تحليل قصيدة خشعوا لصولتك لابو تمام
يسعدنا في موقع النورس العربي أن نقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية كما نقدم لكم الأن حل كتاب الرياضيات وهي إجابة السؤال التالي تحليل قصيدة خشعوا لصولتك لابو تمام
تحليل قصيدة خشعوا لصولتك لابو تمام
- ابو تمام - نزار الديماسي
المقدمة:
التمهيد :
تعود العرب في أول تاريخهم الإسلامي خوض حروبهم مهاجمين، لكنهم تحولوا في عصر أبي تمام مدفوعين إليها ومع هذا فإنهم يكسبون النصر ويحققون الإنجاز فيفتح ذاك أسباب المدح لصانع الغلبة على الأعداء.
تقوم الحماسة في الغالب على المقابلة بين جيشين قويين للإقناع بقيمة نصر الممدوح لكن أبا تمام في قصيدته" لا أنت أنت ولا الديار ديارُ" يصورُ ممدوحه في مواجهة عدو ضعيفٍ
قد تتعدد الموصوفات في شعر أبي تمام لكن الهدف يظل واحدا: هو تلميعُ صورة صاحب النصرِ.
التوثيق والموضوع:
اقتطاع القصيدة من ديوان أبي تمام المجلد الثاني، شرح الخطيب التبريزي ، طبعة دار المعارف صفحة ست وستين ومائة
القصيدة جزء من قصيدة أوسع حفظ فيها الشاعر على البنية الكلاسيكية بين المقدمات والغرض الأصلي ذات أربع وستين بيتا.
مناسبتها إغارة أبي سعيد الثغري على الروم البيزنطيين في عمق بلادهم حيث بلغ عاصمتهم القسطنطينية وأعمل السلاح في جيشهم
موضوعها : يعرض أبو تمام في مدحه لأبي سعيد الثغري أسباب الفوز بالنصر عند المقارنة بين صورة جيش العرب وجيش الأعداء.
التخطيط :
مراكز الاهتمام:
مظاهر قدرة أبي تمام على نقل صورة الواقع إلى القصيدة.
صورة الجيش العربي
صورة الأعداء
ملامح القائد العسكري ودوره في النصرِ وفي الهزيمةِ.
الجوهر:
الوحدات:
التقسيم حسب الضمائر:
حتى البيت الثامن (ضمير أنت ) : مدح أبي سعيد الثغري
حتى البيت الثامن عشر( ضمير الغائب ): التعرض لجيش الروم بالهجاء
البقية العودة إلى ضمير المخاطب أنت: المزج بين المدح والهجاء
مركز الاهتمام الأول:
بنية القصيدة في غرض المدح قائمة على المراوحة بين المدح والهجاء : مدح -هجاء -عودة إلى المدح
يظهر من ذلك أن الهجاء محاصر بالمدح أي كأن الممدوح بجيشه يحاصر المهجو في الواقع .
× قدرة أبي تمام تظهر هنا في نقل ما هو واقعي نحو ما هو فني.ذلك أن هندسة المدح فيما يبدو هي شكل مكرر عن مشهد الحصار.
صورة جيش الثغري:
× صورة الجياد باعتبارها تحمل خصال صاحبها وقائدها.
× استعارة صورة الصقور في سرعتها وفي انقضاضها، للجياد
× للتعبير عن ذات السرعة استعمل الشاعر الكناية، في التعبير عن نقع الخيل وقسطلها .
× صورة الإعصار : بفعل الركض لا بفعل الحركة الطبيعية . قوته أصابت حيطان قسطنطينة وحصونها.
× صورة نارية : هي نتيجة للصور السابقة : كان اندفاع الخيل وسرعتها قد أدخل الرهبة في قلوب الأعداء فإذا بها كالشرارة تطلق نيرانها عن بعد.
× تشترك الصور جميعها كونها تقدم لنا الحدث الحربي يبدأ من طريق السير. فإذا الحربُ هي عن بعدٍ فيها مرعب بشجاعته والتهامه للمسافات شوقا للقتال في مقابل مرعوب جبان ضعيف غير مستعد لبدء القتال.
× يعتبر الشاعرُ ذلك في الصورة الإخبارية عندما أسند إلى الأخبار( أخبار الحرب ) فعل التصريح أنه فاعل لإثبات التفوق للعرب.
× لكن الخيل في مواقف تتعطل عن طاعة قائدها فتقف حاجزا ضد بلوغ النصر إلى نهايته كما في البيت السابع
صانع التفوق ليس إلا أبا سعيد الثغري الذي يكسب صفة الجلد والصبر حتى يكسب أراضيه مناعة كلية يغطي عنها المصائب كأنه صدار يغطي صدر صاحبه على خلاف صدر الروم البيزنطيين ليس لهم قائد ( صدار ) يحميهم كما سنتبين من صورة الأعداء.
التأليف الجزئي:
ختلاف الصور وتعددها دل على القوة والجرأة في إطار الحماسة الحربية والاستعداد لملاقاة العدو والثقة في إلحاق الهزيمة به. فكيف ستبدو صورة العدو وردة فعله قبل الملاقاة وبعدها؟
صورة جيش الروم:
× الفعل عن بعد حقق تأثيره على المدينة محاصرة وليس عليها حصار ثم على العدو جندا أنهم ركبهم الخوف فلم يتأهبوا للقاء.
× تقديم صورة مقابلة لجيش العدو عن جيش الإسلام: إن كان أولاء يمتازون بالقوة والإقدام فإن أولئك ميزتهم الضعف والتراجع
× عند اللقاء والمواجهة لم يعتمد الروم إلا على التواكل بعضهم على بعض فلما عجزوا عن الملاقاة لم يجدوا بدا من الهرب.
× تحول الهرب والخوف عند الروم عذرا بدل العار لأنهم يلاقون عدوا لا طاقة لهم على مواجهته ( صورة مهيبة )
× جيش الروم لضعفه أو لرهبته يتصرف عكس المدافعين عن أوطانهم وهي تغارُ: لئن كان المغير ينشر الحرب في الأرجاء جميعها، ويسرع في الهجوم فإن الروم يتحصنون في القسطنطيطنية يحتمون بها. فتنقلب الصورة حيث يتحول الحامي إلى محمي والعكس
× لم تخل هذه الوحدة من أساليب بديعية تؤدي دور المقارنة منها التقسيم( ب 9 + ب 13 + 15) والمقابلة ( ب 12 + 16 )
× اعتماد الجمل الخبرية في زمن الماضي لإثبات أن ما تم واقع والحجة عليه قائمة : فجيش الروم ضعيف لهيبة العرب في زحفهم.
× اعتماد صورة متحركة للعرب في مقابل صورة ثابتة لجيش الروم لعكس روح كليهما ومدى استعدادهما وقبولهما بالمواجهة.
التأليف الجزئي:
نحتاج أن نبين في ظل ما قدمنا أن العدو يقدم في صورة تصغر من شأنه. ولئن اعتبرنا ذلك التصوير يخدم الهجاء فإنه لا يخدم المدح ولن يرفع من صورة الممدوح الذي لن يشرفه أن ينازل عدوا ضعيفا دونه في القوة . قد يعرض الحكم هذا أبا تمام إلى اتهامه بارتكاب خطإ كبير إذا لم نجد التبرير والتفسير،وهو ما نحاول أن نقدمه عندما نتعرض في تحليل صورة القائد الرومي إلى مظاهر ضعفه .
ملامح القائد العسكري ودوره في النصرِ وفي الهزيمةِ:
× ذكر اسم القائد الرومي يوحي بتاريخية المناسبة ويواقعيتها ، لكننا سنلاحظ أن الشاعر يتصرف في رسم الشخصية فينقلها نقلا يتعارض مع صورته التي وصلتنا في التاريخ ، أنه قائد شديد لا يقهر ولا يضعف.
× لنقل صورة القائد الرومي مانويل يستدعي الشاعر أسلوب السخرية وما يظهرها مثل التشبيه بالحيوانات الضعيفة المتحصنة بالجبال وبالكهوف، ومنها سير الأحداث بعكس ما يشتهي : أنه يفر من أرض المعركة غير أن أصواتها ومشاهدها تظل تلاحقه ( ب18+19 )
× أهم صور التهكم والسخرية تبدو في الصورة الكاريكاتورية لهذا القائد وهو يتلقى جنوده يعودون من ساحة الحرب مهزومين فيلاقيهم على خلاف ما يواجه به القائد جنوده الهاربين : بدل أن يهينهم ويسخط عليهم ويقرعهم على جبنهم وفرارهم يجدونه يبكي بكاء النساء[1] ويرضى أنه لم يقتل وليصبه ما أصابه فأكر المهم أنه ينجو وشر الذل والهوان عنده أهون من الموت في الحرب في حين أن الفرسان الحقيقيين يتصفون بغير ذلك لأن نفوسهم تذهب اشتهاء الموت في ساحات الوغى وهم يحملون السيف يبذلون قصارى الجهد للقتال.
× من المقارنة بين المشهد الذي برز فيه القائد الرومي خارج ساحة الحرب هاربا منها والعرب كذلك خارج ساحة الحرب متلهفين للوصول إليها نفهم الفرق يكمن في القيادة إذ أن الجنود المسلمون وثقوا في حكمة قائدهم وفي التزامه بمهامه القيادية فاعتدوا بشجاعته واقتدوه بينما الروم لم يروا في قائدهم غير مواصفات الجبن والذل فأصابهم نفسُ ما عنده وانتقلت إليهم صفاته.
تأليف الجزئي:
كما قلنا في التأليف السابق : إن التوجه لعدو بتلك الصفات المهينة والمذلة وإن تقديمه على الصورة الضعيفة لا يخدم الممدوح بل يضعف صورته وكل الصفات المنسوبة إليه تنسف نهائيا إلا إذا فهمنا أن أبا تمام ينظر إلى المهجو لا نظرة المفارق والمشاهد بل يستعير نظرة الفارس الممدوح نفسه فيحكم على العدو حسب رؤيته أنه ضعيف وحقير ومهزوم [2].
التقييم:
إن تغليب الصور الشعرية في الجزء الذي حللناه من قصيدة :" لا أنت أنت ولا الديار ديارُ " و الغلو فيها يساهم في تقريب المشهد برمته للمتقبل بل يحدث فيه قدرة على التخييل مما يضعه في وضع المشاهد للأحداث بدل القارئ ويجعله ذلك يتثبت من الصفات بنفسه لا كما تروى له. غير أننا من جديد نجد الصور المقدمة غير تامة تكتفي بمشاهد ما قبل حربية و ما بعدها فنفتقد بحكم ذلك إلى معلومات نطلبها منها العوامل المباشرة لنصر الممدوح ولفرار المهجو.
التأليف الكلي:
ما تأدى لنا في النص من صور شعرية قائمة على الاستعارة أساسا لا تخلو من المبالغات وما ظهر من فنون نقلية للأحداث سواء سردية أو هزلية كاريكاتورية لمحنا صورتين مختلفتين متناقضتين تعرفنا فيهما على ممدوحٍ استمال جنده إليه وأعاره صفاته فأخذنا أمثلة الشجاعة والرغبة في القتال والسرعة وقوة العزيمة في الظفر بالهدف ونيل المعالي مقابل مهجو أعار جيشه صورة الذل والهوان لأنهم يرون الموت شرا في حين يراه المسلمون حياة كما ورد في رسالة خالد بن الوليد لهرمز قائد الفرس في معركة ذات السلاسل:" أما بعد فأسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك ولقومك الذمة، وأقرر بالجزية، وإلا فلا تلومن إلا نفسك، فلقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة
الخاتمة الحوصلة
التقييم + فتح الآفاق :
لقد أثبت أبو تمام بما ورد عنده من وصف وتصوير تفوق ممدوحه أبي سعيد الثغري في المعاني الحماسية: قيادة وشجاعة ومهابة واستعدادا نفسيا وروحا انتصارية ومجدا على عدوه منويل الرومي المرمية إليه سهامُ الهجاء. غير أن الشاعر مع دقة الوصف والتفصيل فإنه يغيب جوانب من القتال قد تعكس المعاني الحماسية بصورة أعمق. فهل يتعمد أبو تمام إلى تخزين معاني مدحية يتناول بها شخصية ثانية تحتل مقاما أعلى من القيادة الحربية و الولاية على الثغور؟
(1) يذكرنا هذا التصوير لبكاء القائد ببكاء آخر الأمراء العرب في غرناطة حين مغادرته لها فنهرته أمه وقالت له كلمتها المشتهرة: "لا تبك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال" أما هروب مانويل وتركه جنوده يقاتلون فمثله نقرأه عند المتنبي حين يقول: فَوَلّى وَأعطاكَ ابْنَهُ وَجُيُوشَهُ جَميعاً وَلم يُعطِ الجَميعَ ليُحْمَدَا
وتعظم في عين الصغير صِغارُها وتأتي على قدر الكرام المكارِمُ