خطبة الجمعة بعنوان عقوق الوالدين مكتوبة ( في عقوق الآباء والأمهات ) خطبة طاعة الوالدين من طاعة الله
خطبة صلاة الجمعة مكتوبة مع الدعاء استرشادية تدعو إلى طاعة الوالدين وتحذر من عقوق الأمهات والابا
مرحباً بكم أعزائي الزوار في موقع النورس العربي alnwrsraby.net يسرنا بزيارتكم أن نقدم خطبة الجمعة بعنوان عقوق الوالدين مكتوبة ( في عقوق الآباء والأمهات ) خطبة طاعة الوالدين من طاعة الله
الإجابة هي كالتالي
خطبة الجمعة
قصص ووقفات
( في عقوق. الآباء والأمهات )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،وصفيه من خلقه وخليله، صلى الله على محمدٍ وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلق من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ياأيهاالذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما.
أما بعد أيها الناس: فاعلموا أن خير الكلام كلام الله ،وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة ،وكل ضلالةٍ في النار
أيها المسلمون عباد الله، لقد أوجب الله على عباده حقوقا وواجبات، ورغب من أقامها، وعمل بها ، ورهب من أعرض عنها، وتركها،
وكان من جملة ما أحقه الله على عباده، بل هو أحق الحقوق بعد حقه - جل وعلا- حق الوالدين ،حق الوالدين الذي قرن الله طاعتهما بطاعته، فقال - جل وعلا- وقضى ربك ألا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما).
ولقد رغب النبي - عليه والسلام- بطاعتهما، وحذر من مخالفتهما، وعصيانهما، فجعل سخط الله في سخطهما، ورِضى الله في رضاهما ؛ بل وحرم الجنة على من عصاهما، وخالفهما، ولعن من سبهما ، وخص الأم فقال أمك، ثم أمك، ثم أمك. وجعل الجنة عند رجلها، وملَّك الأب فقال أنت ومالك لأبيك.
فالويل، ثم الويل، لمن عق والديه.
أيها المسلمون عباد الله، لقد أكثر النبي - عليه الصلاة والسلام- في الحث على طاعة الوالدين، والتحذير من مخالفتهما؛ فلقد ذكرت كتب السنة جملة من الأحاديث ما بين مرغبة ومرهبة، منها ما ذكره الإمام المنذري - رحمه الله - في كتابه الترغيب والترهيب، وصححه الشيخ الألباني - رحمة الله عليهما الله- وهاكم بعضا منها لتعلموا حفظكم الله ما للوالدين من قدر عند الله.
فأقول- والله المستعان، ومن بغيره استعان لا يعان- : ذكر الإمام المنذري - رحمه الله- عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: صعد النبي - عليه الصلاة والسلام - المنبر فقال: آمين آمين آمين، ثم قال: أتاني جبريل- عليه السلام- فقال: يا محمد من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما فمات ،فدخل النار ، فأبعده الله؛ فقل: آمين. قال فقلت آمين.
نعم أيها الناس،
من تنكر لأبويه وهما أحوج ما يكونان إليه، من صار يمل أباه، ويسأم أمه لكبرهما، ولهرمهما ،فأبعده الله، قال: فقلت: آمين.
ولقد خص الله الكبر في الوالدين ، وحث على طاعتهما في حال كبرهما؛ لشدة حاجته لأولادهما.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ثلاثة حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر الخبث في أهله.
وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفا، ولا عدلا: عاق ، ومنان ومكذب بالقدر .
وعن عمرو بن مرة الجهني - رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الخمس، وأديت زكاة مالي، وصمت رمضان، فقال النبي - عليه الصلاة والسلام- : من مات على هذا كان مع النبيين، والصديقين، والشهداء يوم القيامة، هكذا ، ونصب أصبعه ما لم يعق والديه.
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط والدين.
فيا من يبحث عن رضا الله، ويهرب من سخطه ،إن كنت تريد ذلك؛ فالبر البر، يا من يصلي، ويتصدق ، ويصوم وأمه غاضبةٌ عليه؛ رضا الله في رضا الوالدين، يا من يبحث عن أبواب الخير، وأسباب الرزق، وأمه، وأبوه غاضبان عليه؛ رضا الله في رضا الوالدين، وإذا رضي الله عنك أرضى عنك الخلق، وحببك، وآواك ، وسددك وكفاك.
وفي كتاب النبي - عليه الصلاة والسلام- إلى أهل اليمن، وبعث به مع عمرو بن حزم، قال : وإن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة ، الإشراك بالله، وقتل النفس المؤمنة بغير الحق، وعقوق الوالدين.
وعن معاوية بن جاهمة؛ أن جاهمة جاء إلى النبي- عليه الصلاة والسلام- فقال: أردت الغزو يا رسول الله، وقد جئت أستشيرك؟ فقال - عليه الصلاة والسلام- هل لك من أم؟ قال: نعم، قال فالزمها فإن الجنة عند رجلها.
عباد الله إن برَّ الوالدين عظيم، وإن طائع الوالدين ليبلغ عند الله ببره ما لا يبلغه أي أحد.
إن أُويسا القَرَني؛ ذلكم الشاب اليمني ، لزم أمه فبرها وأحسن برها،
حتى أطلع الله نبيه على هذا اليمني البار ، فقال للفاروق الأمة الأواب عمر بن الخطاب: إذا رأيته يا عمر فسله أن يدعو لك، الله اكبر!!
هذا الرجل أيها الناس لم يكن صحابياً، ولا مجاهدا، ولا محدثا، وإنما لزم أمه فبرها فأحسن برها؛ فرفع الله قدره، وجعل له دعوةً مستجابة حتى احتاج لها الأواب عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - ، ما السبب أيها الناس؟ ما السبب ؟ إنه البر، إنه الإحسان إلى الوالدين.
وعن ا٦بي سعيد الخدري - رضي الله عنه- أن رجلا هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن، فقال له - عليه الصلاة والسلام- : هل لك أحد باليمن؟ قال: أبواي، قال: أذنا لك، قال: لا، قال: ارجع إليهما فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما.
وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه- قال: أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعشر كلمات ، قال: لا تشرك بالله شيئا وان قتلت وحرقت. ولا تعقن والديك. وإن أمراك أن تخرج من أهلك، ومالك.
وقف - رحمك الله- مع قوله: وإن أمراك أن تخرج من أهلك ،ومالك. انظروا، وتأملوا - بالله عليكم- كم هم أولئك الذين يقدمون زوجاتهم على أمهاتهم؟! كم من رجل أخرج أمه من بيته بسبب زوجته، كم من رجل نهر أمه، وقهرها بسبب زوجته، وربما - والعياذ بالله - يضربها، والله المستعان.
أما تذكر أيها العاق؟ أما تذكر أنك ترعرعت في حضن أمك قبل أن تعرف زوجتك، أما تذكر أن أمك هي التي كانت تسهر لتنام، ولعلها كانت لاتهنأ في طعام، ولاتغمض في منام، أما تذكر كم غسلت عنك الأذى بيمينها؟ أما تذكر كم جلست في بطنها؟ أما تذكر كم كان فرحها بزواجك بهذه الزوجة التي أنت الآن تقدمها، وتفضلها عليها؟.
ويل ثم ويل للعاقين لأمهاتهم ، ويل لهم ثم ويل لهم.
وعن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ثلاث دعوات لا تُرد، دعوة الصائم، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده.
إي والله كم من رجل أصبح مجنونا في الشوارع يلعب به الصبيان ويرمونه بالحجارة بسبب دعوة والده، أو والدته، كم من رجل نزعت البركة من حياته بسبب دعوة والدته، كم من رجل افتقر بعد أن كان غنيا، وشقي بعد أن كان سعيدا، ومرِض بعد أن كان صحيحا، بسبب الدعوة من والديه. كم من رجل شل جسده، أو كُسِرت رجله،أو يده؛ - كما ستسمع أخبار بعض العاقين- بسبب دعوة والده، أو والدته.
وعن ابن عباس - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ملعون من سب أباه. ملعون، من سب أمه.
وعن جابر - رضي الله عنه - أن رجلا قال : يا رسول الله إن لي مالاً، وولدا ، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي ؟ فقال - عليه الصلاة و السلام- مبينا حق الوالد على ولده، : أنت ومالك لأبيك، أنت ومالك لأبيك.
نعم أنت ومالك لأبيك ، فإذا كان مالك لأبيك فلماذا؟ لماذا أكلك أحسن من أكل أبيك،ولباسك ، وعيشك أجمل من عيش أبيك؟ لماذا نرى بعض الأبناء يعيشون في الثريا، وآباؤهم في الثرى؟ لماذا بعض الأبناء يأكلون ويشربون مع أولادهم أطيب وأعذب المآكل ،والمشارب ، وربما آباؤهم تمر عليهم الشهور، والدهور، وما يأكلون بعض ما يأكل أولادهم؟!
أين حق الوالدين؟ اين الإحسان؟ أين قول الله:( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا).
.فيا من تعق والديك، إن لم ترجع إلى ربك، وتصلح حالك مع والدك ووالدتك، فلا تأمن عقوبة الله لك في دنياك قبل آخرتك، فقد قال - عليه الصلاة والسلام- ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا مع ما يدخره في الآخرة مثل البغي، وقطيعة الرحم.
وقال: بابان يعجلهما الله في الدنيا قبل الآخرة، البغي، وعقوق الوالدين. وستسمعون في الخطبة الثانية ما تقشعر منه جلودكم، وتقف له شعوركم، من أخبار أولئك العاقين الذين تنكروا لآبائهم، وأمهاتهم، وكيف انتقم الله منهم في دنياهم قبل آخرتهم.
اسأل الله أن يرزقنا بر آبائنا وأمهاتنا أحياء، وأمواتا، أقول ما تسمعون، واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
تابع قرأة خطبة الجمعة الثانية على مربع الاجابة اسفل الصفحة كالتالى