في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة

من هو الشيخ محمد بن شامس البطاشي ؟ نبذة عن سيرة الشيخ محمد البطاشي احد كبار سلطنة عمان ويكيبيديا 

الشيخ محمد بن شامس البطاشي ويكيبيديا 

معلومات تاريخ الشيخ محمد بن شامس البطاشي

قبيلة الشيخ محمد بن شامس البطاشي

مرحباً بكم في موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أصدق المعلومات والاجابات كما نقدم لكم الأن من هو الشيخ محمد بن شامس البطاشي ؟ نبذة عن سيرة الشيخ محمد البطاشي احد كبار سلطنة عمان ويكيبيديا 

الإجابة هي 

الشيخ محمد بن شامس البطاشي

هو الشيخ العلامة محمد بن شامس بن خنجر بن شامس بن خنجر بن شامس بن ناصر بن سيف بن فارس بن كهلان بن خنجر بن شامس بن فارس بن سنان بن شامس البطاشي .

ولد ببلدة مسفاة بني بطاش من أعمال ولاية قريات في الثاني عشر من شهر صفر الخير سنة 1330هـ من ابني عم توفي والده وهو في المهد رضيع لم يتجاوز عمره أربعة أشهر وقد عوضه الله عن حرمانه من العطف الأبوي بالحنان الدافق واللمسة الحانية من أمه التي لم تدخر في سبيل تربيته وتهذيبه وتعليمه وسعا ولا طاقة فكانت له الأم والأب ترعاه كما ترعى إخوته الآخرين عدي وهو أكبرهم وحمد وأحمد وأصغرهم محمد .

لقد كانت ليلى بنت محمد بن شامس البطاشية امرأة حصيفة عاقلة عرفت بالتقوى والصلاح لها همة تتقاصر دونها همم الرجال .

لم تستسلم لليأس بعد وفاة زوجها ولم تركن للدعة والراحة وهي من هي في قومها فأبوها محمد بن شامس أثرى بني بطاش وكان له من الأموال والأملاك ما لا يعدله به أحد في جماعته وعمها خنجر بن شامس زعيم وقائد فذ له أيام ووقائع ناهيك بجدها شامس بن خنجر إذ لم يكن يطاوله في جماعته أحد وكانت له هيبة وسطوة أكسبته شهرة وذكرا بين القبائل ومع ذلك كله فقد كانت ليلى بنت محمد امرأة عاملة تقوم على بيتها بنفسها وتعني بشؤون منزلها ولا تكل أمر ذلك إلى غيرها وبهذه الروح الوثابة غرست مكارم الأخلاق ومبادئ الدين في نفوس أولادها وكأنها تعدهم ليوم قادم يحملون فيه راية العز والمجد والفخار .

إذا كانت أم شيخنا هي أول راع ومؤدب له كما كان لأخيه عدي بن شامس الذي يكبره باثنتي عشرة سنة دور بارز في سنيه الأولى فقد تولى قسطا من رعايته وتأديبه كما أن لعمه المهنا بن خنجر يدا طولى في تنشئته وتعليمه ولا يمكننا أن ننسى بحال أخاه أحمد بن شامس الذي أشرف على تعليمه بل كان هو معلمه الأول كما سيأتي .

لقد كانت البيئة التي اكتنفت طفولة الشيخ عاملا مساعدا في تحصيله العلمي إذ لقي من أقاربه الحث والتشجيع والمؤازرة الدائمة كما كان لمن مضى من سلفه من الأجداد الذين نالوا حظا من التعليم حافز قوي ودافع إلى الأمام في مشواره العلمي .

وبنو بطاش القبيلة التي ينتسب إليها شيخنا قبيلة أزدية من ولد عمرو بن عامر ماء السماء وهم فرع من غسان يتصلون بجبلة بن الأيهم آخر ملوك غسان بالشام على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

وينقل الشيخ في رسالة له عن نسب بني بطاش ينقل عن أخيه أحمد بن شامس أنه بعد موت جبلة رجع ابنه عمرو إلى المدينة فاسلم ورجع إلى الشام ثم إن أولاده خرجوا إلى الأحساء وأقاموا بها سنينا وإن أهل الأحساء ضجروا منهم فخرجوا منها إلى عمان وذلك في أيام الإمام الخليل بن شاذان .

وكانوا دبروا أمراً أن يتملكوا عمان بالقهر ولكنهم رأوا دولة عمان قوية فكاعت نفوسهم فتوجهوا إلى الجانب الشرقي من عمان وبقي بعض بوادي الجيلة وكانت عندهم موالي كثيرون وعندهم خيل وبعضهم توجه إلى وادي الطائيين إلى بلدة إحدى وبعضهم ذهب إلى حاجر دما وبعضهم ذهب إلى المسفاة فمنهم من استوطن أحدا ومنهم من استوطن المسفاة وكانت هذه الناحية الشرقية تسكنها قبائل طي الذين منهم بنو عرابة وبنو عمرو وبنو وهيب والهاديون وبنو أخزم وبنو غسين والمشارفة فأنزلوهم معهم ورأسوهم عليهم وانضموا إليهم فلذلك يذكر أهل عمان الذين لا يعرفون الحقيقة أن بني بطاش من طي ومنهم شاعر العرب الشيخ ناصر بن سالم رحمه الله في قصيدته النونية حيث يقول :

وأين عنها بنو بطاش أين هم عادات طيئ تخضيب السيوف وإر . من لي بهم وهم للحرب أخدان واء المثقف وهو اليوم عطشان .

والذي يذهب إليه شيخنا البطاشي رحمه الله أن بني بطاش من غسان ويؤيد ذلك بقاء هذه النسبة حتى في ألسنة العوام فإنهم ينتمون إلى جبلة وفي خطوطهم القديمة يكتبون البطاشي الأزدي ولا يكتبون الطائي .

ويشير الشيخ رحمه الله في رسالته إلى وجود سلسلة نسب بني بطاش تتصل بجبلة بن الأيهم بخط الشيخ عدي بن صلت البطاشي عم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت .

أما انتسابهم إلى بطاش فينقل الشيخ البطاشي عن أخيه الشيخ العلامة أحمد بن شامس أن بطاش لقب عمرو بن عدي بن محمد بن بلعرب بن محمد بن بلعرب بن كهلان بن مزاحم بن بلعرب بن مزاحم بن يعرب بن محمد بن مربع بن حارث بن عمرو بن جبلة بن الأيهم .

وقد تخرج من هذه القبيلة جملة من العلماء والقادة فمن أهل احدا بوادي الطائيين رجال أهل علم وفضل منهم الشيخ العالم الفقيه سلطان بن محمد بن سلطان بن محمد بن بركات البطاشي وهو جد الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت لأمه وكان معاصرا للإمام احمد بن سعيد وتولى القضاء للسيد حمد بن سعيد بن أحمد .

ومنهم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت المتوفى حروة سنة 1278 هـ وكان معاصرا للمحقق الخليلي وبينهما مراسلات وكذلك العلامة ناصر بن أبي نبهان ولا يبعد أنه تلمذ على أبي نبهان وقد تولى للسيد سعيد بن سلطان القضاء وسافر معه إلى زنجبار وكان السلطان يوده ويقربه وبينهما مراسلات باقية إلى اليوم وكانت له محاولات لإحياء الإمامة وهو أحد الذين قبّضهم حمود بن عزان الحصون التي تملكها من ابن عمه السلطان سعيد بن سلطان إلا أن الشيخ سلطان لم يدرك إمامة الإمام عزان.

وللشيخ سلطان جوابات ورسائل تنبئ عن رسوخ قدمه في العلم وإن غاب كثير منها إلا أن الموجود يشي إلى عبقريته ونبوغه .

ومن بني بطاش أهل احدا الشيخ الفقيه عدي بن صلت بن مالك بن سلطان عم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت عاش في القرن الثاني عشر الهجري وله أجوبة في الأثر .

ومنهم الشيخ العالم عبد الرحمن بن محمد بن بلعرب بن محمد البطاشي من علماء القرن الثاني عشر وكان معاصرا للإمام احمد بن سعيد وله فيه مدائح وعاش إلى أيام حفيده السيد حمد بن سعيد بن أحمد البوسعيدي وهو ناظم للشعر وطبيب وفقيه ترك مكتبة تحوي أكثر من ألف مخطوط .

ومنهم الشيخ عمرو بن عدي بن عمرو بن محمد بن سلطان بن محمد بن بركات البطاشي نسبا الأحدوي وطنا أحد الذين تلمذوا على المحقق الخليلي .

وهو من رجال العلم والورع وله يد في علم الحرف والأسرار وله شعر جيد وتوجد له مسائل في التمهيد وهو من أكابر جماعته ومن أعيانهم ومع هذا كان زاهدا عابدا وكانت له مكتبة كبيرة تضم الكثير من الكتب الفقهية واللغوية إلا أنها تلاشت بعد وفاته ولم يبق منها إلا القليل وكانت وفاة الشيخ عمرو سنة 1317 هـ .

وابنه عدي بن عمرو بن عدي بن عمرو من أهل العلم كذلك وهو ناظم للشعر وفقيه توفي في الليلة التي توفي فيها والده .

ومنهم الشيخ سيف بن حمود بن حامد بن حبيب بن بلعرب بن عمرو الفقيه المؤرخ صاحب إتحاف الأعيان في التراجم وغيره من الكتب التاريخية المعتبرة المتوفى سنة 1420 هـ تولى القضاء في عدة ولايات ثم عمل مراجعا ومحققا لكتب التراث العماني بوزارة التراث قبل أن يتصل بالسيد محمد بن احمد ويتفرغ للتنقيب عن مكنونات التراث العماني ويخرج عدة كتب أشهرها موسوعته في تراجم علماء عمان .

ومن أهل المسفاة كذلك رجال أهل علم منهم الشيخ محمد بن سنان بن سلطان بن مسعود بن ورد البطاشي كان قاضياً في أيام الإمام أحمد بن سعيد .

ومنهم الشيخ خنجر بن شامس بن ناصر جد جد شيخنا المترجم له تلمذ عند الشيخ محمد بن سنان فطلبه السلطان سعيد بن سلطان للقضاء فاعتذر لكونه صاحب ثروة كبيرة وحاشية .

ومنهم سلطان بن محمد بن سلطان من أهل المسفاة أيضاً طلبه السلطان تيمور أن يكون قاضياً بقريات فلم يتم الأمر لأسباب .

ومن أهل العلم من المسفاة أيضا الشيخ العلامة أحمد بن شامس بن خنجر صنو الشيخ محمد بن شامس وابن عمهما الشيخ الفقيه خالد بن مهنا بن خنجر البطاشي الذي درس العلوم بنزوى فولاه الإمام الخليلي على وادي دما والطائيين ثم على بدبد ثم عمل للسلطان سعيد بن تيمور على عدة مواضع ثم للسلطان قابوس وآخر ما تقضى بظفار وتوفي سنة 1425 هـ .

ومن أهل المزارع الشيخ شامس بن خنجر بن ورد البطاشي كان فقيها وناظما للشعر ويذكر الشيخ سيف بن حمود نقلا عن الشيخ أحمد بن شامس أن للشيخ شامس بن خنجر ديوان شعر وان االشيخ احمد ذكر له شيئا من شعره والشيخ شامس هذا قديم العصر ولا يعرف تاريخ حياته تحديدا .

ومن المزارع الشيخ حمود بن محمد بن شماس بن محمد بن شامس البطاشي تلمذ عند الشيخ السالمي ولما نصب الإمام سالم بعمان جعله والياً وقاضياً بوادي الطائيين .

هؤلاء هم أهم من أنجبتهم هذه القبيلة من العلماء ولعل هناك غيرهم طوى الدهر ذكرهم ومحا خبرهم ولم يصلنا عنهم شيئ لعدم اعتناء العمانيين بتدوين التاريخ والأحداث وتراجم الرجال .

ومن غير العلماء هناك القادة وفحول الرجال وقد عد الشيخ محمد بن شامس جملة منهم مثل الشيخ شامس بن خنجر وابنه عدي بن شامس وابنه محمد بن عدي وابنه شامس بن محمد والشيخ شماس بن محمد بن شامس وابنه محمد بن شماس وابنه سلطان بن محمد وابن عمهم عبيد بن محمد بن شامس .

ومن أهل المسفاة ناصر بن سيف وابنه شامس بن ناصر وحفيده شامس بن خنجر وبلعرب بن مالك وعبيد بن شامس الملقب بالقحف .

ومن رجال القبيلة عدي بن مالك وناصر بن سميح وأحمد بن سلطان وحبيب بن مسعود وغيرهم من أهل دغمر

تابع قرأة جميع المعلومات عن الشيخ محمد بن شامس البطاشي اسفل الصفحة على مربع الاجابة 

كالتالي 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
الشيخ محمد بن شامس البطاشي السيرة الذاتية

المبحث الثاني : تعليمه

يمكن تقسيم الفترة الزمنية التي قضاها الشيخ البطاشي في تلقي العلم إلى مرحلتين زمنيتين :

المرحلة الأولى :

وأعني بها مرحلة الطفولة وهي تحديدا من سن الإدراك والتمييز حتى سنة 1343هـ السنة التي التحق فيها بمدرسة الإمام الخليلي رحمه الله في هذه المرحلة بدأ شيخنا البطاشي يشق طريقة نحو العلم وكعادة العمانيين قديما فإن أول ما يتعلم الطفل من العلوم هو القرآن الكريم وقد أخذ يدرس القرآن على أخيه أحمد بن شامس ولم يبلغ السابعة من العمر إلا وقد استظهر القرآن .

والشيخ أحمد بن شامس يكبر أخاه محمدا بأربع سنين وكان قد تلقى حظا من العلم على يد الشيخ العالم قسور بن حمود الراشدي لما كان واليا على بلاد بني بطاش وكان مقره ببلدة حيل الغاف وهي تبعد عن المسفاة حوالي ستة كيلو مترات وكان الشيخ أحمد بن شامس يتردد على الشيخ قسور يدرس عليه .

لم يجد الشيخ البطاشي في هذه المرحلة من التعليم ما يشبع نهمه أو يروي غلته من بحر العلم إذ كان جل ما تعلمه في هذه الرحلة يعتمد على ما أسعفته به ذاكرته الحادة من حفظ للمتون والأشعار وآداب العرب وأخبارها وقصصها وقد ذكر أنه في هذه المرحلة افتقد المعلم الذي يشبع نهمه ويثري عقله وفكره فغاية ما يمكن أن يتلقاه من أفواه معلميه لا يتناسب وقدراته على التحصيل والفهم لدرجة أنه كان يحفظ كل ما تتلقفه يداه من منثور أو منظوم وذكر أنه لما يمم شطر الإمام الخليلي سأله عن محفوظه فأخبره أنه يحفظ القرآن العظيم ويحفظ كل ما قرأ من شعر ونثر ومن جملة ما يحفظ ذكر قصص العرب المطولة كقيس وليلى وعنتر وعبلة وغيرها مما كان موجودا متداولا بين أهل بلده وكان يحفظها بلفظها الذي رسمت به .

وخلال هذه الرحلة وفي هذه السن المبكرة بدأ رحمه الله نظم الشعر وقرضه فقد كانت له محاولات شعرية عديدة لم يحفظ لنا الدهر شيئا منها إذ أتت عليها عوادي الزمان كما أتت على كثير غيرها من نتاج الشيخ شعرا ونثرا .

وأحسب أن شيخنا رحمه الله شاعر بالفطرة فإنه قال الشعر مبكرا قبل أن يتعلم بحوره وقبل أن يدرس أوزانه وتفعيلاته وأقدم نص شعري وجد للشيخ كان عبارة عن أبيات قالها لما استقر به المقام في كنف الإمام الخليلي بنزوى يخاطب فيها قومه وعمره آنذاك أربع عشرة سنة وأجزم هنا أن الشيخ رحمه الله بدأ قرض الشعر في سن العاشرة أو الحادية عشرة على أقصى تقدير .

المرحلة الثانية :

وهي المرحلة التي قضاها في كنف الإمام الخليلي في نزوى بدأ من سنة 1343هـ وتعتبر أهم مرحلتي تعليمه فقد صقلت هذه المرحلة نبوغه وأشبعت نهمه للعلم ووجد فيها بغيته .

هناك التقى بالعلماء وأخذ عن كل عالم فنه الذي يلقيه على طلبته ولقد كانت نزوى عاصمة الإمامة وبيضة الإسلام كما يطلق عليها ملتقى طلبة العلم في عمان يفدون إليها من أرجاء الوطن الكبير وينهلون العلوم على يد علمائها وقضاتها وكانوا جميعا في رعاية الإمام الخليلي الذي يتعهد طلبة العلم ويشرف عليهم بنفسه وكان إذا أحس من أحدهم نجابة وفطانة أدناه منه وقربه إليه وأولاه عناية خاصة على سائر أقرانه .

لقد أعجب الإمام الخليلي بتلميذه الجديد الذي ما إن وطئت قدماه أرض نزوى حتى أخذت ينابيع المعرفة تتدفق من جوانبه وراح يلتهم من موائد العلم أصنافا شتى وفاق على أقرانه وزملائه فكان أحد النجباء القلائل الذين نالوا حظوة القرب من مجلس الإمام الخليلي وكان قد سبقه أخوه أحمد إلى هذه المكانة التي يغبطهما عليها كثير من طلبة العلم آنذاك .

ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكر أهم أسباب النبوغ والتفوق لدى الشيخ البطاشي رحمه الله فإلى جانب الفهم وسرعة البديهة وحضور الذهن وهي صفات لازمته منذ نعومة أظافره كان رحمه الله حافظا واعيا قلما تعزب عنه شاردة أو تند عنه واردة من مسائل الأثر لدرجة أنه لا يقرأ شيئا وينساه إلا ما ندر حتى قصص العرب وأخبارها كان يحفظها بلفظها.

الشيخ محمد بن شامس البطاشي

المبحث الثالث : شيوخه وأقرانه

شهد عصر الشيخ البطاشي نهضة علمية كبيرة تمثلت في مدرسة الشيخ نور الدين السالمي وما أفرزته من علماء مجتهدين ومن مؤلفات قيمة ما لبث أن أعقبتها مدرسة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي تلك المدرسة التي أخذت على عاتقها حمل شعلة العلم في عمان فكانت ملتقى العالم والمتعلم وضمت بين أركانها خيرة العلماء الذين تخرجوا من مدرسة نور الدين السالمي واستقطبت أصحاب الهمم من طلاب العلم ونحن لو أردنا أن نستقصي من أخذ عنهم والدي رحمه الله من أولئك العلماء الأجلة لكانوا من الكثرة بحيث يعسر عدهم ولكن اذكر هنا من أكثر الشيخ في الأخذ عنهم ومن تتلمذ عليهم في حلقات العلم :

1: أخوه الشيخ العلامة أحمد بن شامس بن خنجر البطاشي

ولد الشيخ أحمد سنة 1326هـ وتلقى تعليمه الأولي على يد الشيخ قسور بن حمود الراشدي عندما كان واليا للإمام الخليلي على حيل الغاف وظل ملازما له حتى ترك شيخه منصبه سنة 1341هـ حينها غادر وطنه المسفاة والتحق بمدرسة الإمام الخليلي بنزوى وهناك عب من بحور العلم وأخذ عن كبار العلماء وبعد سنتين التحق به أخوه الشيخ محمد بن شامس وصارا متلازمين في الدرس وقد برع الشيخ أحمد في علوم العربية وكان المقدم على جميع تلامذة الإمام في هذا الفن كما برع الشيخ محمد في علوم الدين وكان المقدم على جميع أقرانه كذلك وبلغ الشيخ احمد في علوم اللغة مبلغا عظيما وكان علامة العربية في زمانه ومرجعا لعلماء اللغة وطلبة العلم .

ويعد الشيخ أحمد أول من تلمذ عليه الشيخ محمد بن شامس البطاشي وكان عمره عشر سنين وكان عمر شيخنا ست سنين ورغم صغر سن المعلم والتلميذ إلا أنهما كانا على الطريق الصحيح وكانت تلك المحاولة التعليمية اللبنة الأولى التي أقاما عليها فيما بعد صرحا عظيما طاول السماء وبقي شاهدا على عظمتهما وصدق عزيمتهما .

ترك الشيخ أحمد ديوان شعر غاب كثير من قصائده وشعره جيد .

وفي سنة 1363 هـ سافر إلى الهند وقد استقر به المقام في ضيافة حاكم ولاية حيدر أباد وكان مسلما محبا للعرب والمسلمين وظل مقيما هناك ما يقرب من أربع سنين حتى كانت الفتنة الكبرى بين المسلمين والهندوس والسيخ إبان استقلال الهند وإعلان دولة باكستان وحدث أن وقعت معركة بين الطرفين أبى الشيخ أحمد ومن معه من العمانيين إلا الثبات ونصرة الإسلام وقد أذن له الحاكم في الخروج ولكنه أثبت قدميه في مستنقع المعركة وجاهد إلى أن خر شهيدا وكان ذلك في سنة 1367هـ .

2: الشيخ حامد بن ناصر النزوي

الشيخ حامد بن ناصر النزوي من أهل بسيا من أعمال ولاية بهلا ولد في أول القرن الرابع عشر الهجري على ما تحراه صاحب شقائق النعمان عند ترجمته له.

انتقل إلى نزوى لطلب العلم واستقر بها وكان ضريرا ذا فهم وحفظ صارت لديه ملكة في علوم العربية حتى لقب بسيبويه .

تولى التدريس بجامع نزوى على عهد الإمامين سالم بن راشد الخروصي ومحمد بن عبد الله الخليلي وتلمذ عليه علماء وقضاة وأدباء كثر .

كان يقول الشعر وله مناظيم فقهية وهو أول أستاذ لشيخنا عند قدومه نزوى .

3: الشيخ العلامة عبد الله بن عامر بن مهيل العزري

ولد الشيخ عبد الله بن عامر العزري في الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري ببلدة الأخشبة من أعمال ولاية المضيبي كف بصره في الرابعة من عمره تلمذ على نور الدين السالمي وابن عمه محمد بن شيخان السالمي وكان حافظا للمتون وللكثير من أشعار العرب وملما بالأدب سافر إلى زنجبار وأقام هناك عالما عاملا ولما بويع الإمام سالم بن راشد الخروصي عاد إلى عمان وولاه الإمام سالم قضاء ولاية إبرا ثم استدعاه إلى نزوى سنة 1337هـ فكان فيها قاضيا ومفتيا ومدرسا ولما بويع الإمام الخليلي كان الشيخ العزري من أكبر أعوانه وأنصاره .

تخرج على يديه كثير من العلماء منهم شيخنا البطاشي فقد أخذ عنه الفقه وأصوله وأصول الدين والتفسير والحديث وعلم الكلام ، توفي سنة 1358هـ .

4: الشيخ العلامة سعيد بن ناصر بن عبد الله الكندي

ولد الشيخ سعيد بن ناصر الكندي سنة 1268هـ بنزوى حفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين تلمذ على العلامة المحقق الخليلي .

استوطن العامرات ومسقط ودرس في مسجد الخور أدرك الإمام عزان بن قيس و الإمام سالم بن راشد الخروصي والإمام محمد بن عبد الله الخليلي تولى القضاء في بوشر ونزوى وكان له دور في التوقيع على اتفاقية السيب بين حكومة السلطان تيمور بن فيصل وحكومة الإمام الخليلي سنة 1339هـ تلمذ عليه علماء أجلاء منهم الشيخ سليمان بن محمد الكندي والشيخ هلال بن زاهر اليحمدي والشيخ احمد بن شامس والشيخ محمد بن شامس وغيرهم .

ومما يذكره شيخنا البطاشي رحمه الله أن الشيخ سعيد بن ناصر كان يستنهض همم تلاميذه ويشحذ من عزائمهم ويحثهم على حفظ المتون قال الشيخ رحمه الله : وكأن شيخنا رحمه الله لم يرق له حال تلاميذه وتعثرهم في الحفظ وكنت من جملة تلاميذه فحدثنا ذات يوم أنه كان يحفظ في سن الطفولة مقدار خمسين بيتا من الشعر في اليوم الواحد فلما سمعته يقول ذلك خجلت أن أقول له بأني أحفظ مائتي بيت في اليوم الواحد وكان طلب منا حفظ ألفية الإمام السالمي في أصول الفقه فأتيته بعد خمسة أيام وقد حفظتها فعلم ساعتها مقدار حفظي فأدناني منه وقربني . توفي الشيخ سعيد سنة 1355هـ ودفن بالعامرات.

5- الشيخ العلامة أبو مالك عامر بن خميس المالكي

ولد الشيخ عامر بن خميس المالكي بوادي بني خالد من شرقية عمان سنة 1282هـ تردد على عز والقابل طالبا للعلم إلا انه استقر ببدية في جوار الشيخ السالمي وتلمذ على يديه وهو اكبر تلاميذه منزلة علمية وكان الركن الثاني في دولة الإمام سالم بن راشد بعد شيخه السالمي ثم بوفاة شيخه آلت إليه رئاسة العلم ومشيخة المسلمين وكان رئيسا على القضاة بنزوى ومرجعا في الفتيا وهو المقدم على سائر علماء عصره .

اشتغل بالتدريس حال قيامه بنزوى وتخرج عليه عدة علماء منهم الشيخ محمد بن سالم الرقيشي والشيخ سعيد بن أحمد الكندي والشيخ منصور بن ناصر الفارسي شيخنا البطاشي .

له مؤلفات مهمة منها كتاب موارد الألطاف في نظم مختصر العدل والإنصاف أرجوزة في الأصول وكتاب غاية المطلوب وكتاب غاية المرام في الأديان والأحكام في أربعة مجلدات وغاية التحقيق في أحكام الانتصار والتغريق ومنظومة في الدماء والأروش وجوابات ورسائل كثيرة توفي رحمه الله سنة 1346هـ بنزوى.

6- الإمام محمد بن عبد الله الخليلي .

ولد الإمام الخليلي بسمائل سنة 1299هـ في أسرة عريقة وتربى في كنف والده الشيخ الأديب عبد الله بن سعيد الخليلي وكان جده المحقق الخليلي المرجع الديني والسياسي الأول في عصره .

تلمذ على نور الدين السالمي ونبغ وبلغ درجة الاجتهاد وعرف عنه الورع والزهد والاستقامة بويع بالإمامة سنة 1338هـ عقب استشهاد الإمام سالم بن راشد الخروصي .

سعى إلى توحيد العمانيين ولم شمل الأمة العمانية وهادن سلاطين مسقط وفي سنة 1339هـ وقع على معاهدة السيب مع السلطان تيمور بن فيصل .

عمل على ترسيخ أسس دولة قوية وبذل في سبيل ذلك الكثير وباع أموالا كثيرة ورثها عن أبيه لتثبيت دعائم الدولة وتقوية اقتصادها .

أنشأ مدرسة بقلعة نزوى تخرج منها علماء كثيرون ويعد شيخنا البطاشي أحد من تخرج على يديه وصف الشيخ سيرته في بعض مؤلفاته بأنها غرة في جبين الدهر . ترك جوابات كثيرة جمعت في كتاب الفتح الجليل في أجوبة الإمام أبي الخليل . توفي سنة 1373هـ بنزوى وله كرامات كثيرة .

أقرانه في الدراسة :

كانت مدرسة الإمام الخليلي رحمه الله محط رحال طلاب العلم بعمان يفدون إليها من كل أرجاء عمان وقد تخرج من تلك المدرسة علماء وشعراء وقادة ورجال دولة ولا غرو فإن من يغذو لبن الشهامة والكرامة لا يبعد أن يكون فحلا تناط به مهام عظام كما أن من يجالس الإمام ورجال دولته حتما سيستفيد وستتوسع مداركه .

كان عدد تلاميذ مدرسة الإمام الخليلي رحمه الله في حدود مائة وعشرين طالبا وكان من بين هؤلاء زملاء دراسة لشيخنا البطاشي رحمه الله وأتراب سن أذكر من جملتهم .

1 – الإمام غالب بن علي الهنائي

2 – الشيخ سفيان بن محمد الراشدي

3 – الشيخ سالم بن حمود السيابي

4 – الشيخ سيف بن راشد المعولي

5 – الشيخ عبد الله بن الإمام سالم الخروصي

6 –الشيخ احمد بن شامس البطاشي

7 – الشيخ سعود بن سليمان الكندي

اسئلة متعلقة

...