شرح وتحليل قصيدة حمزة للصف الثامن الفصل الثاني للشاعرة : فدوى طوقان
شرح قصيدة حمزة
مفردات قصيدة حمزه
للصف الثامن الفصل الثاني
مرحباً بكم أعزائي الزوار طلاب وطالبات في صفحة موقعنا النورس alnwrsraby.net العربي نرحب بكل زوارنا الكرام الناشطين في البحث عن الحلول والاجابات والمعلومات الصحيحة في شتى المجالات التعليمية والثقافية يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم الأن شرح وتحليل قصيدة حمزة للصف الثامن الفصل الثاني
قصيدة حمزة
للصف الثامن / الفصل الثاني
للشاعرة : فدوى طوقان
تحليل القصيدة :
في قصيدة " حمزة " لفدوى طوقان ، نجد صورة حية متحركة للفدائي تكاد تجتمع فيها عناصر الفداء .. فهو أولاً : إنسان طيب يأكل خبزه من عرق جبينه ، وتشم فيه ثانياً : رائحة القرية الفلسطينية الوديعة بكل ما تمثله من بسطة والتصاق بالأرض .. وهذا ما جعلها تبوح له بسرها فيدرك سر الخصب في الحياة …………………………………………………………...
هذه الأرض سيبقى قلبها المغدور حيا لا يموت
هذه الأرض امرأه
في الأخاديد وفي الأرحام سر الخصب واحد
قوة السر التي تنبت نحلاً وسنابل
تنبت الشعب المقاتل
وهكذا تركز الشاعرة على العناصر الإنسانية في الفداء ، من البساطة والكدح والالتصاق بالأرض ... وإلى (الفلسطينية) أرضاً وشعباً وتراثاً .. أما عنصر التضحية في الإنسان فهو سر الخصب والتجدد الذي باحت به الأرض لإنسانها الطيب الوديع ..
والقصيدة غنية بموسيقاها المتنوعة ، التي تمثل جدل الشكل والمضمون ، وتؤكد التحامهما .
في المقطع الأول تستخدم الشاعرة أسلوباً روائياً هادئاً مفعماً بحب الأرض والناس ، ويعبر الإنشاد عن ذلك بالتركيز على حمزة، وبلدتي، والآخرين، وطيباً ... وبتلوين الصوت بلون العاطفة المسيطرة ، كما تبرر الوقفات الداخلية هذه العاطفة:
كان حمزة
واحداً من بلدتي كالآخرين
طيباً يأكل خبزه
بيد الكدح كقومي البسطاء الطيبين
في المقطع الثاني تعانق عاطفة حب الأرض والإنسان عاطفة الحزن والانكسار فيتولد منها الأمل والإصرار على الحياة :
قال لي : حين التقينا ذات يوم
وحين ترتاح الشاعرة لهذا اللقاء معبرة عن ذلك بالمد في كل كلمة في السطر ، كما تعبر الوقفات الداخلية في هذا السطر عن العاطفة المسيطرة فيه حيث الوقف على " لي ، والتقينا " .
وفي قولها :
وأنا أخبط في تيه الهزيمة
تسيطر عاطفة الحزن والضياع ، ويقع التركيز على "أخبط" ، كما أن المد بالياء (إي) في "في ، وتيه ، والهزيمة" ، يعبر بجرسه الموسيقي عن الحزن والتأوه .
ويأتي كلام حمزة بعد ذلك حاسماً آمراً ناهياً معبراً عن إيمان الشاعرة بصدقه ، لأن في كلامه الخلاص ، هذا الحسم والأمر والنهي لم يدع إلا مجالاً ضيقاً للمد في كلام حمزة :
اصمدي ، لا تضعفي يا بنة عمي
هذه الأرض التي تحصدها نار الجريمة
والتي تنكمش اليوم بحزن وسكوت
هذه الأرض سيبقى
قلبها المغدور حياً لا يموت
والمقطع الثالث جاء تركيزاً وتكثيفاً لأدبيات الثورة التي يمثلها "حمزة"، فالسطران الأخيران فيه جاءا بياناً وتوكيداً للأولين، وسرعة نطق ألفاظهما، وتشديد كثير من حروفهما، وقلة حروف المد، وسكون القافية إنما هو تعبير عن القطع واليقين:
هذه الأرض امرأة
في الأخاديد وفي الأرحام سر الخصب واحد
قوة السر التي تنبت نخلاً وسنابل
تنبت الشعب المقاتل
في السطر الأولين من هذا المقطع صورة شعرية ، أرادت الشاعرة أن تنقلها من الشعر إلى النثر فنوعت الموسيقاً وأغفلت القافية ...
وعلى كل حال ، تسيطر النثرية والأسلوب الروائي الهادئ على مقدمة القصيدة ، بل يمتد هذا الأسلوب إلى بداية معظم مقاطعها ، ولكن الشاعرة تعوض هذه النثرية بالموسيقا الخارجية القوية المتمثلة في الوزن والإيقاع والقافية المتقاطعة ، ولكن لماذا تحولت الشاعرة في السطرين الأخيرين في المقطع الثاني إلى القافية المتعانقة ؟ لعل هذين البيتين بداية التصوير الشعري في القصيدة ، ولعل ذلك يتضح من خلال علاقة اللفظ وإيحاءاته فيهما بالمعنى ، فالتقلص والانكماش في أولهما ينسجم مع انكماش ألفاظه وتقلصها وخلوها من المد ، أما في الكلمة الأخيرة "وسكوت" فهو تعبير عن امتداد الحزن والصمت وشمولهما .
أما المد في قول الشاعرة :
هذه الأرض سيبقى ، قلبها المغدور حياً لا يموت
فلا يخلو من إيحاء فهو في اسم الإشارة تعبير عن امتداد الوطن الفلسطيني واتساعه في النفس حتى لكأنه يشمل العالم ... وهو في الفعل "سيبقى" تعبير عن الاستمرار وعدم التناهي ، وهو في "قلبيها المغدور" تعبير عن التأوه وتمطي الحزن ، وهو في قولها "لا يموت" تعبير عن استمرار الحياة وامتدادها .
في بداية القطع الرابع تسيطر النثرية والإيقاع الروائي الهادئ ، ويتمثل ذلك في إهمال القافية في السطرين الأولين وفي عبارات مثل : "دارت الأيام" و "غير أني" .
وتأتي نهاية المقطع تمثل الهدوء الذي يسبق العاصفة ، وتمثل هذا الهدوء في المد في خمس الكلمات الأخيرة :
إن بطن الأرض تعلو وتميد
بمخاض وبميلاد جديد
ويبرز المقطع الخامس براعة الشاعرة في التعبير عن المعنى من خلال الإيقاع الشعر .. والتلوين الموسيقي ، فثلاثة الأسطر الأولى تمثل الأسلوب الروائي حيث النغمة الهادئة ، وحيث التركيز على العمر وثقله .. وهذا الأسلوب الروائي الهادئ يُمهِّد للانفجار الحاسم السريع الذي يتمثل في أمر الحاكم :
انسفوا الدار وشدوا
ابنه في غرفة التعذيب
وتكرر الشاعرة :
ألقى حاكم البلدة أمره
وتضيف ، وقد فاضت نفسها بالمرارة التي يولِّدُها الطغيان ، وتغذوها المفارقة بين أقوال الطغاة وأفعالهم :
ثم قام
يتغنى بمعاني الحب ، والأمن ، وإحلال السلام !
وفي المقطعين السادس والسابع تزاوج الشاعرة بين أسلوب السرد المباشر ، والوصف الذي يمزج الداخل بالخارج وبين الحوار الدرامي المعبر برغم أن هذا الحوار يجيء من طرف واحد وفي كل مرة .. (الأعداء في المقطع السادس ، وحمزة في المقطع السابع ، ومن قبل ذلك في المقطعين الثاني والثالث) .
وتعبر الشاعرة في المقطع السابع عن موقف "حمزة" قبل أن ينسف المحتلون داره فتقول :
فتح الشرفات حمزة
تحت عين الجند للشمس وكبر
ثم نادى :
"يا فلسطين اطمئني
أنا والدار وأولادي قرابين خلاصك
نحن من أجلك نحيا ونموت"
وسرت في عصب البلدة هزه
حينما رد الصدى صرخة حمزة
وطوى الدار خشوع وسكوت
إن ندرة المد في البيتين الأولين من هذا الاقتباس تعبير عن خفة الحركة والسرعة في العمل ... ولكن عندما تكلم "حمزة" لا تكاد كلمة من كلماته تخلو من مد ، وذلك تعبير عن رضاه عن نفسه واطمئنانه لما يفعل ، كما هو تعبير عن الاستمرار في النضال وديمومة التضحية . وسرعة انتقال صرخته طبع البيتين اللاحقين بطابعه ، فكادا يخلوان من المد ، وكثرت فيهما حروف الصفير ... أما البيت الأخير : "وطوى الدار خشوع وسكوت" فلم تخل كلمة منه من المد ، وكأن المد ناب عن النعت في التعبير عن الامتداد غير المتناهي في الزمن ، فكأن الشاعرة قالت : "وطوى الدار خشوع أبدي وسكوت لا ينتهي" .
تهدمت الدار ، ولكن لم يمت حمزة ، ألم يقل من قبل :
قوة السر التي تنبت نخلاً وسنابل
تنبت الشعب المقاتل
لم يمت حمزة ، إنه يحيا في كل طفل فلسطيني على أرض فلسطين
أمس أبصرت ابن عمي في الطريق
يدفع الخطو على الدرب بحزم ويقين
لم يزل حمزة مرفوع الجبين .