في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

ملخص مجزوءة الوضع البشري 

تلخيص مفهوم الشخص مجزوءة الوضع البشري

مفارقات مفهوم الشخص

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تلخيص مفهوم الشخص مجزوءة الوضع البشري

الإجابة هي كالتالي 

تلخيص مبسط لمجزوءة الوضع البشري

مفهوم الشخص

مفهوم الشخص من المفاهيم التي حظية باهتمام العديد من الفلاسفة والمفكرين والعلماء من مجالات معرفية متعددة منها: علم النفس، علم الاجتماع، القانون، الأخلاق، الفلسفة... لذلك يطرح إشكالات صعبة مرتبطة بحقيقة الإنسان وما يتعلق بها من قيمته ومصيره وحريته.

المحور الأول: الشخص والهوية

الإشكال المعالج: ما الذي يكون ويحدد الهوية الشخصية...؟ أو على ماذا تتأسس هوية الشخص...؟

Ø جون لوك: يَعْتبر الشخص كائن واع ومفكر، ويربط بين الفكر والشعور من جهة، وبين الذاكرة والهوية من جهة أخرى، وبالتالي شخصية الإنسان وهويته تنبني أساسا على مسألة الذاكرة والشعور.

Ø شوبنهاور: إن هوية الشخص ونواة وُجوده تتأسس على الإرادة، واختلاف الناس يرجع أساسا إلى اختلاف إراداتهم.

المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة

الإشكال المعالج: أين تكمن قيمة الشخص...؟ هل الشخص قيمة أخلاقية في ذاته أم مجرد وسيلة...؟

Ø كانط: قيمة الشخص تنبع من امتلاكه للعقل، هذا الأخير الذي يعطي للإنسان كرامته ويسمو به، إنه يُشرع مبدأ الواجب الأخلاقي. فالإنسان غاية في ذاتها، وليس وسيلة لتحقيق أغراض الآخرين.

Ø غوسدورف: قيمة الشخص تتحدد داخل المجتمع لا خارجه، فالشخص الأخلاقي لا يتحقق بالعزلة والتعارض مع الآخرين بل العكس.

المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية

الإشكال المعالج: هل الشخص ذات حرة فيما يصدر عنها من أفعال، أم أن هناك حتميات وإشراطات وإكراهات تبقي حريته مشروطة..؟

Ø سارتر: حقيقة الإنسان تنبني أساسا على الحرية، فحقيقة الإنسان بمثابة مشروع يعمل كل فرد على تجديده من خلال تجاربه واختياراته وسلوكاته وعلاقاته بالآخرين.

Ø إمانويل مونيي: حرية الإنسان ليست مطلقة، وشرط التحرر من الضغوطات هو تحقيق وعي بالوضعية، والعمل قدر الإمكان على التحرر من الضغوطات. فالشخص ليس ذاتا حرة ولكنه خاضع لحتميات.

مفهوم الغير

إن مفهوم الغير اتخذ في التمثل الشائع معنى تنحصر دلالته في الآخر المتميز عن الأنا الفردية أو الجماعية (نحن). ولعل أسباب هذا التميز إما مادية جسمية، وإما أثنية (عرقية) أو حضارية، أو فروقا اجتماعية أو طبقية، ومن هذا المنطلق، ندرك أن مفهوم الغير في الاصطلاح الشائع يتحدد بالسلب، لأنه يشير إلى ذلك الغير الذي يختلف عن الأنا ويتميز عنها، ومن ثمة يمكن أن تتخذ منه الذات مواقف، بعضها إيجابي كالتآخ

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مجزوءة الوضع البشري مفهوم الشخص: يفتحنا هذا (السؤال-القول-النص) على المجال الإشكالي لمجزوءة الوضع البشري التي تعالج وضع الإنسان في الوجود ، فالإنسان و إن كان يتحدد ككائن طبيعي فهو يحمل في ذاته مقومات فوق طبيعية يعكسها بعده الفكري و الأخلاقي. إنه شخص حامل لسمات الوعي و الحرية و الإرادة و المسؤولية،...

هوية الشخص:...، أي له هوية خاصة تميزه عن سائر الأشخاص الأخرين. فما الذي يشكل هوية الشخص و على أي أساس تقوم ؟ لماذا تلحق الشخص مجموعة من الحالات النفسية و الحسية الدائمة التغير والتبدل والزوال، ورغم ذلك تبقى هويته تابثة و لا تتغير؟ مالذي يحافظ على ثباتها وإستمرارها عبر الزمن ؟

الهوية هي تطابق الشخص مع ذاته أي شعوره بأنه هو نفس الشخص طيلة حياته ودون إنقطاع.أما المتغيرات أو الإحساسات النفسية و الحسية التي تلحق الشخص باستمرار كالحرارة والبرودة و الحب و الكره. ترتبط هذه المتغيرات بالإحساسات لذلك فهي دائمة التغير والتبدل و والزوال.

إن الهوية إذن تابقى تابثة و لاتتغير رغم كل ما يمكن أن يطال الشخص من حوادث ومن متغيرات نفسية وحسية، سواءا كان الأمر يتعلق بتبدل المشاعر و الإحساسات أو النسيان أو الفقدان الذاكرة أو الغيوبة أو حالة النوم أو الجنون.

ديكارت: أساس هوية الشخص وجود ذات مفكرة كحقيقة وحيدة ثابتة يقينية و مطلقة. إن تجربة الشك المنهجي تدلنا على وجود حقيقة واحدة مطلقة هي وجود الأنا التي تصاحبنا على الدوام طيلة حياتنا، وهي لا تزول أو تتغير لأنها مفارقة تماما للعالم الخارجي المادي وإحساساته الفانية. لذلك تتغير الإحساسات الحسية و النفسية بينما تبقى الأنا تابثة و لا يطالها التغير. فالأنا جوهر روحي قائم بذاته منفصل تماما عن الاحساسات المادية، وهي مستمرة مع الزمن ولا تنقطع عن وجود الشخص حتى لو كان هذا الشخص في حالة نوم دائمة. لهذا يرفض ديكارت تأسيس المعرفة والحقيقة على الحواس لأنها متغيرة و لأنها تخدعنا، ويأسسها بدلا من ذلك على الذات. إن الذات هي المرجع الوحيد والمصدر الأول للمعرفة.

جون لوك : أساس هوية الشخص وجود ذات مفكرة مصاحبة على الدوام لإحساساتنا النفسية و الحسية، فلا يمكن أن نتصور وجود أنا قائمة الذات مفارقة للعالم الحسي و النفسي، فعندما نشم أو نشعر أو نتأمل فإن ذلك الشعور مصاحب على الدوام لإدراك ذواتنا أو" الأنا "، إنه شعور لا ينفصل أبدا عن الفكر. إن الذي يشكل هوية الشخص و بالتالي وجوده هي الإحساسات، لأن الذات أو العقل ليس سوى صفحة بيضاء ليس فيه إلى ما يأتي من التجارب و الإحساسات... لكننا نعلم أن الهوية ثابتة و أن الإحساسات متغيرة، فكيف يمكن أن يكون ما هو متغير أصل لما هو ثابت؟يحل جون لوك هذه الإشكال بإشارته لدور الذاكرة في حفظ ثبات و إستمرار هوية الشخص عبر الزمن، إن ذاكرة التجارب و الخبرات تعمل على ربط ماضي الشخص بحاضره، فكل تلك الإحساسات التي ساهمت في تشكيل هوية الشخص و أناه تم ربطها بشكل متسلسل من خلال الذاكرة، لذلك يشعر الشخص بوحدة هويته و أناه.

دفيد هيوم : أساس هوية الشخص وما يشكلها هو الإحساسات فقط إضافة الى الذاكرة التي تربط ماضي الشخص بحاضره، أما وجود الأنا فهو مجرد وهم ناتج عن تدفق و تتعاقب الإحساسات بسرعة هائلة على وجود الشخص، فيتوهم الشخص بوجود أناه و بوحدة هويته. يستدل هيوم على أطروحته من خلال تجربة النوم، فعند النوم تغيب الإحساسات فتغيب معها الأنا، وعند اليقضة تعود الإحساسات فتعود معها الأنا، فلماذا نتخيل وجود الأنا في الوقت الذي توجد فيه الإحساسات فقط ! إنها مجرد وهم لا غير. إن الذي يجعلنا نحس بإمتداد هويتنا عبر الزمن واستمرارها هو الذاكرة التي تعمل على ربط تجارب الشخص و خبراته من الماض الشخص إلى الحاضر.

أرثر شوبنهاور : يرفض شوبنهاور التصورات السابقة التي تؤسس الهوية على الفكر أو الإحساسات الجسدية أو الذاكرة،فالإنسان غير عاقل و لا يحدده الفكر، أما الإحساسات فهي متغيرة ولا يمكن أن تكون أصلا لما هو تابث. أما الذاكرة فقد يطالها النسيان ولا يمكن لها عندئذ أن تعمل على حفظ ماض الشخص بحاضره.إن أساس هوية الشخص هي إرادة الحياة كقوة عمياء غير عاقلة تقود الإنسان إلى تحقيق مطالبه الغريزية و رغباته، فإرادة المال و الجنس و الطعام و السلطة و المكانة من الرغبات العمياء التي تتحكم في الشخص لا الوعي،وهي التي تجعل الإنسان تعيسا في مطاردته لرغباته، لذلك يدعو شبنهاور إلى الزهد في الحياة و التخلص من متطلبات الإرادة ليعيش سعيدا.

فرويد: الهوية متعددة و هي ثلاث بنيات نفسية تتصارع فيما بينها يطلق عليها فرويد إسم اللاشعور وهي : - الأنا الأعلى وتمثل الرقابة الأخلاقية لتربية الوالدين ولقيم المجتمع – الأنا او الجانب الواعي من النفس ولها علاقة بالواقع الخارجي- الهو و هو الجانب الغريزي في الإنسان، وهو كذلك مصدر الرغبات و خزان المكبوتات الدفينة.

تركيب المحور:يبقى شعورنا بذواتنا مستمر معنا طيلة حياتنا، و نبقى دائما نشير إلى أنفسنا باعتبارنا نفس الأشخاص. إن الهوية ثابثة و لا تتغير رغم اختلاف التصورات الفلسفية حول أساسها. وسواءا نظرنا إليها باعتبارها جوهرا روحيا منفصلا عن الإحساس، أو هي مجرد إحساس مادي لا غير، أو هي إرادة الحياة أو للذاكرة دور في حفظها و تباثها عبرالزمن، فإن هذه الأبعاد جميعها هي ما يشكل وجود الشخص، فلا يمكن تصور شخص بشري دون إرادة و إحساس وذاكرة وفكر و حرية، لذلك أشرنا إلى أن الشخص كيان غني لا يحدده بعد واحد، هذه الأبعاد هي التي تميزه عن سائر ما عداه من الكائنات الاخرى ومنها يستمد قيمته الأصلية.

قيمة الشخص:...،أي له قيمة عليا تميزه عن باقي الكائنات و الأشياء الأخرى. فمن أين يستمد الشخص قيمته الأصلية ؟ هل يجوز لنا إستخدام الأشخاص كمجرد وسائل لغايات غير إنسانية ؟ لماذا يستحق الأشخاص الكرامة و الإحترام ؟ هل الشخص مجرد وسيلة أم هو غاية في ذاته ؟
بواسطة
الشخص كوسيلة: إذا تأملنا قليلا في تاريخ الإنسان و واقعه، فهو مليء بالشواهد و الأحداث التي تؤكد أن الأشخاص تم النظر إليهم ومعاملتهم باعتبارهم وسائل لغايات غير إنسانية : العبودية و والعنصرية، الحرب،الإبادة العرقية، الميز الطبقي و الجنسي، إستغلال النساء و الأطفال و العمال...لقد أعلت القيم السياسية و الاقتصادية و الدينية من عصبية الإنسان اتجاه ذاته و اتجاه غيره، فشهد الوجود الإنساني مآسي و الصراعات حطت من قيمة الكائن الإنساني على حساب قيمته الحقيقية كشخص يجب أن يتمتع بالكرامة و التقدير و الاحترام.هذا ما دفع الفلاسفة إلى إعادة التفكير في القيم الأخلاقية الإنسانية و في جوهر الشخص ككائن يحمل في ذاته سمات الوعي و الحرية و الإرادة. إن الشخص كائن يتحمل المسؤولية الأخلاقية على وجوده و وجود الاخرين، و بالتالي يجب النظر إليه كغاية و ليس كوسيلة، لأنه يتميز عن سائر الأشياء الأخرى لامتلاكه ميزة العقل و للمشاعر العاطفية ، و لقدرته على تجاوز الضرورة و حل مشاكله الإنسانية.لهذا فإن الفلاسفة ومن خلال نقاشهم العميق لجذور العصبية و الكراهية و الطغيان الديني و السياسي و العرقي، دافعوا عن حق الأشخاص في الحرية و الكرامة و المساواة و الإحترام.   



الشخص كغاية :



إيمانويل كانط : إن الإنسان بإعتباره كائن يرقى على جميع الموجودات الأخرى، يجب أن يستمد قيمته الحقيقية من عقله العملي الأخلاقي الذي يملي عليه أمر القيام بواجب إحترام نفسه و الأخرين كذلك. هذه القيمة غير مشروطة بأية دوافع، وهي ليست كالقيمة التي نعطيها للموضوعات و الأشياء التي تزول بزوال قيمتها منها.إن الإرادة العاقلة في الشخص تحتم عليه ألا يخضع نفسه للميول و بالتالي لموضوعات الميول و إلا فقد الشخص جوهره كذات عاقلة و عامل نفسه كوسيلة لدى ميوله و لدى موضوعات الميول و التي ليست لها سوى قيمة الوسائل. فالشخص الجاثم في وجودي ووجود الأخرين يتجاوز كل تسعير أو تقويم، فهو غاية في ذاته و لا يمكن مساومته بأي شكل من الأشكال لا في جسده أو عرضه أو معتقداته...إن الشخص يجب أن ينظر إليه كغاية وليس كوسيلة ما يلزم إحترامه، وكل إحترام له هو إحترام للإنسانية جمعاء. يقول كانط بهذا الصدد " عامل نفسك و الأخرين دائما و أبدا كغاية ، وليس كوسيلة".



أوكست كونت : القيمة الحقيقية للأشخاص لا تأتي من أنفسهم، إنما بإنخراطهم الإيجابي في الحياة الإجتماعية للمجتمع، فالمجتمع أولى من الفرد. إن الخيرات الكبرى للحياة لم تأتي من الذات إنما من الإنسانية و الشخص له دين يجب رده إلى هذه الإنسانية عبر بذل المجهود من أجل توفير شروط التعايش داخل جماعته البشرية، فعلى الشخص ألا يسعى إلى كماله الشخصي فقط و إنما إلى كمال مجتمعه ككل.

جورج غوسدروف : على الشخص طرد أنانيته المفرطة التي تجعله يضع نفسه في مقابل العالم و الأخرين، إن الشخص مطلوب بإدراك محدوديته و نسبيته، ومن تم إدراك ضرورة الأخر.



إدغار موران : إن الذات مصدر مهم لعدم فهم الغير، فالتمركز على الذات و المجتمع و العرق والكذب على الذات وخداعها، و اللجوء إلى التبرير الذهاني في الحكم على الغير، والتركيز على نواقص الغير وإقصاء جوانبه المشرقة و النظرة الإختزالية و غياب النقد الذاتي هي الجذور الحقيقية التي تؤدي الى النزعات التدميرية و العدوانية في حق الغير.



تركيب المحور:إن الإنغلاق و العزلة ورفض التواصل و الحوار و السوء الفهم، و الخوف، و التمييز الطبقي و العرقي و الجنسي، و النظرة التشييئية وإقصاء و إلغاء و تهميش الغير، و الأحكام المسبقة، ورفض الإعتراف بإنسانيته و بحقه في الإختلاف، والتركيز على عيوبه و نواقصه، و إلقاء اللوم عليه و إعتباره مصدرا لكل الشرور التي تصيب الذات، والنظر إليه كمجرد وسيلة ورفض الإعتراف بذاتيته، هي الجذور التي تؤدي إلى إفتعال الحماقات الكبرى للجنس البشري كالعدوانية، و العنف، و العنصرية، و الإبادة العرقية، و التمييز الطبقي و العرقي و الجنسي، والعبودية، وكل مظاهر الحروب من تدمير و قتل وتنكيل وحط من قيمة وكرامة الكائن الإنساني والمناداة بإنهاء حقه الطبيعي في الحياة. يجب بذل الجهد لتعليم الأفراد وتربيتهم على النظر إلى الأشخاص بإعتبارهم غايات إنسانية لا يجب معاملتهم كوسائل، بل يجب أن يتمتعوا بالإحترام و التقدير و الكرامة.



الضرورة و الحرية:...،هذا التباين يجعل وجود الشخص مرهونا بسلسلة من الضرورات و الحتميات، لكنه في نفس الوقت قادر على الإنفلات من حدود هذه الضرورات. فهل يستطيع الشخص التحرر و الإنفلات من قبضة الضرورة ؟ إلى أي حد تشكل الضرورة عائقا أما الحرية الإنسانية؟ ماهي الحرية الإنسانية ؟



مقاربة العلوم الانسانية : تنظر العلوم الانسانية الى الشخص باعتباره كائن يخضع إلى جملة من الإشراطات الطبيعية والاجتماعية و النفسية ،- فعلم الاجتماع يرى أن الشخص خاضع لعوامل التنشئة الإجتماعية التي تنقل إليه أساليب الحياة و العيش و أنماط المجتمع من عادات و تقاليد و لغة ودين وثقافة. وهو لا يملك حرية الإنفلات من هذه الأنماط ، لأنه يكرر بشكل أليَ إلزامات المجتمع كما نقلت اليه،- أما علم النفس السلوكي فهو يعتبر أن الشخص يقوم سلوكيا بردود أفعال على الإنعكاسات الشرطية وفق قاعدة " مثير- استجابة "، بينما علم النفس الباطني فيرى أن اللاواعي محكوم بثلات بنى نفسية متعارضة هي : الهو و الأنا و الأنا الأعلى-. أما بيولوجيا فالشخص يخضع لقوانين الكون الفزيائية، و لدوافعه الطبيعية الغريزية، ولحاجاته الأولية.- وعلم الإقتصاد يحدد الشخص بالطبقة الإجتماعية التي ينتمي إليها، وبوضعه المادي و الاقتصادي.



المقاربة الفلسفية: تنظر الفلسفة إلى الأشخاص بإعتبارهم كائنات واعية قادرة على التحرر و وعلى الإنفلات من قبضة الضرورة، لذلك فماهية الشخص الحقيقية هي الحرية. إن الشخص كائن متجاوز دائما لوضعه مهما كانت قوة الضرورة التي تحكمه ، لقد تمكن الإنسان بفضل قدراته الفكرية من تجاوز النظام الطبيعي،حيث إكتشف القوانين التي تقف وراء الطبيعة و سعى إلى توظيف هذه القوانين للسيطرة عليها، كما سعى إلى تحسين ظروف حياته الإجتماعية و الإنسانية. لقد تمكن من القضاء على الأمراض ومن الزراعة بوفرة، و حقق حلمه باختصار المسافات و بالتحليق في السماء و بغزو الفضاء، وعمل على سبر أغوار المادة وفك ألغاز الكون. كما نظم نفسه إجتماعيا وفق مؤسسات تعمل على خدمته، فسن القوانين التي تتيح له تنظيم علاقاته بالأخرين. لقد هيأ الشروط الموضوعية التي تسمح له بالإستمتاع بحياته و حريته دون أن تنال الضرورة من عزيمته و إصراره على تحدي نفسه والطبيعة.



ايمانويل مونييه : على الشخص أن يقبل أولا بالشروط و الظروف الواقعية التي تحدد واقعه، و أن يتخد من هذه الشروط منطلقا نحو حريته، أي أن يعمل على توفير الشروط العامة الضرورية لحياة إنسانية كريمة، فلا معنى للحرية الإنسانية بوجود وضع إجتماعي وإقتصادي و سياسي هش. إن الحرية تعني أولا شروط عيش كريم تسمح للأشخاص الإستمتاع بحياتهم و حريتهم. والشخص يملك القدرة على توفير هذه الشروط إعتمادا على ذاتيته.



 جون بول سارتر : ماهية الإنسان الحقيقية هي الحرية ، فالإنسان وعلى عكس الكائنات الأخرى وجوده سابق على ماهيته، بمعنى أنه يأتي إلى هذا الوجود تم يحقق ماهيته وفق ما تملي عليه إختياراته. أما الكائنات الأخرى فقد تحددت سلفا ماهيتها قبل وجودها. وعلى سبيل المثال فالأسد دو طبيعة مفترسة قبل أن يأتي إلى هذا الوجود، وبعد أن يولد يحقق طبيعته الخاصة ككائن مفترس. أما الإنسان فيولد دون طبيعة خاصة، بمعنى أنه يكون مضطرا لتشكيل ماهيته وفق إرادته وحريته، وبهذا فهو مسؤول مسؤولية تامة عما يصنعه بنفسه، كما أنه مسؤول عن كل تصرفاته. إن الشخص كائن منفتح على إحتمالات عديدة وعليه أن يختار منها ما يلائم إنسانيته و ما يلائم الإنسانية جمعاء. إن الضرورة الوحيدة التي يخضع لها الشخص هي أنه مضطر لأن يختار، وهو مجبر على إختيار الحرية، فماهيته الحقيقية هي الحرية.



تركيب المحور : لا يمكن إنكار قوة الضرورة التي تحكم حياة الأشخاص، فبعضها طبيعي علينا أن نقبله و أن نتخده منطلقا للإستمتاع بحياتنا و حريتنا. لكن الذي يسعنا كاشخاص إنكاره أو إدانته هي تلك الضرورات التي قمنا نحن بتصميمها والخضوع لها، ضرورات أباحت تقويض حرية الإنسان بإسم المعتقدات أو الإلتزامات الإجتماعية و السياسية. و كذوات عاقلة فإن لنا القدرة على تجاوز أوضاعنا مهما بلغت صعوبتها، وهذا ما يميزنا كجنس بشري عن غيرنا من الكائنات. إننا سعينا منذ القديم إلى الحرية و ما زلنا نسعى حتى الأن، وتاريخنا يكشف إخفاقاتنا و نجاحاتنا و الثمن الذي أديناه في سبيل ذلك.

ظك
0 تصويتات
بواسطة
تلخيص مفهوم الشخص مجزوءة الوضع البشري
0 تصويتات
بواسطة
الشخص والهوية ثانية باك علوم إنسانية

الدرس 1 : الشخص والهوية.

المجزوءة : الوضع البشري.

المادة : الفلسفة

الطرح الإشكالي

- إن الحديث عن الشخص هو حديث عن الذات أو الأنا، والشخص هو مجموع السمات المميزة للفرد الذي هو في الأصل كيان نفسي واجتماعي متشابه مع الآخرين، ومتميز عنهم في نفس الوقت. لكن هويته ليست معطى جاهزا، بل هي خلاصة تفاعل عدة عناصر فيها ما هو بيولوجي، وما هو نفسي، وما هو اجتماعي… وهذا ما يجعلنا نطرح إشكال الشخص على شكل أسئلة فلسفية وهي

فيما تتمثل هوية الشخص؟

أين تكمن قيمته؟

هل الشخص حر في تصرفاته؟ أم يخضع لضرورات حتمية؟

أولا: الشخص والهوية

أ- الهوية والشعور

تتمثل هوية الشخص – في نظر جون لوك – في كونه كائنا عاقلا قادرا على التفكير والتأمل بواسطةالشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة، حيث لا يمكن الفصل بين الشعور والفكر، لأن الكائن البشري لا يمكن أن يعرف أنه يفكر إلا إذا شعر أنه يفكر. وكلما امتد هذا الشعور ليصل إلى الأفعال والأفكار الماضية، اتسعت وامتدت هوية الشخص لتشمل الذاكرة، لأن الفعل الماضي صدر عن الذات نفسها التي تدركه في الحاضر

- إن هذا الشعور، حسب لوك، هو الذي يشكل الهوية الشخصية للفرد التي تجعله يشعر أنه هو هو لا يتغير، كما تجعله يشعر باختلافه عن الآخرين

ب- الهوية والإرادة

يلاحظ آرثر شوبنهاور، أن الفرد يكبر ويشيخ، لكنه يحس في أعماقه أنه لازال هو هو كما كان في شبابه وحتى في طفولته. هذا العنصر الثابت هو الذي يشكل هوية الشخص. إلا أن شوبنهاور لا يرجع أصل الهوية إلى

الجسم : لأن هذا الأخير يتغير عبر السنين، سواء على مستوى مادته أو صورته، في حين أن الهوية ثابتة

الشعور بالذاكرة والماضي: لأن الكثير من الأحداث الماضية للفرد يطويها النسيان. كما أن إصابة في المخ قد تحرمه من الذاكرة بشكل كلي، ومع ذلك فهو لا يفقد هويته

العقل والتفكير: لأنه ليس إلا وظيفة بسيطة للمخ

إن هوية الشخص – في تصور شوبنهاور – تتمثل في الإرادة، أي في أن نريد أو لا نريد

اسئلة متعلقة

...