أسباب نزول سورة الفاتحة
في سبب نزول سورة الفاتحة رواية لسيّدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وهي ما وردَ عن عمرو بن شرحبيل: أنَّ رسول اللّه -صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّم- كان إذا برز سمعَ مناديًا ينادي يا محمَّدُ، فإذا سمعَ الصّوتَ انطلقَ هاربًا، فقال له ورقةُ بن نوفلٍ: إذا سمعتَ النِّداءَ فاثبُتْ حتَّى تسمعَ ما يقولُ لكَ، فلمَّا برزَ سمعَ النِّداءَ فقالَ: لبَّيكَ، قال: قُلْ أَشهدُ أَن لا إلهَ إلَّا اللَّه وأشهدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللَّهِ، ثُمَّ قُلْ الحمدُ للَّه ربّ العالمينَ الرَّحمنِ الرَّحيمِ حتَّى فرغَ من فاتحةِ الكتابِ”.
سبب تسمية السورة بالفاتحة
يرجع سبب تسمية سورة الفاتحة إلى كونها فاتحة الكتاب، وهي السورة الأولى في ترتيب المصحف، لأن المولى جل في علاه افتتح كتابه العزيز بها، وما فيها من أسرار سماوية مكنونة، وما تتضمنه من حقائق بينة ولطائف جعلتها من أوائل السور وطليعتها في تيسير الأمور وتقريب البعيد.
قد وردَ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “هي أمُّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السَّبع المثاني”. [2]تُسمّى أيضًا -كما وردَ في الحديث- بالسبع المثاني لأنها سبع آيات، وقيل: فيها سبعة آداب في كلِّ آية أدب، كما تُقرأ في الصلاة وتكرر كل آية فيها مرتين مرتين.
تُعرف بسورة الحمد؛ لأنها افتتحت بالحمد لله رب العالمين، التي قال فيها العلماء بأنّها أفضل صيغ الحمد على الإطلاق.
قالها عنها الرسول أنها أم القرآن لأنّ الله جمع فيها أسرار ما سبق من كتب سماوية جليلة، وما في القرآن من أصول وقواعد جاءت مجملة في سورة الفاتحة
مضمون سورة الفاتحة
ركزت سورة الفاتحة على الأمور التي تختص بالعقيدة الإسلامية، وطرق تأسيسها في نفوس المسلمين، والدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وردع العباد عن عبادة الوثنية.
تعتبر الفاتحة سورة شاملة لكافة مقاصد القرآن الكريم، كما تطرّقت لصفات الله سبحانه وتعالى، والإيمان بالله واليوم الآخر وأمور العبادة.
يمتاز مضمون سورة الفاتحة بالإيجاز وبلاغة وفصاحة المعاني بالإضافة إلى قوة مصطلحات السورة والألفاظ المستخدمة في تركيبها
فضل سورة الفاتحة
تجدر الإشارة إلى فضل سورة الفاتحة في الإسلام، وإنَّ لسورة الفاتحة أهمية عظيمة، وفضائل كثيرة، فهي ركن أساسي من أركان الصلاة، ولا تصحّ الصلاة إلّا بقراءة سورة الفاتحة.
عنْ عُبادةَ بن الصَّامت أنّ رسول اللَّه قال: “لَا صلاة لمنْ لمْ يقْرأْ بفاتحةِ الكتابِ، فصاعِدًا قالَ سُفيانُ لمن يصلِّي وحدَه”. [3]
يكمن فضل سورة الفاتحة في كونِهَا أفضل سورة في القرآن.
عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رسولَ اللَّه -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- قالَ لأُبيِّ بنِ كعبٍ: أتُحبُّ أن أعلّمكَ سورةً لَم يَنْزِلْ فِي التَّورَاة ولَا في الإنجيل ولَا في الزَّبورِ ولَا فِي الفُرقان مثلُها؟، قالَ: نعمْ يا رسولَ اللَّه، قال: كيف تقرأُ في الصّلَاةِ؟، قال: فقرأ أمَّ القرآن، فقال رسولُ اللَّهِ: “والذي نفسِي بيدهِ ما أُنزِلَتْ في التَّوراةِ ولا في الْإنجيل ولا في الزّبور ولَا في الفرقان مثلها