في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة بعنوان رمضان شهر العتق من النار خطبة جمعة مكتوبة قصيرة وسهلة عن رمضان 

خطبة الجمعة عن شهر رمضان وآخرة عتق من النار

خطب سلفية مكتوبة

أجمل مواضيع خطب الجمعة

أروع خطبة في رمضان 

خطبة جميلة عن نهاية رمضان 

خطب الجمعة مكتوبة 

موقع المنبر خطب مكتوبة

مرحباً بكم أعزائي خطباء منابر المساجد في الوطن العربي يسرنا بزيارتكم في موقع النورس العربي alnwrsraby.net أن نقدم لكم خطب استرشادية إسلامية عن شهر رمضان المبارك شهر القرآن مكتوبة ومختصرة خطبة بعنوان رمضان شهر العتق من النار

الإجابة هي كالتالي 

خطبة بعنوان رمضان شهر العتق من النار 

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تقون}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ، القائل: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فلقد اختص الله (عز وجل) شهر مضان المبارك بعطايا ومزايا ليست لغيره من الشهور ، منها أنه شهر الهداية الذي أنزلت فيه الكتب السماوية ، حيث يقول الحق سبحانه : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدی والفرقان ، ومنها أنه شهر الدعاء : فالدعاء من أعظم الطاعات ، وأجل القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه ، والمتأمل في كتاب الله (عز وجل) يجد أن آية الدعاء قد توسطت آیات الصيام ، حيث يقول الحق سبحانه : {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}، وفي ذلك إشارة إلى أن دعاء الصائم أرجى للقبول ، يقول نبينا (صلی الله عليه وسلم) : (للصائم دعوة لا ترد) ، ويقول (صلی الله عليه وسلم : (ثلاث دعوات لا ترد الإمام العادل ، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها فوق الغمام ). |

ولعل من أهم هذه الخصائص أن الله (عز وجل) قد جعل رمضان شهر العتق من النار ، حيث يقول نبينا (صلی الله عليه وسلم ): إذا كان أول ليلة من رمضان صُفِّدت الشياطين ، ومردَةُ الجِنّ ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النّارِ، فلم يفتح منها باب، وفتِّحتْ أبوابُ الجِنَانْ فلم يُغلق منها بابٌ ، ونادى منادٍ يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرّ أقصر ، ولله عتقاء من النار) ، ويقول (صلی الله عليه وسلم) : ( إن لله عز وجل عند كل فطر عتقاء ، وذلك في كل ليلة)، والمقصود بالعتق من النار أن من منَّ الله (عز وجل) عليه بهذه المنقبة العظيمة ، والنعمة الجليلة لن يدخل النار أبدا. 

فالصوم أحد أبواب الخير ، وخصاله التي تقي العبد من عذاب النار ، حيث يقول نبينا (صلی الله عليه وسلم) : (الصوم جُنَّة - أي وقاية - يستجنّ بها العبد من النَّار) ، | ويقول (صلی الله عليه وسلم) : (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) .

وعن معاذ بن جبل (رضي الله عنه قال: كنت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير ، فلما رأيته خليًّا قلت: يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني عن النار، قال: (لقد سألتني عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان، وتحج البيت ، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ..) ، كما أن الصوم هو أحد الشفعاء الذين يقبل الله (عز وجل) شفاعتهم يوم القيامة، حيث يقول (صلی الله عليه وسلم) : (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب ، منعته الطعام والشَّهواتِ بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه) قال: (فيُشَفَّعان).

كما أن الصوم سبب من أسباب المغفرة ، وطريق من طرق الجنة ، فلقد وعد الحق سبحانه عباده الصائمين بالمغفرة والأجر العظيم ، فقال تعالى : { والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما، ويقول (صلی الله عليه وسلم): (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) ، ويقول (صلی الله عليه وسلم : (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) ، بل إن هناك ليلة واحدة من رزق إحياءها بالقيام والقرآن والدعاء ، ووفق لطاعة الله (عز وجل) فيها غفرت ذنوبه ، وهي ليلة القدر ، يقول نبينا (صلی الله عليه وسلم : (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). |

وفي بيان أن الصوم طريق من طرق الجنة يقول نبينا (صلی الله عليه وسلم): (إن في الجنة غرفة يُرَى ظاهرُها من باطنها ، وباطنُها من ظاهرها ، أعدها الله لمن أطعم الطعام ، وألان الكلام ، وتابع الصيام ، وصلى والناس نيام) 

ولما جاء أبو أمامة الباهلي (رضي الله عنه) إلى رسول الله (صلی الله عليه وسلم) يسأله : یا رسول الله ، مرني بعمل أدخل به الجنة فقال : (عليك بالصوم فإنّه لا مثل له).

إن الصوم سر بين العبد وربه ، لا يطلع على حقيقته أحد ، فالصائم قد يخلو بنفسه ولا يراه أحد إلا الله (عز وجل) ، وبإمكانه أن يتناول ما حرم الله عليه بالصيام، فلا يفعل ، لأنه يعلم - علم اليقين - أن له ربا يطلع عليه في أمره كله ، فيتركه لله خوفا من عقابه ، ورغبة في ثوابه ، وثقة في معية الله سبحانه ، يقول الحق سبحانه : و هو معكم ...}.

والصوم من العبادات التي شرّفها الله تعالی بنسبتها لنفسه ، وجعل جزاءها له سبحانه ، يقول نبينا (صلی الله عليه وسلم) : قال الله (عز وجل) : (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي ، وأنا أجزي به) ، وفي رواية : ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى: إلا الصوم ، فإنه لي، وأنا أجزي به ...)، 

لذا يقول أهل العلم : کفی بقوله سبحانه: (الصوم لي) فضلا له على سائر العبادات ، وقيل: إن سبب هذه الإضافة أن الصيام لم يعبد به غير الله تعالى ، فالصوم عبادة خالصة لله ، لا يدخلها الرياء ، وقيل: إنه أحب العبادات (عز وجل).

فالصائم دائم المراقبة لربه سبحانه ، حريص على أن يغتنم هذا الشهر المبارك، فيُعَرض نفسه لنفحات الله تعالی فيه ، رجاء أن يكون من عتقاء الله من النار .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

إخوة الإسلام :

إن الصيام الذي يكون سببا للعتق من النار هو الصيام الذي يمنع صاحبه من كل سلوك سيئ يحول بينه وبين المعاصي ، ويحقق له التقوى التي هي غاية الصيام وثمرته ، فلا يأكل الحرام ، ولا يخوض في الأعراض ، ولا يغتاب أحدا ، ولا يمشي بالنميمة بين الناس ، ولا يشهد الزور ، ولا يقول إلا ما يرضي الله (عز وجل) ، ولا يرد السيئة بمثلها ؛ إنما يدفعها بالتي هي أحسن ، متخلق بأخلاق الصائمين ، قال تعالى: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه}، وقال سبحانه : {والذين هم عن اللغو معرضون}، وقال جل شأنه) :{ادفع بالتي هي أحسن السيئة}، وقال (صلی الله عليه وسلم): (والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم) ، وقال (صلی الله عليه وسلم : (ليس الصيام من الأكل والشرب ؛ إنما الصيام من اللغو والرفث ...) ، 

إن الصائم الحق الذي ينتفع بأجر الصوم هو الذي يظهر أثر صيامه في سلوكه وتعامله مع الناس ، حيث إن الصيام يعود صاحبه على الإمساك بزمام نفسه ، والسيطرة عليها ، وضبطها حتى تبلغ ما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة ، فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ، فإذا أطلق المرء لنفسه عنانها أوقعته في المهالك ، وإذا ملك أمرها وسيطر عليها تمكن من قيادتها إلى أعلى المراتب وأسنی المطالب ، وهذا لا يتحقق إلا لمن صام صوما حقيقيا ، مستشعرا عظمة ربه بذلك ، وقد صام بطنه وفرجه ولسانه وجميع جوارحه عن كل ما حرم الله (عز وجل).

كما أن الصائم الحق هو من يخلصه لربه ، وينشغل بقبول عمله ، وكان سيدنا علي (رضي الله عنه) يقول: كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ، ألم تسمعوا قول الله تعالى : {إنما يتقبل الله من المتقين}.

اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ومن المقبولين .

من هنااااااا تابع قراءة المزيد من الخطب الرمضانية مكتوبة لجميع المواضيع

تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي خطبة جمعة قصيرة وسهلة عن آخر جمعة من رمضان

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
خطبة بعنوان رمضان شهر العتق من النار خطبة جمعة مكتوبة قصيرة وسهلة عن رمضان
0 تصويتات
بواسطة
الخطبة الأولى ( رمضان شهر التغيير) مختصرة

الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

روى النسائي في سننه (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ )

إخوة الإسلام

إن لم نتغير في رمضان فمتى نتغير ؟! وان لم نصلح حالنا في رمضان فهل عساه ينصلح من بعده ؟! فرمضان فرصة ذهبية لمن أراد اصلاح الأحوال والتغيير للأفضل ، فالكل به عيوب والجميع تحيط به الذنوب ، وكلنا نحتاج إلى تغيير أنفسنا ، وإصلاح عيوبنا ،فشهر رمضان خطوة نحو التغيير لمن كان مفرطًا في صلاته، فلا يُصليها مطلقًا، أو يؤخرها عن وقتها، أو يَتخلف عن أدائها جماعة في المسجد ، فشهر رمضان فرصة للتغيير ،بأن يواظب على أداء الصلوات في أوقاتها مع جماعة المسجد؛ فأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإذا صَلُحَت صَلُح سائر عَمَلِه، وإذا فَسَدت فَسَدَ سائر عمله. ورمضان خطوة نحو التغيير لمن اعتاد الإسفاف في الكلام أن يُغَيِّر من نَفسه فلا يتكلم إلا بخير، ولا يقول إلا خيرًا؛ فالكلمة الطيبة صدقة، وحِفظ اللسان طريق لدخول الجنة والنجاة من النار؛ ففي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ » ، ورمضان خطوة نحو التغيير لمن خاصم أحدًا من الناس أن يعفو ويصفح، قال تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109]. ورمضان خطوة نحو التغيير للغارقين في بحور الذنوب والمعاصي أن يسارعوا بالتوبة والرجوع والإنابة لله، فهو سبحانه : {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 3]. ورمضان خطوة نحو التغيير لمن هجر قراءة وحفظ القرآن الكريم وتدبره والعمل بما فيه، بأن ينتهز شهر القرآن فيحدد لنفسه وردًا مُعَيَّنًا يُحافِظ عليه في كل يوم. ورمضان خطوة نحو التغيير لمن اعتاد الشح والبخل أن يكثر من الصدقات؛ فالله سبحانه وتعالى يُربي الصدقة لصاحبها حتى تصير مثل الجبل، قال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276]. ورمضان خطوة نحو التغيير للغافلين عن ذكر الله تعالى أن يكثروا من الذكر آناء الليل وأطراف النهار، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب: 41، 42]. وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الذكر، فقال: ” « لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ». ” رواه الترمذي واحمد ، ورمضان خطوة نحو التغيير لمن اعتاد الكذب أن يترك هذه العادة السيئة ويتحلى بالصدق وفي موطإ مالك (عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا فَقَالَ « نَعَمْ ». فَقِيلَ لَهُ أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلاً فَقَالَ « نَعَمْ ». فَقِيلَ لَهُ أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا فَقَالَ « لاَ ». ورمضان خطوة نحو التغيير لمن قطع رحمه أن يصلها؛ فصلة الرحم تزيد في الرزق وتطيل العمر، ومن وصلها وصله الله تعالى.

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية ( رمضان شهر التغيير) مختصرة

الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

وحتى تقوم بالتغيير يجب عليك أن تواجه نفسك بأخطائها ومعاصيها، ولا تتنصل من تلك الأخطاء بأن تجد لها المبررات، واعلم أنك لن تُصلح من شأنك إلا إذا كنت عازمًا ومصرًّا على التغيير، فلتكن جادًّا في تغيير نفسك من الآن، ولا تؤجل ولا تسوف.

لا تقل: من أين أبـدأ *** طاعة الله البداية

لا تقل: أين طريقــي *** شرعة الله الهداية

لا تقــل: أين نعيمـي *** جنـة الله كفايـة

لا تقل: في الغد أبـدأ *** ربما تأتي النهايـة

واعلم أن البداية عليك وعلى الله التمام، ففي الصحيحين واللفظ لمسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا تَقَرَّبَ عَبْدِى مِنِّى شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّى ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا – أَوْ بُوعًا – وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِى أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ». فاستعن بالله أولاً وأخيرًا، ولتكن لك إرادة وعزيمة قوية في أن تغيِّر نفسك إلى الأفضل، واعلم أن التغيير لا بد أن يبدأ من أعماق نفسك، واعلم أن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فدرب نفسك وعودها على الطاعة، واستعن بالله عز وجل واطلب منه أن يوفقك لما يحب ويرضى،

الدعاء
0 تصويتات
بواسطة
خطبه الجمعه ال14 من رمضان

 خطبه الجمعه بعنوان(رمضان شهر الصدقه و السخاء والجود والكرم والاحسان)

الخطبه الاولى

مما لا شك فيه أن السخاء من شيم الكرام، وأصحابه محمودون في الدنيا والآخرة، وهو خلق يستر الله به عيوب صاحبه إن كان به عيوب، قال الشاعر:

ويُظهر عيبَ المرء في النّاس بُخلُه … ويستره عنهم جميعا سخـاؤه

تـغــطّ بأثــــواب السّــــخــاء فــإنّني …أرى كلّ عيب بالسّخاء غطاؤه

فما هو السخاء؟

قال ابن حجر- رحمه الله تعالى-: السّخاء بمعنى الجود، وهو بذل ما يقتنى بغير عوض.

وقال الماورديّ- رحمه الله تعالى-: حدّ السّخاء بذل ما يحتاج إليه عند الحاجة، وأن يوصل إلى مستحقّه بقدر الطّاقة.

وإذا كان السخاء بهذا المعنى فلا شك أنه يتفاوت من إنسان لآخر؛ ولهذا فإن السخاء درجات.

قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى-: (إذا كان السّخاء محمودا فمن وقف على حدّه سمّي كريما وكان للحمد مستوجبا، ومن قصّر عنه كان بخيلا وكان للذّمّ مستوجبا.

والسّخاء نوعان: فأشرفهما سخاؤك عمّا بيد غيرك، والثّاني سخاؤك ببذل ما في يدك، فقد يكون الرّجل من أسخى النّاس، وهو لا يعطيهم شيئا لأنّه سخا عمّا في أيديهم، وهذا معنى قول بعضهم:

السّخاء أن تكون بمالك متبرّعا، وعن مال غيرك متورّعا).

وقال ابن قدامة المقدسيّ- رحمه الله تعالى-:

(اعلم أنّ السّخاء والبخل درجات: فأرفع درجات السّخاء الإيثار، وهو أن تجود بالمال مع الحاجة إليه.

وأشدّ درجات البخل، أن يبخل الإنسان على نفسه مع الحاجة، فكم من بخيل يمسك المال، ويمرض فلا يتداوى، ويشتهي الشّهوة فيمنعه منها البخل.

فكم بين من يبخل على نفسه مع الحاجة، وبين من يؤثر على نفسه مع الحاجة. فالأخلاق عطايا يضعها الله- عزّ وجلّ- حيث يشاء. وليس بعد الإيثار درجة في السّخاء. وقد أثنى الله- تعالى- على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالإيثار، فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ} (الحشر: 9) ، وكان سبب نزول هذه الآية قصّة أبي طلحة، لمّا آثر ذلك الرّجل بقوته وقوت صبيانه).

الرسول صلى الله عليه وسلم سيد الأسخياء:

فقد روى البخاري رحمه الله في باب حسن الخلق والسخاء..عن جابر رضي الله عنه قال: " ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قط فقال: لا".

وروى مسلم رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال: " ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها".

نماذج من سخاء الصالحين:

لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم سادة الصالحين بعد الأنبياء والمرسلين، ولقد كانوا رضي الله عنهم يتأسون بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء، ومن ذلك جوده وسخاؤه.

وقد ذكر العلماء من ذلك شيئا كثيرا، وعلى سبيل المثال:

روى الإمام مالك- رحمه الله تعالى- عن مولاة لعائشة- رضي الله عنها-: أنّ مسكينا سأل عائشة وهي صائمة، وليس في بيتها إلّا رغيف، فقالت لمولاة لها: أعطيه إيّاه، فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه. فقالت أعطيه إيّاه. ففعلت، فلمّا أمسينا، أهدى لها أهل بيت أو إنسان- ما كان يهدي لها شاة وكفنها (أي ما يغطيها من الأقراص والرّغف) فدعتني عائشة، فقالت: كلي من هذا. هذا خير من قرصك.

وذكر ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق أن محمّد بن المهلّب- رحمه الله تعالى- قال: بعث مروان وهو على المدينة ابنه عبد الملك إلى معاوية فدخل عليه فقال: إنّ لنا مالا إلى جنب مالك بموضع كذا وكذا من الحجاز، لا يصلح مالنا إلّا بمالك، ومالك إلّا بمالنا، فإمّا تركت لنا مالك فأصلحنا به مالنا، وإمّا تركنا لك مالنا فأصلحت به مالك، فقال له: يا ابن مروان: إنّي لا أخدع عن القليل ولا يتعاظمني ترك الكثير، وقد تركنا لكم مالنا فأصلحوا به مالكم.

أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد بلغ درجة عالية من السخاء حتى إنه كان يقول: ما أدري أي النعمتين أعظم عليّ مِنّةً: من رجلٍ بذل مُصاص وجهه إليه فرآني موضعاً لحاجته، وأجرى الله قضاءها أو يسّره على يديّ، ولأن أقضي لامرئٍ مسلمٍ حاجةً أحبّ إلي من ملء الأرض ذهباً وفضةً.

وكان يقول: إذا أقبلت عليك الدّنيا فأنفق منها فإنّها لا تفنى، وإذا أدبرت عنك فأنفق منها فإنّها لا تبقى.

وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: إذا مات السّخيّ، قالت الأرض والحفظة: ربّ تجاوز عن عبدك في الدّنيا بسخائه.

وقال محمّد بن المنكدر- رحمه الله تعالى-: كان يقال: إذا أراد الله بقوم خيرا أمّر عليهم خيارهم، وجعل أرزاقهم بأيدي سمحائهم.

ومن عجائب الأسخياء:

ما ذكره ابن قدامة - رحمه الله تعالى- فقال:

(خرج عبد الله بن جعفر إلى ضيعة له، فنزل على نخل لقوم فيها غلام أسود يعمل فيها، إذ أتى الغلام بقوته، فدخل الحائط (الحديقة) كلب، فدنا من الغلام فرمى إليه قرصا فأكله، ثمّ رمى إليه قرصا آخر فأكله، ثمّ رمى إليه ثالثا فأكله، وعبد الله ينظر. فقال: يا غلام كم قوتك كلّ يوم؟ قال: ما رأيت. قال: فلم آثرت به هذا الكلب؟ قال: إنّ أرضنا ما هي بأرض كلاب، وأظنّ أنّ هذا الكلب قد جاء من مسافة بعيدة جائعا فكرهت ردّه، قال: فما أنت صانع؟ قال: أطوي يومي هذا، فقال عبد الله بن جعفر: أُلام على السّخاء وهذا أسخى منّي!!. فاشترى الحائط وما فيه من الآلات واشترى الغلام وأعتقه ووهبه له).

وقال أيضا: (اجتمع جماعة من الفقراء في موضع لهم وبين أيديهم أرغفة معدودة لا تكفيهم فكسروا الرّغفان، وأطفأوا السّراج، وجلسوا للأكل، فلمّا رفع الطّعام إذا هو بحاله، لم يأكل أحد منهم شيئا إيثارا لأصحابه).

وقال الشّافعيّ- رحمه الله-: (لا أزال احبّ حمّاد بن سليمان لشيء بلغني عنه، أنّه كان ذات يوم راكبا حماره، فحرّكه فانقطع زرّه، فمرّ على خيّاط، فأراد أن ينزل إليه ليسوّي زرّه، فقال الخيّاط: والله لا نزلت، فقام الخيّاط إليه فسوّى زرّه، فأخرج إليه صرّة فيها عشرة دنانير فسلّمها إلى الخيّاط واعتذر إليه من قلّتها). وأنشد الشّافعيّ- رحمه الله- لنفسه:

يا لهف قلبي على مال أجود به على المقلّين من أهل المروءات

إنّ اعتذاري إلى من جاء يسألني ما ليس عندي، لمن إحدى المصيبات

وقال الغزاليّ- رحمه الله تعالى-: (اعلم أنّ المال إن كان مفقودا فينبغي أن يكون حال العبد القناعة، وقلّة الحرص، وإن كان موجودا فينبغي أن يكون حاله الإيثار، واصطناع المعروف، والتّباعد عن الشّحّ والبخل، فإنّ السّخاء من أخلاق الأنبياء- عليهم السّلام- وهو أصل من أصول النّجاة).

وأخيرا ، قال إبراهيم اليشكريّ منشدا:

يقول رجال قد جمعت دراهما … وكيف ولم أخلق لجمع الدّراهم

أبى الله إلّا أن تكون دراهمي … بذا الدّهر نهبا في صديق وغارم

وما النّاس إلّا جامع أو مضيّع … وذو نصب يسعى لآخر نائم

يلوم أناس في المكارم والعلا … وما جاهل في أمره مثل عالم

لقد أَمِنَت منّي الدّراهم جَمعَها … كما أَمِن الأضيافُ من بخل حاتم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بواسطة
خطبة الجمعة (الْمُعْجِزَةُ الْخَالِدَةُ القران)
بتاريخ 14 من رمضان 1443هـ - الموافق 15 / 4 / 2022م
(نزول القران معجزه كبيره فى رمضان)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أَنْـزَلَ كِتَابَهُ العَزِيزَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ، وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا، وَجَعَلَهُ مُعْجِزًا فَلَوِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، بَعَثَهُ رَبُّهُ هَادِياً وَبَشِيرًا، وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيرًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ عَمِلُوا بِالْقُرْآنِ عَلَى عِلْمٍ، وَانْشَرَحُوا بِهِ صُدُورًا.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ - أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ - وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ فَإِنَّ الْفَوْزَ فِي أَنْ تَتَّقُوا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَتَفَرَّقُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الـمُسْلِمُونَ:
لَقَدْ أَرْسَلَ اللهُ الرُّسُلَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الكُتُبَ، وَأَيَّدَهُمْ بِالْمُعْجِزَاتِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِمْ، وَتُبَرْهِنُ عَلَى أَمَانَتِهِمْ. وَلَـمَّا كَانَ النَّاسُ مُتَفَاوِتِينَ فِي عُقُولِهِمْ وَمَدَارِكِهِمْ، وَمُخْتَلِفِينَ فِي بِيئَاتِهِمْ وَطَبَائِعِهِمْ؛ فَقَدْ آتَى اللهُ كُلَّ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ- علَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ـ مُعْجِزَةً تُنَاسِبُ قَوْمَهُ، فَلَمَّا كَانَ السِّحْرُ فَاشِياً فِي قَوْمِ مُوسَى - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَيَّدَ اللهُ تَعَالَى مُوسَى بِالْعَصَا فَتَلَقَّفَتْ مَا صَنَعُوا مِنْ بَاطِلٍ فِي حِبَالِهِمْ وَعِصِيِّهِمُ الَّتِي سَحَرُوا بِهَا أَعْيُنَ النَّاسِ ]فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [ [الأعراف:118ـ122].
وَحِينَ كَانَ الزَّمَنُ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ عِيسَى ـ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ـ قَدْ عَلَا فِيهِ الطِّبُّ وَبَرَعَ فِيهِ قَوْمُهُ؛ آتَاهُ اللهُ تَعَالَى مُعْجِزَةً مِنْ جِنْسِ مَا تَفَوَّقَ فِيهِ قَوْمُهُ؛ فَكَانَ يُحْيِي المَوْتَى؛ ويُبْرِئُ الأَبْرَصَ وَالْأَكْمَهَ الَّذِي يُولَدُ أَعْمَى، ويَخْلُقُ لَهُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَيَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ بُدٍّ فِي وَجْهِ هَذِهِ الـمُعْجِزَاتِ البَاهِرَةِ الَّتِي فَاقَتْ طَاقَاتِهِمْ وَقُدُرَاتِهِمْ إِلَّا أَنْ أَذْعَنُوا أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَلَـمَّـا كَانَ الْعَرَبُ أَرْبَابَ الفَصَاحَةِ وَالبَلَاغَةِ، وَفُرْسَانَ البَيَانِ وَالْخَطَابَةِ؛ جَـعَلَ اللهُ مُعْجِزَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِنْسِ مَا تَفَوَّقُـوا فِيهِ وَأَنْجَزُوا، وَقَدْ تَحَدَّى اللهُ الإِنْسَ وَالْجِـنَّ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ فَعَجَزُوا؛  قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا[ [الإسراء:88].
عِبَادَ اللهِ:
إنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْزَلَ كِتَابَهُ الْعَزِيزَ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ، أَنْـزَلَهُ سُبْحَانَهُ بِعِلْمِهِ: مَنْهَجَ حَيَاةٍ، وَأُسَّ شَرِيعَةٍ، وَدُسْتُورَ أُمَّةٍ، وَجَعَلَهُ خَاتَمَ الكُتُبِ لِخَاتِمَةِ الرِّسَالَاتِ وَعَلَى خَاتَمِ الْـمُرْسَلِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ حَوَى كَثِيرًا مِنْ عُلُومِ الشَّرَائِعِ الأُولَى وَمَبَادِئِهَا وَأَخْلَاقِهَا، وَزَادَ عَلَيْهَا حتَّى صَارَ نَاسِخاً لَهَا وَمُهَيْمِناً عَلَيْهَا.
فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَنَا، وَخَبَرُ مَا بَعْدَنَا، وَحُكْمُ مَا بَيْنَنَا، هُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللهِ الْـمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الحَكِيمُ وَالصِّرِاطُ الـمُسْتَقِيمُ، لَا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ العُلَمَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ مِنْهُ الأَلْسُنُ، وَلَا يَبْلَى عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ. مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِليْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
إِنَّهُ –يَا عِبَادَ اللهِ- مُعْجِزَةُ الْـمُعْجِزَاتِ، وَأَعْظَمُ الآيَاتِ الخَالِدَاتِ، سَمَّاهُ اللهُ نُورًا وَذِكْرًا وَفُرْقَاناً وَوَحْياً وَرُوحاً، أَحْيَا بِهِ أَرْوَاحًا بِالنُّورِ وَالْهِدَايَةِ، فَفَرَّقَ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ وَالْغَوَايَةِ، وَوَصَفَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِقَوْلِهِ: ]يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ[ [يونس:57].
وَجَعَلَ اللهُ تَعَالَى الخَيْرِيَّةَ لِحَفَظَتِهِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ الأَفْضَلِيَّةَ لِحَمَلَتِهِ، فَقَدْ رَوَى أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قِيلَ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أَهْلُ القُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخاصَّتُهُ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].
وَسَيَكُونُ شَفِيعاً لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ  رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لِأَصْحَابِهِ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].
وَجَعَلَ اللهُ تَعَالَى الْخَيْرِيَّةَ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ، ثُمَّ عَلَّمَهُ النَّاسَ؛ فَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ».
وَكَمْ مِنْ أَقْوَامٍ رُفِعُوا بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فَسَمَا بِهِمْ مِنْ رُعَاةٍ لِلْغَنَمِ إِلَى قَادَةٍ لِلْأُمَمٍ!!، وَكَمْ مِنْ أُنَاسٍ وُضِعُوا بِبُعْدِهِمْ عَنْ هَدْيِهِ الكَرِيمِ وَتَجَنُّبِهِمْ صِرَاطَهُ الْـمُسْتَقِيمَ!!، وَصَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ: «إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].
مَنْ أَجَادَهُ وَأَتْقَنَ لَفْظَهُ وَحَفِظَ حُدُودَهُ رُفِعَ فِي عِلِّيِّينَ، وَكانَ مَعَ البَرَرَةِ الـمُطِيعِينَ؛ كَمَا رَوْتَ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ].
إِخْوَةَ الإِيمَانِ:
وَمَنْ قَرَأَ مِنْهُ حَرْفاً كَانَ لَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ؛ فَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ:(ألم) حَرْفٌ، وَلَكِنْ:أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» [أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ]. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآنِ:اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْـزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا» [أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ].
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ،
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيمَ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ القُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؛ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، عَامَلَ أَهْلَ الإِحْسَانِ بِالإِحْسَانِ، وَأَهْلَ الإِسَاءَةِ بِالْعَفْوِ وَالْغُفْرَانِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالهُدَى وَالرَّحْمَةِ إِلَى الإِنْسِ وَالْجَانِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الْفَضْلِ وَالْعِرْفَانِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى، وَاسْتَمْسِكُوا مِنَ الدِّينِ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى.
أُمَّةَ القُرْآنِ الْعَظِيمِ:
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ[ [البقرة:185]، فَلَمَّا كَانَ رَمَضَانُ شَهْرَ الْقُرْآنِ وَالْبِـرِّ وَالإِحْسَانِ؛ فَقَدْ كَانَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ - رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ - يَتَسَابَقُونَ إِلَى الطَّاعَةِ وَتِلَاوَةِ القُرْآنِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى كَأَنَّمَا خُصَّ رَمَضَانُ بِالْقُرْآنِ، فَكَانُوا يَعْكُفُونَ عَلَيْهِ قِرَاءَةً وَتَدَبُّرًا، وَبُكَاءً وَتَخَشُّعاً، يَهْجُرُونَ الْمَضَاجِعَ لِأَجْلِهِ، وَيَسْتَغْنُونَ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَنَاءً بِفَضْلِهِ.
وَكَانَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-  يُدَارِسُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ. وَكَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْتِمُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً، وَكَانَ لِلشَّافِعيِّ -رحِمَهُ اللهُ- فِي رَمَضَانَ سِتُّونَ خَتْمَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَخْتِمُهُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ ثَلَاثِ لَيَالٍ، وَبَعْضُهُمْ فِي كُلِّ سَبْعٍ، وَبَعضُهُمْ فِي كُلِّ عَشْرٍ. وَكَانَ قَتَادَةُ - رَحِمَهُ اللهُ-  يَخْتِمُهُ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، وَفِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ يَخْتِمُهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ. وَكَانَ الزُّهْرِيُّ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ - رحِمَهُمَا اللهُ- إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ تَرَكَا مَجَالِسَ الْعِلْمِ وَعَكَفَا عَلَى تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَهَكَذَا هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (يَنْبَغِي لِقَارِئِ الْقُرْآنِ أَنْ يُعْرَفَ بِلَيْلِهِ إِذِ النَّاسُ نَائِمُونَ، وَبِنَهَارِهِ إِذِ النَّاسُ مُفْطِرُونَ، وَبِبُكَائِهِ إِذِ النَّاسُ يَضْحَكُونَ، وَبِوَرَعِهِ إِذِ النَّاسُ يَخْلِطُونَ، وَبِصَمْتِهِ إِذِ النَّاسُ يَخُوضُونَ، وَبِخُشُوعِهِ إِذِ النَّاسُ يَخْتَالُونَ).
فَأَقْبِلُوا -يَا رَعَاكُمُ اللهُ- عَلَى مَائِدَةِ القُرْآنِ؛ فَهُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ، وَالنُّورُ الْـمُبِينُ، أَحِلُّوا حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، اقْرَؤُوهُ بِتَدَبُّرٍ وَسَكِينَةٍ؛ فَفِي قِرَاءَتِهِ انْشِرَاحٌ وَطُمَأْنِينَةٌ، ]إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا[ [الإسراء:9-10].
اللَّهُمَّ اجْعَلِ القُرْآنَ الْعَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا وَنُورَ صُدُورِنَا، وَذَهَابَ هُمُومِنَا وَجَلَاءَ أَحْزَانِنَا، وَقَائِدَنَا وَسَائِقَنَا إِليْكَ وَإِلَى جَنَّاتِكَ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَدَارِكَ دَارِ السَّلَامِ. اللَّهُمَّ ذَكِّرْنَا مِنْهُ مَا نُسِّينَا، وَعَلِّمْنَا مِنْهُ مَا جَهِلْنَا، وَارْزُقْنَا تِلَاوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ، وَاجْعَلْهُ حُجَّةً لَنَا وَلَا تَجْعَلْهُ حُجَّةً عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَوَفِّقْنَا فِيهِ لِأَعْمَالِ القَبُولِ وَالرِّضْوَانِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؛ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ. اللَّهُمَّ احْفَظْ أَمِيرَ البِلَادِ وَوَلِـيَّ عَهْدِهِ، وَوَفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.

اسئلة متعلقة

...