في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

شرح وتحليل قصيدة الرومي في رثاء ابنة 

قصيدة رثاء 

من هو الشاعر الرومي 

مرحباً بكم أعزائي الزوار طلاب وطالبات في صفحة موقعنا النورس alnwrsraby.net العربي نرحب بكل زوارنا الكرام الناشطين في البحث عن الحلول والاجابات والمعلومات الصحيحة في شتى المجالات التعليمية والثقافية يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم الأن شرح وتحليل قصيدة الرومي في رثاء ابنة 

الإجابة هي 

قصيدة رثاء 

من هو الشاعر الرومي

هو أبو الحسن عليبن العباس بن جريج الرومي ولد في بغداد سنة 221هـ (835م) وعاش بها طول حياته . أبوه من أصل رومي وأمه من أصل فارسي ، وثقافته عربية إسلامية ، وقد اشتهر بالتشاؤم والقلق النفسي والشك في الناس ، وقيل أنه توفي سنة 284هـ (897 م) متأثراً بالسم الذي دسه له القاسم بن عبيد الله وزير المعتز عندما خاف أن يهجوه . ويعد ابن الرومي من أعظم شعراء العصر العباسي قدرة على التعبير عن النفس الإنسانية .

;جو النص : صُدِمَ الشاعر بفقد ولده بعد أن اختطفه الموت بعد صراع قصير مع المرض ، فامتلأت نفسه ببحار الحزن ، وفاضت دموعه أسفاً وحسرة ، فأبدعَ هذه الكلمات الباكية المؤثرة تعبيراً عن أحزانه التي لا تنتهي ، واستحالة عزائه عن ابنه 

معلومة : رزق ابن الرومي بثلاثة أبناء ماتوا جميعاً في طفولتهم ورثاهم بأبلغ وأفجع ما رثى والد أبناءه وقد كان أول من مات من أبنائه محمد وكان فيما بين الرابعة والخامسة من عمره .

لأبيات : " حادث جلل لا يجدي معه بكاء"

1 - بُكاؤكما يشْفي وإنْ كانَ لايُجـدِي ***فَجُودا ، فقدْ أوْدَى نظيرُكما عندي

2- توخَّى حِمامُ الموتِ أوْسطَ صِبيَتَي *** فللهِ كيف اختارَ واسِطةَ العِقْدِ ؟!!

3- طَواهُ الردَى عنِّي فأضْحَى مزارُه *** بعيداً على قُرْبٍ قريباً على بُعْدِ !!

4 - لقدْ أنْجـَزتْ فيهِ المنايا وعيدَها *** وأخْـلَفتِالآمالُ ما كانمِن وعْدِ

اللغويات :

(1) بُكاؤكما:الشاعريخاطب عينيه - يشفِي : يُريح "يمرض - لايُجدِي : لا يُفيد ولا ينفع في رد الميت ، يُجدِي" يضر - جُودا: ابكيا بغزير الدمع×ابخلا - أوْدَى : مات - نظيرُكما :مثيلكما في المكانةجنُظَراء .

(2) توخَّى : قصد ، أصاب- حِمَامُالموتِ : قضاؤه ومصيبته -صبيتي :أبنائي الصغار م صبي والمؤنث : صبيةج صَبايا -لله : أسلوب تعجب - واسِطةالعِقدِ : الجوهرة الكبيرة التي تتوسط العقد ، والمقصود :الابن الأوسط .

(3) طَواه: أماته وأخفاه ×أحياه ، أظهره ، نشره - الردَى : الموت - أضْحى :صار وأصبح - مَزارُه : مكان زيارته في قبره ، والمقصود : لقاؤه - بعيداً علىقرْبٍ: لأنه في الآخرة مع أن قبره قريب - قريباً علىبُعْدِ: مكان قبره قريب ولكنالابن بعيد ؛ لأنه في العالم الآخر .

(4) - أنجزتْ : حققت وأتمت × أخلفت - المَنايا : م مَنيَّة وهي الموت - وعِيدَها : تهديدها - أخْلفت : لم تحقق ، لم تفِ بوعودها ، ونقضت ونكثت × أنجزت.

حل تطبيقات قصيده الرومي في رثاء ابنة 

 س1 : الأبيات تعبر عن الفاجعة التي حلت بالشاعر . عبر عن ذلك .

جـ : يعبر الشاعر عن فجيعته بفقده ولده الحبيب فيخاطب عينيهاللتين تماثل كل منهما مكانة ابنه متمنياً أن تكثرا من فيضان البكاء ، لعل البكاء ينزل السكينةعلى قلبه ويريحه من حزنه العاتي الشديد ، ولكن البكاء لن يفيد في رد الفقيد .

(2) ثم يعبر الشاعر في البيت الثاني عن غضبته الشديدة على المناياالتي خطفت أغلى الناس إليه عامدة ، فيقول : أن الموت لا يتخطف النفوس اعتباطاً (بلا سبب) ،وإنما يُجِيل نظره حتى يختار ، وقد اختار أوسط صبيتي محمداً لعلمه أنه أحب أولادي إليّ ، فيا له من موت قاسٍ ظفر بأجمل حبة في العقد .

(3) وإذا كان الموت قد اختطفه وأخفاه فأصبحت زيارتهبعيدة ؛ لأنه في العالم الآخرعلى الرغم من قرب مثواه (قبره) مني ، فذكراه لا تغيب عني على الرغم من بعد جسده .

(4) وهكذا نفذ فيه الموت تهديده باختطافه حينما انقضّ عليه المرض وافترسه ، وضاعت الآمال والأحلام الجميلةبشفاء الصغير .

س2 : مَنِ المخَاطبَان في مطلع قصيدته ؟ وعلامَ يدل هذا الخطاب ؟

جـ : المُخاطبان : العينان، ويدل ذلك على أهمية الدمعفي إطفاء نار الحزن ، فاللوعة تشتد عندما تجمد وتتحجر العين ولا تدمع .

س3 : ما الذي يقصده الشاعر بالقرب هنا وبالبعد ؟

جـ : يقصد بالقرب: قرب المكان (القبر) .

- ويريد بالبعد: بُعْد اللقاء(فالابن في العالم الآخر).

س4 : ما التهديد الذي نفذه الموت ؟ وما أثره على الشاعر ؟

جـ : التهديدهو :خطف الابن من هذه الحياة والقضاء عليه قضاءً نهائياً .

- وأثر ذلك على الشاعر: اختفت أحلامه بشفاء ابنه الفقيد - وتضاعفت أحزانه بعد أن اختفت البسمة من حياته .

س5 : تصور الأبيات حسرة الشاعر لفراق ولده ، وقسوة الموت الذي اختار أحب أبنائه . وضح ذلك .

جـ : الأبيات تدل على حسرة الشاعر فهو يخاطب عينيه ويدعوهما أن يكثرا البكاء ، وإن كان ذلك لا يجدي عزاء ولا يرد ميتاً ، وينوه الشاعر بمكانة ولده عنده فهو مصدر الفرح والسعادة لقد اختاره الموت فأخفاه في ظلمات القبر حيث صار مزاره قريباً ولكن رؤيته بعيدة .

س6 : كيف تحدث الشاعر عن فقد أحب أولاده إليه ؟

جـ : تحدث الشاعر عن فقد أحب أولاده إليه فجعله نظيراً لعينيه ، وأنه كالجوهرة التي توضع وسط العقد وبفقدها يفقد العقد كل جماله ، ويعبر عن أثر فقده عليه بافتقاده لشهوة الحياة وعجزه عن الفرح والسعادة ، بعد أن اختار الموت أحب أولاده إليه ، ولذلك فهو يطلب من عينيه أن يجودا بالدمع لعل ذلك يريحه بعض الشيء .

س7 : علل : جعل الشاعر الابن الفقيد مرة كعينه ومرة كالجوهرة .

جـ : جعل الشاعر الابن الفقيد مرة كعينه ومرة كالجوهرة ؛ وذلك ليبين - لنا - أسباب حزنه الشديد الصادق الذي لا يمكن أن ينتهي فالفاجعة - بفقد الابن -مهولة .

ا

لتذوق :س1 : ما أثر العاطفة في التعبير؟

جـ : الأبيات كلها تعبر عن حزن ولوعة أب تمزق قلبه وانفطر لفقده ابنه فجاءت ألفاظهوعباراته معبرة أصدق تعبير عن هذه العاطفة ، فالتعبير بـ (لايجدي)صرخة تعبر عن هول الفاجعة وفقدان الأمل في الصبر ، والتعبير بـ(جودا)كذلك لأن الدمع تحجر في عينيه من شدة الحزن ،و(توخي - اختار)تعكسان شدة الحزن والألم الذي يعانيه ، وصرخة التحسر في (فلله!)وفي (كيف اختار واسطة العقد) وفي (طواهالردى)التي توحي بقسوة الموت ، والمقابلة في البيت الثالث إلى غير ذلك ومن التنويع في الأسلوب بين الخبر والإنشاء لإثارة المشاعر .

الألفاظ :

(بكاؤكما) :توحي بشدة الحزن والأسى.

(لايجدي) :دليل على شدة الكارثة ،مما يدل على انعدام الأمل في الصبر.

(تَوَخَّى): تدل على اختيار الموتالمتعمدلأفضل أبنائه .

(الآمال) جمع يوحي بكثرةآمال الشاعر في ابنه .

(أخلفتْ) : توحي بالتنكُّرللوعد ، وغدر الأيام .

المنايَا)جمع يوحيبهولالفاجعة، فهي ليست منية واحدة بل مجموعة منايا .

الأساليب :

معظمها خبرية لتقرير اللوعة والحزن والأسى

جودَا) : أسلوب إنشائي/ أمر ، غرضه : التمني والالتماس .

(فلله) : أسلوب إنشائي / تعجب ، غرضه : التحسر.

(كيفَ اختارَ واسطةَ العقِد ؟) :أسلوب إنشائي / استفهام للتعجب والتحسر .

لقد أنجزتْ فيهِ المنايا وعيدَها) : أسلوب مؤكد بوسيلتينهما (اللام - وقد) .

المحسنات البديعية :

البيت الأول بين شطريه موسيقى مصدرها التصريعبين (يجدي - عندي) .

;(وسط - واسطة) : جناسناقصله تأثير موسيقي .

;(بعيدا على قرب - وقريبا عَلى بعد) :مقابلةتوضح المعاني بالتضاد وتوحي بالحسرة.

;(بعيدا على قرب - وقريبا عَلى بعد) : بينهما حسنتقسيم .

;( أنْجزتْ فيهِ المنايا وعيدَها -وأخلفتِالآمالُ ما كانمِن وعْدِ) : مقابلةتوضح المعاني بالتضاد .

;(وعيدَها - وعد) : جناسناقصله تأثير موسيقي .

;الصور الخيالية :

(بكاؤكما) : استعارة مكنية ، فقد شبَّه عينيه بشخصَين يخاطبهما وسر جمالها التشخيص .

يشفي) : كناية عن الراحة مع الدموع ؛ لأنَّها تُطفئ نار الحزن ؛ ولذلك تشتد اللوعة عندما تتحجر العين ولا تدمع .

; (بكاؤكمايشفي : (استعارة مكنية ، للبكاء بالدواءالشافي للألم والحزن .

(جودَا) : استعارة مكنية ، حيث تخيل عينيه شخصين ، ووجه لهما الأمر وهي امتداد للصورة السابقة .

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
مختارة بواسطة
 
أفضل إجابة
قصيدة ابن الرومي في رثاء ابنه الأوسط محمد أرى أنها من أروع ما قيل في رثاء الأبناء

بكاؤكما يَشْفي وإنْ كانَ لا يُجدي

 فجودا فَقَدْ أَوْدى نظيرُكُما عِندي

بُنَيَّ الذي أَهدَتْهُ كفايَ للثرى

 فيا عِزَّةَ المُهْدَى و يا حَسْرةَ المُهدِي

أَلا قاتل الله المنايا وَ رَمْيَها

 من الناسِ حباتِ القلوبِ على عَمْدِ

تَوَخَّى حِمامُ الموتِ أَوْسَطَ صبْيَتي

 فلِلَّه كيفَ اختارَ واسطةَ العِقْدِ

على حينَ شِمْتُ الخيرَ من لَمحاتِهِ

 و آنَسْتُ من أَفْعالِهِ آيةَ الرُّشْدِ

طَواهُ الرّدَى عَنِّي فأَضحى مَزارُهُ

 بعيداً على قربٍ قريباً على بُعْدِ

لقدْ أَنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها

 وَ أَخْلَفَتِ الآمالُ ما كان مِنْ وَعْدِ

لقدْ قَلَّ بيْنَ المَهْدِ و اللَّحْدِ لَبْثُهُ

 فلم يَنْس عَهْدَ المهْدِ إذْ ضُمَّ في اللَّحْدِ

تَنَغَّضَ قبلَ الرِّيِّ ماءُ حياتِهِ

 و فُجِّعَ منه بِالعذوبة و البَرْد

أَلَحَّ عَلَيْهِ النَّزْف حتى أَحَالَهُ

 إلى صفرةِ الجاديِّ عن حُمْرةِ الوَرْدِ

و ظَلَّ على الأَيْدي تَساقَطُ نَفْسُه

 و يَذْوي كما يذْوي القضيبُ من الرَّنْدِ

فيا لكِ من نَفْسٍ تَسَاقَطُ أَنْفُساً

 تَساقُطَ درٍّ من نظامٍ بلا عَقْدِ

عَجِبْتُ لقلبي ، كيف لم يَنْفطِرْ له

   و لو أَنَّه أَقْسى من الحجر الصَّلْدِ

بوُدِّيَ أني كنتُ قُدِّمْتُ قَبْلَهُ

 و أَنّ المنايا دونَهُ صَمَدَتْ صَمْدي

و لكنَّ ربّي شاءَ غيرَ مشيئَتي

 و للرَّبِّ إمْضَاءُ المشيئةِ لا العَبْدِ

و ما سَرَّني أَنْ بِعْتُهُ بثَوابِهِ

 و لوْ أَنَّهُ التّخليدُ في جَنَّةِ الخُلْدِ

و ما بِعْتُهُ طوعاً و لكنْ غُصِبْتُهُ

 و ليسَ على ظلم الحوادث مِنْ مُعْدِي

و إني و إنْ مُتِّعْتُ بابنيَّ بَعْدَه

 لذاكِرُهُ ما حَنَّتِ النّيبُ في نَجْدِ

و أَوْلادُنا مِثْل الجوارحِ أَيُّها

 فقدناهُ كانَ الفاجِعَ البيِّنَ الفَقْدِ

لكُلٍّ مكانٌ لا يَسُدُّ اختلالَهَ

 مكانُ أخيه من جَزوعٍ ولا جَلْدِ

هلِ العَيْنُ بعْدَ السَّمْعِ تكفي مكانَهُ

 أم السَّمْعُ بعد العيْن يَهْوي كما تهدي

لعمري لقد حالتْ بيَ الحالُ بعْدَهُ

  فيا ليتَ شِعري كَيْفَ حالَتْ به بَعْدي ؟

ثكلْتُ سروري كُلَّهُ إذْ ثكلْتُهُ

 و أصبَحْتُ في لذاتِ عيشي أخا زُهْدِ

أَرَيْحانَةَ العيْنَينِ و الأَنْفِ و الحَشَا

 ألا ليتَ شعري هَلْ تغيَّرْتَ عَنْ عَهْدي

سأَسْقيكَ ماءَ العين ما أَسْعَدَتْ به

 و إن كانت السُّقْيا من الدمع لا تُجْدي

أَعَيْنَيَّ جُودا لي فقد جُدْتُ للثّرى

 بأَنْفَسَ مما تُسْأَلانِ منَ الرِّفْدِ

أعينيّ إنْ لا تُسْعداني أَلُمْكُما

 و إن تُسعِداني اليوم تستوجبا حَمْدي

عَذَرْتكما لو تُشْغَلانِ عن البكا

 بنومٍ ، و ما نَوْمُ الشجِيِّ أخي الجَهْد ؟

أَقُرَّةَ عيْني قد أَطَلْتَ بكاءها

 و غادَرْتَها أَقْذَى من الأَعْيُنِ الرَّمْدِ

أَقُرَّة عيني ، لو فَدَى الحيُّ ميِّتاً

 فَدَيتُكَ بالحَوْباءِ أَوَّلَ من يَفْدي

كأنّي ما استَمْتَعْتُ منك بنظرةٍ

 و لا قُبْلةٍ أَحْلى مذاقاً منَ الشَّهْدِ

كأَنّي ما استمتعْتُ منكَ بضَّمةٍ

 و لا شَمَّةٍ في مَلْعبٍ لك أو مَهْدِ

أُلامُ لما أبدي عليْكَ من الأَسى

 و إنَّي لأُخْفِي مِنْهُ أضعافَ ما أُبْدي

مُحَمَّدُ ما شيءٌ تَوُهِّمُ سَلْوةً

 لقلبي إلا زاد قلبي من الوَجْدِ

أَرَى أَخَوَيْكَ الباقيينِ فإنَّما

 يكونانِ للأَحزانِ أَوْرى منَ الزَّنْدِ

إذا لِعبا في مَلْعَبٍ لَكَ لذَّعا

 فؤادي بمثلِ النّارِ عَنْ غيرِ ما قصْدِ

فما فيهما لي سَلْوَةٌ بل حَزازةٌ

 يهيجانها دوني و أَشْقى بها وحدي

و أَنْتَ و إنْ أُفْرِدْتَ في دارِ وحْشَةٍ

 و إنّي بدارِ الأُنْسِ في وَحْشَةِ الفَردِ

أَوَدُّ إذا ما الموتُ أَوْفَدَ مَعْشراً

 إلى عَسْكَرِ الأَمواتِ أَنّي من الوَفْدِ

وَ مَنْ كان يسْتَهدي حبيباً هَديَّةً

 فَطَيْفَ خَيالٍ منْكَ في النوم أَسْتَهْدي

عليْكَ سلامُ اللِه منّي تحيَّةً

  و مِنْ كلِّ غَيْثٍ صادقُ البرقِ و الرَّعْدِ
0 تصويتات
بواسطة

شرح وحل واعراب قصيدة الرومي على بيت بيت 

الرثاء  كلمة عن فن أو غرض :

الرثاء هو مدحا لموتى ، وهو غرض قديم ، وغالباً نجد العاطفة فيه عاطفة الحزن ، ممتزجة بعاطفةالإعجاب .

فالحزن على الميت والإعجاب بصفاته. وهذا الفن يدل على الوفاء والمحبةوالمجاملة، ويعتبر من أصدق

الفنون والأغراض تعبيراَ عن النفس. ولقد تطور في هذاالعصر واشتدت حرارته كما تدخل في ميدان

السياسة.

* ابن الرومي

أبو الحسن على بن العباس ، ينتمي من جهة أبيه إلى الروم ومنجهة أمه إلى الفرس ولد في بغداد سنة

221هـ وكان كثير التشاؤم وكان دقيقاً في اختيارالأصدقاء وهو شاعر مطبوع وله موهبة فريدة في الجمع

بين المطابقات ، ومات سنة 284هـوله ديوان شعر " ديوان ابن الرومي"

* مناسبة القصيدة

اختار الموت ابنالشاعر الأوسط ،الذي كان حبيباً إلى قلب الشاعر ، وقد صارع المرض فترة جعلت

قلبالشاعر يزداد حزنا وحبا لابنه. ولما مات هذا الابن ،حزن الشاعر عليه حزناً شديداً،وكانت هذه القصيدة

صرخة من أعماق الحزن القلبي لدى الشاعر يعبر فيها عن لواعجه الحزينة.

* أبيات القصيدة و شرحها

1- بكاؤكما يشفي وإنكان لا يجدي فجودا فقد أوْدى نظيركما عندي

• مفردات :

1- يشفي : يريح .

2- لا يجدي : لا ينفع .

3-أودى : هلك ومات .

4- نظيركما : مثلكما .

• شرح :

يخاطب الشاعر عينيه مبيناً أن البكاء ربمايريح النفس ولكنه لا يرد ميتاً ولا يجدي في ذلك شيئاً فقد مات من كان بالنسبةللشاعر كعينيه لباقي جوارحه.

• بلاغة :

" أودى نظيركما عندي " تشبيه شبه ولدهكعينيه لمكانته وإظهار حبه كمبرر لحزنه عليه.

البيت أسلوبهخبري غرضه تقرير الحزن واللوعة على ولده

" فجودا " أسلوب إنشائي نوعه أمر غرضه التمنيوالتحسر. " إنْ " تفيد الشك.

2- توخى حمام الموت أوسط صبيتي فلله كيف اختارواسطة العقد ؟

• مفردات :

1- توخى : اختار .

2- الحمام : الموت .

3- واسطة العقد : الجوهرة الكبيرة والغالية تكون في وسطالعقد

• شرح

يتحسر الشاعر مبيناً أن الموت اختار أوسط أولاده متعجباً منهذا الاختيار الذي يعتبر اختيارا لواسطة العقد

وجوهرته الغالية.

• بلاغة:

"توخى حمام الموت" : استعارة مكنية فيهاتصوير الموت بمن يختار وفيها تشخيص .

" واسطة العقد " استعارة تصريحية حيث شبه ابنهالأوسط بالجوهرة المتميزة وهى صورة توضح مكانة

الابن.

الشطر الأول : أسلوبه خبري غرضه إظهار الحزن والأسى والشطر الثاني: إنشائي للتعجب

3- طواه الردى عنيف أضحى مزاره بعيداً على قرب قريبا على بعد

• مفردات :

1- طواه : أخفاه .

2- الردى : الموتوالهلاك

3-أضحى : أصبح

4- مزاره : زيارته .

• شرح :

يتحسر الشاعر على ولده الذي طواه الموت وأخفاه فهو قريب فيقبره وزيارته بعيد عن رؤيته .

• بلاغة:

طواه الردى : استعارة مكنية فيها تشخيصوإيحاء بقسوة الموت .

الأسلوب خبري غرضه إظهار الحزن واللوعة والأسى .

( بعيدا علىقرب ) (قريبا على بعد ) مقابلة تبرز المعنى بالتضاد وتوحي بالحسرة .

4- لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها و أخلفت الآمال ما كان من وعد

• مفردات :

1-أنجزت : حققت .

2-المنايا : جمع منية وهي "الموت ".

3-وعيدها : تهديدها .

4-الوعد : ما تعد به الإنسان من أمر جميلمحبب على سبيل الهدية أو المكافأة .

• شرح :

لقد حققت المنايا ما هددت به عندما اشتدعليه المرض ، كما أخلفت الآمال في شفائه ما وعدت به

• بلاغة

أنجزت المنايا : استعارة مكنية فيها تشخيص .

أخلفت الآمال : استعارة مكنية فيها تشخيص .

وبين شطري البيت مقابلة تبرز المعنى .

بين وعيد ووعد جناس ناقص يعطي جرسا موسيقيا ويحركالذهن .

5- ألح عليه النزف حتى أحاله إلى صفرة الجادي عن حمرةالورد

• مفردات :

1-ألح : استمر .

2-النزف : سيولالدم .

3-أحاله : حوله .

4-الجادي : الزعفران .

• شرح :

يصف الشاعر موت ابنه بعد أن اشتد عليهالمرض والنزف حتى حول لونه إلى الاصفرار والذبول بعد حمرة الوجه ونضارته .وهنايستخدم الشاعر الألوان لإبراز فكرته وتوضيحها ، فالأصفر يدل على الشحوب بعد النزف،والحمرة تدل على تمام الصحة والنضارة والجمال

• بلاغة

ألح عليه النزف : كناية عن القصد والتعمد . ويجوز أن تكون استعارة مكنية حيث شبه النزف بإنسانيلح .

بين حمرة وصفرة : طباق لإظهار المعنى .

البيت أسلوبه خبري لإظهار الحسرة والحزن .

6- فيا لك من نفس تساقط أنفسا تساقط در من نظام بلا عقد

• مفردات :

1- تساقط : تتساقط .

2-در : لؤلؤ .

3- نظام : خيط تنظم فيه حبات العقد .

4-عَقد : رباط في نهاية الخيط يمنع تساقط حباته .

• شرح :

يتعجب الشاعر حين يصف موت ابنه ، متحسرا وموضحا أن نفسه كانت كأنها نفوس تموت منها واحدة، بعد

واحدة أو كعقد قطع خيطه فتساقطت حباته، واحدة بعد أخرى .

• بلاغة :

البيت تشبيه تمثيلي .فالشاعر يشبه نفس ابنه مع عملية النزيف المستمرة حتى فارقت هذه النفس

جسمه على مراحل بالعقد الذي قطع خيطه فتساقطت حباته . وقيمته توضيح المعنى برسم صورة له وفيه

إيحاء بالحزن والحسرة .

الأسلوب إنشائي للتعجب وإظهار الحزن .

7- أُلام لما أبدي عليك من الأسى وإني لأخفي منك أضعاف ما أبدي

• مفردات :

أبدي : أظهر . الأسى : الحزن . أضعاف : المراد كثيرا جدا .

• شرح :

يخبرنا الشاعر بمدى اللوم الذي يوجه إليه من الناس على حزنه ا لشديد على فقده ويوضح لنا أن ما

يخفيه من الحزن أضعاف ما يظهر منه .

• بلاغة :

البيت كناية عن شدة الحزن الذي يعانيه الشاعر .

أبدى و أخفى طباق يبرز المعنى بالتضاد

والشطر الثاني مؤكد بإن للتأكيد على ما يخفيه من الحزن .

ألام ، أبدي ، أخفي ، أفعال جاءت بصيغة المضارع لتدل على التجدد والحدوث .

البيت أسلوبه خبري لإظهار الحزن والأسى

8- محمد ما شيء تُوهم سـلوةً لقلبي إلا زاد قلبي من الوجــد

• مفردات:

سلوة : عزاء ونسيان . تُوهم : ظن . الوجد : شدة الحزن

• شرح :

يتوجه الشاعر بالخطاب إلى ابنه وكله حزن ولوعة ويوضح أنه لا يستطيع أن ينساه ،فكل ما توهم أنه

سبب في نسيانه يزيد لوعة قلبه حزنا عليه .

• بلاغة:

والبيت كناية عن عدم نسيانه وشدة الحزن في البيت أسلوب قصر أداته النفي و الاستثناء

9-أرى أخويك الباقيين كليهما يكونان للأحزان أورى من الزند

• مفردات :

1- أورى أكثر اشتعالا . الزند العود الذي تقدح به النار ويجمع على : أزناد وزناد.

• شرح :

وعلى سبيل المثال في أن كل ما توهمه لنسيان ابنه لم يزد قلبه إلا حزنا فقد توهم الشاعر أن أخويه

يكونان سلوة لقلبه، فإذا هما يشعلان النار في قلبه أكثر من أن يكونا سلوة له وعونا له على النسيان

والجلد .

• بلاغة:

البيت التاسع تشبيه تمثيلي يوحى بشدة الحزن ونار القلب

الأسلوب في البيت : خبري لإظهار الحزن واللوعة

10- إذا لعبا في ملعب لك لذعـا فؤادي بمثل النار من غير ما قصد

• مفردات:

1- ملعب: أي مكان اللعب .

2- لذعا : أحرقا وأوجعا .

3- فؤادي : قلبي .

• شرح :

يبين الشاعر إنه إذا توهم ابنيه الباقيين سيكونان سلوى له تنسيه ولده الفقيد فهذا لم يحدث، فإذا لعبا

في مكان كان يلعب فيه أو بأشيائه أحرقا قلبه حزنا على فقيده الذي كان ثالثا لهما ،دون أن يقصد ذلك.

• بلاغة :

البيت كناية عن شدة حزنه في البيت تشبيه تمثيلي حيث شبه ولديه عندما يلعبان بنار تحرق قلبه

11- وأنت وإن أفردت في دار وحشة فإني بدار الأنس في وحشة الفرد

• مفردات:

1- أفــــردت : كنت فريدا وحدك .

2- دار وحشة : يقصد القبر .

3- دار الأنس : يقصد الدنيا .

• شرح :

ثم يصرخ صرخة مجروح الفؤاد فإذا كان ابنه وحيدا في قبره الموحش فها هو ذا الشاعر يشعر بالوحشة

نفسها وهو في الدنيا بين الناس.

• بلاغة :

فى البيت كنايتان "دار وحشة " كناية عن القبر و( دار أنس ) كناية عن الدنيا والطباق بين دار وحشة ودار

أنس يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .

• الأسلوب :

خبري لإظهار الحزن

 التعليق العام على النص :

• الأفكار

واضحة مترابطة تدور حول حزن الشاعر على ولده، وكيف كان المرض يعتصرها وكيف صار ابنه قريبا بعيدا

في الوقت نفسه بسبب الموت.

• الصور

جميلة معبرة عن حزن الشاعر موضحة للمعنى وفى خدمته

 أما الألفاظ فسهلة والعبارة متماسة والمحسنات غير متكلفة وجاءت لخدمة المعنى .

 أما عن الشاعر فهو أب حزين ، يفيض قلبه ألما على موت ولده، وهو بطبعه متشائم، زاده موت ولده ألما

اسئلة متعلقة

...