التعبير الأدبي لموضوع نص قضيتا الفساد والجهل لغة عربية
التعبير الأدبيّ : موضوعات مقترحة ، الموضوع الثاني : قضيّتا الفساد والجهل :
التعبير الأدبي قصيدة قضيتا الفساد والجهل
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ اكتب التعبير الأدبي لموضوع نص قضيتا الفساد والجهل لغة عربية
التعبير الأدبيّ : موضوعات مقترحة ، الموضوع الثاني : قضيّتا الفساد والجهل :
تناول الأديب العربي قضيّتي الفساد الإداري وجهل الشباب،فصوّر سلوك الموظفين الفاسدين في تعاملهم مع المراجعين، -
وطرح مشروعا نهضويّا ؛فدعا إلى إنشاء جيل يصدُّ الكوارث عن أمّته،ويطهّر عقله من الخرافات والقيم البالية ،راسما طريق التحديث والإصلاح من المقارنة بين شباب الوطن وشباب الغرب . ناقش هذا القول وأيّده بالشواهد المناسبة .
نصّ الموضوع :
-كان الأدب ومازال منبراً يعلوه الأدباء لتصدح أصواتهم عاليا فتملأ الآفاق وهم يتصدّون لتلك الآفات التي أصابت جسد
المجتمع العربي فأوهنته وزادتْه ضعفا وتفكّكا ، فشخّصتْ أقلامهم هذه الأمراض لتصف لها بلسما شافيا ،أملاً منهم أن
ينهض مجتمعهم وتعود روح الألفة والمحبّة بين أفراده .
-ومن هذه القضايا التي وقف عندها الأدباءقضيّة الفساد الإداري التي تفشّتْ في العصر الحديث وانتشرتْ انتشار النار في
الهشيم،فأصبح الصوت الأعلى في دوائر الدولة التي يرتادها المواطنون لإنجازمعاملاتهم وقضاء حاجاتهم الحياتية للرشوة
والمحسوبيات،ومن الأدباء الذين راحوا يصوّرون هذه الظاهرة التي طغتْ على جميع دوائر الدولة وكأنّها حشرات تتكاثر
بين الأصواف شاعرنا محمد الفراتي الذي جسّد هذا بقوله :
تمشي المصالح في أقلام دولتنا<<مشي الخنافس في جزٍّ من الصوف.
وقد استطاع الفراتي أن يغوص في أعماق شخصيّة هذا الموظّف ويسبر أعماقها فيراها على حقيقتها بما تتصف به من تكبّر
وقسوة ،وكأنّ هذا الموظّف غير عابئ بما يعانيه المواطن المسكين من مشقّة وألم ، لا رأفة ولا رحمة في قلبه حيث قال :
إنّي أعيذك في أدنى دوائرها<<< من كلّ ذي إمرةٍ بالكبر موصوف.
ما إن يرقُّ له قلبٌ ولو رآك تشنق في حبلٍ من الليف
وهذا التكبّر وتلك القسوة جعلا الموظّف يتحكّم بشؤون الناس وحاجاتهم فيضطرهّم إلى دفع الرشوة ليشبع نهمه للمال الذي
اعتاد أن يحصل عليه دون تعبٍ أو أدنى حقّ فراح يلجأ إلى أسلوب المطل والتأجيل غير مبالٍ بوقت المواطن ومعاناته ،
علّه بذلك ينال مبلغا أكبر من المال،وهذا ما صوّره لنا الفراتي قائلاً :
إنْ قال: عُد في غدٍ فاحسب له جمعا>>وضيّع الوقت في مطلٍ وتسويفِ.
أو قال: عُد بعد أسبوعٍ ، فعُدّ له عاما<<< على ثقةٍ،وارحل إلى الريف.
وبعد أن حلّل الأدباء هذه الظواهر الاجتماعيّة،وجّهوا أقلامهم الجريئة لقضيّةٍ يمكن أن نقول إنّها أوّل سببٍ من أسباب
التخلّف والانحطاط ألا وهي قضيّة الجهل الذي تفشّى بين شباب الأمّة،فكان لا بدّ أنْ أن يمتلكَ الأديب مشروعا نهضويّا يرسم
أمام الشباب طريق التحديث والتطوير لينهض المجتمع بجهودهم، فتوجّهوا إليهم يثيرون حماستهم ويستثيرون نخوتهم، فها
هوالشاعر محمّد مهدي الجواهري يتوجّه إلى شباب العراق داعيا إلى إنشاء جيل قويّ يصدّ الكوارث عن أمّته بقوله:
أهبتُ بشبّان العراق وإنّما>>>>> أردتُ بشعري أنْ أهيج سباعا.
أنفتُ لهذا النشء بينا نريده>>>>> طويلاً على صدّ الكوارث باعا.
ولكي يستطيع الشبابُ أنْ يقفوا سدّاً منيعا بوجه الكوارث التي عصفتْ بالأمّة كان لابدّ من أن يتخلّصوا من تلك الخرافات
والعادات البالية التي عششت في عقولهم وسيطرتْ على أفكارهم،حيث صوّرها الجواهري وكأنّها وحوشٌ مفترسة فتكتْ
بعقولهم، بقوله :
ورُبّ رؤوسٍ برزةٍ عشّشت بها<<< خرافاتُ جهلٍ فاشتكين صُداعا.
وساوسُ لو حقّقتها لوجدتها <<<<من المهد كانتْ أذؤبا وضباعا.
وبنظرةٍ ثاقبةٍ من عين الخبير استطاع الجواهري أنْ يرصد هذه الهوّة الكبيرة والمسافة الشاسعة بين الشباب العربي الذي
ركنَ إلى الخمول والكسل وترك طريق ال جدّ والعمل، وكلّ همّه أن يحظى بوظيفةٍ يجلسُ من خلالها خلف مكتبٍ،يأتيه رزقه
دون تعبٍ أو جهد،وبين الشباب الغربي الذي لهث وراء العلم والصناعة في عصرٍ زخر بالتقنيات والاختراعات التي لم يأخذ
منها شبابنا إلّا الكماليّات الزائلة،راجيا أن يقرأ شبابنا هذه الرسالة علّهم عندما يقرؤونها يستفيقون من غفلتهم،ويسيرون على
طريق العلم والمعرفة، ويأخذون من الغرب ماينفعهم وينهض بمجتمعهم بقوله :
غزتْ أممُ الغرب الحياةَ تريدها<<<< <وما زوّدتْ غيرَ الشبابِ متاعا.
يرى في الصناعات احتقاراً ويزدهي<< إذا طمأنَ التوظيف منه طماعا.
وقد رأى الجواهري تلك القوّة الكامنة في الشباب العربي،فحزن أشدّ الحزن على ضياع هذه القدرات الجبّارة التي تحتاج من
يشعلُ جمرها الخامد لتتّقد من جديد وتنير ما حولها إذ عبّر عن ذلك بقوله :
على أنّني آسٍ لعقلٍ مهذّبٍ<<<< وقلبٍ شجاعٍ أنْ يروحَ ضياعا.
-وصفوة القول:إنّ الأدباء لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الأمراض الاجتماعية التي آلمت المجتمع العربي،فقد فضحوا الفساد -
الإداري،وعرّوا الموظفين الفاسدين،وطرحوا مشروعانًهضويّا يرقى بالجيل،فيجعله قويّا أمام الكوارث والنكبات يسابق
الغرب على طريق العلم والحضارة