في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة

كيف غير السلطان سليم الاول تاريخ العالم العربي _ السلطان الصارم 

السلطان سليم الأول الشاب «الصارم» الذي غيّر تاريخ العالم العربي)

مرحباً اعزائي الزوار في موقع النورس العربي alnwrsraby.net يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أصدق المعلومات والاجابات الصحيحة على أسالتكم في مجال التاريخ الإسلامي فترة الخلافة العثمانية التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول كيف غير السلطان سليم الاول تاريخ العالم العربي _ السلطان الصارم

معلومات تاريخية 

السلطان سليم الأول.. خمسة قرون لم تُطفئ الجدل

أمثلة من التاريخ تكاد لا تحصى، تثبت تلك القاعدة الراسخة، التي تنصُّ على أنّ حجم الجدل، وتباين اتجاهاته حول شخصيةٍ ما، يتناسب طرديًا مع اتساع درجة تأثيرها، وحجم الدور الذي لعبته على مسرح الأحداث، خاصة السياسية والحربية. على قِصَر مدّة اعتلائه سُدّة عرش العثمانيين، والتي لم تتجاوز ثماني سنوات، فإن سليم الأول قد أحدث – ولا يزال – جلبةً هائلة، لم يَضعُف دويَّها عبر قرونٍ خمسة انقلبت فيها الدنيا رأسًا على عقب، وتردّد صداها في ساحات المعارك، وقاعات الدرس، وأفنية المساجد، ومؤخرًا على شاشات التلفاز.

من اللافت كذلك، ذلك الطيف الواسع من الآراء والتقييمات لشخصية سليم الأول وأفعاله. فمن جانبٍ، يراه البعض سفاحًا دمويًا، صخريّ القلب، مهووسًا بالسلطنة والسيطرة، ولا يملك في قلبه مثقال ذرةٍ من شفقة، ليرحم بها أباه السلطان العجوز أو إخوته، وأبناء إخوته، الذين أطاح بهم جميعًا في شهوره السلطانية الأولى. وما تجلّى كذلك من فرطِ قسوته عندما سحق ممالك الشرق تحت سنابك خيله الغاشمة، خاصة السلطنة المملوكية العجوز، وعاصمتها القاهرة.

في المقابل، وعلى النقيض التام، هناك من يعتبرونه مجددَ الخلافة الإسلامية، وباعث الفورة العثمانية، وحفيد الفاتح العظيم، الذي كأن سنيَّ حكمه امتدادٌ لزمن جدِّه فاتح القسطنطينية، الذي لم يكن سيفه يجدُ ثانية يرتاح فيها في غِمده.

يرى الآخرون أن حزمَ سليم الأول وعزمَاته وإن اختلطا بالقسوة والشراسة، فما كانت إلا شدَّة في محلها، أخضعت المتمردين، وأثخَنَتْ في المتآمرين، وحفِظَت مُلك أجداده، وأعادت الأمة الإسلامية لأول مرة منذ قرون طويلة، دولةً إسلاميّة مركزية قوية، ذات حدودٍ فريدة، تمتدُّ من أعتاب وسط أوروبا غربًا، إلى حدود بلاد فارس شرقًا، ومن شبه جزيرة القرم شمالًا إلى النوبة جنوبًا، في عقدٍ من الحواضر الإسلامية الكبرى انتظمت فيه المدينتيْن المقدستيْن مكة والمدينة، وثالثتُهما بيت المقدس، والقاهرة، والإسكندرية، ودمشق، وحلب، حول واسطة العقد إسطنبول.

شاهد أيضاً : من هنا كيف تولي السلطان سليم الاول الحكم تاريخياً

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
كيف تولي السلطان سليم الاول الحكم تاريخياً
0 تصويتات
بواسطة
أطلق على سليم وهو صغير لقب "ياووز" أو "يافوز" كما تنطق بالتركيّة وتعني بالعربية "صارم"، وتروي المصادر التركية والعربيّة على السّواء أنّ سليم كان مشاغباً في صغره، كثير الحركة، مهتمّاً بالفروسيّة والقتال، وهي الطّباع التي ستتخلّل سنين حكمه القليلة التي قضّاها في حروب ومعارك يعتبر بعضها أطول الحروب في تاريخ الدولة العثمانيّة كاملةً

حكم بايزيد 31 عاماً أحكم خلالها سيطرته على كافة الأراضي العثمانية، وفي أواخر حكمه وزّع ولايات على أولاده الثلاثة، بالترتيب: أحمد الأكبر، وكركود، وسليم "الصارم". ومع تقدّم السلطان في السنّ وتجاوزه الستين عاماً، قرر أن يتخلّى عن الحكم لابنه الأكبر أحمد، وكان أحمد على تواصلٍ مع الصفويّين (الفرس الذين اتخذوا تبريز عاصمةً لهم)، وقد دعمه الشاه إسماعيل الصفوي للوصول للحكم، لكنّ سليم الأصغر كان لديه رأيٌ آخر.

كان سليم والياً على طرابزون، وقد أتاحت له ولايته لتلك المنطقة احتكاكه ببعض تحرّكات الدولة الصفوية الشيعيّة الرامية للتوسّع في الأناضول على حساب الدولة العثمانية، قرّر سليم إعلان العصيان على والده الذي رأى أنّه متخاذل عن مقاومة الصفويين وخطرهم الكبير على السلطنة.

استطاع جيش السلطنة هزيمة سليم الأوّل، لكنّه استطاع إعادة جيشه والتنسيق مع بعض قادة الجند الإنكشارية ليدعموه، دخل سليم إلى إسطنبول مُجبِراً أباه على التخلِّي عن العرش له وليس لأخيه الأكبر أحمد، وهنا بدأ أحمد في التمرُّد ومحاربة سليم.

استطاع سليم أن يهزم أخيه أحمد المدعوم من قبل الصفويين الشيعة، وعندما ضاقت الأرض بأحمد، حاول اللجوء للدولةِ المملوكيّة، وراسل السلطان الجديد قانصوه الغوري، الذي يبدو أنّه لم يرحّب بلجوئه، فلجأ للصفويّين، لكنّ ثلاثةً من أولاده التجأوا إلى مصر، وبالطبع كانت هذه الخطوة أحد أبرز نقاط الصراع مع المملكة المملوكيّة المترامية الأطراف، لكنّهُ صراعٌ مكتومٌ تحت الرّماد.

تذكر لنا المصادر التركية العديد من المذابح التي ارتكبها الشاه اسماعيل في المناطق السنيّة، ومع تحالفه مع القبائل التركيّة العلويّة في آسيا (قبائل القزلباش)، استطاع قضم جزءٍ مهم من الدولة العثمانيّة في وسط آسيا والأناضول، كانت بداية هذا في عام 1501م، عندما كان الشاب سليم الصغير نسبياً والياً على مدينة طرابزون التركيّة على قربٍ من تحرُّكات الشاه الصفويّ الطّموح.

فقد بدأ سليم مسيرته الطويلة الشاقّة من إسطنبول إلى عقر دار الدولة الصفويّة، وفي طريقه إلى جالديران استطاع مدّ سيطرته على ما قابله من مدنٍ وولايات صفويّة، لكنّ شاه الفرس استخدم آلية "الأرض المحروقة" وهي أن يدمّر الأراضي التي ينسحب منها قبل أن يدخلها العثمانيّون، وصل الجيش العثماني في أغسطس/آب 1514 إلى سهل جالديران بعد مسيرة 2500 كم، وفي اليوم التالي بدأت المعركة الحاسمة، معركة الشاه الطموح جداً، والسلطان الشّاب الذي لم يسترح يوماً على كرسيّ عرشه لكثرة معاركه وحروبه.

دارت المعركة، وكان النصر فيها حليفاً للسلطان سليم الأوّل، ليس هذا فقط، بل إنّ الشاه نفسه قد جُرح، وهرب من ساحة المعركة بصعوبة، وأسرت إحدى زوجاته، وقُتِل العديد من قادته، وبهزيمة الشاه تقهقر إلى مدينة تبريز التي كانت عاصمته، لكنّ سليماً قرّر أن يدخل تبريز، وبالفعل استطاع دخولها والسيطرة عليها بعدما هرب الشاه منها هروباً سريعاً.

بهذا الانتصار الضخم استطاع سلي

كان السلطان العثمانيّ بايزيد الثاني في أواخر سني عمره، وربّما لم يكن يقدّر أبعاد وخطورة الدولة الصفويّة الناشئة على أطراف دولته، خصوصاً أنّ ابنه الأكبر على تواصل مع الشاه الصفوي، بل ونال دعمه ليصبح سلطاناً بعد أبيه، ومن هناك كان سليم يتميّز غيظاً ويرى أنّ أبيه يضيع الدولة من بين أيديهم وأنّ أخويه كليهما ليسا على قدر المسؤوليّة مثله

بهذا الانتصار الضخم استطاع سليم أن يثبت قوّته، ويوطّد حكمه، ويرجع ما أُخذ من دولته في عهد أبيه ويضم أراضي جديدة أيضاً. ومع الغنائم الضخمة التي غنمها جنده والأراضي التي وقعت تحت سيطرته زادت شعبيته لدى الجنود الإنكشاريّة أكثر، وأصبح متفرغاً أكثر ليناوش، أو لنقل ليدخل في مغامرةٍ جسورةٍ أخرى: حرب المماليك والعثمانيين القادمة التي ستغيّر فعلياً تاريخ المنطقة طيلة خمسة قرون

اسئلة متعلقة

...