المثال الأعلى والتمثيل
ما هو المثال الأعلى والتمثيل
بحث ملخص المثال الأعلى والتمثيل
شرح المثال الأعلى والتمثيل
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ما هو المثال الأعلى والتمثيل
الإجابة هي
المثال الأعلى والتمثيل
المثال الأعلى (الاسم أوالعلم الكلي)
التمثيل (المثال الجزئي أو الخلق)
عندما نخرج من عالم ظاهر الخلق أو ما نسميه بالطبيعة ونذهب إلى عالم الأسماء الكلية وهو عالم العموم والكمال والاطلاق، عندها سنخرج من موضوع التوصيف والتمثيل والحصر، لأننا قد دخلنا إلى عالم المثال الأعلى الكامل الشامل، فمثلا اسم السيارة، هذا الاسم الكلي سيشمل جميع أنواع واشكال والوان وموديلات واحجام ووو السيارات الممكنة، سواء بعجلات أم بغير ذلك، ولهذا لا يمكن وضع توصيف لكلمة السيارة في مثال محدد لأن هذه الكلمة هي كلية أي مثال أعلى شامل، وأما حديثنا عن سيارة محددة يمتلكه شخص أو مجموعة سيارات سيكون الأمر مختلف لأننا هنا الأمر قابل للوصف والتحديد والحصر، أيضا في موضوع الكرم مثلا عندما نقول الكرم ككلمة مطلقة شاملة وكاملة أي كمثال أعلى كلي فإننا نقصد جميع اشكال واحوال والوان الكرم الموجود الظاهر والغائب وغير المحدود سواء الكائن أو الذي يمكن الممكن أن يكون، ولكن عندما نصف كرم محدد يتجسد بنوقف أو حدث فالأمر هنا قابل للوصف والحصر والتحديد، فشتان بين المثال الأعلى وبين التمثيل الخاص المثال المحدد.
ففي المثال الأعلى يكون العلم بالعموم لأننا نقصد عالم تجريدي متعالي عن الأمثلة المحددة المحكوم بصورة وصفة وحالة محددة، ففي التمثيل نحن نقصد صورة محددة جزئية قابلة للتوصيف والتحديد والحصر.
كذلك الأمر في عالم الرياضيات، فلو جأنا لعالم الجبر مثلا، وهو عالم الأرقام التجريدية، هنا سنقصد المثال الأعلى، فالارقام هي الصيغة العامة والشاملة لجميع الأمثلة، فنحن قد نعطي مجموعة من الفواكه مختلفة في اشكالها واجناسها ارقام رغم عدم تناسقها وتطابقها ببعضها ولكن الرقم يمثل حقيقة علمية تجريدية عن الواقع المتمثل بصورة الفواكه، وبحكم أن الأرقام تابعة لموضوع المثال الكامل لذا فإن القواعد الخاصة بهذه الأرقام تتصف بنفس الدقة والكمال، ولهذا اهتم الفلاسفة بموضوع الرياضيات لما فيها من تجريد كما حدث في موضوع الأعداد عند فيثاغورس والذي اعتبرها أصل الوجود.
ولكن في مجال الهندسة نجد أن أقليدس لم يفرق بين الصفة الواقعية الاشكال الهندسية والقاعدة التجريدية للمحاور المكانية، فهو أعتبر المكان الواقعي الحاوي لكل الوجود يتصف بالتجريد الهندسي، أي لا يتصف بالنقص أو قابليته للإنحناء أو الإحصاء لأنه غير متناهي من الاتصال فهو وعاء الوجود لذا فمحاوره كاملة الدقة لأن وعاء متعالي عن المحتويات الذي يحتويها،،،،
نيوتن تأثر بفلسفة أقليدس المثالية التجريدية، لذا أعطى قوانيه الخاصة بالحركة صفة التجريد الذي اعطاها أقليدس للمكان، فنيوتن يصف في كتابه الشهير "المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية" أنه اعتمد على كتاب أقليدس "العناصر" ولهذا كانت قوانين نيوتن تجريدية حالها كحال مسلمات اقليدس.
هنا يأتي السؤال المهم وهو: هل قواعد الهندسة مثل قواعد الجبر لها حقيقة علمية تجريدية مفارقة، وواقع طبيعي محدد غير مثالي، وبمعنى أدق: هل للمكان صفة فيزيائية واقعية يمكن وصفها وحصرها وبيان حدها وانحائها.
إن ما قام به أينشتاين يتوافق مع فكرة وجود صورة غير اقليدية للمكان، ولكن أينشتاين يحصر هذه الصورة في عقل المادة فقط، ولكنه عندما يصف الفراغ في ذاته اي بصورة مستقلة عن المادة يصفه بطريقة مطابقة لفلسفة اقليدس، فهو يعتبره فراغ مطلق غير مقسم أو مجزء لأنه متصل دائما، أي صمد، ولكنه عندما ينظر للمكان من ناحية عقل المادة هنا يصفه بالنسيج الزمكاني المقسم في صورة مجسم المنيفولد ، بحيث يكون قابل للطوي والاتساع والانحناء، ولكن لا ننسى أن هذا كله يعتبره حقيقة تتعلق بعقل المادة كيف تتعامل وترى في المكان والزمان بالنسبة لها وليس كواقع مفارق عن عقلها، فالمكان الحاوي للكون بالنسبة لأينشتاين هو تجريدي ومستقل عن عقل المادة، لا يزال هذا المكان بالنسبة لأينشتاين إقليدي، وأكبر دليل على ذلك هو عدم قابليته بفكرة الأثير.
ولهذا ... فرغم أن جاوس أضاف شيء اسمه الهندسة اللا إقلدية ولكن الحقيقة لا جاوس ولا ريمان ولا حتى أينشتاين قد خرجوا من فلسفة إقليدس، لأنهم جميعهم يعتقدون بأن الفراغ الحاوي للكون هو كيان متصل متعالي عن الموجودات غير متناهي في تقسيمه لأنه غير مركب أي غير مقسم، وما قام به جاوس وريمان مثلا هو مجرد عمل رياضي هندسي الغرض منه كان لحل بعض الاشكاليات الهندسية، وكذلك أينشتاين استخدم ما قام به ريمان ليصف به الجاذبية من ناحية رياضية تجريدية منحصرة في عقل المادة، وبذلك كلهم لازالوا يؤمنوا بأن المكان هو حقيقة رياضية تجريدية مفارقة أي كالمثال الأعلى.