قبة الصخرة تحفة فنية بناء قبة الصخرة
قبة الصخرة ويكيبيديا
معالم فلسطين: قبة الصخرة.. حكاية البناء الجزء الأول
تعتبر قبة الصخرة المشرفة أحد أهم المعالم المعمارية الإسلامية في العالم، فهي أقدم بناء أقيم في العهد الإسلامي بقي محافظا على شكله الهندسي الأصلي وعناصره المعمارية والزخرفية في الأغلب من دون تغيير.
ساد اعتقادٌ خاطئ أنَّها وحدها تشكِّل المسجد الأقصى، كما ساد اعتقادٌ خاطئ أنَّ الجامع القبلي هو وحده المسجد الأقصى وليس قبَّة الصَّخرة.أمَّا الحقيقة أنَّ قبَّة الصَّخرة والجامع القبلي واقعين ضمن مساحة المسجد الأقصى.
جاء في الموسوعة الفلسطينية 4/203 ( كان اسم المسجد الأقصى يطلق قديما على الحرم القدسي الشريف كله وما فيه من منشآت أهمها قبة الصخرة المشرفة التي بناها عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ/ 691 م وتعد من أعظم الآثار الإسلامية. وأما اليوم فيطلق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة الحرم )
وجاء في الموسوعة أيضا (3/23) : ( يقوم بناء قبة الصخرة في وسط ساحة المسجد الأقصى ، في القسم الجنوبي الشرقي من مدينة القدس ، وهي ساحة فسيحة مستطيلة الشكل تمتد من الشمال إلى الجنوب مقدار 480 م ، ومن الشرق إلى الغرب مقدار 300 م تقريبا ، وتكون هذه الساحة على وجه التقريب خمس مساحة مدينة القدس القديمة ) . أ.هـ بتصرف
فالمسجد الذي هو موضع الصلاة ، ليس هو قبة الصخرة ، لكن لانتشار صورة القبة ، يظن كثير من المسلمين حين يرونها أنها المسجد ، والواقع ليس كذلك ، فالمسجد يقع في الجزء الجنوبي من الساحة الكبيرة ، والقبة بنيت على صخرة مرتفعة تقع وسط الساحة .
بناء قبة الصخرة
حضر الخليفة الأموي "عبدالملك بن مروان" إلى مدينة القُدس، وفَكَّر أن يبني قبةً كبيرة على الصخرة؛ لتقي المسلمين الحرَّ والبرد، وتكون غطاء لمسجد يُصلي فيه الناسُ، وقبل أن يبدأ بالتنفيذ كتب رسائل إلى عُمَّاله في الأمصار يخبرهم بذلك كعمليَّة عرض واستشارة، فجاءت الردود بالتأييد: "يرى أمير المؤمنين رأيه موفقًا سعيدًا نسألُ الله - تعالى - أن يتم له ما يرى من بناء بيته ومسجده، ويجري ذلك على يديه، ويجعله مكرمة له، ولمن مضى من سلفه تذكرة"
واهتم الخليفة "عبدالملك بن مروان" بالأمرِ كثيرًا وباشر التنفيذ، ورصد لهذا البناء خراجَ مصر لسبع سنوات كاملة، وعهد بإدارة هذا العمل العمراني في المسجد المقدسي إلى المهندسين العربيِّين: "رجاء بن حيوة الكندي"، وهو من (بيسان) في فلسطين، و"يزيد بن سلام" مولى عبدالملك بن مروان وهو من القدس، واستغرق بناء هذا المسجد مُدَّة طويلة من الزمن امتدت من سنة (66 - 72هـ) / (685 - 691م).
ويزيد بن سلام هو معماري خبير من أهل القدس، كان أحـد معماريّيْن عظيمَيْن أسند إليهما عبد الملك بن مروان أمر بناء مسجد قبة الصخرة، وقد أنجـز هو ورجاء بن حيوة مهمة تشييد المسجد بعد سبع سنين، وتبقى من الأموال المخصصة لبناء وعمارة المسجد، مائة ألف دينار، فأمر الخليفة بمنحها لمهندسَيْهِ الكبيرَيْن، جائزة لهما على ما أنجزاه، لكنهما أبَيَا أخْذَ المال، وكتبا إلى الخليفة: أنَّ الأولى بهما أن يُخرجا لعمارة المسجد من حلي نسائهما، لا أن يأخذا جائزة على قُرْبة تقرّبا بها إلى الله- تعالى-وطلبا إليه صرف المال المتبقي في مصالح المسلمين
أما رجاء بن حيوة فهو أبو المِقْدَام رجاءُ بن حَيْوَة بن جَرْول الكِنْدِيّ، كنيته أبو نصر، وُلد في بَيْسانَ من أرض فلسطين أواخر خلافة عثمانَ بن عفان، وينتمي إلى قبيلة كِنْدَةَ العربية اليمنية، وكان تابعيًا زاهدًا عابدًا، أقبل على العلم منذ حداثة سِنّه حتى صار فقيهًا راجحَ العقل، صادق اللهجة، حكيمًا في معالجة الأمور.
تحفة فنية
حافظت قبة الصخرة على بنائها من ناحية معمارية وفنية كمثال لأقدم بناء إسلامي بما فيها من فسيفساء وقطع حجرية تشكل إحدى التحف الفنية المعمارية للحضارة الإسلامية.
ومبنى قبة الصخرة مثمن الشكل من الخارج طول ضلعه 12.5 مترا، في داخلها تثمينه تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية في وسطها دائرة تتوسطها الصخرة المشرفة وتقوم عليها القبة ذات القطر 20.44 مترا وارتفاعها عن الصخرة نحو 34 مترا.
لم يكن ابن بطوطة وحده من انبهر بقبّة الصخرة حتى قال فيها بأنها: «أعجب المباني وأتقنها وأغربها شكلًا»، فهذا المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون يقول في المبنى "إنه أعظم بناء يستوقف النظر، إن جماله وروعته مما لا يصل إليه خيال إنسان