خطبة يوم الجمعة بعنوان العبادة زمن الفتن والابتلاءات)2021
خطبة يوم الجمعة بعنوان العبادة زمن الفتن والابتلاءات)2021
الحمد لله رب الأرباب ، مسبب الأسباب ، الملك الرحيم الغفور التواب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،لا شك في ذلك ولا ارتياب ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، المبعوث بأفضل كتاب ، والذي فتح للخير كل باب ،صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وأهل بيته إلى يوم الجزاء والحساب .
عباد الله : اتقوا الله حق التقوى ، فتقوى الله سبحانه وتعالى هي السلامة والنجاة في كل وقت وحين .
عباد الله : إن الموفقَ من جعلَ كلَ حياته في عبادةِ اللهِ عز وجل ، يعرفَ الله في الرخاءِ والشدةِ ، ويحمده في الرضا والغضبِ ، ويدعوه في الغنى و الفقرِ ، لا يخاف إلا الله ، ولا يخشى إلا الله ، يؤدي ما فُرض عليه رجاء ثوابِ الله وخشية عذابِ الله ، ويترك ما نهي عنه طاعةً لله سبحانه وتعالى ، يتوب إليه في كل لحظةٍ وحين ، ويذكره مع جموع الذاكرين ، ويستغفره من كل ذنب وخطيئة فطوبي للمستغفرين .
قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾.
عباد الله : في هذا الزمنِ الذي تكثرُ فيه الفتنُ والابتلاءات ، وتختلط فيه الأمورُ ، وتكثرُ الأوبئةُ والأمراض ، يصبح واجباً على المرء أن يراجع نفسه مع عبادة الله عز وجل ، فهذه الأحداث دعوةٌ للرجوعِ إلى اللهِ سبحانه وتعالى قال تعالى : ﴿وَبَلَوْنَٰهُم بِٱلْحَسَنَٰتِ وَٱلسَّيِّـَٔاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.
ففي عبادةِ الله وقايةٌ من وساوسِ الشيطان ، وخرافةِ الجهال ، التي تصيب كل قلبٍ خاوٍ فارغٍ من ذكرِ الله وعبادته، وفي عبادة الله طمأنينةُ القلبِ ، وراحةُ البال ، وفي عبادةِ الله يقينٌ دائم ، ورضى مستمر ، وفضلٌ عظيم ، وخيٌر عميم.
فينظر المرء إلى كمالِ توحيدِ اللهِ سبحانه وتعالى في قلبه ، فيحسنُ التوكلَ على اللهِ سبحانه وتعالى ، قال تعالى :﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.
ويحسن الظن بالله عز وجل ، ويحذر من القنوط واليأس من رحمة الله سبحانه وتعالى ،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:( قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي( رواه البخاري ومسلم .ويرضى بما قسم الله له ويؤمن بقضاء الله وقدره ، ويعلم يقيناً أن كل شيء في هذا الكون بأمر الله وتصريفه ،قال تعالى : ﴿ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ ويدعو الله وحده ولا يشرك أحداً في عبادته ، قال تعالى: ﴿قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾.
ويأتي بكمال التوحيد من الخوف والرجاء والخشية والاستغاثة فلا يصرفها إلا لله سبحانه وتعالى.
وفي زمن الفتن والمحن والابتلاءات ينظر المرء إلى حسن عبادته لله عز وجل ، ينظر إلى الصلاة وتمامها وكمالها وحسنها فمن كان لها مضيعاً فلغيرها أضيع ، وينظر إلى فرائض الله سبحانه وتعالى ، من صومٍ وزكاةٍ وحجٍ وأمرٍ بالمعروفِ ونهيٍ عن المنكرِ ، ومن أشد الأمور وأعظمها على المرء أن يضيع ما فُرض عليه ،ويزداد الأمر شدةً وهلكةً وجرماً أن يضيع كل ذلك في وقت المحن والفتن والابتلاءات جاء عن النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه قال) :إِنَّ الْهَلَكَةَ كُلَّ الْهَلَكَةِ أَنْ تَعْمَلَ السَيئات فِي زَمَانِ الْبَلَاءِ( .
وفي زمن الفتن والمحن والابتلاءات يهرع المؤمن إلى الله سبحانه وتعالى ، معترفاً بذنبه وتقصيره ، راجياً عفوه وغفرانه ، فهذه البلايا والمصائب هي نذيرٌ من النذر ، بذنبِ وقع ، وتقصيرٍ حصل، وغفلةٍ جرت ورائها غضبٌ من رب العالمين قال تعالى : ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ﴾.
عباد الله : نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح لنا نياتنا ، ويقبل منا أعمالنا ، ويتجاوز عن خطأنا وزللنا ، ويغفر لنا ذنوبنا ، ويصرف عنا وعن جميع المسلمين الوباء والبلاء وكل الفتن ما ظهر منها وما بطن .
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وأقتفى .
أما بعد : عباد الله اتقوا الله.
عباد الله : في هذه الأيام رجعت احصائيات فيروس كورونا بالارتفاع والتزايد ، وهنا نذكر جميع إخواننا ممن يستمع إلينا بأهمية المحافظة على النفس والوقاية من الأمراض فهذا واجب شرعي يؤجر من يقوم به ويؤثم من يفرط فيه قال تعالى : ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾، ومن عظيم ما يوصى به في هذا المقام مقام المحافظة على النفس اتباع التوصيات الصحية الصادرة من أهل الثقة في مجال الصحة والوقاية ، ومنها التباعد ولبس الكمامات وأخذ اللقاح الخاص بالفيروس واجتناب أماكن الزحام ، ومن ظهرت عليه أعراض المرض يقوم بعزل نفسه ، وعدم مزاحمة الناس في الأماكن العامة ، وحتى في المساجد دار العبادة يعذر من ظهرت عليه أعراض المرض من الحضور إليها .
عباد الله :علينا جميعاً أن نكون عوناً للجهات الرسمية الصحية والأمنية في مواجهة هذه الجائحة، حفاظاً على سلامتنا وسلامة أهالينا وإخواننا ، وطاعة لولي الأمر الذي أمر بهذه الاجراءات لمصلحة عامة الكل شاهدها عندما التزمنا بالتعليمات في مرحلة الفيروس الأولى، ونسأل الله أن يوفقنا على تمام الالتزام في هذه المرحلة .
عباد الله: اعلموا أن أصدق الحديث كلام الله , وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ومن شد شد في النار ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية .
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجذام والجنون وسيء الاسقام .
اللهم أصرف عنا وعن جميع المسلمين هذا الوباء برحمتك يا رب العالمين .
اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا ، وأصلح أئمتَنا وولاةَ أمورِنا . اللهمَّ وفِّق وليَّ أمرنا لهداك ، واجعل عملَه في رضاك .
اللهمَّ وآتِ نفوسَنا تقواها ، زكِّها أنت خير مَن زكّاها أنت وليُّها ومولاها .
عباد الله : اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نِعَمِهِ يزدكم
وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
خطبة يوم الجمعة بعنوان العبادة زمن الفتن والابتلاءات)2021 خطبة يوم الجمعة بعنوان العبادة زمن الفتن والابتلاءات)2021 خطبة يوم الجمعة بعنوان العبادة زمن الفتن والابتلاءات)2021 خطبة يوم الجمعة بعنوان العبادة زمن الفتن والابتلاءات)2021 خطبة يوم الجمعة بعنوان العبادة زمن الفتن والابتلاءات)2021