تحليل النص الأسرة مؤسسة غير ضرورية
الأسرة مؤسسة غير ضرورية
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تحليل النص الأسرة مؤسسة غير ضرورية بكالوريا 2022
مقال حول الأسرة
- الموقف الثاني : " الأسرة مؤسسة غير ضرورية "
إن الأسرة مؤسسة إجتماعية غير ضرورية يمكن للفرد الإستغناء عنها لأنها تخلت عن وظائفها و أصبح بإمكانه تحقيق حاجياته بدونها ، وبالتالي فلا مبرر لوجودها فهي أصبحت تشكل عائقا يحد من حرية الإنسان وإستقلاليته ، ويمثل هذا الموقف كل من " النظرية التطورية - النظرية الإشتراكية - النزعة الفردية " ، ويبرر هؤلاء موقفهم بحجج وبراهين كثيرة ، حيث يرى أنصار النظرية التطورية " سبنسر ومورغان " ( أن إستقراء و تتبع تاريخ تطور الأسرة من النظام العشائري إلى الأسرة الأميسية إلى الأسرة الأبيسية إلى نظام الأسرة الممتدة وصولا إلى الأسرة النواة ) الحديثة يبين لنا أن عدد أفرادها في تقلص مستمر كما أنها تخلت عن العديد من وظائفها ومهامها ، وهذا يؤكد على بديهية أساسية وهي أن الأسرة سائرة نحو الزوال و الإضمحلال ، فالإنسان المعاصر أصبح ينظر إلى الروابط الأسرية كعائق يجب تجاوزه والتحرر منه ، لذلك يقول " سبنسر " : { إن الأسرة قشرة ضاغطة على الفرد } ، كما يرى أنصار النزعة الفردية أن الأسرة سجن إجتماعي يستولي على الفرد و يسلبه حريته و يقضي على كل آماله و أمانيه و يقيده بحدود لا يجب عليه تجاوزها ، فهي تعطي أولوية بالغة للفرد و تنادي بضرورة تحريره من سلطة الأسرة حتى يتسنى له إختيار نمط الحياة التي يريدها و يبني مستقبله بنفسه ، يقول " آندريه جيد " : { إن الأسرة سجن قضبانه من أذرع بشرية } ، ويقول كذلك : { أيتها الأسرة إني أكرهك } ، ويقول " باكونين " : { الأسرة نتيجة أخلاق إستغلالية تعيق تفتح شخصية الفرد } ، ويقول كذلك : { الأسرة مقبرة للفرد فيها تموت وتدفن الحريات } ، كما يثبت الواقع أن المجتمع أخذ من الأسرة وظائفها وأنشأ لكل وظيفة هيئة ومؤسسة خاصة تتكفل بها مما يجعل زوالها ضرورة لابد منها ، ففي المجال التربوي وبسبب خروج المرأة إلى العمل تخلت الأسرة عن وظيفتها التربوية وأصبحت مؤسسات إجتماعية مثل دور الحضانة وروض الأطفال هي التي تتكفل بتربية و رعاية الأبناء دون تمييز أو مفاضلة ، لذلك يقول " انجلز " : { إن المجتمع يقدم عناية متساوية لجميع الأطفال سواءا كانوا شرعيين أو طبيعيين } ، أما في المجال الإقتصادي فقد كانت الأسرة تلبي كل حاجات أفرادها بمفردها ، لكن التطورات الإقتصادية جعلت الأسرة الحالية عاجزة عن تحقيق إكتفاءها الذاتي وأصبحت الدولة تتكفل بالكثير منها مثل ( الماء ، الإنارة ، والسكن ) ، ونفسيا أصبح الإنسان يتعاطف مع أناس خارج الأسرة ويقاسمهم مشاعره وأحزانه وأفراحه أكثر من أفراد أسرته خاصة في ظل العولمة والتطور التكنولوجي ، كما أن بعض الأسر تفاضل بين الأبناء في العطف والمودة مما ينشئ عداوة و بغضاء بين الأبناء ، وترى الإشتراكية أن الأسرة مؤسسة تكرس الطبقية وتعمق الفوارق بين الناس وتهدف إلى إنشاء مجتمع طبقات فهي بذلك تغذي البنية الرأسمالية ، لذلك لابد من زوالها وخضوع أفرادها للدولة حتى تتحقق المساواة والعدالة الإجتماعية ، يقول ماركس : { إن بقاء الأسرة تكريس للنظام الطبقي } ، ويقول " انجلز " : { يوم تنتقل وسائل الإنتاج إلى الملكية المشتركة ، فالأسرة لا تعود الوحدة الإقتصادية للمجتمع } ، كما أن الأسرة في المجال السياسي كانت سببا في نشوء الأنظمة الملكية الإستبدادية التي إستولت على حرية الشعوب ونهبت ممتلكاتهم ( الأسرة الملكية ) ، كما أن الأسرة الحديثة أصبحت تعاني من عديد المشاكل التي تهدد بقاءها ومن بينها بناء الزواج على أساس الحب الخيالي والوعود الكاذبة ، إختلاف المستوى الثقافي و الإجتماعي بين الزوجين ، الدخل الضعيف ، إختلاف الثقافات والأفكار بين الأباء والأبناء ، الخيانة الزوجية وإنعدام الثقة بين الزوجين خاصة بعد دخول المرأة ميدان العمل ، يقول " راسل " : { إن الأسرة إنحلت بإستخدام المرأة في الأعمال العامة } ، وكل هذه المشاكل تؤدي إلى خلل في العلاقات الأسرية وبالتالي إلى تفكك الأسرة وزوالها ( الطلاق) .
- نقد و مناقشة :
بالرغم من كل التحديات و المشاكل التي تعاني منها الأسرة ، إلا أن دعوة هذا الإتجاه إلى الإستغناء عنها هي دعوة إلى إنشاء مجتمع حيواني بهيمي مجرد من كل قيم ينساق فيه أفراده وراء شهواتهم ونزواتهم ، لأن الأسرة هي النواة الاولى للمجتمع و أساس بنائه وفي غيابها لا يمكن الحديث عن وجود مجتمع بشري ، لذلك قيل : { أسرة منحلة مجتمع منحل } ، فهي التي تعمل على نمو الطفل نموا نفسيا و جسميا و عقليا سليما وتشكل شخصيته .
- التركيب :
يمكن القول أن الأسرة مؤسسة ضرورية فهي الدعامة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع ، ولذلك فبدلا من تضخيم هذه المشاكل التي تعاني منها الأسرة الحديثة و جعلها مبررات لزوالها يجب العمل على علاجها و إيجاد حلول لها ، فالأسرة هي البيئة المثلى لتنشئة الفرد وفيها يجد الصغير والكبير الجو الطبيعي الذي يساعده على النمو النفسي والعقلي معا من أجل تاهيلهم للحياة الاجتماعية ، حيث يقول " دوركايم " : { في الأسرة وحدها نجد هذه الحلاوة التي لا يمكن مقارنتها بأي حلاوة أخرى ، حلاوة الحياة مع من نحبهم وعذوبة حب مع من نعيش معهم } .
حل المشكلة :
وفي الختام يمكن القول أنه بالرغم من المشاكل التي تواجه الأسرة الحديثة و رغم تخليها عن بعض مهامها ، إلا أن الاسرة تبقى مؤسسة إجتماعية ضرورية للوجود الإنساني ولها أهمية بالغة وعليها يتوقف بقاء المجتمع وإستمراريته وتطوره ، فهي النواة الأولى في بناء المجتمع وكل دعوة إلى إزالتها هي دعوة هدامة تهدف إلى زعزعة إستقرار المجتمع فزوالها يعني زوال المجتمع ، لذلك ينبغي مجابهة هذه التحديات التي تهدد الأسرة والعمل على إعادة تقوية الروابط الأسرية بين الأفراد وإعادة النظر في القيم الإجتماعية والثقافية ومحاولة تكييفها حسب متطلبات العصر حتى نحفظ للأسرة وجودها ، لذلك يقول أحد المفكرين : { لقد نال المجتمع البشري حضارته بفضل الأسرة وأن مستقبله يتوقف على هذه المؤسسة أكثر من أي مؤسسة أخرى } .