -أيضًا- قوَّة الأندلسيين، الذين شعروا أن هناك فارقًا بينهم وبين المغاربة؛ مما كان له أثر سلبي كبير على واقع المعركة، على نحو ما سيأتي بيانه.

وفي ذلك يقول المقري في نفح الطيب: وهذه الوقعة - العقاب - هي الطامة على الأندلس بل والمغرب جميعًا، وما ذاك إلاَّ لسوء التدبير، فإن رجال الأندلس العارفين بقتال الإفرنج استخفَّ بهم الناصر ووزيره، فشنق بعضهم، ففسدت النيَّات، فكان ذلك من بخت الإفرنج، والله غالب على أمره، ولم تقم بعدها -أي: بعد موقعة العقاب- للمسلمين قائمة تحمد

تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي تعريف معركة العقاب - راية معركة العقاب، موقع معركة العقاب

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة

خطة الناصر لدين الله ومتابعة الأخطاء في معركة العقاب 

تعريف معركة العقاب -   راية معركة العقاب، موقع معركة العقاب

تكملة للأخطاء السابقة فقد وضع الناصر لدين الله خطة شاذَّة في ترتيب جيشه وتقسيمه، حيث لم يَسِر فيه على نهج السابقين، ولم يقرأ التاريخ كما قرأه المنصور الموحدي ويوسف بن تاشفين.. فقد قَسَّم جيشه إلى فرقة أمامية وفرقه خلفية، لكنه جعل الفرقة الأمامية من المتطوِّعين، وعددهم ستون ألفًا ومائة ألف متطوِّع، وضعهم في مقدمة الجيش ومِنْ خلفهم الجيش النظامي الموحدي

وإنْ كان هؤلاء المتطوعة الذين في المقدمة متحمسين للقتال بصورة كبيرة، فليست لهم الخبرة والدراية بالقتال، كما هو الحال بالنسبة لتلك الفرقة المنتخبة من أجود مقاتلي النصارى، والتي هي في مقدمة جيشهم.

فكان من المفترض أن يضع الناصر لدين الله في مقدمة الجيش القادرين على صدِّ الهجمة الأولى للنصارى؛ وذلك حتى يتملَّك الخطوات الأولى في الموقعة، ويرفع بذلك من معنويات المسلمين ويحطَّ من معنويات النصارى، لكن العكس هو الذي حدث؛ حيث وضع المتطوعة في المقدمة.

ولقد زاد من ذلك -أيضًا- فجعل الأندلسيين في ميمنة الجيش، وما زال الألم والحرقة تكمن في قلوبهم من جرَّاء قتل قائدهم الأندلسي المجاهد المغوار أبي الحجاج يوسف بن قادس، فكان خطأ كبيرًا -أيضًا- أن جعلهم يتلقَّوْنَ الصدمة الأولى من النصارى

فنستطيع الآن حصر أخطاء الناصر لدين الله وهو في طريقه نحو العقاب على النحو التالي:

أولاً: إطالة الحصار لقلعة سلبطرة حتى تمكَّن النصارى من الاستعداد والتجهز.

ثانيًا: الاستعانة ببطانة السوء، الممثِّلة في وزير السوء أبي سعيد بن جامع.

ثالثًا: قتل القائد الأندلسي المشهور أبي الحجاج يوسف بن قادس.

رابعًا: تنظيم الجيش وتقسيمه الخاطئ في أرض الموقعة.

خامسًا: أمر في غاية الخطورة وهو الاعتقاد في قوَّة العدد والعدَّة، فقد دخل الناصر لدين الله الموقعة وهو يعتقد أنه لا محالة منتصر[15]؛ فجيشه أضعاف الجيش المقابل، ومن هنا تتبدَّى في الأفق سحائب حنين جديدة، يخبر عنها U بقوله: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25].

موقعة العقاب .. والعقاب المر

موقعة العقاب والعقاب المرتمامًا وكما تكرَّرت غزوة حنين في أرض الأندلس قبل ذلك في بلاط الشهداء، وفي موقعة الخندق مع عبد الرحمن الناصر وهو في أعظم قوَّته، تتكرَّر حُنين -أيضًا- مع الناصر لدين الله في موقعة العقاب وهو في أعظم قوَّة للموحدين، وفي أكبر جيش للموحدين على الإطلاق، بل وفي أكبر جيوش المسلمين في بلاد الأندلس منذ أن فُتحت في سنة (92هـ=711م)، ولتوالي الأخطاء السابقة كان طبيعيًّا جدًّا أن تحدث الهزيمة، فقد هجم المتطوعون من المسلمين على مقدمة النصارى، لكنهم ارتطموا ارتطامًا شديدًا بقلب القشتاليين المدرَّب على القتال، فصدُّوهم بكل قوَّة ومزَّقوا مقدِّمة المسلمين، وقتلوا منهم الآلاف في الضربة الأولى لهم.

واستطاعت مُقَدِّمة النصارى أن تخترق فرقة المتطوِّعة بكاملها، والبالغ عددهم - كما ذكرنا- ستين ألفًا ومائة ألف مقاتل، وقد وصلوا إلى قلب الجيش الموحدي النظامي، الذي استطاع أن يصدَّ تلك الهجمة، لكن كانت قد هبطت وبشدَّة معنويات الجيش الإسلامي؛ نتيجة قتل الآلاف منهم، وارتفعت كثيرًا معنويات الجيش النصارى للنتيجة نفسها.

وحين رأى ألفونسو الثامن ذلك أطلق قوات المدد المدرَّبة لإنقاذ مقدمة النصارى، وبالفعل كان لها أثر كبير، وعادت من جديد الكرَّة للنصارى.

وفي هذه الأثناء حدث حادث خطير في جيش المسلمين، فحين رأى الأندلسيون ما حدث في متطوعة المسلمين، واستشهاد الآلاف منهم، إضافة إلى كونهم يُقاتلون مرغمين مع الموحدين -كما ذكرنا قبل ذلك- وأيضًا كونهم يعتقدون بالعدد وليس في الثقة بالله U، كل هذه الأمور اعتملت في قلوبهم، ففرُّوا من أرض القتال.

وحين فَرَّت ميمنة المسلمين من أرض الموقعة التفَّ النصارى حول جيش المسلمين، وبدأت الهلكة فيهم، فقُتل الآلاف من المسلمين بسيوف النصارى في ذلك اليوم، والذي سُمِّي بيوم العقاب أو معركة العقاب

هُزم المسلمون هزيمة قاسية، وفرَّ الناصر لدين الله من أرض الموقعة، ومعه فلول الجيش المنهزم المنكسر، والمصاب في كل أجزاء جسده الكبير.

 وقد قال الناصر لدين الله وهو يفرُّ: صدق الرحمن وكذب الشيطان([17]). حيث دخل الموقعة وهو يعلم أنه منصور بعدده، فعلم أن هذا من إلقاء الشيطان وكذبه، وصدق الرحمن: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25]، فولَّى الناصر لدين الله مدبرًا.

ومما زاد من مرارة الهزيمة أنه ارتكب خطأً آخر لا يقلُّ بحالٍ من الأحوال عن هزيمته المنكرة السابقة وفراره من أرض المعركة، وهو أنه لم يمكث بعد موقعة العقاب في المدينَة التي تلي مباشرة مدينة العقاب، وهي مدينة بياسة، بل فرَّ وترك بَيَّاسَة، ثم ترك أبذة، ترك كلتيهما بلا حامية وانطلق إلى مدينة إشبيلية[18]، وما زالت قوَّة النصارى في عظمها، وما زالت في بأسها الشديد.

مآسي المسلمين بعد العقاب

مأساة بياسة

انطلقت قوَّة النصارى بعد عقاب المسلمين وهزيمتهم تلك في موقعة العقاب فاقتحمت بياسة، وكان أهلها قد هجروها خوفًا على أنفسهم، ولم يبقَ فيها إلاَّ الضعفاء والمرضى، وكانوا قد اجتمعوا بالمسجد الجامع الكبير في المدينة للاحتماء به، فقام النصارى بقتلهم جميعًا بالسيف.. قال المراكشي في المعجب: «فأما بياسة فوجدها - أي ألفونسو - أو أكثرها خالية فحرق أدؤرها وخرب مسجدها الأعظم

مأساة أبذة

قال صاحب الروض المعطار: أبذة مدينة بالأندلس بينها وبين بياسة سبعة أميال، وهي مدينة صغيرة وعلى مقربة من النهر الكبير، ولها مزارع وغلات قمح وشعير كثيرة جدًّا، وفي سنة تسع وستمائة مالت عليها جموع النصرانية بعد كائنة العقاب، وكان أهلها قد أنفوا من إخلائها، كما فعل جيرانها أهل بَيَّاسَة، ولم ترفع تلك الجموع يدًا عن قتالها حتى ملكتها بالسيف، وقُتل فيها كثير، وأسروا كثيرًا 

وقال المراكشي في المعجب: ونزل -أي ألفونسو- على أُبَّذة، وقد اجتمع فيها من المسلمين عدد كبير من المنهزمة وأهل بَيَّاسَة وأهل البلد نفسه، فأقام عليها ثلاثة عشر يومًا، ثم دخلها عَنْوة، فقتل وسبى وغنم، وفصل هو وأصحابه من السبي من النساء والصبيان بما ملئوا به بلاد الروم قاطبة، فكانت هذه أشدَّ على المسلمين من الهزيمة

وقد تدهور حال المسلمين كثيرًا في كل بلاد المغرب والأندلس على السواء، حتى قطع المؤرخون بأنه بعد موقعة العقاب ما كنتَ تجد شابًّا صالحًا للقتال لا في بلاد المغرب ولا في بلاد الأندلس، فكانت موقعة واحدة قد بَدَّدت وأضاعت دولة في حجم وعِظَم دولة الموحدين

ثم إنَّ الناصر لدين الله قد انسحب أكثر مما كان عليه، فانسحب من إشبيلية إلى بلاد المغرب العربي، ثم اعتكف في قصره، واستخلف ابنه وليًّا للعهد من بعده، وهو بعدُ لم يتجاوز خمس عشرة من السنين.

وفاة الناصر لدين الله

ثم تُوُفِّيَ الناصر لدين الله بعد هذا الاستخلاف بعام واحد في سنة (610هـ=1214م) عن عمرٍلم يتجاوز الرابعة والثلاثين، وتروي بعض المصادر أنه مات وهو عازم على الجهاد في الأندلس «عزمًا لم يُعرف عن ملك قبله وتولَّى حكم البلاد من بعده وليُّ عهده وابنه المستنصر بالله، وعمره آنذاك ست عشرة سنة فقط

ومن جديد وكما حدث في عهد ملوك الطوائف تضيع الأمانة، ويُوَسَّد الأمر لغير أهله، وتتوالى الهزائم على المسلمين بعد سنوات طويلة من العلو والسيادة والتمكين لدولة الموحدين.

[1] انظر: عبد الواحد المراكشي: المعجب، ص399، وابن عذاري: البيان المغرب، قسم الموحدين، ص263، 264، والحميري: الروض المعطار، ص416، ويوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، 2/109، وما بعدها.

[2] انظر: ابن عذاري: البيان المغرب، قسم الموحدين، ص264.

[3] المقري: نفح الطيب، 1/446 والسلاوي: الاستقصا، 2/220، ويوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عصر المرابطين والموحدين 2/108.

[4] ابن عذاري: البيان المغرب، قسم الموحدين، ص260 – 265، و ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون 6/249.

[5] ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص236، والسلاوي: الاستقصا، 2/221، وثمة رواية أخرى ولها دلائل كثيرة تقول بأن فتح هذه القلعة كان في غزوة مستقلة، انظر: الحميري: الروض المعطار ص344، وابن عذاري: البيان المغرب، قسم الموحدين، ص260، وعبد الواحد المراكشي: المعجب، ص399.

[6] يوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، 2/108.

[7] يوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، 2/112.

[8] عبد الواحد المراكشي: المعجب، ص401، وابن أبي زرع: روض القرطاس، ص238، والسلاوي: الاستقصا، 2/222، ويوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، 2/114.

[9] شوقي أبو خليل: العقاب، ص34، ويوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، 2/114.

[10] انظر: ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص238، و ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، 6/249.

[11] الطبري: تاريخ الأمم والملوك، 2/275.

[12] المقري: نفح الطيب، 4/383.

[13] ابن أبي زرع: روض القرطاس ص239، ويوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، 2/118.

[14] يوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، 2/118.

[15] انظر: المقري: نفح الطيب، 4/383، والسلاوي: الاستقصا، 2/220.

[16] انظر: شوقي أبو خليل: العقاب، ص45، ويوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، 2/119. 

[17] ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص239، والسلاوي: الاستقصا، 2/224.

[18] انظر: ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص240، والسلاوي: الاستقصا، 2/224.

[19] عبد الواحد المراكشي: المعجب، ص402.

[20] الحميري: الروض المعطار، ص6.

[21] عبد الواحد المراكشي: المعجب، ص402.

[22] انظر: المقري: نفح الطيب، 1/446.

[23] مجهول: الحلل الموشية، ص161، وابن الخطيب: رقم الحلل، ص60، والسلاوي: الاستقصا، 2/225.

 عبد الواحد المراكشي: المعجب، ص404، والذهبي: سير أعلام النبلاء، 22/340، و ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، 6/250، والسلاوي: الاستقصا، 2/226.

بواسطة
معركة العقاب راغب السرجاني
نتائج معركة حصن العقاب
كانت معركة العقاب نقطة تحول رئيسية في اي صراع
تاريخ انهزام الموحدين في معركة العقاب
معركة حصن العقاب pdf
راية الجيش الإسلامي في الأندلس يوم معركة العقاب

اسئلة متعلقة

...