شرح درس الادغام وأنواعه واقسامة وحكمة وسبب اختلاف أنواعه في كتب التجويد
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ شرح درس الادغام وأنواعه واقسامة وحكمة وسبب اختلاف أنواعه في كتب التجويد ؟
الإجابة هي
الإدغام بشكل عام ونشرحه مع أنواعه ونوضح سبب الاختلاف في أنواعه بين كتاب التجويد :
الإدغام هو: حذف الحرف الأول كاملا والنطق بالتالي مشدداً ( وهذا الإدغام يسمى: إدغاما" كاملا" ) وهو الأصل في الإدغام .
أما إن ذهب مخرج الحرف الأول وبقيت بعض الصفات من الثاني مثل (من يعمل ، من وراء ، ... وإدغامات النون بغنة ) أو ذهبت بعض الصفات وبقيت بعضها .
مثل: (أحطْتُ ، بسطْت ، نخلقْكم : على وجه الإدغام غير الكامل ) حيث ذهبت القلقلة وبقي الإطباق في الطاء ، والاستعلاء في القاف ، فيسمى الإدغام في هاتين الحالتين ناقصاً وقد عرجنا عليه سابقاً .
وقد عرف القاري في المنح وغيره بأن الإدغام هو امتزاج الحرفين وإدخال أحدهما في الآخر فيصيران حرفا واحداً مشدداً يرتفع اللسان عنه ارتفاعة واحدة وهو يؤذن بحرفين ، فيصيران في السمع حرفاً واحدا ، ثم يؤكد بأن الشدة ليست بدلا عن الحرف الذي ذهب إنما للدلالة عليه ، ويؤكد أن الإدغام اختارته العرب طلبا للخفة على اللسان
الاختلاف في أنواع الإدغامات :
------------------------------
نجد أن أنواع الإدغامات تختلف في عدد أنواعها حسب اصطلاح كل مؤلف أو كاتب ومصنف في التجويد فيذكر كثير من كتاب التجويد أن الإدغام : متماثل ومتقارب ومتجانس ، بينما ابن الجزري في المقدمة لم يذكر في أنواع الإدغامات إلا نوعين المتماثل ومتجانس ولم يتناول المتقارب ، أما في النشر والشاطبية فنجد ذكر لإدغام المتماثلين والمتقاربين سواء في الإغام الصغير أو الكبير وكذلك في الشاطبية وكتب القراءات .
والذي يتناول الإدغام المتقارب عند حفص أو غيره يعرفه بأنه : إدغام حرفين تقارب مخرجاهما وصفتاهما مثل (ق, ك) ( ت ، ط) .
وإدغامات النون الساكنة تصنف بأنها متقاربة مع الأحرف التي تدغم فيها باستثناء النون مع مثلها فإنه متماثل مع خلاف في ادغام النون في اللام حسب ما ذكرنا من كونه متجانسا أو متقاربا .
ويعرفون المتجانس: بأنه إدغام حرفين اتحد مخرجاهما واختلفت صفتاهما .
ويعرفون المتماثل بأنه إدغام حرفين اتحد مخرجاهما وصفتاهما.
ولتوضيح سبب ذكر ابن الجزري لنوعي ( المتماثل والمتجانس ) فقط ، نشير إلى ما ذكرناه سابقا أن ابن الجزري قصد في منظومته وضع خلاصة ليقرأ بها طلاب العلم قائمة على ما أجمع عليه القراء أو على ما اشتهر عنهم .
ولذلك فقد ذكر الإدغامات المجمع عليها بين القراء وهي إدغام الحروف المتجانسة ، أما المتقاربة فإنه هناك اختلافا بين الرواة حول ما يدغم منها وما لا يدغم وذلك بناء على حرف القبيلة الذي قامت عليه كل قراءة .
ومن هنا نرى أن ابن الجزري ألحق إدغامات ( الراء واللام والنون ) ضمن الإدغامات المتجانسة برغم كونه اعتبر لكل منها مخرجا في باب مخارج الحروف ، حيث أجمع القراء على إدغامها ، وهو هنا يذكر ما أجمع عليه الرواة والقراء .
فابن الجزري في المقدمة ذكر الإدغامات المجمع عليها بين الرواة والتي لا يختلف فيها وهي إدغام الحروف التي بينها تماثل أو تجانس أما التي بينها تقارب ففيها خلاف .
وبالتالي فأنواع الإدغام: حسب كيفيته: ناقص وكامل.
أما حسب الحروف المسببة له: متماثل ومتجانس (ومتقارب).
توصيف الإدغام في لفظ ( بسطْت ، أحطْت ) ، ( نخلقكم ) :
-----------------------------------------------------
----------------------------------------------------
ذكرنا سابقا أن كلمة ( بسطْتَ ، أحطْتَ ) عند إدغام الطاء في التاء تبقى صفة الاستعلاء وهذا ما ذكره الناظم .
لكن وقع الخلاف هنا في توصيف هذا الإدغام – وقد تناول هذه المسألة القاري في المنح باستطراد ، فيذكر أن صفة الإطباق هي التي توجد فقط ، بينما يعترض آخرون أنه لا يمكن النطق بصفة الإطباق دون حرفها حيث أن صفة الطاء لا تستقل بذاتها وهذا ما نقل عن الجاربردي في الشافية ووافقه المرعشيي في جهد المقل ، وبالتالي فاللفظ هو طاء دون وجود صفة القلقلة ، وهذه الطاء إما هي طاء جديدة نتجت عن صفة الإطباق أو أنها أنها نفس الطاء السابقة لكن اختفت منها صفة الإطباق .
ولذلك فإن الجاربردي نبه أن هذا ليس بإدغام لكنه نوع من إخفاء بعض الصفات لكن معه تشديد خفيف في الحرف التالي .
وإننا عند درسة الصفات أوضحنا أن الصفة لا تنفصل حرفها إلا صفتي الغنة والصفير حيث أن لهما مخرجا خاصا ، وبالتالي فالتوصيف الدقيق أننا عندما نلفظ ( فرطتّ ) أو (بسطتّ ) فإننا نقوم عمليا بلفظ طاء دون قلقلة ثم تاء ضعيفة التشديد ، وبالتالي فالتوصيف الدقيق لهذا أنه ( إدغام ناقص ) حيث أن الحرف الأول لم يذهب كاملا ،كما التشديد في الحرف التالي يؤكده رغم ضعفه.
وتنطبق هذه المعالجة على كلمة ( نخلقْكُّم ) في وجه الإدغام غير الكامل :
حيث أنهم ذكروا أن القاف في وجه الإدغام غير الكامل يبقى منها الاستعلاء ، لكن كما ذكرنا لا يمكن لفظ الصفة دون حرفها ، وبالتاي فإننا من الناحية العملية نقوم بلفظ قاف دون قلقلة ثم تشديد الطاف تشديدا أقل من التشديد المعتاد
الإدغام الصغير والكبير :
الإدغام الذي تناولناه هنا وشرحناه يسمى الإدغام الصغير وفيه الحرف الأول ساكن والثاني متحرك ، وهناك إدغام آخر يسمى الإغام الكبير وهو أن يكون الحرفان متحركان وأغلب الرواة لم يدغموه ، واشتهر هذا عن قراء البصرة ( أبو عمرو ، يعقوب ) .
ومن أمثلته : ( الرحيمِ مَلك ) ( يرزقُكُم )
أما حفص فلم يرد إلا في كلمة ( لا تأمنّا ) في سورة يوسف في وجه الروم والتي تقرأ بالروم في النون أو الإشمام ، حيث أن الإدغام الكبير يقرأ بالروم أو الإدغام بدون روم ، وبالتالي اعتبر العديد من العلماء أن ( تأمنّا ) أصلها ( تأمنُنَا ) فأدغمت إدغاما كبيرا وأصبحت ( تأمنّا )