في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة الجمعة بعنوان مع بداية العام الهجري مكتوبة؟ خطبة الجمعة القادمة 

خطبة اول جمعة محرم؟ 

خطبة الجمعة القادمة؟ 

.خطبه بعنوان مع بدايةالعام الهجري. 

مرحباً اعزائي الزوار في موقع النورس العربي alnwrsraby.net يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أصدق المعلومات والاجابات الصحيحة على أسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول خطبة الجمعة بعنوان مع بداية العام الهجري مكتوبة؟ خطبة الجمعة القادمة 

الخطبة الاولى

إنَّ الحَمدَ للهِ نَحمَدُهُ وَنَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُهُ وَنُتُوبُ إِلَيهِ ، /وَنَعُوذُ بِاللهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعمَالِنَا،/ مَن يَهدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، /وَمَن يُضلِل فَلَا هَادِيَ لَهُ ،.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ ،/ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

عباد الله,..وُلِدَ هِلَالُ المُحرَّمِ من العَامِ الهَجرِيِّ الجَديد,/ فَفَرِحَ بِمَولِدِهِ خَلْقٌ كثيرٌ من عِبَادِ الله,/ فَرِحُوا لِقُربِ تَحَقُّقِ أُمنِيَاتِهِم ومَوَاعِيدِهِم المُفرِحَة,.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 وَهَكَذَا يَفرَحُونَ دَائِمَاً بِمُرُورِ الَأيَامِ والشُّهورِ والَأعوَام لِكِنَّ الْحَقَّ أَنْ يُقَال: كَيْفَ يَفْرَحُ مَنْ يَوْمُهُ يَهْدِمُ شَهْرَهُ، /وَشَهْرُهُ يَهْدِمُ سَنَتَهُ وَسَنَتُهُ تَهْدِمُ عُمْرَهُ.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 كَيْفَ يَفْرَحُ مَنْ يَقُودُهُ عُمْرُهُ إِلَى أَجْلِهِ وَتَقُودُهُ حَيَاتُهُ إِلى مَوْتِهِ./ يَا مَنْ يَفرَحُ بِكثرَةِ مُرورِ السنينِ عَلْيهِ إنَّمَا تَفرَحُ بِنَقْصِ عُمُرِك وَقُرْبِ أَجَلِك, /

فَمَا أَنتَ إِلَّا أَيَّامٌ, /كُلَّمَا مَضَى يَوْمٌ مَضَى بَعْضُكِ.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

الدقائِقُ.تَفْنِي.السّاعَات, /والسّاعَاتُ تَفْنِي الَأيَّام, /وَالَأيامُ تَفْنِي الشهور, /وَالشُّهورُ تَفْنِي الَأعوام,/وَالَأعوَامُ تَفْنِي الَأعمار,.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 وَفَجأةً نَجِدُ أنفسَنَا قَدْ بَلغَنا الثلَاثينَ والَأربعينَ والخمسينَ والسِّتين, /فَمَاذَا أعدَدْنَا للقَاءِ الله؟

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 

 الغَفلَةُ خَطيرةٌ, /وَلِقَاءُ اللهِ مُتَحَتِّمٌ.

قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ لِرَجُلٍ: كَمْ أَتَتْ عَلَيْكَ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً قَالَ فَأَنْتَ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً تَسِيرُ إِلَى رَبِّكَ يُوشِكُ أَنْ تَبْلُغَ،/ فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

فَقَالَ الْفُضَيْلُ: أَتَعْرِفُ تَفْسِيرَهُ؟ تَقُولُ: أَنَا للهِ عَبْدٌ وَإِلَيْهِ رَاجِعٌ، /فَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ للهِ عَبْدٌ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ رَاجِعٌ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ وَمِنْ عَلِمَ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مَسْئُولٌ وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ مَسْئُولٌ فَلْيُعِدَّ لِلسُّؤَالِ جَوَابًا .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

فَقَالَ الرَّجُلُ:فَمَا الْحِيلَةُ؟/ قَالَ: يَسِيرَةٌ تُحْسِنُ فِيمَا بَقِيَ يُغْفَرُ لَكَ مَا مَضَى,/ فَإِنَّكَ إِنْ أَسَأْتَ فِيمَا بَقِيَ أُخِذْتَ بِمَا مَضَى وَبِمَا بَقِيَ.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

عباد الله, /بَدَأَ العامُ الجديدُ, /ولَاَ نَدرِي أنستكْمِلُهُ أم لَاَ؟ فَكَم فَقدْنَا مِن حَبيبٍ وَقريبٍ في العَامِ الماضِي الذي اِستكمَلنَاهُ ,/ مَا اَستكْمَلُوهُ كَمَا اَستكمَلْنَاه, /حَالَ بَيْنَهُم وبينَ خِتَامِهِ الْمَوتُ,.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 فَكَذَلِكَ نَحنُ لَاَ ندري أنستكمِلُ هَذَا العامَ الذي بَدَأ بلأمس القريب أم لَاَ؟.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 قَالَ ابنُ رجب رَحِمَهُ الله موعظَةً بَليغة: يَا أَبْنَاءَ العشرين كَمْ مَاتَ من أقرَانِكُم وتَخَلَّفتُم,.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 يَا أبناءَ الثلَاَثين أَصَبْتُم بالشَّبابِ عَلَى قُرْبٍ من العَهدِ فَمَا تَأسّفتُم,.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 يَا أبناءَ الَأربعين ذَهَبَ الصِّبَا وأنتُم على اللَّهو قد عَكَفتُم, 

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

يا أبناءَ الخمسين تنصّفتُم المائةَ ومَا أنصَفتُم يا أبناءَ السّتين أنتُم عَلَى مُعتَرَكِ المَنَايَا قَدْ أشرَفتُم أتلهُونَ وتَلعبُون؟ لقد أسرَفتُم.

 

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

يقول الشاعر .

 

..أَعَيْنَايَ هَلَّا تَبْكِيَانِ عَلَى عُمْـرِي..

***

  تَنَاثَرَ عُمْرِي مِنْ يَدِي وَلَا أَدْرِي.

***

 إِذَا كُنْتُ قَدْ جَاوَزْتُ سِتِّينَ حَجَّةً.

***

  وَلَمْ أَتَأَهَّبْ لِلْمَمَاتِ فَمَا عُذْرِي؟

اللَّهُمَّ.. اغْفِرْ لَنَا فِي مامضى وَاعْفُ عَنَّا فيمابقئ وَاخْتِم بالصالحات اعنالنا ياارحم الرَّاحِمِين ، 

 

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 

أَقُول ماسمعتم ،/ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ ، /تُوبُوا إلَى اللَّهِ أَنَّهُ ، /هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . . 

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 

 

 

الخطبة الثانية

الحَمدُ للهِ، /وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،/ وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 وبَعدُ فَيَا عِبادَ الله,/

 أعْظَمُ وصيةٍ تُبذَلُ في بِدَايةِ أيِّ عَامٍ وأيِّ شهرٍ وأيِّ يومٍ وأيِّ ليلَةٍ الوصيةُ بتقوى اللهِ ثُمَّ بالتوبةِ النصوح ثُمَّ بالعملِ الصالِح ثُمَّ بِالبُعدِ عن أسبابِ سخطِ اللهِ, 

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

نُوصِيكُم بِتَعبيدِ أنفسِنَا لَهُ, /فنُخلِصُ لَهُ في أعمالِنا, /في نياتِنَا, /في أقوالنا, /في أفعالنا, .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

نَطْلُبُ مَا لَدَيه, /نَتَوَكَّلُ عليه, /نَقِفُ بينَ يَديه رَغْبَةً ورَهْبَةً إليه وَطِّنُوا أنفسَكُم من بدايةِ العام عَلَى تَطبيقِ هَذِهِ المقاصِدِ حَتَّى تَكونُوا عَلَى استعدادٍ لِلِقَاءِ الله في أيِّ لَحْظَةٍ من حياتِكُم فَكُلُّ لَحظَةٍ تَمُرّ تُدنِي من الَأجلِ,.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

إِنَّــا لَنَفْـرَحُ بِالْأَيَّـامِ نَقْطَعُـهَا 

***

 وَكُـلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الْأَجَلِ

***

فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ مُجْتَهِدًا .

*** 

 فَإِنَّمَا الرِّبْحُ وَالْخُسْرَانُ فِي الْعَمَلِ

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

اللَّهُمّ . . اجْعَل خَيْرَ أعمالِنَا آخِرُهَا وَخَيْرُ أَيَّامِنَا يَوْم . /أَن نلقاك فِيهِ وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا يَارَبّ الْعَالَمِين . .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

عباد الله,.. هَذَا شَهْرُ المُحرَّمِ يُشرَعُ فيهِ الصوم, لِأنَّ النبيَّ ﷺ كَانَ يَتَحَرَّى الصومَ فِيه, /وآكَدُ صَومِهِ عَاشوراء,/ العَاشِرُ منه,/ فصَومُهُ يُكَفِّرُ السَنَةَ الماضية,/

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 ومَنْ السُّنَّةِ أن يُصَامَ مَعَهُ يومٌ,/ يَا قَبْلَه أو بَعدَه,/ ومَنْ صَامَهُ وحدَهُ أجزئَهُ لَكِنَّهُ تَرَكَ الَأفضل,/ ومَنْ صَامَ الثلَاثةَ التاسِعَ والعاشِرَ والحادِيَ عَشَر حَقَّق الَأكمَل.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

وَفَّقَنَا اللهُ وَإيّاكُم لِمَا يُحِبُّهُ ويَرضَاه.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

اللَّهُمَّ.. اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ و فِي كُلِّ الْأَيَّامِ وَالْأَعْوَام والسنوات… 

 

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 

رَبَّنَا آت نُفُوسِنَا تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أنتَ خَيْرُ مِنْ زَكَّاهَا أنتَ وَأَيَّهَا وَمَوْلاهَا . 

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . . 

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

سُبْحَانَ رَبِّك ربِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يصِفون ،/ وسلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، /والحمدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ./ وَأَقِم الصلاة…

ملاحظة: الخطبة منقوله.

4 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
مختارة بواسطة
 
أفضل إجابة

 . خُطْبَة بِعِنْوَان الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ دُرُوس وَعَبَّر .  

الخطبة الأولى

 

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، /وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، /مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ 

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . 

 

 

أَمَّا بَعْدُ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آلعمران : 102] . 

أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : قَال -تعالى- فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة : 40] . 

 

 

أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : أَنَّ الْهِجْرَةَ حَدَث تَارِيخ عَظِيمٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَمُرَّ عَلَيْنَا مُرُور الْكِرَام بَلْ لِأَجْلِ أَنْ نَأْخُذَ مِنْهُ الْعِبَر وَالدُّرُوس 

 فَلَقَد هَاجَر نَبِيِّنَا عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ مِنْ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ إلَى الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ بَعْدَ أَنْ لَقِيَ مِنْ الْأَذَى وَالضِّيق وَالْبَلَاء مَا لَا تَتَحَمَّلُهُ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي ،/ وَفَقْد النَّصِير الْعَزِيزِ مِنْ أَهْلِهِ وأقربائه كَأَبِي طَالِبٍ وَخَدِيجَة الْفُضْلَى .

وَأَمَرَهُ اللَّهُ حِينَئِذٍ بِالصَّبْر وَالْهِجْرَة فَقَال : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) [الأحقاف : 35] 

 

لَقَد تَأْمُر الْمُشْرِكُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،/ وَقَرَّرُوا أَن يفتكوا ويقتلوه لَكِنَّ اللَّهَ نَجَاةٌ حَمَاه وَأَيَّدَه وَنَصَرَه فَقَال : (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ) [يس : 9]

وَعِنْدَمَا وَصَلَ إلَى غَارٍ ثَوْر تَتَبَّع الْمُشْرِكُون أَثَرِهِ حَتّى وَصَلُوا إلَيْهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وَهُو يَتَسَمَّع أَصْوَاتَهُم : "لو نَظَرٌ أَحَدُهُمْ إلَى قَدَمِهِ لَأَبْصَرَنَا . . " . 

وَأَيَّد اللّهُ رَسُولَه الْكَرِيم بِالْمُعْجِزَاتِ الْبَاهِرَاتِ ،/ وَالْآيَات الْبَيِّنَات ،/ لِتَدُلَّ عَلَى نُبُوَّتِهِ وَرِسَالَتُهُ ،/ مِنْهَا مَا حَصَلَ لسراقة بْنِ مَالِكٍ حِينَمَا أَرَادَ أَنْ يُؤْذِيَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- .

فَسَاخَتْ قَوَائِمُ الْفَرَسُ فِي الْأَرْضِ وَنَجَّا اللَّهُ نَبِيَّهُ مِنْ أَذًى قُرَيْشٍ بَعْدَ أَنْ رصدت جَائِزَةٌ لِمَنْ يَأْتِي بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .  

 

أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَصَل رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلَى الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ -الموطن الجديد- بِسَلَام وَحُفِظَ مِنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ /، وَاسْتَقْبَلَه الْأَنْصَار بالتَّرْحاب وَالْفَرَح ،..

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 وَكَانَ أَوّلَ مَا بَاشَرَ بِهِ بِنَاءً الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ ، /وَأَلّفَ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَبَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ،/ وَظَهَرَت خَوَارِقِ الْعَادَاتِ وَالْأَخْلَاق مِنْ الْإِيثَارِ ، /وَالْمَحَبَّة ،/ وَالتَّعَاوُن وَالْوَفَاء حَيَّرَت الْعُلَمَاءُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَلَمْ يُمْكِنْهُمْ تَفْسِيرِهَا بِشَيْءٍ إلَّا بِالإِيمَانِ الصَّادِق وَالْيَقِين الْجَازِم . 

 

أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : لَقَد دَلَّت الْهِجْرَةُ عَلَى دُرُوس وَعَبَّر وَعِظَات نلخصها ونجملها فِيمَا يَلِي : 

 

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 

أَوَّلًا : حِفْظِ اللَّهِ لِنَبِيِّهِ وَتَأْيِيدِه لَه ، /وَيَتَجَلَّى ذَلِكَ عِنْدَمَا أَحَاطَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ،/ فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ بَيْنِهِمْ مَخْرَجًا ، .

وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُسْلِمَ مَتَى مَا حِفْظ أَوَامِرِ اللَّهِ بِالِامْتِثَال ، /وَنَوَاهِيه بِالِانْتِهَاء ،/ وَحُدُودِه بِالْوُقُوفِ عَلَيْهَا وَعَدَمُ تَجَاوَزَهَا حَفِظَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَبَعْدَ الْمَمَاتِ ،/ وَحِفْظِه فِي دِينِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ ،/وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي اللَّه عنهما- : "احفظ اللَّه يحفظك" . 

 

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

 

وَاعْلَمُوا أَنَّ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ مَعَ الْأَخْذِ بِالْأَسْبَاب مِن عَوَامِل النَّجَاة ،/ فَلَا يَنْبَغِي عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ أَنْ يتواكلوا وَيَنْتَظِرُوا خَرْقٌ النواميس الْكَوْنِيَّة ؛/ لِيَتَحَقَّق لَهُمْ النّصْرَ بَلْ لَابُدَّ مِنْ الاِسْتِفادَةُ مِنْ جَمِيعِ الوَسائِلِ المتاحة ،/ وَمِنْ ثَمَّ التَّوَكُّل وَالْيَقِين وَالثِّقَة بِاَللَّه لِيَأْتِي النَّصْر وَالْفَرْج 

 وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ اسْتِعْدَاد رَسُولِنَا الْكَرِيم لِلْهِجْرَة الِاسْتِعْدَاد الْكَامِل ،/ وَالِاسْتِعَانَة بالخبرة وَمَعْرِفَة الطُّرُق وَالْخُرُوج خُفَّيْه وَتُسْمَع الْأَخْبَارُ وَنَحْوُهَا قَالَ تَعَالَى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ) [الأنفال : 60] . 

ثَانِيًا : دَلَّت الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ عَلَى فَضْلِ الْمَسْجِد وَدَوْرُه فِي التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ ،/ وَتَوْحِيد الْكَلِمَة ،/ ورص الصَّفّ ،/ وَيَتَجَلَّى ذَلِكَ فِي أَنَّ أَوَّلَ عَمَلٍ قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بَعْدَ دُخُولِهِ الْمَدِينَة الْمُنَوَّرَةِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ ، /وَمُشَارِكَة الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فِي الْبِنَاءِ ، .

وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ أَهْلَ الْإِيمَانِ أَنَّهُمْ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ ويكبرونه فَقَال : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور : 36-37] . 

عَلَيْنَا أَنْ نفعِّل دُور الْمَسْجِد الْيَوْمَ مِنْ خِلَالِ الِاهْتِمَام بِصَلَاةِ الْجَمَاعَةِ ،/ وَتَسْوِيَةُ الصُّفُوفِ ،/ وَالْقِيَام بِوَاجِب الدَّعْوَة وَتَفَقُّد أَحْوَالَ الْمَرْضَى وَالْمَسَاكِين والمحتاجين ،/ وَالتَّأْلِيف بَيْنَ الْمُتَخَاصِمَيْنِ والمتباعدين . 

ثَالِثًا : أَنَّ الْإِخْوَةَ الإيمانية الْقَائِمَةُ عَلَى أَسَاسِ الْعَقِيدَة الصَّافِيَة سَبَبٌ فِي بِنَاءِ الْمُجْتَمَع وَتَحْصِينُه مِنْ الْآفَاتِ وَالتَّصَدُّع ،/ وَيَتَجَلَّى ذَلِكَ مِنْ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ بِعَقْد الْإِخَاء الَّذِي جَمَعَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ.

 قَالَ -تعالى- : (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر : 9] 

فحري بِنَا أَنْ تَتَوَحَّد كَلِمَتُنَا ،/ وَتَجْتَمِع أَمَتَّنَا عَلَى الْحَقِّ ،/ وتتوافق الرَّايَات تَحْت مُظِلّه الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ ،/ وَإِن نَنْبِذ التَّعَصُّب لِلْقَبِيلَة أَوْ الْجِنْسِيَّةِ أَوْ اللَّوْنُ أَوْ النَّسَبِ أَوْ الْمَذْهَبُ أَوْ الْعِرْقِ ،.

 وَإِن نَكُون كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ، /فَلَا تَنْتَهِي العَلاَقَات الأخوية بَيْن الْمُصَلِّين بِمُجَرَّدِ الْخُرُوجِ مِنْ الصَّلَاةِ . 

 

أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : أَنَّ الْهِجْرَةَ انْتَهَت وَفَاز بِفَضْلِهَا السَّابِقُون الْأَوَّلُون حَيْثُ قَالَ سَيِّدُ الْبَرِّيَّة -عليه الصَّلَاة والسلام- : "لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفتح" ،/ وَلَكِنْ يُمْكِنُ لِلْمُسْلِمِين الْيَوْم تَحْصِيلُ بَعْضِ مَعَانِيهَا ،/ وَتَطْبِيق كَثِيرٍ مِنْ أَوْصَافِهَا .

 وَذَلِكَ لِأَنَّ الْهِجْرَةَ هِي إحْدَاث التَّغْيِير وَالِانْتِقَالَ فِي النَّفْسِ وَالْقَلْب وَالْجَوَارِح ،/ وَيَدْخُلُ فِيهَا هِجْرَان الْمَنْهِيَّات وَالْمُنْكَرَات إلَى مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَالْحَسَنَات ،/ وَفِي الْحَدِيثِ : "المسلم مَنْ سَلَّمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عنه" . 

فَأَيْنَ نَحْنُ الْيَوْمَ مِنْ مَعَانِي الْهِجْرَة هَل أَن أَعْمَالِنَا وسلوكنا وأخلاقنا ومعاملاتنا وَسَائِر أَحْوَالِنَا تَعْكِس صُورَة الْإِسْلَام ؛/ لِيُغَيِّر اللَّهُ بِنَا مِنْ حَالِ الذُّلّ إلَى الْعِزّ ،/ وَمِنْ حَالِ الْفُرْقَةِ إلَى حَالِ الْقُوَّةِ وَالِاجْتِمَاع وَالْمَحَبَّة .باذن الله تعالى وقدرته تبارك الله وهو على مل شيء قدير . 

أَقُولُ هَذَا الْقَوْلِ ،/ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ ،/ تُوبُوا أَىّ اللَّه ،/ أَنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 

بواسطة
الخطبة الثانية



الحَمدُ للهِ،/ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،/ وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ.



•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••



أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : هَذِهِ بَعْضُ الدُّرُوسِ الْمُسْتَفَادَةِ مِنْ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ عَلَيْنَا أَنْ نتأملها ونتدبرها ،/ وَنَتَّخِذهَا زَادًا ونبراسا نستضيء بِهِ فِي حَيَاتِنَا وَأَعْمَالِنَا .



وَأَنْ نُعلّمَ أَوْلَادَنَا وَبَنَاتِنَا تِلْكَ الْمَعَانِي السامية وَالْأَخْلَاق الْفَاضِلَة ونغرسها فِي نُفُوسِهِمْ حَتَّى ينشؤوا عَلَى الْفَضَائِلِ ،/ ويتربوا عَلَى الشَّمَائِلِ.

لِيَكُونُوا أَدَّاه صَالِحَةً فِي خِدْمَةِ مجتمعهم وَدِينُهُم .

هَذَا وَصَلَّوْا وسلّموا عَلَى خَيْرِ خَلَقَ اللَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْداللَّه وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تسليماً كَثِيرًا . .



اللَّهُمّ.. اغفِر ذنوبَنا ،/ واستُر عيوبَنا ،/ ويسِّر أمورَنا ،/ وبلِّغنا فِيمَا يُرضِيك آمالَنا ، .

  



رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .

 

 

رَبَّنَا آت نُفُوسِنَا تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أنتَ خَيْرُ مِنْ زماها ،/ أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا .

 

سُبْحَانَ رَبِّك ربِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يصِفون ،/ وسلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ،/ والحمدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ./ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ . . .
0 تصويتات
بواسطة
خطبة الجمعة_ الهجرة ويوم عاشوراء مع مطلع العام الهجري.

الخطبة الأولى.

الحمد لله الفتاح العليم، هو الأول بلا بداية، و الآخر بلا نهاية. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أولٌ قبل كُلِّ أول، وآخرٌ بعد كُلِّ آخر. } هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ { (3-الحديد). وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، نور الله الساطع، وبرهانه القاطع، وحجته الظاهرة. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لكل فضل، والباب لكل خير، وآله وصحبه، وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين، آمين.

 

أما بعد: فإن لكل مؤمن هجرة في مناسبة الهجرة، وهجرة المؤمن في هذه المناسبة الكريمة هي في قوله صلى الله عليه وسلم: { المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدهِ، والمُؤمِنُ مَنْ آمِنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ - يعني شروره وآثامه - والمُهَاجِرُ مَنْ هَجرَ مَا نََهَى اللهُ عنه }[2].

فالمؤمن في نهاية العام وبداية عام جديد، لابد له من وقفة مع نفسه، يقلّب صفحات العام الماضي أمام عينيه، فما وجد فيها من عملٍ حسن شكر الله عزَّ وجلَّ عليه، وسأله أن يزيده منه، وما وجد فيه من عمل فيه إثم أو وزر، أو غفلة أو جهالة - سواء كان عن قصد أو عن غير قصد - تاب إلى الله عزَّ وجلَّ منه، وسأله أن يسعه بواسع مغفرته، وشامل رحمته عزَّ وجلَّ.

ولذلك كان دأب السلف الصالح - رضى الله عنهم - أن يجعلوا اليوم الأخير من العام كلًّه للتوبة والاستغفار مما مضى من الذنوب والآثام، فلا تَكِلُّ ألسنتُهُم من الاستغفار، وتقف أفئدتهم وقلوبهم على باب التواب الغفار، تسأله بقلوب منكسرة وأبدان خاشعة غفران ما مضى، والعفو عما سلف، ويضرعون إليه أن يوفقهم فيما بقى من الأوقات والأيام والأنفاس.

وكانوا يحرصون أن تكون نهاية العام خيراً، وبدايته خيراً، فتطوى صحف العام الماضي بالأعمال الصالحة. فيجعلون الليلة الختامية للعام مع الله .. في كتاب الله، أو في عبادة واردة في كتاب الله، أو مأثورة عن سيدنا رسول الله، أو على الأقل يغلقون ألسنتهم في هذه الليلة عن الخنا والفجور، وقول الزور، واللغو - فضلاً عن الغِيبَةِ والنَّمِيمَة، وما شابه ذلك - لقوله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا}[3]. فإذا ختم العام بخير لعل الله يأتي على ما فيه من ذنوب وسيئات فيمحوها، بل ربما يبدِّلُها - كما قال عزَّ شأنه - بحسنات: } فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ { (70-الفرقان).

وقد قال صلى الله عليه وسلم حديثاً عظيماً، وأصلاً كريماً، وعملاً سهلاً يسيراً على كل مؤمن، فقال صلى الله عليه وسلم : { إذا قال العبد المؤمن: لا إله إلا الله ذهبت إلى صحيفته فَمَحَتْ كل سيئة تقابلها حتى تجد حسنة تقف بجوارها }[4]، يعنى: ما بينها وبين العمل الصالح المسجل في صحيفتك تمحوه، أي أن: لا إله إلا الله تمحو ما قبلها من الخطايا. ويفتتحون هذا العام بالصيام لقوله صلى الله عليه وسلم: { أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللّهِ الْمُحَرَّمُ }[5].

ولا شك أن العمل الذي بدايته الصيام عمل ناجح وصالح على الدوام، لما ورد فى الأثر { إذا أحب الله عبداً وفقه لأفضل الأعمال في أفضل الأوقات }. وكان بعضهم يفتتح في هذا اليوم القرآن الكريم ولا يتركه حتى يأتي على نهايته. ومن كان يعلم من نفسه العجز كان يقرأ في صبيحة ذلك اليوم بسم الله الرحمن الرحيم مائة وأربع عشرة مرة - يعني بعدد سور القرآن الكريم - ويكثر من قراءة سورة الإخلاص، لأنه ورد في الحديث الشريف: ( أنها ثلث القرآن ).

وكان كثير منهم يصلي في هذه الليلة أو هذا اليوم صلاة التسابيح، لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس في شأنها حيث قال له صلى الله عليه وسلم: { يَا عَبَّاسُ يَاعَمَّاهُ أَلاَ أُعْطِيكَ؟ أَلاَ أَمْنَحُكَ؟ أَلاَ أَحْبُوكَ؟ أَلاَ أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ إذا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ الله لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ خَطْأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ سِرَّهُ وَعَلاَنِيَتَهُ عَشْرَ خُصَالٍ أَنْ تُصَلِّي أَربَعَ رَكَعَاتٍ ثم وصفها له وقال له في نهايتها: إنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيهَا في كلِّ يَوْمٍ فَافْعَلْ، فإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فإِنْ لَمْ تَفْعَل فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً }[6]. فكانوا يبدأون العام بهذه الصلاة طلباً لمغفرة الله، ورجاءاً فيما عند الله عزَّ وجلّ.

أما الهجرة التي يهاجرونها فإن كل مؤمن في هذا العام الجديد يراجع نفسه، ويطابق أوصاف نفسه، على ما ورد عن الحبيب المختار صلى الله عليه وسلم من ناحية الأخلاق والعبادات والعادات والمعاملات، فإن وجد في نفسه خُلُقاً لا يتطابق مع الشمائل المحمدية هَجَرَه، وكان في ذلك هجرته وانتقل إلى الأفضل والأعظم، بمعنى: إذا وجد في نفسه شيئاً من الكِبْر - ومن صفات الحبيب صلى الله عليه وسلم التواضع - هجر الكبر، وسارع إلى التخلق بالتواضع لله عزَّ وجلّ.

ويحثه على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: { لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ. قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ: إِنَّ الله جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ. الْكِبْرُ: بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ}[7]. يعني: عدم الاعتراف بالحق مع التلبس بالباطل - يعني يرى الإنسانُ نَفْسَهُ مخطئاً ولا يعترف بخطئه، ويُصِرُّ أنه على صواب - لأن الاعتراف بالحق فضيلة.

وهذا مرض قد شاع وانتشر في عصرنا وزماننا!! فإن المرء يعرف ويتيقن أنه على خطأ، ولكنه يكابر ويجادل ويرفض الاعتراف بذلك، وليس هذا من شرع الله ولا من دين الله - في قليل أو كثير- بل هو كما نعى على أهله الله: } وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ { (206-البقرة)، لأن المؤمن يعترف بخطئه ولو كان مع طفل صغير، فضلاً عن امرأة أو صبي، أو أخ أو مسلم مهما كان شأنهن فإن الاعتراف بالخطأ يمحو الضغينة في قلوب الآخرين، ويستل الحقد من قلوب الآخرين، لأن اعتراف الإنسان يكون بمثابة غسيل لقلوب الآخرين: } وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ { (47-الحجر).

وكذا إن كان يجد في نفسه غلظة بدَّلها بالشفقة والرحمة، وجعل قدوته قول الله: } فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ { (159-آل عمران). وإن وجد في نفسه شحاً عالجه بالكرم المحمدي، وإن وجد في نفسه عَجَلَةً عالج ذلك بالحلم النبوي. وهكذا ينظر في أخلاقه، ويقيسها بشمائل وصفات وأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتلو في ذلك - بعمله لا بلسانه - قول الله عزَّ وجلّ: } لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا { (21-الأحزاب). وقس على ذلك بقية الشمائل والأخلاق.

ثم ينتقل إلى عباداته، فإن وجد في عباداته تكاسلاً أو تراخياً، أو قلة إخبات وخشوع وخضوع، رجع إلى نفسه ليصلح من شأنه. فإن وجد نفسه يصلي الصبح بعد شروق الشمس، فَلْيَبْكِ بدل الدمع دماً، وإذا وجد أن نفسه لا تتأسف على ذلك، ولا تحزن على ذلك - فإن الذي يستيقظ من نومه بعد الشمس ولا يجد في قلبه لوماً، ولا توبيخاً، ولا تعنيفاً لنفسه - فقد سقط من عين الله عزَّ وجلّ، لأن من عَظَّمَهُ الله جعله يعظم فرائضه، ومن سقط من عين الله عزَّ وجلّ جعله يتكاسل ويتراخى عن فرائضه. وقد وصف بذلك المنافقين فقال: } وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً { (142-النساء). وقال صلى الله عليه وسلم: { بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ شُهُودُ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ، لاَ يَسْتَطِيعُونَهُمَا }[8]. وقال سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: ( أتى علينا وقت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يتخلف عن صلاة الجماعة في وقتها إلا منافق ظاهر النفاق )، فيتخلص من أمثال هذه العادات.

وأيضاً إذا وجد نفسه يجلس يتحدث أو يجلس - وليس له عمل - ويستمع إلى الآذان ولا يجد من نفسه عزيمة ولا حركة لتلبية الآذان في وقته، فليعلم علم اليقين أنه في هذا الوقت ممن باءوا بالخزلان من الرحمن عزَّ وجلّ لأن الله لا يحضر أمام حضرته في الصف الأول في الوقت الأول إلا من يحبه عزَّ وجلّ ، وفى الأثر كما أسلفنا: { إذا أحب الله عبداً سخره لأفضل الأعمال في أفضل الأوقات } وقد قال له سيدنا جابر رضى الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: { أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا }[9] .

ثم بعد ذلك يكون للمسلم وقفة مع عاداته، فإن كانت عاداته توافق شرع الله حمد الله عليها، وذلك كعاداته في أكله وفي شربه، وفي زيِّه وفي نومه، وفى مشيه وفي حديثه، وفي جلوسه مع الآخرين. فإن كان من الذين } وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا { (67-الفرقان)، فرح وبشَّر نفسه لأنه من عباد الرحمن. أما إذا كان مقتراً على نفسه وأهله - مع السعة - أو مبذراً، فإن هذه علامة أن الله لا يحبه لقوله عزَّ وجلّ: } إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{ (141-الأنعام)، وقوله: }إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ{ (27-الإسراء(.

فمثلاً إن كان يشرب دخاناً فالله عزَّ وجلّ أمرنا أن نشكره على النعم ومن أجل النعم نعمة المال وهل يليق بمؤمن أعطاه الله المال أن يشكره بحرق هذا المال؟ هذا مع أنه يحرق مع المال صدره ورئتيه وأعضاء جسمه لا يحرق المال فقط بل يضر نفسه ويضيق على أهل بيته فليهجر هذه العادة الذميمة مع مطلع العام الهجري الجديد ليكون من المهاجرين: }لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ - ما جزاؤهم؟ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{ (8-الحشر(.

إذا كان يجالس بعض الغافلين الذين يخوضون بالباطل في أعراض الآخرين، ولا يتورعون عن الغيبة والنميمة، فليمتثل لقول ملك الملوك عزَّ وجلّ: } فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ { (68-الأنعام)، يهجر هذه المجالس ويجالس الذين أمر الله المؤمنين أن يجالسوهم في قوله عزَّ وجلّ: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ { (119-التوبة).

وكذلك إذا كان له عادات في مشيه وفي نومه وفي حديثه لا تطابق ما ورد في كتاب الله وفي سنة رسول الله فليهجرها ليكون مهاجراً، وكذلك في معاملاته. فالرجل الصالح في زماننا هو الذي يتعامل مع الخلق على سنة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، فلو كانت الكذبة الواحدة ستدر عليه ملايين الدولارات يرفضها ويأباها لأن فيها مخالفة لله ومخالفة لحبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم، ويكفي أن الكاذب يدخل في قول الله: } فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ { (61-آل عمران).

فلا يدخل في لهو ولا في مزاح ولا في جد لا مع صبيان ولا مع أهله ولا مع إخوانه لأن المؤمن الصادق في كل أقواله وأعماله فيتحرى في تعامله مع إخوانه أن يكون من المؤمنين وهذا يقتضي أن يتبرأ من الغش لقول سيد الأولين والآخرين: { مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا}[10]. فلا يغش الأمة أو أي فرد من الأمة في نصيحة أو في قول أو في عمل أو في بيع أو في شراء أو ما شابه ذلك فلو طالبه إنسان بنصيحة وقال خلاف ما يعرف ويعلم إن ذلك خلاف الحقيقة فهو غش يحاسب عليه يوم الدين وما أكثر الغشاشين في زماننا بهذه الطريقة.

فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، قال صلى الله عليه وسلم: {التائب حبيب الرحمن، والتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ}[11]، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، المنعم بجلائل النعم على مَنْ آمن بالله ورضى بما قسم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خزائن رزقه لا تنفد، وكنوز جوده لا تنتهي. وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، نور الأتقياء، وسراج الأولياء، وشمس البهاء يوم اللقاء.

فاللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة المهداة، والنعمة المسداة لجميع خلق الله، وعلى آله وأصحابه وكل من اتبع هداه إلى يوم الدين ..آمين.

 

أما بعد: إذاً عرفنا من هو المهاجر؟ المهاجر هو الذي يهجر من نفسه خُلُقاً ذميماً، أو عادة سيئة، أو معاملة غير طيبة. وقد قال الإمام أبو يزيد البسطامي رضى الله عنه: (ليست الكرامة أن تطير في الهواء لأن أي طائر يفعل ذلك، ولا أن تمشي على الماء لأن الأسماك تستطيع ذلك، ولا أن تقطع ما بين المشرق والمغرب في لحظة لأن إبليس يفعل ذلك ولكن الكرامة أن تغير خلقاً سيئاً فيك بخلق حسن).

وهذه هي العظة الكبرى من الهجرة!! فإن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم استطاع أن يغير أخلاق العرب - من الفسق والفجور، والظلم والكبرياء، واللهو والمجون، والفخر بالآباء والأجداد والأحساب والأنساب، إلى } فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى { (88- الكهف). قال صلى الله عليه وسلم: {المهاجِرُ مَن هَجرَ ما نَهى اللّهُ عنه}.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

اللهم تولنا برعايتك وأمدنا بمدد قدرتك، وألهمنا بعلومك وحكمتك واحفظنا بحفظك وصيانتك.

اللهم أصلح قادة المسلمين أجمعين وأصلح أحوال المسلمين في كل وطن يا أرحم الراحمين.

} إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { (90-النحل).

اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة.
بواسطة
*************************

[2] متفق عليه.

[3] رواه ابن حبان في صحيحه والبخاري والطبراني في الكبير، والدار قطنى في السنن عن سهل ابن سعد.

[4] رواه أبو يعلى في مسنده عن أنس.

[5] رواه أحمد وأبو داود في سننه والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة.

[6] رواه ابن ماجة في سننه والبيهقي في سننه، السيوطي في الكبير، وأبو داود في سننه والحاكم والترمذي عن ابن عباس.

[7] رواه مسلم والسيوطي في الفتح الكبير عن ابن مسعود.

[8] رواه الطبراني في الكبير عن قتادة، والأوسط عن عائشة.

[9] رواه مسلم عن ابن مسعود، والخطيب عن أنس والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود.

[10] رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في سننه وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة.

[11] أخرجه ابن ماجة عن ابن مسعود والديلمي عن أنس وابن عباس والطبراني في الكبير عن أبي سعيد الخدري.
1443
0 تصويتات
بواسطة
خطبة بعنوان بِدَايَةِ كُلِّ عَامٍ هِجْرِيٍّ جَدِيدٍ 1443 .
بواسطة
خطب مكتوبة عن شهر الله المحرم
فضل شهر الله المحرم
خطبة عن شهر محرم وصيام عاشوراء
خطبة عن شهر رجب
أسرار شهر الله المحرم
خطبة عن المحرم وعاشوراء
0 تصويتات
بواسطة
خطبة الجمعة بعنوان مع بداية العام الهجري مكتوبة؟ خطبة الجمعة القادمة

خطب بداية العام الهجري 1445

خطبة اول جمعة محرم؟

خطبة الجمعة القادمة؟

.خطبه بعنوان مع بدايةالعام الهجري.

اسئلة متعلقة

...