تحليل نص فلسفي حول الوظيفة التواصلية للغة صفحة 27
نص جورج غوسدورف ص 27
أهلآ وسهلاً عبر موقع {{ النورس العربي }} يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم حل السؤال القائل... تحليل نص فلسفي حول الوظيفة التواصلية للغة صفحة 27
الإجابة الصحيحة هي
تحليل نص فلسفي جورج غوسدورف ص27 ،كتاب النصوص الفلسفية المختارة :
بسم الله
يرى صاحب النص ان وظيفة اللغة الجوهرية والأساسية هي التواصل بين أفراد المجتمع وأن العبارة الدالة على موقف صاحب النص هذا تتمثل في "وبناءا على هذا تضطلع اللغة في جوهرها بوظيفة تمتين عرى التواصل"ولتأكيد موقفه هذا اعتمد صاحب النص على مجموعة من الحجج والبراهين وهي
إن التواصل لايكون الا بتوفر عنصرين الذات المتحدثة وكذلك الآخر وحتى وإن تحدث الفرد مع ذاته فذاته أيضا تعتبر آخر يتوجه إليها بكلامه وخاصة في الحالات النفسية الوجدانية الشعورية فالفرد إذا شعر بالسعادة او الألم أو الفرح قد يخاطب ذاته وقد يكون أيضا في صراع مع الذات فيسأل ذاته :ماسبب هذا الألم ،أين تكمن سعادتي ؟ماسر هذا الكون والوجود ؟وبالتالي فإن ذاته يجاورها ويناقشها ويتواصل معها بلغة مضمرة وهذا مايسمى بالحوار مع الذات أو التفكير المضمر المكبوت
وكذلك الفرد حينما يعبر عن كل مايدور بذاته فهو يتوجه للآخر فمن خلال اللغة يعرفك الآخر انك حزين او مكتئب فاللغة أداة تواصلية مع الاخر ولذلك يقول غوسدروف "كما في حالة المناجاة الباطنية فأني أعد ذاتي بوصفها آخر " وهاته الحجة المقدمة لنا من طرف صاحب النص هي حجة نفسية سيكولوجية والعديد من المصطلحات تؤكد ذلك "الأنا ،الآخر ،الذات ،المناجاة الباطنية ..الخ
أما الحجة الثانية التي أكد عليها صاحب النص هو أن اللغة تستقر وثابتة منذ البداية اي تشكل الإنسان البدائي الاول ذلك الاستقرار ميزته تواصلية والوجود الإنساني ككل مرتبط بالاخرين وليس مستقل عنهم اي أن وجود الشخص. في المكان والزمان وإدراكه لذاته يكون من خلال توجهه للآخر باللغةةفهي وسيلة للتواصل يطلب حاجاته الضرورية من خلالها سواء بالاشارات او بالايماءات فالطفل الصغير حينما يصرخ او يبكي فإنه يتوجه للآخر طالبا حاجة ما حيث يقول صاحب النص "فحين يضحك المولود الصغير او ينتقل بسرعة من الضحك إلى البكاء فإنه يتوجه بذلك إلى ما يحيط به طالبا حاجة ما "
كما أن وجود الإنسان وكيانه لايمكن أبدا أن يكون متمركزا اي وجود له حدود وسياجات لاتخرج عن الأنا بل إن اللغة تفك تلك السياجات والتمركز حول الذات من خلال التواصل مع الاخر فيقول (ومن هنا فوجود الانسان ليس متمركزا على الذات وحدها ) وان هاته الحجة انثربولوجية تتعلق بأصل الإنسان ولغة الإنسان
إن الاجتماع البشري يندمج فيه الفرد من خلال اللغة التي تساعده على التواصل مع الجماعة فوعيه بفكره الجمعي وواقعه يستلزم الاعتراف بالآخرين حيث يقول " إن وعي الإنسان بواقعه يقتضي الإقرار بتعدد الأفراد "
فيستحيل أن يعرف الانسان ذاته بذاته بل إن المخيال الاجتماعي يلعب دور كبير في تحديد ذات الفرد وذلك من خلال التواصل اللغوي بين الفرد والجماعة لذلك يقول "وقد اتضح منذ اطوار حياته حينما كان يتعذر عليه التعرف على نفسه مستقلا عن الآخرين "
ويؤكد أيضا أن الإنسان لايكون في صراع مع الآخرين لأن ذلك الصراع السعود عليه بالمنفعة لأن الفرد يدرك أن التواصل اللغوي لايكون بواسطة فرد واحد بل بمجموعة من الأنواع البشرية حيث يقول غوسدورف "..بفضل إدراكه أن التواصل اللغوي لايفون بواسطة فرد واحد وانما بين أفراد كثيرين .."
وهذا ما يؤدي إلى تعزيز العلاقات بين أفراد المجتمع وهاته حجة سوسيولوجية اجتماعية
وبالتالي جورج غوسدورف أكد أن الوظيفة الأساسية التي تمثل الوجود في حد ذاته هي اللغة ومن خلال التواصل تتعزز وتتطور العلاقات بين أفراد الاجتماع البشري بل انها تكون في ديمومة واستمرارية يقول "بما يجعل هذا التواصل بمثابة وجود هو الوجود الحق ويقصد هنا التواصل اللغوي ..
النقد والتقييم
إن ماذهب إليه صاحب النص صحيح إلى حد ما فعلا فاللغة تسعى إلى تمتين عرى التواصل بين الأفراد فالإنسان حينما يتوجه بكلامه وفكره فإنه يتوجه إلى الاخر المخاطب وبالتالي هذا هو فعل التواصل ولكن صاحب النص نظرته كانت أحادية حيث حضر وظيفة اللغة في وظيفة واحدة وهي التواصل بينما اللغة لها وظائف أخرى عديدة كالوظيفة الاستكشافية والوظيفة النفسية الشخصية اين يعبر الإنسان عن ذاته وانتمائه الفكري والمذهبي وكذلك الوظيفة التاريخية فاللغة تنقل لنا التاريخ والعلوم وبالتالي من خلالها نتعرف على الماضي السحيق ونتطلع من خلاله إلى المستقبل وكذلك لها وظائف أخرى عديدة ...
الرأي الشخصي
بالفعل أن التواصل وظيفة أساسية للغة وهذا ما أكده المفكر الروسي أيضا رومان جاكبسون حينما أكد على الشروط الأساسية التي يتم من خلالها التواصل وهي المرسل والمرسل إليه والرسالة والشفرة وقنوات الاتصال ..الخ وكذلك جوليا كريستيفيا حينما قالت إن اللغة مادة للفكر وعنصر للتواصل الاجتماعي ..
كما أن للغة وظائف أخرى علمية ودينية وتثقيفية إلا أن النظرة المعاصرة للغة اعتبرتها _اللغة_ الوجود في حد ذاته من خلال تحليل اللغة (فلسفة اللغة ،فلسفة التحليل ) بزعامة غادمير وفلاسفة التحليل فيتغينشتين فاعتبروا أن اللغة هي سكن الوجود ودراسة اللغة هو دراسة الفكر والمنطق ..
خاتمة
من خلال ما تقدم يمكن القول إن ما ذهب إليه صاحب النص وتأكيده أن اللغة وظيفة تواصلية صحيح واكيد فمهما تعددت وظائفها اللغة إلا أنه ترجع في سياق التواصل وكذلك النظرة المعاصرة لها اهتمت بتشريح اللغة وتفكيكها كالوضعية المنطقية والفلسفة التحليلية للغة