في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

تعبير عن الأسرة مقدمة عرض خاتمة بحث عن الأسرة في الإسلام وأهميتها

تعبير عن الأسرة مقدمة عرض خاتمة

بحث عن الأسرة وأهميتها

مفهوم الأسرة وانواعها

دور كل فرد في الأسرة

تعريف الأسرة اصطلاحا

خاتمة عن الأسرة المسلمة

مقدمة عن الأسرة

بحث عن الأسرة وأهميتها

تعبير عن الأسرة مقدمة عرض خاتمة

أهمية الأسرة ومكانتها في الإسلام 

الأسرة في الإسلام 

تعريف الأسرة في الإسلام

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تعبير عن الأسرة مقدمة عرض خاتمة بحث عن الأسرة في الإسلام وأهميتها

الأسرة فى الإسلام

 

مقدمة عن الأسرة

مقدمـــة 

الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الرسل والأنبياء محمد المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين .. 

 وبعد .. الاُسرة هي اللبنة الاُولى لتكوين المجتمع ، وهي نقطة الانطلاق في انشاء وتنشئة العنصر الإنساني ، ونقطة البدء المؤثرة في جميع مرافق المجتمع ومراحل سيره الايجابية والسلبية ، ولهذا أبدى الإسلام عناية خاصة بالاُسرة ، فوضع لها آداباً وفقهاً متكاملاً شاملاً لجميع جوانبها النفسية والسلوكية .

 وآداب الاُسرة ، أو قل فقه الاُسرة لم ينشأ من فراغ ولا يبحث في فراغ ، وإنّما هو فقه واقعي ، يراعي الطبيعة البشرية بما فيها الفوارق الجسدية والنفسية بين الجنسين ، ويراعي الحاجات الفطرية ، فلا يبدلها ولا يعطلها ولا يحمّلها ما لا تطيق ، وهو يتمثل بالدقة في تناول كل خالجة نفسية وكل موقف وكل حركة سلوكية ، ويجعل العلاقات في داخل الاُسرة علاقات سكنٍ للروح وطمأنينةٍ للقلب وراحةٍ للجسد ، علاقات ستر واحصان ، ويهذب النفس للحيلولة دون استسلامها للاهواء والشهوات المتقلبة ، ويحررها من نزعات المطامع والرغبات الزائلة .

 إنّها الآداب المستمدة من النصوص القرآنية والحديث الشريف ، والتي تواكب جميع المراحل التي تمرُّ بها الاُسرة قبل تشكيلها وبعده ، فتضع لكلِّ مرحلة قواعدها الكلية والجزئية الشاملة لجوانب النفس وجوانب الحوادث والمواقف ، فتحدد العلاقات بين الجنسين قبل الزواج وبعده ، وقبل توسع الاُسرة بالانجاب وبعده ، وتحدّد العلاقات داخل الاُسرة على ضوء المرسوم من الحقوق والواجبات القائمة على التكافل والتراحم والتناصح والسماحة والمودة والاحسان ، وترسم للاُسرة طريقها في التعامل الاجتماعي ، من أجل التكاتف والتآزر في بناء واصلاح كيانها والكيان الاجتماعي الكبير .

 وبالتالي فهي ترفد الاُسرة بمنهج حياة واقعي يتتبع أهميتها وخصوصياتها وآمالها وآلامها وعلاقاتها ، واضعةً الحلول اللازمة ، وقايةً وعلاجاً . للخلافات المتأصلة أو الطارئة .

 

معنى الأسرة 

  الاُسرة لغةً :

 أُسرة الرجل : عشيرته ورهطه الأدنون ؛ لأنّه يتقوى بهم .

 والاُسرة : عشيرة الرجل وأهل بيته .

 والاُسرة : أهل الرجل وعشيرته ، والجماعة يربطها أمر مشترك.

 والاُسرة : أهل بيت الإنسان وعشيرته ، وأصل الاُسرة الدرع الحصينة ، وأطلقت على أهل بيت الرجل ؛ لأنّه يتقوى بهم. 

 الاُسرة اصطلاحاً :

 هي رابطة الزواج التي تصحبها ذُرّية.

 وهي : رابطة اجتماعية تتكون من زوج وزوجة وأطفالهما ، وتشمل الجدود والأحفاد وبعض الأقارب على أن يكونوا في معيشة واحدة . 

والأسرة هي النواة الأولى في تكوين المجتمع والأمة، ومنها بدأ الله الخليقة منذ الأزل.. ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً) [النساء:1]. 

والأسرة تقوم على دعامتين هامتين هما أساس تكوينها، الرجل والمرأة؛ أي الزوج والزوجة، فهما الأساس في تكوين الأسرة وإنجاب الذرية، وتناسل البشرية التي تتكون منها الأمة والمجتمع. 

ولقد عنى الإسلام عناية فائقة في تكوين الأسرة التي هي الأساس في المجتمعات البشرية على شتى أصنافها، فوضع تشريعاً محكماً للعلاقات الزوجية، ورسم حدوداً واضحة لكل واحد منهما بما له وما عليه، ووضع منهج التربية للذرية وقسّم الأدوار بين الزوجين ليقوم كل واحد منهما بدوره الكامل في بناء الأسرة، والمساهمة في بناء المجتمع الإنساني على امتداده. 

لقد أرسى الإسلام قواعد الأسرة الإسلامية على مبدأ المودة والرحمة، وبيّن في ذلك حدود العلاقة بين الذكر والأنثى، وجعل الرجال قوامين على النساء بما أعطى كل واحد منهما من الإمكانات والقدرات، ووضع لذلك قاعدة محكمة تحكم تصرف كل واحد منهما في حدود مسؤوليته، وأمر كلاًّ من الجنسين بأن يُحسن كل واحد منهما اختيار صاحبه، وحذّر من التفريط في حقوق الذرية التي تنتج عن هذه العلاقة بين الطرفين فقال: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) [ التحريم:6]. 

واستطاع الإسلام بتعاليمه السامية أن يُوجِد الأسرة الفاضلة التي يسودها الحبُّ والاستقرارُ والطمأنينةُ، وينتج عن هذه الأسرة جيل مؤمن، وأمَّة واعية هي خير أمة أخرجت للناس، ولم تكن تعاليم الإسلام في بناء الأسرة الإسلامية قائمة على المثالية الخيالية؛ ولكنها كانت تتسم بالواقعية التي تتلاءم وطبيعة النفس البشرية؛ فقد أعطى الإسلام السيادة للرجل ليضطلع بالمهمة الصعبة لقدرته على التحمل ومقارعة الخطوب، ومواجهة أحداث الحياة، ورسم لكل من الذكر والأنثى حقوقاً على الآخر، ولا ينبغي لأحد أن يتخطاها أو يهمل جانباً منها؛ لأن في إهمال أي منهما لحقوق الآخر في جانب من الجوانب كفيل بأن يحدث تصدعاً في كيان الأسرة أو انهيارها. 

ويوم كانت أمتنا الإسلامية تقود ركب الإنسانية نحو التقدم والخير، وتحمل مشعل الهداية إلى أمم الأرض وشعوبها، كانت تنعم في داخل بيوتها بما لا يعرف له البشر مثيلاً من استقرار الحياة الزوجية وشمول الطمأنينة والحب والتعاون لجميع أفرادها، وما ذلك إلا لأن الإسلام وضع لكل من الزوج والزوجة والآباء والأبناء حقوقاً واضحة لا يتميز فيها حق كل فئة على الأخرى، وهي حقوق متكافئة منسجمة تؤدي إلى ملء القلوب بالحب، وملء البيوت بالنعيم، وملء المجتمع بالنسل الصالح الذي يبني ولا يهدم ويسمو ولا ينحدر. 

لقد كان وضع الأسرة الإسلامية في الماضي يقوم على مبدأ أن لله حقوقاً مصانة ومهامَّ مرسومة، ومنهجاً موحداً وهدفاً واحداً، غايته وجه الله، وهدفه تحقيق خلافة الله للإنسان في الأرض. أسرة الإسلام في الماضي كانت تعيش في جو قوله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا، وبذي القربى واليتامى، والمساكين، والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب، وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً) [النساء:36]. 

وفي هذا الجو الرباني كانت الأسرة الربانية تعيش فيما بينها وبين البشر الذين تتعايش معهم، وأصبح المجتمع الإسلامي كأسرة واحدة متماسكة مترابطة، 

وتصور معي هذا الجو: 

زوجان تقوم العلاقة بينهما على المودة والرحمة والحقوق المصانة والفكر المشترك. 

ذرية تقوم بمهام الوحدانية والبر بالوالدين اللذين هما أساس الذرية. 

أرحام تتواصل على هذا المبدأ من البر والالتزام. 

أيتام يعيشون في كنف الأمة المؤمنة لا يحسون مرارة اليتم وتبعة الحياة. 

جيران متواصلون متراحمون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم. 

صحبة تعرف حقوق الله ولو لساعة يتعارف الناس فيما بينهم. 

وغريب لا يحس بمرارة الغربة؛ لأنه يعيش في كنف الرحمة والبر الذي يسود الجميع. 

تصور هذا المجتمع، وهذه الأسرة تقوم على مبدأ الله في الحقوق والواجبات؛ فهل تجد في هذا التصور مجتمعاً فاضلاً وأسرة كريمة كهذا المجتمع وهذه الأسرة التي أوجدهما الإسلام؟ 

هذه هي الملامح الرئيسة في بناء الأسرة والمجتمع في الإسلام، وهذه هي الأسرة الإسلامية في الماضي الذي كانت تحكمه شريعة الغاب: مودة ورحمة بين الزوجين، تقوى الله في الذرية والأرحام، وبر باليتيم والجار والسائل والمسكين وملك اليمين.. 

ولكن! ما هي الأسرة اليوم: 

إن من قُدَّر له أن يحيط بوضع الأسرة في مجتمعنا اليوم، وما يعانيه من مشكلات نفسيّة وخلقيّة واجتماعيّة، ويقف على ما يُقدّم إلى محاكمنا الشرعية والمذهبية والمليئة بدعاوى الخصومات الزوجية- أيقن أننا في أشد الحاجة إلى إصلاح اجتماعي يهتم قبل كل شيء بوضع العائلة، والعلاقات بين أفرادها. فاضطراب الحياة الزوجية عامل كبير من عوامل اضطراب الأوضاع السياسية والاجتماعية العامة، وهذه المشكلة ليست قاصرة على مجتمعنا فحسب؛ بل في مجتمعات الشعوب كلها. 

وهذه المشكلة أول ما نشأت عن الغموض والفوضى في الحقوق والواجبات بين طرفي الأسرة: (الزوج والزوجة)، فلو استقام الأمر بينهما على حب روحي كريم وعلى حق واضح صريح يطبّقه كل واحد منهما؛ لارتفع المستوى الاجتماعي، وعمّ الاستقرار في الأُمّة بأسرها، وفي جميع مجالات الحياة. 

إن أغلب أسرنا اليوم.. لا تقوم منهج إلهيّ كريم، ولا على مبدأ المودة والرحمة؛ بل ولا يقوم رب الأسرة ولا ربة الأسرة باضطلاع مهام الحياة الفكرية الكريمة للجيل في الأسرة الذي هو أساس المجتمع والأمة. 

لقد ترك كل واحد من الزوج والزوجة دوره المرسوم له في تكوين الأسرة الفاضلة، واشترك كل واحد منهما على مبدأ واحدٍ هو تحقيق الثراء، وتكوين الثروة المادية والحياة المترفة للذرية التي كانا سبباً في إنجابها، وتركت الذرية لدور الحضانة، أو الخادمات في البيوت أو الخدم من الرجال، يعبثون في تربيتها على النمط الذي يشاؤون. وغالباً ما يكون الخادم أو المربية أغراب عن الأسرة في العقيدة، والفكر، ونمط الحياة وطريقة التفكير ومنهج السلوك، فنتج عن ذلك أسر مهزوزة الصورة، وأجيال تملأ قلوبها العقد النفسية والتمزق الخلقي. 

والأسر التي ليس فها الخدم والخادمات ليست أحسن حالاً من غيرها، حيث إن الأسرة أبعد ما تكون عن منهج الله في التصور والسلوك؛ فالأم مشغولة بنفسها بعيدة عن منهج ربها، والرجل له سبح طويل في النهار والليل، ولا يجد فيها الساعة التي يرعى فيها شؤون الأسرة الخاصة. 

ونحن إذا أردنا أن نخرج من أزمتنا السياسية والفكرية، ومن عقدنا النفسية، ومن تفكك الأمة؛ فعلينا أن نراجع وضع الأمة من أساسه.. من الأسرة أولاً؟ 

إن أسرنا في الغالب لا تقوم فيها العلاقة الزوجية الكريمة التي يحكمها شرع الله ومنهج رسوله، وخرج كثير من الأزواج والزوجات عن مبدأ المودة والرحمة في هذه العلاقة، وأصبحت النظرة المادية هي التي تسود فكر الأسرة وغايتها في الحياة؛ فهل لنا أن نراجع موضوع الأسرة من جديد، ويقوم المصلحون والمفكرون في معالجة موضوع الأسرة، التي وصلت إلى حافة التردي؟! إن على الحكومات وأرباب الأقلام وأصحاب الفكر والعقيدة الإسلامية أن يصلحوا وضع أسرتنا من جديد وعلى منهج الله وهدي رسوله اللذين هما الأساس في سعادة الأسر والمجتمعات بأسرها.

أن سنة الله عز وجل في الخلق اقتضت أن يكون قائماً على الزوجية، فخلق الله سبحانه وتعالى من كل شيء زوجين قال تعالى: وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون الذاريات:٤٩.

كما أودع عز وجل ميلاً فطريّاً بين زوجي كل جنس، فكل ذكر يميل إلى أنثاه، والعكس، وذلك لتكاثر المخلوقات واستمرار الحياة، وجعل ميل الرجل إلى الأنثى والأنثى إلى الرجل مختلفاً عن باقي الكائنات الحية، فالميل عند الإنسان غير مقيد بوقت ولا ينتهي عند حدّ الوظيفة الجنسية، وذلك لاختلاف طبيعة الإنسان عن طبيعة الحيوان، فالصلة القلبية والتعلق الروحي عند الإنسان مستمر مدى الحياة.

ولما كان الإنسان مكرماً مفضلاً عند الخالق عز وجل على كثير ممن خلق، فقد جعل تحقيق هذا الميل عن طريق الزواج الشرعي فقط، ولهذا خلق الله آدم عليه السلام وخلق منه حواء قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ الأعراف:١٨٩ وهكذا كانت أول أسرة في تاريخ البشري. 

فالأسرة هي الخلية الأولى في جسم المجتمع، وهي المجتمع الصغير، لأن المجتمع الكبير مكون من مجموع أُسر، وعناصر الأسرة هي الزوجان والأولاد، وليس المجتمع في نظر الإسلام أفراد متناثرين لا تربطهم روابط، بل هي جملة من المجموعات تؤلف كل منها رابطة النسب، ثم تجمع بينها كلها رابطة الروح بالأخوة الدينية.

ونظراً لأهمية الأسرة عرف الإسلام لها قدرها، وقرر لها مكانة عظيمة تتجلى في الاهتمام بشؤونها في كتاب الله، كما أحاط الإسلام بجملة كثيرة من التشريعات لتؤدي وظيفتها على الوجه الأكمل.

تابع قراءة تعبير عن الأسرة مقدمة عرض خاتمة بحث عن الأسرة في الإسلام وأهميتها في الأسفل على مربع الاجابة 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
تأثير غياب الأب على الطفل

إنَّ الأب, يعتبر بالنسبة للطفل مصدرًا للأمن والحماية، ومما لاشك فيه أن غيابه المادي أو المعنوي يحدث اضطرابًا في حياة الطفل، ويتجلى ذلك في مشاعر الخوف والقلق التي تنتاب الطفل بين الحين والآخر, لاسيما أثناء النوم, أو على شكل أعراض (نفسية- جسدية) (قضم الأظفار, تبول لا إرادي, عدم التركيز, كثرة النسيان, الميل للعزلة...إلخ), أو على شكل تغير مفاجئ في السلوك لم يكن معروفًا قبل غياب الأب، وكثيرًا ما تكون هذه الأعراض النفسية والسلوكية بمنزلة خطاب لا شعوري موجه للأب إذا كان لا يزال على قيد الحياة, أو موجه للآخرين للاهتمام بما يُعانيه الطفل نتيجة غياب الأب، فالابن عندما يكبر, قد يصعب عليه أن يقوم بدور الأب أحسن قيام, إذا حُرِمَ في طفولته من الأب.

 

وفي حال الطلاق أو الهجر غالبًا ما تحاول الأم إلقاء اللوم على الأب على مرأى ومسمع من الطفل, بل قد تُحاول تشويه صورة الأب في نظر الطفل بأن تصفه بصفات سلبية, وأحيانًا تكيل له الشتائم وتحمِّله مسئولية ما تُعانيه, خاصةً أن الزوجة المطلقة تميل إلى الشكوى؛ تنفيسًا عن حال الإحباط التي تعيشها، وتنسى الزوجة في هذه الحال أن مَن تشوّه صورته في نظر الطفل كان زوجها, وأنها قبلت به واختارته لما كانت تعتبرها صفات إيجابية يتميز بها عن غيره، كما تنسى أن الصورة المشوَّهة التي تُقدمها عن الأب تتعارض مع الصورة التي كانت تُقدمها عن الأب قبل الطلاق.

 

وتذهب بعض الأمهات إلى أبعد من تشويه صورة الأب المطلّق, وتحاول تحريض الابن ضد والده مستخدمةً وسائل لا أخلاقية رغبةً منها في الانتقام من الأب.. إنَّ سلوكًا من هذا النوع من جانب الأم يُسيء بالدرجة الأولى إلى الابن الذي سيكون أبًا في المستقبل, وكذلك إلى البنت التي ستكون أمًا في المستقبل وترتبط بعلاقة زواج مع رجل.

 

والأم غير الواعية- التي تعيش هذه الوضعية- ترتكب خطأً فادحًا في حق أبنائها عندما تُحاول تشويه صورة والدهم لديهم, كيفما كان سلوك الأب، فصورة الأب يجب أن تظل في مخيلة الابن مقرونة بكل ما هو إيجابي؛ بل أكثر من ذلك لا يقبل من الابن أن يحاول الإساءة إلى والده لإرضاء الأم, وأحيانًا كمحاولة يلجأ إليها الابن طمعًا في أن تستجيب الأم لجميع مطالبه.

 

وعلى الأم المطلقة, ليس فقط ألا تشوّه صورة زوجها السابق في نظر أبنائه, وإنما أن تشجع هؤلاء الأبناء على أن يظلوا على صلة بوالدهم، وتُخطئ الأم في هذه الحال عندما تعتقد أن بإمكانها أن تلعب دور الأب والأم معًا, وتتوهَّم أن إغداقها على طفلها واستجابتها لجميع ما يطلبه سيكون تعويضًا له عن الأب, فالطفل ليس جهازًا هضميًّا؛ بل إنَّ حاجته إلى الأب, بما يرمز إليه الأب من مشاعر الأمن والعطف والحماية تفوق حاجته إلى الطعام واللباس.

 

لسنوات عدة مضت كان أكثر التركيز على علاقة الأم بأطفالها، وأهمية وجودها في حياتهم للاهتمام بهم ورعايتهم، ويعود هذا للتعود على أن الأم هي المسئول الرئيسي عن رعاية الأطفال منذ ولادتهم، وحاجتهم للالتصاق بها للإحساس بالحنان والحب والرعاية.

وتكمن أهمية وجود الأب في حياة الأبناء في عمله على إرشادهم وتقويمهم إذا انحرف أحدهم، واستخدام الشدة والحزم إلى جانب الرفق والتسامح. فإحساس الأبناء بوجود رادع لهم إذا أخطئوا يجعلهم على حذر من الوقوع بالخطأ.

كما أن اقتراب الأب من أبناءه وتمضية الوقت الكافي معهم ومحاولة تفهم مشاكلهم وطلباتهم والنقاش معهم يعطيهم الثقة في النفس، وبأن لديهم الصدر الحنون الذي يلجئون له عندما يصعب عليهم حل مشاكلهم بأنفسهم، فيبعد بهذا عنهم شبح الضياع وحل الأمور الصعبة بالطريقة الخاطئة والتي تؤدي بهم إلى طريق السوء.

نعم الأبناء بحاجة للأم ولكن في سن معين يحتاج الأبناء إلى الأب. وقد أجريت دراسة على 17،000 طفل في جامعة أكسفورد بإنجلترا عام 2002 للميلاد ووجد أن:

• البنات اللاتي نشئن بين أم وأب كن أقل عرضة للأمراض النفسية في حياتهن المستقبلية.

• الأولاد اللذين كانت علاقتهم جيدة مع آبائهم كانوا بعيدين عن عن مشاكل العنف والإجرام.

• الأولاد الذين كانوا قريبين من آبائهم لم يكن لديهم مشاكل عاطفية أو نفسية، أيضاً حياتهم المستقبلية في الدراسة وغيرها كانت أكثر استقراراً.

• تدخل الأب في تربية الأطفال منذ طفولتهم جعل التواصل معهم سهلاً في جميع مراحل العمر التالية.

وتبين هذه النتائج أن العلاقة السليمة والتربية الصحيحة بين الآباء والأبناء لا تتوقف فقط على تواجد الأب بل على مدى تواصل الأب مع أبنائه.

وهنا نقول أن على عاتق الأب والأم معاً إحداث التوازن النفسي للأبناء وإكسابهم العادات والسلوكيات السليمة، والضبط والربط وتقويم السلوك الخاطئ، وأن يكونا متفاهمين في طريقة وأسلوب تربية الأطفال منذ البداية وأن يتعاونا معاً في تنشئة أبنائهما التنشئة الصحيحة حتى يشبوا بعيدين عن الأمراض النفسية والمشاكل المعقدة ويكون لديهم الثقة بالنفس والتخطيط الصحيح لمستقبل أفضل فالأسرة الطبيعية هي التي تتكون من الأب والأم والأبناء، وكل منهم له دور محدد يكمل دور الآخر لخلق أسرة سوية تسهم في بناء مجتمع ناجح .

في الشريعة الإسلامية.. الأسرة والزواج ليسا مؤسسة بالمعنى الذي يمكن أن تنتفي الحاجة إليها، وإن كانا يحملان إمكانات التطور الذي تتسع له الأطر التشريعية التي تحكم هذه العلاقة.

إن الأسرة هي ثمرة الزواج الشرعي.. وإذا لاحظنا الإطار التشريعي الذي يحكم العلاقة داخل الأسرة وبين الزوجين، أدركنا انه لا يوجد في التطور

الإسلامي أي إمكانية لتجاوز مبدأين أساسيين:

أ_ المبدأ الأول: أن الأسرة قاعدة ثابتة وهي النواة الوحيدة للاجتماع البشري.

ب_ والمبدأ الثاني: أن الأسرة ثمرة العلاقة الزوجية الشرعية حصراً، ولا أسرة خارج العلاقة الشرعية بين الزوجين.

والإسلام حصَّن مبدأ بقاء الأسرة واستمرارها قاعدة للاجتماع البشري، بمبادئ وأحكام ثابتة

غير قابلة للتبدل والتغيُّر. نذكر منها على سبيل المثال:

1- قوامة الرجل داخل الأسرة وتحميله مسؤولية النفقة على الأسرة زوجةً وأولاداً.

2- طبيعة نظام الإرث الذي يقوم على أحكام ثابتة، ومنها قاعدة أن للذكر مثل حظ الأنثيين.

ذكرنا هذين المثالين لنوضح كيف جاء التشريع الإسلامي في جوانبه الحقوقية ليحافظ على استمرار صيغة الأسرة.

فقوامة الرجل ومسؤليته عن النفقة داخل الأسرة حكم لا يتغير بتغيُّر الأوضاع المالية للرجل والمرأة أي للزوجين، فلو كانت الزوجة غنية والزوج فقيراً لا يسقط وجوب النفقة على الزوج. وفي المجتمع الذي تغدو فيه المرأة منتجة ومستغنية عن نفقة الرجل. فإن هذا التطور لا ينتج تطوراً في مبدأ القوامة الإسلامي، لأن الحكمة من مبدأ القوامة، هو تجنب صيغة الأسرة من التحول والانحلال.

وكذلك قاعدة للذكر مثل حظ الأنثيين. فأن بعض الباحثين ظنَّ أن هذه القاعدة ليست مطلقة، وأنها مرتبطة بنسق اقتصادي معين كانت فيه المرأة عالة على الرجل، فيما الرجل هو العنصر المنتج، فاقتضى أن يكون له من الإرث ضعف ما للمرأة.. أما في حال تساوت المرأة والرجل في إنتاج الثروة، فإنه ـ بناء على هذه الافتراض ـ يجب أن يتغير هذا الحكم. وتغدو الحصص الإرثية متساوية بين الذكر والأنثى.

والجواب عليه: أن الشريعة لم تربط مبدأ التفاوت في الحصة الإرثية بين الذكر والأنثى بظرف تاريخي معين، ولم تورد الشريعة في هذا المبدأ أي استثناءات. وقد جاء النص القرآني في تفاوت الحصص الإرثية بين الذكر والأنثى حاسماً ومطلقاً وغير قابل للتأويل، الأمر الذي يجعلنا نستنتج أن الهدف من الثبات في هذه القاعدة ـ رغم ما يطرأ على المجتمعات البشرية من تطورات ـ مصدره الثبات في صيغة الأسرة كما ينظر إليها الإسلام. وحماية هذه الصيغة من التقلبات والمتغيرات الاقتصادية، وذلك كما يحصل في الغرب اليوم الذي لم يكن لديه شريعة دينية ثابتة في مجال تنظيم الأسرة، فأخضع الأسرة لمفهوم المؤسسة، وجعل يشرِّع لها تحت تأثير المتغيرات، إلى أن وصلت إلى أزمتها الراهنة التي يطرح في شأنها أن الأسرة مؤسسة أدت دورها ويجب أن تنتهي.

نخلص من عرض هذا العنوان.. عنوان (الأسرة قاعدة ثابتة في التصور الإسلامي وليست مؤسسة)، إلى أن الدعوة إلى علمنة الأحكام المتعلقة بالزواج والأسرة في مجتمعاتنا الإسلامية والمسيحية أيضاً، يجب أن يعيد أصحابها والمتحمسون لها النظر فيما يذهبون إليه. ويجب أن ينتبهوا إلى أن فضيلة استمرار الأسرة وتماسكها في المجتمعات الشرقية إزاء الأنهيار المخيف للأسرة الغربية، إنما يعود الشأن فيها إلى التزام مجتمعاتنا بالقواعد الدينية أساساً لصيغة الزواج والأسرة والحفاظ على هذا القواعد.

2-نأتي الآن إلى العنوان الثاني الذي نرغب طرحه في هذه المداخلة وهو: (واقع الأسرة الإسلامية وعلاقة الزوجين فيها، هل هو انعكاس صادق وبصورة دائمة لمفهوم الإسلام للأسرة والعلاقة الزوجية...؟

أن أرقى وأسمى للعلاقة الزوجية هو المفهوم الذي يعبر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة أن في ذلك آيات لقوم يتفكرون).

فالعلاقة الزوجية في التصور الإسلامي، وأن كانت ثمرة عقد بين الطرفين، وهي تخضع لموجبات هذا العقد في الحقوق والواجبات المترتبة على كل منهما ـ إلا أنها تهدف إلى غايات تتجاوز حدود هذا العقد وموجباته.. فعدا كون الآية الكريمة المتقدمة تحسم موضوع الطبيعة المشتركة للزوجين فهما من نفس واحدة. وأن أحدهما اشتق من الآخر فليس لأحدهما في طبيعة الخلق تميز عن الآخر.. أقول عدا عن وضوح هذه الحقيقة التي كانت محلَّ جدل في الفكر البشري، فإن الإسلام يشتق من هذه الطبيعة الواحدة للزوجين غاية سامية للعلاقة الزوجية، وذلك بأن تغدو هذه العلاقة إطاراً حيوياً يمارس فيه الطرفان السعي الدائم للاندماج والتماهي والتغلب على الاختلافات النفسية والجسدية والتربوية وصولاً إلى تحقيق هذه الزوجية الرحيمة، أي العودة إلى الأصل. إذ هما أصلاً ـ في التصور القرآني ـ من نفس واحدة.

أن هذا التصور الإسلامي للعلاقة الزوجية بحد ذاتها، وبوصفها أساساً لتكوين الأسرة الصالحة، لم يكن يعمل وحده بمعزل عن القواعد الشرعية التي تحكم العلاقة بين الزوجين وفي الأسرة. ولكن ما يجب أن ننتبه إليه، هو أن الممارسة التاريخية في حقل العلاقة الزوجية والأسرة على مستوى المجتمعات الإسلامية ليست بالضرورة تنفيذاً أميناً للأحكام والمبادئ والغايات التي حددها الإسلام.

ففي حين نلاحظ أن قوة الإسلام، عقيدة وشريعة، كانت ذات تأثير فاعل في الحفاظ على مكونات الزواج والأسرة في المجتمعات الإسلامية، ففي وسعنا أن نلاحظ أيضاً أن هذه المجتمعات لم تكن بمعزل عن التأثير بمفاهيم وتقاليد وقيم وعادات غريبة عن الإسلام، أو مفارقة لكثير من مبادئه، وكان لهذا التأثير دوره، حتى في قراءة النصوص الإسلامية وتأويلها.. وتتجلى هذه التأثيرات ـ أكثر ما تتجلى ـ في تضخيم حقوق الرجل والانتقاص من حقوق المرأة الزوجة ـ وفي توسيع دائرة المباح لدى الزوج واستثمارها حتى حدود التعسف... وقبل أن نورد بعض الأمثلة على ذلك، نرى أن نقرر أن قيم مجتمع الذكورة وتغلغلها في أنماط السلوك الاجتماعي الإسلامي ـ حسب رأينا ـ هي العامل المسؤول عن الانحراف الذي أشرنا إليه؛ فيما الإسلام عقيدة وشريعة يتنافى كلياً مع قيم الاجتماع الذكوري.. يقول الله تعالى: (يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم... ). الآية واضحة وحاسمة في المساواة بين الرجل والمرأة، وفي وحدة المعيار للتفاضل بينهما.

اسئلة متعلقة

1 إجابة
سُئل أكتوبر 19، 2022 في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة النورس العربي
...