في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة

من هي الامبراطورة جوليا دومنا Musée des BA Lyon Julia Domna السيرة الذاتية ويكيبيديا نبذة مختصرة عن جوليا دومنا 

من هي جوليا دومنا 

أعمال جوليا دومنا 

نشأة الأمبراطوره جوليا دومنا 

جميع المعلومات عن جوليا دومنا 

نرحب بكم زوارنا الاعزاء على موقع النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل المعلومات والحلول الثقافية عن اسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول...........من هي الامبراطورة جوليا دومنا؟ Musée des BA Lyon Julia Domna السيرة الذاتية ويكيبيديا نبذة مختصرة عن جوليا دومنا................وتكون اجابتة الصحية هي الأتي 

الإجابة هي 

الامبراطورة جوليا دومنا Musée des BA Lyon Julia Domna

 

طفلة صغيرة ولدت لكاهن معبد الشمس خبأت لسورية فخراً عظيماً، وفتحت أمامها بوابة الإمبراطورية الرومانية بل العالم، حيث أصبحت إمبراطورة حمصية على عرش روما 

نشأت جوليا دومنا وترعرعت في حمص وأخذت تعليمها وثقافتها الرفيعة، متذوقة للفنون على اختلاف أنواعها، وكلمة دومنا تحريف للكلمة السورية مارتا والتي تعني السيدة 

 

Impératrice Julia Domna

 يرجح ولادتها في العام 166 م أو 170 م بأميسا في مدينة حمص في سورية، لعائلة مهمة في المدينة تتوارث كهنوت عبادة الإله

إل اجبل (أيل الجبل) حيث كان والدها، جوليوس باسيان، الكاهن الأعظم لهذه العبادة في حمص وفي الامبراطورية 

الرومانية

بدأت القصة حقاً عندما تعرف قائد الشرق "سبتيموس سفيروس" إلى رئيس كهنة حمص - والد جوليا - ووقع نظره عليها، أعجب بجمالها وزاد إعجاباً بها لما تحدث إليها، وانكشف لـه ذكاؤها، فخطبها إلى والدها. 

ويحكى أن والدها قال لـه: «لهذه الفتاة ما ليس لغيرها من حقوق، فهي قادرة أن تختار الذي يعجبها وقد بلغت العشرين، وأترك الأمر لاختيارها»، ‏أجاب سبتيموس : «هذا ما أحب أن يكون فاسألها أن تقول كلمتها». دخل الكاهن على جوليا في خدرها فوجد بين يديها قماشة تطرزها برسوم، وقد كتبت عليها أول حرف من اسم "سبتيم ، فقالت جوليا لوالدها: أدركت، ولا أتجاهل أن القائد سبتيموس عندنا، هذا أرسلته "عشتار" عبر المغيب يوم صرت من بنات ربيع الحياة 

 

جوليا دومنا مع زوجها وطفليها

 

في العام 187م احتفلت حمص وسائر الجوار بعرس قلما شهدت مثله الربوع، وهكذا تزوجت جوليا دومنا فكانت أقرب إلى سبتيموس من نفسه.. انتقلت جوليا مع زوجها إلى قصر بناه في بيروت وجمع فيه أهل الفلسفة والشريعة وأهل الهندسة، وكانت زوجة القائد تحتفي بهم وتتحدث إليهم بعلمهم وفنونهم حتى سحر أولمبيان الصوري

بمواهبها الفعلية وقال: مادام سبتموس حصل على هذا الكنز من ذكاء وجمال، فلا عجب أن يحصل على عرش روما" يوماً ما

‏وهذا ما حصل فعلاً... أصبح زوجها سبتيموس إمبراطوراً على روما عام 211م، وبنى قصراً على هضبة البالاتين 

 دلالة الألقاب التي لقبت بها جوليا دومنا:

هي السيدة الحمصيه و امبراطورة روما والامبراطورة الام لروما وسبب حصولها علي هذة الألقاب لانها كانت ابنه لعائلة من كهنة الالهة آيل جبل وهي من مدينة اميسا التي تعرف بحمص حاليا وهي زوجة القيصر الروماني سيبتيموس سيفيروس، ووالدة القيصر كاراكلا وگيتا، حيث ساعدت زوجها قيصر روما في الحروب ومكنت اولادها من اخذ العرش

عملة ذهبية تظهر الامبراطورة جوليا دومنا

 

رافقت جوليا زوجها في انتصاراته وفي حكمه فمنحتها روما العديد من الألقاب: كأم القياصرة، وأم المعسكرات، وأم الوطن، وأم مجلس الشيوخ كما أطلق عليها لقب دومينا ومعناه (السيدة البالغة الجلال).لكونها الزوجة السورية لإمبراطور روما ، فقد فتحت أبواب قصرها للسوريين الذين وفدوا إليها كعلماء ومفكرين وفلاسفة ورجال دين واستعانت جوليا بعدد منهم، أمثال قريبها الفقيه بابيان ثم أولبيان و ديوجين كاتب التراجم و ديو كاشيوس المؤرخ و فيلو سترات السفسطائي. وباستقدام جوليا دومنا لهؤلاء العلماء السوريين أخذت الأفكار الشرقية تظهر في روما ، وشيئاً فشيئاً امتد النفوذ السوري إلى السياسة، فاحتل الكثير من السوريين المناصب الهامة في روما ، وكانت البداية في مجلس الشيوخ ثم منصب رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الحكام والوزراء، ومناصب الجيش. أما بالنسبة للمجلس الاستشاري الذي أحدثته جوليا لمساعدة الإمبراطور، فقد ضم العلماء والفلاسفة والأدباء من سائر المناطق الشرقية والعربية، استدعتهم الأميرة لتعيينهم بمناصب الدولة التي أصبحت وقفاً على السوريين في الإمبراطورية، وهكذا أصبح القصر ملتقى للمناظرات والمحاضرات يضم كل المشاهير، ومن كل علم وفن

 

الامبراطورة جوليا دومنا

 

أنجبت جوليا ولدين هما أنطونيوس و جيتا وقد شاركا أباهما الحكم كأباطرة، وبعد وفاة زوجها دفعت الغيرة الابن

أنطونيوس إلى قتل أخيه غدراً. كان الابن المغدور في حضرة والدته التي حاولت الدفاع عنه فأخفقت وتقطعت أصابعها من سيوف الجند الذين أحضرهم أنطونيوس لاغتيال أخيه. وبدأت حقيقة مأساة هذه السيدة المفجوعة بموت زوجها وابنها ، لكن لم تستطع إلا أن تساعد ابنها أنطونيوس والذي لقب بكركلا ، في حكمه الموروث غدراً 

 

سرعان ما بدأت اللعنة والكراهية تنصبان على كركلا ، ليس فقط لأنه قاتل أخيه كما سماه الشعب، بل أيضاً بسبب تماديه في الحقد وارتكاب حوادث القتل ولاسيما ضد أنصار أخيه. وحاولت جوليا دومنا التدخل لتحد من تصرفات ابنها الطائشة وخاصة عندما قرر غزو الشرق تشبهاً بـ الاسكندر المقدوني فانتقل إلى أنطاكية وعهد لوالدته تصريف أمور الحكم، واعتبرها أمينة سره تستلم الرسائل وتجيب عليها، وكذلك تستقبل رجال الدولة 

أخيرا قتل كركلا بخطة مدبرة، وتم نفي جوليا إلى أنطاكية 

 

لم يكن لجوليا أن تحتمل موت زوجها وابنيها، إضافة إلى إصابتها بسرطان الصدر، ما أضاف آلاما إلى آلامها، ورغم ذلك حاولت النسيان متوعدة بالانتقام من قاتل ولدها الذي أدرك ما تريد وهو بسبب خشيته وضعفه أمام ما قد تدبر له، وعندما فشل بأساليبه المهذبة في التعامل معها، أرسل شرذمة من جنوده لإلقاء القبض عليها وإرجاعها إلى حمص ، مدينتها الأصلية 

رفضت جوليا الذهاب، فحاصرها الضابط المبعوث دون أن يتجاسر على اقتحام غرفتها، ولأنها رفضت كل ما قدم إليها من طعام أو شراب، اعتراها النحول وخيبة الأمل، فماتت وكانت في الخامسة والأربعين من عمرها 

 

دفنت بادئ الأمر في أنطاكية بعد أن حرقت جثتها، لكن شقيقتها التي تدربت على يدها جوليا ماسيا وبعد أن استلمت السلطة، أمرت بنبش القبر ونقلت قارورة الرماد التي تحمل جثتها، وكذلك قارورة تحمل رماد جسم ولدها المغدور جيتا لتدفنهما في المقبرة الإمبراطورية للانطوائيين 

 

هكذا كانت جوليا دومنا السيدة الحمصية ذات الجلالة الإمبراطورية، البارعة الجمال، العبقرية المتوقدة الذكاء، كانت مثال الأم والزوجة.. مثال القائدة والصابرة... بحق، كانت مثال الملكة السورية

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
الامبراطورة جوليا دومنا تاريخيا
0 تصويتات
بواسطة
من هي جوليا دومنا ؟ الإمرأة الحمصية ( جوليا دومنا ) التي تربعت على عرش روما.. وهي سورية من مدينة حمص زوجة القيصر الروماني سيبتيموس سيفيروس – مشاركة الصحفي: خالد عواد الأحمد

نشرت بواسطة:فريد ظفور اضف تعليق

Image result for ‫جوليا دومنا‬‎

Image result for ‫جوليا دومنا‬‎

جوليا دومنا تصعد إلى القمر

جوليا دومنا من أسرة حمصية تزوجت سبتيم سفير و هو قائد روماني

كانت ولادتها في مدينة حمص من أصول عربية تتوارث عبادة الكهنوت الإله آجيل حيث كان والدها يوليوس ساسات الكاهن الأعظم لهذه العبادة في حمص و في الإمبراطورية الرومانية

جوليا دومنا فتاة آرامية متحضرة واسعة الثقافة في حضارتها الشرقية الرفيعة – لها ولدان كركلا ،و الثاني جيتا…

اختارت أن تكون زوجة سيتمو سفروس … يومها قال والدها للقائد الروماني: لهذه الفتاة ما ليس لغيرها من حقوق فهي تختار الذي يحبها و قد بلغت العشرين، و هي اختارت هذا القائد التي أرسلته لي عشتار و احتفلت حمص بعرسها .

تربع زوجها إمبراطوراً على عرش روما لتصبح زوجة الإمبراطور فتحت أبواب قصرها أمام السوريين الذين وفدوا إليها علماء و مفكرين و فلاسفة و ضم المجلس المشرع القانوني الحمصي باتبيان الذي رفض تبرئة كركلا من دم أخيه جيتا.

كما ضم مجلس جوليا دومنا الشاعر السوري أوبيان من مدينة أفاميا و آخرون قدموا الكثير للفلسفة و العلوم الإنسانية و مع أن المؤامرات عصفت بقصرها إلا أنها استطاعت أن تحكم روما من خلف ستار ..

وصفتها روما بألقاب كثيرة – ام القياصرة – أم مجلس الشيوخ و السيدة الحكيمة

جوليا دومنا من الآراميين و زوجها من الكنعانيين و كان شابا و سيماً و راقياً

ماتت جوليا دومنا و عمرها 45 سنة حزناً على ابنها جيتا. كركلا أغمد السيف في صدر أخيه جيتا أمام والدته

كركلا بنى تمثالين أحدهما لباخوس إله الخمر و الثاني لهرقل و بنى معبد حويتر في دمشق ومعبد راميتا في اللاذقية و معبد هليوبلس إله الشمس في بعلبك

احتفظت جوليا بمركزها بعد مقتل ابنها كركلا من قبل الفرس لكن القيصر أراد أن يتخلص منها فأمرها بمغادرة انطاكية، ما جعل صحتها تسوء وصولا إلى موتها

نقل جثمانها إلى روما و عوملت معاملة القياصرة سلالتها لا تزال موجودة في مدينة حمص نسبة إلى سفيروس و توجد وثائق مسجلة في كنيسة أم الزنار المشهورة تثبت نسبه إلى هذه السلالة الإمبراطورية .

 

معلومات شخصية

الميلاد 170

حمص

الوفاة 217

أنطاكية

مكان الدفن قلعة سانت أنجلو تعديل قيمة خاصية مكان الدفن (P119) في ويكي بيانات

الزوج سيبتيموس سيفيروس تعديل قيمة خاصية الزوج (P26) في ويكي بيانات

أبناء كاراكلا، وغيتا تعديل قيمة خاصية أبناء (P40) في ويكي بيانات

أخوة وأخوات

يوليا ميزا تعديل قيمة خاصية أخوة (P3373) في ويكي بيانات

تعديل طالع توثيق القالب

Circle-icons-typography.svg

هذه المقالة تحتاج لتدقيق لغوي أو إملائي. فضلًا ساعد في تحسين هذه المقالة بإجراء التصحيحات اللغوية المطلوبة. (مايو 2015)

Question book-new.svg

المحتوى هنا ينقصه الاستشهاد بمصادر. يرجى إيراد مصادر موثوق بها. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (أغسطس 2015)

يوليا دومنا

جوليا دومنا سورية من مدينة حمص زوجة القيصر الروماني سيبتيموس سيفيروس ولد في 11 أبريل من عام 145 بمدينة لبدة الكبرى وهو ينتمي إلى قبيلة لواتة أو ليفاتا التي أخذ منها إسم لبدة الكبرى (ليبتس ماقنا) – بليبيا الحالية. (139- 211 م) ووالدة القيصر كاراكلا (211- 217 م) وگيتا، فارقت الحياة في أنطاكية عام 217 م

النشأة

ترجع ولادتها في العام 166 م أو 170 م، في مدينة حمص في سوريا، لعائلة من الأسياد في المدينة من أصول إرامية تتوارث كهنوت عبادة اللآلهة أجبل (أيل الجبل) حيث كان والدها، يوليوس باسيان، الكاهن الأعظم لهذه العبادة في حمص وفي الإمبراطورية الرومانية.

حياتها الخاصة

يوليا دومنا مع زوجها وطفليها

تزوجت جوليا دومنا في العام 187 م من القائد سيبتيموس سيفيروس، قائد الفرقة (المعسكر) الرابعة في الجيش الروماني، المعسكرة في الولاية الرومانية السورية.

في الرابع من نيسان 188 م أنجبت يوليا دومنا إبنها الأول كاراكلا، في ليون حيث أقامت الأسرة لعمل سبتيموس سيفيروس كحاكم لإقليم (Lugdunensis)، إنتقلت بعدها الأسرة إلى روما حيث ولد الإبن الثاني گيتا في السابع من آذار 189 م بين 191- 193 م انتقلت الأسرة إلى كارنوتوم (Carnuntum) في النمسا شرق فينا

في 9 أبريل 193 م نادى به الجنود ليكون القيصر، وفي التاسع من حزيران دخل روما، ونالت جوليا دومنا لقب المعظمة (Augusta)

القيصرة

رافقت جوليا دومنا زوجها في المعارك التي خاضها في الشرق من 195 م حتى 211 م وكانت منذ بدايات هذه الحروب قد نالت لقب الشرف أم المعسكر (mater castrorum)، وأن كان القائد بلاوتيان (Gaius Fulvius Plautianus) قد حاول الوقوف في وجهها ومنعها من تحقيق نفوذ كبير لها في الحكم، إلا أنها بعد موته (205 م) على يد كركلا استطاعت أن تمارس دورها كحاكمة إلى جانب زوجها، إلى أن السنين الاحقتين كانتا مشحونتان بالخلاف بين ولديها كاراكلا وگيتا، الذين توجب أن يحكما معاً وفق إرادة والديهما

صراع الأخوة

بعد موت سيبتيموس سيفيروس في الرابع من شباط 211 م خلال معارك في بريطانيا، تولى الحكم -حسب رغبته- كاراكلا وگيتا معاً، وإن كانت لكركلا الكلمة الفصل كونه الأكبر سناً (البكر)، وبسب العداء المستحكم بينهما، إقتربت الأمور من الحرب الأهلية في الإمبراطورية الرومانية.

حتى أن المؤرخ هيروديان يكتب عن انشقاق متوقع في الإمبراطورية، بحيث يحكم گيتا الجزء الشرقي، لكنه يبدو أن يوليا دومنا كانت قد عارضت هذا الفعل، وحالت دون وقوعه، إلا أن كركلا قام في الحادي عشر من كانون الثاني 211 م بقتل أخيه غيلة بعد أن كان دعاه إلى لقاء مصالحة، وذلك في أحضان جوليا دومنا التي حاولت حمايته، مما أدى إلى إصابتها هي أيضاً، كما قتل الآلاف من اتباع أخيه، كما منع إقامة مآتام أو إظهار الحزن على گيتا، بما في ذلك يوليا دومنا نفسها، التي عانت كثيراً كأم ممنوعة من الحزن على إبنها

القيصرة أم القيصر

تركت حادثة قتل گيتا جرحاً عميقاً في وجدان جوليا دومنا، كما عبر عن ذلك المؤرخ كاسيوس ديو (Lucius Claudius Cassius Dio Cocceianus)، ولم تعد علاقتها بكركلا كما كانت، ومع ذلك ظلت تعامل بفائق الإحترام، حتى أنها كانت المسؤولة عن شؤون الإمبرطورية الروماتية ممن الناحية الإدارية، حيث ركز كركلا جهوده في الحروب والمعارك.

وقد تابعت جوليا دومنا اهتمامها بالآداب والفلسفة والفنون، من خلال عقد حلقات للأدباء والفلاسفة في قصرها، منهم الكاتب فيلوستراتوس (Flavius Philostratos) الذي ألف كتاب -بناء على طلب يوليا دومنا- عن حياة الفيلسوف الفيثاغوري أبوللونيوس (Apollonius of Tyana) والذي أنهاه بعد مماتها

في العام 214 م كانت جوليا دمنا في سوريا مع ولدها كركلا الذي بدأ سلسة معاركه مع الفرس، وفي الثامن من نيسان عام 217 م وأثناء تواجده في الرها في شرق سوريا قتله أحد الحراس بتحريض من القائد الروماني مكاريوس (Macrinus) الذي أصبح قيصراً من بعده.

النهاية

بالرغم من حزنها الشديد الذي أضر بصحتها كثيراً، وعلى غير ما هو متوقع، فقد أحتفظت جوليا دومنا بصلاحيات عديدة في زمن القيصر مكاريوس، إلا أنها عندم أخذت بممارسة هذه الصلاحيات، تنبه مكاريوس إلى إمكانية استعادتها لمجدها السابق في حكم الإمبراطورية، فأمرها بمغادرة أنطاكية، الأمر الذي يعني نهاية نفوذها، مما جعل صحتها تسوء وصولاً إلى موتها في العام 217 م، نُقل جثمانها إلى روما وعومل وفق تقاليد تأليه القياصرة.

سلالتها من أولادها لا تزال موجودة حتى يومنا هذا وهي موجودة في مدينة حمص ويقال أن هذه السلالة تسمى آل(سفور)نسبة إلى سبتيموس سيفيروس وتوجد وثائق مسجلة في كنيسة أم الزنار المشهورة تثبت نسبهم إلى هذه السلالة الإمبراطورية.

Image result for ‫جوليا دومنا‬‎

Image result for ‫جوليا دومنا‬‎
بواسطة
جوليا دومنا … امرأة حمصية على عرش روما

معالم حمص ومشيداتها الأثرية

لم تكن جوليا دومنا تلك الفتاة الحمصية بارعة الجمال تحلم قبل ألفي عام أن تصبح السيدة الأولى في قصر الإمبراطورية الرومانية التي كانت من أعظم الإمبراطوريات في ذلك العصر رغم أن النجوم قد بشّرتها بزواجٍ ملكي، على حد وصف المؤرخ (جان بابليون) وكان هذا كافياً لسبتيموس سيفيروس العربي الليبي أحد ثلاثة قادة للجيوش الرومانية في عهد أحد أباطرة الانطونيين (مارك أوريل أو ماركوس أوريليوس) كما يُسمى بالرومانية. كان هذا كافياً له لأن يعمل على الزواج منها، وهو العسكري المجبول على إطاعة الأوامر العليا كما يصفه بابليون وبخاصة إذا كانت تلك الأوامر آتية من السماء التي يجب اللجوء إليها في كل أمر عظيم.



كانت حمص في العصر الروماني مشهورةً بعبادة إيلا غابال (إله الشمس) الذي يرمز إليه حجر أسود مخروطي الشكل أُقيم في معبد الجبل، المعبد الكبير والهام في حمص، وهو مكان الجامع النوري الكبير حاليا، وكان الكاهن (باسيانوس الحمصي) هو المُولج برعاية هذا المعبد والعمل على خدمته، وكان لهذا الكاهن ابنة تدعى (جوليا دومنا) على قدرٍ كبيرٍ من الجمال والذكاء، وشاءت الأقدار أن يأتي إلى حمص القائد الليبي (سيبتيموس سيفيروس) بمهمة من الحكومة الرومانية للقضاء على الفوضى التي قامت فيها، ولقطع دابر الأشقياء والمفسدين، فقام بالمهمة خير قيام، وفي حمص تعرف على باسيانوس وأُعجب بابنته إعجاباً شديداً، وانتهى هذا الإعجاب بالزواج سنة 187 وجرى للعروسين احتفال أسطوري يليق بهما، ولم تأت سنة 193 حتى نادى الجيش بسيبتموس سيفيروس امبراطوراً على روما، وبذلك وُضع الأساس لصرح الأباطرة السيفيريين ذوي الأصل الحمصي عن طريق جوليا دومنا التي عملت على جلب أختها (جوليا ميسا) وابنتي اختها (جوليا سوميا) و(جوليا مامة) إلى مدينة روما حيث امتزجت أسماؤهن بتاريخ روما، واعتلين عرشها الإمبراطوري بالتتالي.



العاصي والتيبر:

لم تكن سيدة القصر الإمبرطوري في روما (جوليا دومنا) امرأة عادية بل كتلة من المواهب العبقرية التي جعلتها تصنع جزءاً كبيراً من نجاحات زوجها الإمبراطور سيفيروس، وكأن مقولة ” وراء كل عظيم إمرأة” التي تتردد كثيراً في أحاديثنا اليوم، كانت حقيقة مجسدة في ذلك العصر.



لقد اتصفت جوليا بكل الصفات التي جعلت منها أنثى استثنائية، وهي صفات كانت نادرة الوجود لدى السيدات الرومانيات آنذاك، من حدة في الذكاء، وسعة في الحيلة، وإصابة في الحس وعناد في الإرادة، وجرأة وإقدام، وقوة فكرية، واستطاعت جوليا بما أُوتيت من ذكاء وحزم وتخطيط أن تسهم مع زوجها في تصريف شؤون الإمبراطورية وأن ترافقه في رحلاته وانتصاراته حتى منحتها روما لقب “أم الوطن” ولقب “أم الشيوخ”، وأنشأت (جوليا دومنا) صالوناً ثقافياً في أثينا عرف بصالون الإمبراطورة، كان يتردد عليه عدد كبير من أدباء وفلاسفة ومفكري ذلك العصر، من أمثال الفيلسوف السفسطائي (أبولويانوس) والشاعر (أربياه) والطبيب البارع (واربا) والفيلسوف (أبوجين أرتيني) الذي أهداها كتابه (حياة الفلاسفة) والمؤرخ (أثينوس وماربوس ماكسيموس) والفيلسوف (هيرود أتيكوس) و(أبولي) أمين سر الإمبراطورية ومؤلف كتاب (الحمار الذهبي) والمؤرخ (هيبرابوليس) قنصل وحاكم أثينا الذي ألف كتاباً أسماه (تاريخ السيفيريين) و(إميل بابنياس) الذي يعتبر أشهر الفقهاء في العالم وفي كل العصور وقد ولد في مدينة حمص عام 142م وقتل عام212م بأمر من كركلا ابن جوليا لأنه رفض كتابة دفاع وتبرير لكركلا تبيح للأخير قتل أخيه غيتا دفاعا عن النفس وكان جوابه المشهور الذي قُتل بسببه (إن ارتكاب جريمة قتل الوالدين أيسر من تبريرها) ويعني تبرير قتل كركلا لأخيه وقال: (إن تبرير قتل النفس ليس أسهل من اقتراف القتل).



 



وساعدت جوليا على انتشار النفوذ الثقافي السوري في روما، وأحاطت نفسها بعددٍ كبيرٍ من المفكرين والعلماء والأطباء السوريين، وهذا النفوذ هو الذي دعا الشاعر اللاتيني (جوفنال) لأن يتذمر في هجائيته المسماة “بابل” بأن نهر (العاصي) السوري أصبح يصب منذ زمن بعيد في (التيبر)، والحياة أصبحت في روما لا تُطاق من كثرة هؤلاء الأغراب الذين توافدوا على العاصمة واستقروا فيها. وقد لعب الجانب الديني دوراً كبيراً في ترسيخ هذا النفوذ، فسوريا في ذلك الوقت كانت موطن الديانات الشرقية، وموئل التدين والعبادات الشرقية في الوثنية الرومانية وكانت الشمس في المعتقد السوري أقوى الآلهة، فهي تتحكم بمسار الأزمنة والأشياء وتقود دورة النجوم وهي كما يقول “شيشرون” وهو “قائد وملك كل الأنوار السماوية الأخرى والعقل المدبر للعالم كله”. ومن خلال معبد الشمس استطاعت حمص أن تتربع على عرش روما سيدة العالم في ذلك العصر لمدة خمسين عاماً تقريبا، كما استطاعت أن تفرض لفترة قصيرة عبادة إله الشمس الحمصي “إيلاغابال” الذي لا يُقهر كأعلى وأعظم الآلهة في مدينة روما ومن الأعمال العظيمة التي أنجزها سيفيروس مدرسة بيروت للحقوق التي أنشأها إكراما لزوجته جوليا دومنا وتعتبر أشهر مدرسة للحقوق الرومانية في التاريخ، وأطول المدارس عمرا رغم أنها لم تكن الوحيدة ومما يدل على أن سيفيروس هو الذي أنشأها المعبد الذي أقيم لسيفيروس في بيروت ووضع داخل المعبد تمثال له، و”اجتذبت مدرسة بيروت للحقوق كثيراً من الطلاب العرب والأجانب وذلك من مختلف مناطق الإمبراطورية الرومانية وكان من خريجيها كثير من الأباطرة ورؤساء الحرس الإمبراطوري والحكام القضائيين ورؤساء الديوان (الوزارة) وكثير من الوزراء والعظام وكان لأساتذة المدرسة شهرة فائقة وتأثير كبير في مؤلفاتهم على الحقوق الرومانية وهذا ما جعل مدرسة بيروت للحقوق أكاديمية جامعية ذات شهرة عالمية” (دراسة بعنوان الأثر الشرقي في القانون الروماني – اللاتيني بقلم أحمد غسان سبانو، مجلة التراث العربي، دمشق العدد الأول، السنة الأولى تشرين الثاني 1979).

وقد قضى زلزال حدث في عام 551 م على المدرسة وهدمها فوق طلابها وأساتذتها كما هدم مدينة بيروت وذهب ضحية هذا الزلزال ثلاثون ألف شخص من سكان بيروت ومنهم عدد كبير من الطلاب الأجانب أبناء الأسر النبيلة. وعُثر على بقايا لهذه المدرسة منذ سنوات أثناء تجديد وسط مدينة بيروت.



“أيلا غابال”:

بعد وفاة (سيبتيموس سيفيروس) في إحدى معارك الرومان في بريطانيا بقيت الأسرة السيفيرية مسيطرة على حكم روما من خلال ابني سيفيروس من جوليا دومنا(كراكلا) و(جيتا) ولكن صراعاً دموياً نشب بين الأخوين اللذين كانا يكنان لبعضهما منذ الطفولة أشد أنواع البغض والكراهية، ولذلك حاول كركلا وهو الأكبر أن يجعل نفسه الحاكم الوحيد لروما، وفي سبيل ذلك دبّر اغتيال أخيه (جيتا) وهو في جناح والدته الخاص، وكان (جيتا) قد دُعي إلى ذلك الجناح للتوفيق والصلح مع أخيه كراكلا وأُصيبت جوليا نفسها بجراحٍ في يدها أثناء محاولتها حماية ابنها، وقد حدث ذلك في سنة/112/ وهي السنة التي منح فيها (كراكلا) حق الرعوية الرومانية (المواطنة بالمفهوم المعاصر) لجميع سكان الولايات الأحرار، وكان آنئذٍ في الثالثة والعشرين من عمره، ومنذ ذلك الحين حُكم على الإمبراطورة الوالدة التعيسة أن تبكي على موت الولد الراحل وعلى حياة ابنها الآخر غريب الأطوار.



 



وقفت والدة كراكلا مكتوفة اليدين تجاه تصرفات ولدها، ولم تجرؤ على ذرف دمعة واحدة على ابنها الذي مات غيلةً، وبعد خمس سنوات من توليه الحكم في روما قُتل كراكلا على يد قائد الحرس القضائي (ماكران) الذي نصّب نفسه بدلاً عنه، ولما بلغ جوليا ذلك وهي في أنطاكيا أُصيبت بحالةٍ شديدة من الحزن والكآبة، وقد دفعتها هذه الحالة إلى محاولة الانتحار جوعاً، ليس بسبب موت ابنها المكروه (كراكلا) بل لأنها لم تستطع التفكير بالعودة إلى الحياة العادية بعد أن كانت تأمل أن تصبح الحاكم الوحيد لروما، وأن تجعل نفسها معادلةً لسمير أميس، ونجحت أخيرا محاولاتها المتكررة في الانتحار، وحُمل رماد جسدها، ووضع في مدفن “أوغست” في روما دلالةً على المكانة الكبرى التي تمتعت بها عند الرومان، وأعاد “ماكران” أختها وابنتيها مع حاشيتها إلى حمص، إلا أن الفرقة الرومانية الثالثة المؤلفة من الجنود السوريين أعلنت “أفيتوس” ابن كركلا ابن (جوليا سوميا) إمبراطوراً بعد إعلانه الانتصار على ماكران وتم الأمر لافيتوس الذي غلب عليه اهتمامه بالجانب الديني، وأصدر أوامره بأن تُقام الطقوس الدينية للإله (ايلاغابال) في جميع أنحاء الإمبراطورية، بل واصطحب معه الحجر الأسود من حمص إلى روما، وبنى له معبداً خاصاً على شاكلة معبد حمص في موقع كنيسة “سباستيان” الحالية كما رفع مدينة حمص إلى مصاف ميتروبول المدن الكبرى.



وقُتل أفيتوس غيلة أيضاً، فحكم من بعده الإسكندر سيفر ووالدته (جوليا مامة) ابنة شقيقة (جوليا دومنا) الذي قتل هو الآخر على يد أحد قواده، وبزواله زال حكم السلالة السورية من روما، كما زال السلم وعمّت الفوضى في أرجاء الإمبراطورية الرومانيـة.

اسئلة متعلقة

...