شرح درس الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم
تعريف الإعجاز التشريعي :
تعريف الإعجاز مع بيان أنواعه
مفهوم الشريعة
تعريف المعجزة
شروط المعجزة
مظاهر الإعجاز القرآني
خصائص الخطاب القرآني:
مرحباً بكم أعزائي الزوار في موقع النورس العربي يسعدنا أن نقدم لكم أصدق المعلومات والاجابات الصحيحة على أسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال شرح درس الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم
تعريف الإعجاز التشريعي :
الإعجاز التشريعي في القرآن (الاستاذ لطفي التلاتلي)
مفهوم الشريعة:
مشتقة من شرع بمعنى سن و نهج و معناها في الاصطلاح الإسلامي : ما شرع الله لعباده من طريقة مستقيمة مبنية على قواعد و أحكام ينتهجها الناس لتنظيم حياتهم.
قال الله تعالى : ( لْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) الإسراء 88
الإعجاز: إثبات العجز، والعجز: ضد القدرة، وهو القصور عن فعل الشيء.
* تعريف المعجزة: هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة. يظهر على يد مدعي النبوة موافقاً لدعواه.
شروط المعجزة:
-1 أن تكون المعجزة خارقة للعادة غير ما اعتاد عليه الناس من سنن الكون والظواهر الطبيعية.
-2أن تكون المعجزة مقرونة بالتحدي للمكذبين أو الشاكين.
-3أن تكون المعجزة سالمة عن المعارضة، فمتى أمكن أن يعارض هذا الأمر ويأتي بمثله، بطل أن تكون معجزة.
* من مظاهر الإعجاز القرآني :
1-الإعجاز البياني :
- تعريف البيان: البيان: عبارة عن إظهار المعنى بعبارة مبيِّنة عن حقيقته من غير توسع في الكلام، فإنْ تأنقت في إسهاب فهي البلاغة.
- وأما الفصاحة: فعبارة عن الظهور من قولهم: "أفصح الصبح"، إذا ظهر. واللفظ الفصيح هو الظاهر، والغالب أنه يستعمل باعتبار اللفظ الكثير الاستعمال في معناه وإنْ خالف القياس
تحدى القرآن الكريم العرب و هم أهل الفصاحة و البلاغة أن يأتوا بمثل القرآن في فصاحته و بلاغته و قد عجزوا عن الإتيان بآية من مثله فإن كان ذلك كذلك فغيرهم من أهل الأجناس الأخرى أشد عجزا.
2-الإعجاز الغيبي : قال الخطابي مشيراً إلى الإعجاز الغيبي في القرآن: "مودعاً [أي القرآن] أخبار القرون الماضية وما نزل من مثلات الله بمن عصى وعاند منهم، منبئاً عن الكوائن المستقبلية في الأعصار الباقية من الزمان". إعجاز القرآن للخطابي.
ب- تعريف الإعجاز التشريعي :
قال الراغب: "الشَّرع: نَهجُ الطَّريق الواضح، يُقال: شرعت له طريقًا، والشَّرعُ مصدر، ثُم جُعِل اسمًا للطَّريقِ النَّهْجِ، فقيل له: شَرَعَ، وشَرْع وشَرِيعة، واستعير ذلك للطَّريقة الإلهيَّة"كتاب الشين، للراغب،ص: 258
وجه من وجوه الإعجاز في القرآن و يخص ما ينطوى عليه القرآن من مضامين تشريعية محكمة يستحيل أن تكون صادرة عن شخص النبي . يعتني الإعجاز التشريعي بخصائص الخطاب القرآني في مجال التشريع يعنى أيضا الإعجاز التشريعي إثباتُ عَجْز البشر جميعًا عن الإتيان بِمثل ما جاء به القُرآن من تشريعاتٍ وأحكام، تَتَعلَّق بالفرد والأُسْرة والمجتمع في كافَّة المجالات.
- خصائص الخطاب القرآني:
يقول الغزالي : ( لا يمكن استقصاء ما يفهم من القرآن ) و ذلك مصداقا لما جاء في آيات الذكر الحكيم :
قال الله تعالى : ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) الكهف 109- وتفسير هذه الآية : قُلْ يَا مُحَمَّد لَوْ كَانَ مَاء الْبَحْر مِدَادًا لِلْقَلَمِ الَّذِي يُكْتَب بِهِ كَلِمَات اللَّه وَحُكْمه وَآيَاته الدَّالَّة لَنَفِدَ الْبَحْر قَبْل أَنْ يَفْرُغ كِتَابَة ذَلِكَ " وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ " أَيْ بِمِثْلِ الْبَحْر آخَر ثُمَّ آخَر وَهَلُمَّ جَرًّا بُحُور تَمُدّهُ وَيُكْتَب بِهَا لَمَا نَفِدَتْ كَلِمَات اللَّه كَمَا قَالَ الله تَعَالَى( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) لقمان 27
العقل يجعل النص القرآني يستجيب لمتطلبات الواقع باعتماد المقاصد و الكليات العامة و ذلك يتطلب الاجتهاد في النص و معرفة دقيقة للواقع.
نبناء الشريعة الإسلامية على كليات عامة و تركت التفصيلات لاجتهاد المجتهدين حسب المصلحة و متطلبات الواقع المعيش . فالقرآن الكريم قادر على مواكبة المتغيرات لانبنلئه على كليات يندرج فيها ما لا يحصى مما يحدث على مر الزمان و في ذلك رحمة من الله بعباده كما لم يغرق القرآن الكريم في تفصيل كل الجزئيات و ذلك لأنه بكلام العرب الذين اشتهروا بالفصاحة و البلاغة و مراعاة لأحوال المخاطبين من علماء و عامة.
لقد تميز الخطاب القرآني بالعموم لجميع الناس على اختلاف ألوانهم و أجناسهم و في كل مكان و زمان كما تميز بالدقة و الوضوح و بتعليم الأحكام و اعتماد الحجة و البرهان في الاستدلال كما أن الأسلوب القرآن جمع بين مقصد الموعظة و مقصد التشريع
و من خصائص الخطاب القرآني التدرج:
- و من تجليات التدرج الفروق بين القرآن المكي و القرآن المدني لاختلاف خصائص و طبيعة كل مرحلة من هتين المرحلتين من نزول القرآن
يقول ابن حجر العسقلاني :( و الذي وقع عيله الاتفاق في الاصطلاح بالمكي و المدني ما نزل قبل الهجرة و لو بغير مكة كالطائف و بطن نخل و عرفة و المدني ما نزل بعد الهجرة و لو نزل بغيرها من الأماكن التي دخلها النبي في غزواته حتى مكة و أرض الطائف و تبوك).
ومن تجليات القرآن الكريم أيضا نزوله منجما قال الله تعالى : ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ) الإسراء 106 - نزل القرآن منجما على امتداد ثلاث و عشرين سنة موزعا على الحوادث و حسب الوقائعو الأحداث و من أجل مسايرة الوقائع و الطوارئ في تجددها و تفرقها و من حكم تنجيم القرآن : تيسير حفظه – يسهيل فهمه – التمهيد لكمال تخليهم عن عقائدهم الباطلة و عباداتهم الفاسدة – التمهيد لكمال تحليهم بالعقائد الحقة و العبادات الصحيحة و الأخلاق الفاضلة – نثبيت قلوب المؤمنين و تسليحهم بعزيمة الصبر و اليقين .
ااا/- حضور الإنسان في الإعجاز التشريعي :
قال الله تعالى : ( أفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) النساء 82
الإنسان مدعو إلى التدبر و النظر العقلي و الاستدلال و القياس و الاستنباط و التبصر في الآيات القرآنية لاستخراج ما يناسب من أحكام و تشريعات تتلاءم مع مصالح و متطلبات الواقع المعيش فبإعمال العقل و بتدبر القرآن يصبح الإنسان شريكا في عملية الإعجاز و ذلك بجعل النص القرآني يتلاءم و يتماشي مع التغيرات و يستجيب لمصالح الإنسان المشروعة و للمصالح الاجتماعية المشروعة قال الله تعالى :( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) الإسراء 9
و خلاصة القول أن من أبرز مظاهر الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم أنه خاطب العقل الإنساني و اعتمد البرهنة و الاستدلال و التعليل كما وازن القرآن بين المادة و الروح و جمع بين الدين و الدنيا و أمر بالسماحة و التسامح و العدالة و المساواة و الشورى و الحرية و غيرها كثير من المبادئ و القيم الإنسانية .